إلى الممجدين للثورة الإيرانية في غزة

بواسطة محمد الشاعر قراءة 1974
إلى الممجدين للثورة الإيرانية في غزة
إلى الممجدين للثورة الإيرانية في غزة

إلى الممجدين للثورة الإيرانية في غزة

 

الحقيقة – غزة – محمد الشاعر

 

مما لا شك فيه أن أهل السنة يتعرضون لهجمة شرسة ومخيفة من قبل كل من أمريكا وحلفائها، وإيران وأذنابها، وفي خضم هذه الهجمة نجد من يمجد ويقدس في الثورة الإيرانية ويروج لها ويجعلها قدوة ونبراسا له، يحذو عليها ويتخذها طريقاً نحو النصر وفتح بيت المقدس، وفي هذه المرة من أبناء جلدتنا ومن قطاع غزة المكتوي بنار الحصار منذ سنوات.

فوجدنا في هذه الأيام  الأكاديمي في جامعة الأزهر الدكتور أسعد أبو شرخ  يصدر مقالاً يحث فيه الجميع الحذو تجاه إيران وذلك عبر موقع فلسطين اليوم المقرب من الجهاد الإسلامي.

مجد أبو شرخ الثورة الإيرانية مؤكداً على أنها أعادت للإسلام هيبته وأن الخميني صاحب الفضل الأول في قيام تلك الثورة وله الفضل في دعم القضية الفلسطينية.

وأشار أبو شرخ إلى أن فتوى الخميني بالتبرع للثورة الفلسطينية بأموال الزكاة لها التأثير الكبير على المسلمين نظراً لأهمية ومرجعية الرجل على الساحة الإيرانية.

وبناء على ما سبق ، فإذا كان الخميني يعتبر على حد زعم أبو شرخ من أهم المراجع الإسلامية ، فهذا يدل وبكل وضوح على عدم معرفة أبو شرخ بالخميني، وأنه لم يطلع على مؤلفاته التي تقدح في عقيدة أهل السنة والجماعة والمليئة بالدسائس والاتهامات الباطلة بحق النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الأطهار الذي رضي الله عنهم ورضوا عنه.

حقيقة ... كانت هذه الكلمات لتوضيح وكشف الزيغ  والغشاوة عن أعين كل من خدع بهذه الثورة أو بذلك الخميني الذي تحدث عن الغائب المنتظر في خطاب ألقاه بمناسبة ذكرى مولد المهدي في الخامس عشر من شعبان 1400هــ يقول فيه : " لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة لكنهم لم ينجحوا  ، حتى النبي محمداً خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية ، لم ينجح في ذلك، وإن الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر!! " .

ويقول هذا الهالك في خطاب ألقاه في ذكرى مولد الرضى الإمام السابع عند الشيعة بتاريخ 9-8 – 1984م : " إني متأسف لأمرين أحدهما أن نظام الحكم الإسلامي لم ينجح منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا!! وحتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يستقم نظام الحكم كما ينبغي!! " .

بل ويتهم الخميني النبي صلى الله عليه وسلم بعدم تبليغ الرسالة كما ينبغي وذلك كما جاء في كتابه كشف الأسرار صفحة 55   فيقول :  " واضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال!! لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ، ولما ظهرت خلافات في أصول الدين وفروعه" .

والأدلة في هذا الباب كثيرة جمة وواضح مدى الزيغ العقائدي عند هذا المُمَجَّد من قبل الدكتور أبو شرخ ، وواضح أيضاً مدى عدم إطلاع الدكتور أبو شرخ بالمنهج الرافضي الخبيث الذي تزّعمه الخميني في إيران، مستخدما لفظ المقاومة لدغدغة عواطف الشعوب الإسلامية والعربية نحو منهجه المعادي لأهل السنة والجماعة.

بل للأسف لم يكتف أبو شرخ بهذا القدر بل بالغ في التمجيد بتحديد " الخطوات البناءة " التي قامت بها الثورة الإيرانية للدفاع عن القضية الفلسطينية على حد زعمه والتي منها:

1.    فتح إيران معاهدها العلمية للطلبة الفلسطينيين لتلقي العلم والتدريب .

2.    احتضان التنظيمات المجاهدة خاصة حماس والجهاد الإسلامي وتقديم الدعم المادي لهما .

3.    الاحتفال بيوم القدس وتسيير المظاهرات في هذه المناسبة .

4.    اعتبار القضية الفلسطينية من أهم مرتكزات السياسة الخارجية الإيرانية .

5.    المطالبة بإنهاء الاحتلال ورفع الحصار الإجرامي الذي تفرضه دولة " إسرائيل ".

ثمة عدة ردود على هذا التلميع لإيران يسبقه سؤال يطرح نفسه .. هل كانت هذه الخطوات التي قدمتها إيران للقضية الفلسطينية هي فعلاً لخدمة القضية الفلسطينية أم مطية لتحقيق أهداف خبيثة ؟

هذه الخطوات البناءة من وجهة نظر أبو شرخ التي قدمتها طهران لابد من كشف أهدافها وهذا أصلاً من باب التذكير، ولأن اللثام كشف عن وجوه اللئام لكن هناك من يصر على تمهيد الطريق لطهران.

-   بالنسبة للتدريب المزعوم ، فكل من رجع من طهران يعلم جيداً أن طهران  لم تدرب المجاهدين التدريب المطلوب بل إن التدريب في قطاع غزة كان على مستوى أعلى من تحمل وعثاء السفر ليتعلم المجاهد كيفية إطلاق رصاصة من كلاشنكوف ؟ !!!! وعلى الدكتور أبو شرخ أن يسأل في حيه من ذهب إلى طهران!!

-   الكل يعلم أن حركات المقاومة الإسلامية قدمت صورة مشرقة في الصمود والثبات مما جعل لها قاعدة جماهيرية إسلامية واضحة ولا يخفى على ملالي طهران كسب شيء من هذه الصورة بأقل تكلفة.

-   القدس يهوّد يومياً وبوتيرة متسارعة ، فمن يريد تحريرها فليحررها بصورايخ شهاب وزلزال وفجر وغيرها هذا إذا كانت فعلاً معدة لتحرير القدس وليست لتدمير أهل السنة والجماعة .

-    وثمة سؤال هنا نطرحه للدكتور أبو شرخ ليطرحه بدوره على ملالي طهران .... أيهما أفضل لديكم كربلاء أم القدس فضلاً عن الحرم المكي طبعاً ؟ !!

-   وهل الدعم المادي الذي قدمته طهران لحماس والجهاد يتوازى ويتساوى مع الدعم المادي لجماعة الحوثيين في اليمن الذين يوجهون رصاصهم لأهل السنة سواء في اليمن أو في السعودية  ؟!!!

ونذكر هنا الجميع ، ما فعلته المليشيات الشيعية التي تتحرك بأوامر إيرانية في العراق ضد الفلسطينيين والتشنيع والتنكيل بهم ودفعهم للجوء إلى الصحراء بين العقارب والهيمان أو اللجوء إلى البرازيل ونيوزلندا  في أقصى أنحاء المعمورة . هل فلسطينيو العراق دماؤهم ماء ودماء فلسطينيو غزة  دماء وهل هناك فرق بينهم ؟

وينهي أبو شرخ مقاله بتهنئة الإيرانيين بالثورة الإيرانية داعياً لها الانتصار على أعدائها  ..... وهل يعلم أبو شرخ أن أهل السنة والجماعة من ألد أعدائها ؟

 



مقالات ذات صلة