صباح الموسوي
27-11-2012
لقد اعتمد المشروع الإيراني في المنطقة العربية على أربع مرتكزات (الجغرافيا, التاريخ، الديمغرافيا، والعقيدة )، وجعلها أساسًا ومنطلقًا لتصدير الثورة "والتي تعني التوسع وبسط النفوذ الإيراني" ليس في منطقة الخليج العربي وحسب، بل وفي عموم منطقة الشرق الأوسط , مستغلة جملة من العوامل والظروف "الدينية والسياسية والتاريخية والاقتصادية"، لتحقيق أهدافها المنشودة.
لقد اعتمد المشروع الإيراني في المنطقة العربية على أربع مرتكزات (الجغرافيا, التاريخ، الديمغرافيا، والعقيدة )، وجعلها أساسًا ومنطلقًا لتصدير الثورة "والتي تعني التوسع وبسط النفوذ الإيراني" ليس في منطقة الخليج العربي وحسب، بل وفي عموم منطقة الشرق الأوسط , مستغلة جملة من العوامل والظروف "الدينية والسياسية والتاريخية والاقتصادية"، لتحقيق أهدافها المنشودة.
كما اتخذت من مناطق في آسيا الوسطى وشمال إفريقيا مراكز نفوذ له، وقواعد ارتكاز لتحقيق اختراقات في البلدان التي تم تحديدها لتكون هدفًا له.
وللتغطية على مآربها الحقيقية, فقد اتخذت إيران من القضية الفلسطينية ودعم بعض الفصائل الفلسطينية غطاءً لكسب التعاطف العربي والإسلامي, واستغلال الأقليات الشيعية في البلدان العربية حصان طروادة لمخططها, ومن معاداة أمريكا والكيان الصهيوني شعارًا لها، وتقديم المعونات المادية والعسكرية لبعض الدول العربية والإفريقية الفقيرة , مدخلًا للنفوذ وقواعد انطلاق نحو تحقيق مشروعها.
وقد قامت إيران بتأسيس سلسلة من المؤسسات والدوائر، لتكون أجنحة لوزارة الخارجية لمساعدتها على إنجاح مشروعها.
ومن بين هذه المؤسسات يمكن ذكر الأسماء التالية:
- المستشاريات الثقافية الإيرانية – تقوم على نشر وتدريس الثقافة الفارسية، وكسب المتعاطفين ونقلهم لإيران لإكمال التعليم باللغة الفارسية وتغذيتهم بمزيد من الثقافة والأفكار، ومن ثم تجنيدهم عبر تقديم المغريات المادية والمعنوية.
- المجمع العالمي لأهل البيت- تنظيم سياسي بواجهة دينية يرأسه حاليًا "الشيخ محمد حسن أختري" - السفير الإيراني الأسبق في سوريا -، يعمل هذا المجمع على عقد مؤتمرات لوضع الخطط والبرامج التبشيرية، وتنظيم ودعم الموالين لولاية الفقيه في العالم.
- مجمع التقريب بين المذاهب – يرأسه الشيخ "محسن الأراكي"، وهو رئيس المحاكم الثورية السابق في الأحواز، وعضو في حزب الدعوة العراقي، ويقوم المجمع المذكور على عمل دعائي لذر الرماد في العيون، بهدف إبعاد تهمة الطائفية عن النظام الإيراني, ودعم مشروع نشر التشيع في الدول العربية، وكسب أصحاب الحركات الصوفية وبعض المشايخ والجماعات المتأسلمة، وذلك تحت غطاء الوحدة الإسلامية. أسس المجمع المذكور عام 1990م بأمر من علي خامنئي.
- منظمة التبليغ الإسلامي – تقوم بالإشراف على المؤسسات والمراكز الدينية الصفوية في الخارج، وتقديم الدعم والرعاية لها, ومد هذه المراكز بمبلغين (قراء المراثي) تم إعدادهم إعدادًا جيدًا للمهام المنوطة بهم، بالإضافة إلى ذلك تقوم المنظمة المذكورة بطبع الكتب الصفوية العقدية والثقافية التي يتم توزيعها بالمجان. وتعقد المؤتمرات لنشر ثقافة الفكر الصفوي وتمجيد النظام الإيراني، والسعي لترسيخ نظرية ولاية الفقيه المطلقة، وتلميع صورة المرشد علي خامنئي.
- المدارس الإيرانية في الخارج – تعمل هذه المدارس على نشر الثقافة الإيرانية من خلال فتح باب القبول لغير الإيرانيين مجانًا, وكسب الطلبة الإيرانيين المقيمين في الخارج، وتجنيدهم للعمل ضد المعارضة الإيرانية، والقيام ببناء علاقات مع غير الإيرانيين، وكسبهم لصالح إيران.
- الحوزات الدينية في الخارج – قام النظام الإيراني بفتح ما يسمى بالحوزات الدينية في عدد من الدول العربية، حيث تقوم هذه الحوازات على نشر التعاليم والأفكار العقدية الصفوية, وتعمل هذه الحوزات على جلب الطلبة من غير الشيعة فبعد إكمالهم مرحلة ما يعرف بالمقدمات في تلك الحوازات المتواجدة في بلدانهم يتم نقل إلى إيران لإكمال دراساتهم، وهناك يبدأ ضمهم إلى أجهزة الاستخبارات قبل عودتهم إلى بلدانهم .
يتبع
مركز التأصيل للدراسات والبحوث