«الصابرين».. حلقة جديدة لمسلسل المد الإيراني في الأراضي العربية

بواسطة المرجع قراءة 863
«الصابرين».. حلقة جديدة لمسلسل المد الإيراني في الأراضي العربية
«الصابرين».. حلقة جديدة لمسلسل المد الإيراني في الأراضي العربية

كشفت تقارير صحفية أمريكية عن حجم تمويل إيران لحركة «الصابرين» الشيعية التي يقودها «هشام سالم»، وكواليس اعتقاله لمدة 17 يومًا في سجون حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة.

 

وأفرج عن أمين عامّ الحركة المسلّحة بعد اعتقال دام من 26 فبراير الماضي وحتّى 10 مارس الجاري، بعدما ساوم عناصر «الصابرين» على تسليم أسلحتهم مقابل الإفراج عن أمينهم العامّ.

 

وبحسب موقع «المونيتور» الأمريكي، لم تتدخّل إيران لمنع اعتقال قادة وأفراد «الصابرين» الذين تجاوزَ عددهم في السجون أكثر من 70 شخصًا، ومصادرة سلاحهم من قبل «حماس»، الأمر الذي أرجعه قياديّون في الحركة إلى «وشاية» تعرّضت لها الحركة من قبل فصائل فلسطينيّة مقرّبة من إيران.

 

وبحسب موقع «رام الله» الفلسطينى، فقد تم تأسيس الحركة لتكون بديلًا مستقبليًّا عن "حركة الجهاد الإسلامي"، وهي بمثابة ذراع عسكرية لإيران في الأراضي الفلسطينية.

 

 

أمّا مؤسسها فهو القيادي المنشق عن «الجهاد» الإسلامي هشام سالم، ومصدر تمويلها إيران و"حزب الله"، وتبلغ الميزانية السنوية 12 مليون دولار أمريكي، أي بمعدل مليون دولار شهريًّا، بحسب «المونيتور».

 

وأسست إيران حركة لنشر التشيُّع على غرار "حزب الله" اللبناني، تحت مُسمَّى «حركة الصابرين» في العام 2014، وهي حركة شيعيَّة يرأسها أمين عام يُدعى «هشام سالم»، قيادي منشق عن "حركة الجهاد الإسلامي"، ومؤسس الحركة مع مجموعة من القياديين المنشقين الذين يحملون الفكر والعقيدة الشيعيَّة.

 

تتلقَّى «حركة الصابرين» تمويلًا بشكل مباشر من «قاسم سليماني»، قائد "الحرس الثوري" الإيراني، وتعمل الحركة على نشر التشيُّع في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ لكنها تتركَّز في غزة بشكل أكبر؛ بسبب عدم وجود معارضة قوية لها من "حركة حماس".

 

واستغلَّ نظام الملالي في إيران الوضع في غزة، فأغدق في إنفاق الأموال، وأنشأ جمعيات خيرية لتشييع الفلسطينيين من خلال المساعدات، ومن ضمن هذه الجمعيات جمعيتا «إمداد الخميني» و«الباقيات الصالحات»؛ واللتان أُسِّسَتَا في 2016.

 

وفي لقاء لأمين «حركة الصابرين» مع قناة «الكوثر» الشيعيَّة الإيرانية، خلال "ذكرى مقتل الإمام الحسين"، أعلن أن فلسطين هي «كربلاء» جديدة، وتحتاج إلى «حسين» جديد لتحريرها.

 

ولا تخفي «حركة الصابرين»، انتماءها لإيران؛ إذ هنَّأت طهران على الاتفاق النووي، كما ندَّدَت بتصنيف «حزب الله» اللبناني على قوائم الإرهاب، كما انتقدت -بأشد العبارات- موقف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، واعتبرته عدوانًا على اليمنيين مشيرة إلى الحوثيين.

 

وأدرجت الولايات المتحدة؛ وفقًا لوزارة الخارجيَّة الأمريكيَّة «الصابرين» ضمن قائمة خاصة للإرهاب العالمي في عام 2017، كما ضمَّت القائمة إسماعيل هنية، قائد "حركة حماس".

 

ومن جانبه قال الخبير في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمد بناية، إن تقرير «المونيتور» يؤكد مخططات إيران في المنطقة العربية، واستهداف القضية الفلسطيينة بالعمل على وجود فصائل وميليشيات موالية لها، وزرع الانشقاقات داخل القوى الفلسطينية.

 

وأضاف بناية في تصريح لـ«المرجع» أن حركة الصابرين تشبه نموذج «حزب الله» في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق، وميليشيا الحوثي في اليمن، بما يخدم على المشروع الإيراني ولا يخدم القضية الفلسطينية.

 

وتابع الخبير في الشؤون الايرانية: إن «الصابرين» تشكل حلقة جديدة من حلقات "الحرس الثوري" في نشر التشيع واستثماره بما يخدم مصالح "المرشد" في طهران، محذرًا من تأثير "حركة الصابرين" والدور الإيراني على القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن إيران تنظر إلى القضية الفلسطينية كورقة في صراعها مع الولايات المتحدة وتحقيق مصالحها، وليس لخدمة القضية الفلسطينية.

 

المصدر : المرجع

21/7/1440

28/3/2019



مقالات ذات صلة