الشيعة بين يوم عرفة و يوم عاشوراء

بواسطة عبد الجبار الملا إبراهيم قراءة 3680
الشيعة بين يوم عرفة و يوم عاشوراء
الشيعة بين يوم عرفة و يوم عاشوراء

الشيعة

بين يوم عرفة و يوم عاشوراء

 

عبد الجبار الملا إبراهيم

 

الحج ركن الإسلام العظيم تتجلى فيه عبودية المرء واستسلامه لأمر الإله الواحد الأحد المتفرد بالجلال والجمال والكمال والعظمة ، ومشهد الحجيج يوم عرفة يظهر مدى هذا الانقياد والإذعان التام الذي يدين به الموحدون لله  عزّ وجل .

في هذا الجو والمشهد الفريد الصافي تأتي أفعال الشيعة لتكدره ، كما فعل إبليس من قبل حين أفسد جو الخشوع لما أمر الله تعالى بالسجود لآدم حيث قال تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى ) وبدأت من يومها فصول العصيان والطغيان البشري على أمر الله وحكمه ، وبدا الصراع بين الحق والباطل (بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) .

 

وكان المحرك الأول- ويكاد يكون الوحيد دائما - لهذا التشويش والإفساد على المسلمين وشق صفهم من الداخل هم أهل البدع وعلى رأسهم الشيعة الإمامية ، والذين ينتشرون في إيران والعراق ولبنان وبعض دول الخليج وأفغانستان وباكستان، حيث دأبوا على مخالفة المسلمين في عيديهما (الفطر والأضحى) ليتميزوا بذلك عن باقي الأمة ويجعلون لمذهبهم طريقة ومنهاجا تفارق في كثير من تفصيلاتها شعائر الإسلام،مستندين على رواية مكذوبة لجعفر الصادق تنسف كل وفاق فقد روى الكليني (وهو عندهم كالبخاري عند أهل السنة ) في أصول الكافي (1/68 ): (ما خالف العامة ففيه الرشاد ) فيا أيها الشيعي لا تتعب نفسك بالتعلّم والعلم ففقه آل البيت قائم كلّه على  نظرية مخالفة السُنة !

ومنذ طفولتنا في العراق ونحن نصوم لرؤية الهلال ولا يصوم جيراننا الشيعة حتى تعلن ( قم وطهران) بداية رمضان ولو تأخروا يوم أو يومين عنا !! وكأن الهلال سني !!

 ولما كنا نمازح جيراننا الشيعة في تأخر صومهم ونحن نرى القمر بازغا وهم لمّا يصوموا بعد فيقولوا باللهجة العراقية هروبا من الواقع المر ( ذبهه براس عالم تطْلع منها سالم ) وذبهه بالعراقي أي ألقي تبعتها ومسؤليتها .

ويذكر صديقنا الدكتور طه الدليمي في كتابه الرائع (الشيعة عقيدة دينية أم عقدة نفسية ) (ص14 ) أنه في زمن حكم الرئيس العراقي الراحل أحمد حسن البكر (1968 -1978 ) أراد أن يوحّد السُنة والشيعة في الصوم فطلب من المرجع الشيعي آنذاك أبي القاسم الخوئي أن يتبع السُنة الشيعة في الصوم فمتى صام الشيعة وقرروا الصوم أعلنت الحكومة يوم الصوم ، لكن الخوئي رفض هذا المقترح !!

وإذا كانت الدول الإسلامية السّنية قد يخالف بعضها بعضا في مواعيد رؤية هلال رمضان أو شوال لأغراض عدم الرؤية أو اختلاف المطالع أو سياسية أحيانا وحسابات لا توافقهم عليها شعوبهم ،  فإنها لا تصل إلى درجة من الصفاقة لتتلاعب بموعد يوم الأضحى – عدا ليبيا القذافي وتونس بن علي !!-، فالدولة المسؤولة عن مناسك الحج والتي تقوم على خدمة الحجيج وتسيير مناسكه وتسهيل أداء الشعائر هي من تحدد رؤية هلال شوال [1] ولا زلت اذكر سنة 1978 م عندما ذكرت ذلك لصديق لي من حزب الدعوة فقلت: لماذا دائما أنتم تختلفون عنّا في الهلال ألا يصادف أن نتوافق يوما ما ؟ ثم سألته ماذا تفعلون في الحج وأنتم ترون الهلال لذي الحجة غير هلالكم : فأجابني متهربا من السؤال الأول لقد سألنا العلامة محمد باقر الصدر عن ذلك وكيف يقف بعرفة وهي ليست عرفة ؟

فقال متهربا من السؤال الأول ، إن وقوفكم مع المسلمين يوم عرفة وهو ليس عرفة الحقيقي أعظم أجرا لكم ففيه صبركم على الأمر إلى أن يظهره الله عزّ وجل !!

 

إنّ الشيعة (حكومات وشعوبا) بأفعالهم هذه تُلزمنا وتحتم علينا التنبيه والتحذير من جملة من الأمور  يمارسونها  :

1-   إنّ مخالفة أكثر من 3.5 مليون حاج سنويا وبقية المسلمين في أداء عبادات هذا الشهر المحرم الفضيل وعلى رأسها الحج ، هي مفارقة لأمرهم وإجماعهم وكلمتهم تندرج تحت التحذير الإلهي لقول الله تعالى: ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) [النساء:115]

وعصيان لأمر الرسول  الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال  :  ((عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ومن أراد بحبوحة الجنة فليزم الجماعة ))أخرجه الترمذي (2165) من حديث عمر بن الخطاب .

2-إنّ عدم تعظيم شعائر الله تعالى في هذه الأيام المباركة جريمة تستوجب العقاب الشديد والعذاب الأليم  ، وقد شاهدنا الفضائيات العربية السُنية كلها- الدينية العلمانية والخليعة والملتزمة-  تتابع هذا  الحدث المهيب ،  والمشهد العظيم والوقت الجليل الذي اجتمع لأجله أكبر جمع مسلم في أكبر مؤتمر في العالم  ، بل حتى الفضائيات الأجنبية نقلت واهتمت بهذا الحدث ، إلا الفضائيات الشيعية الدينية مثل : الفرات ، وبلادي ، والسلام ، وبعض القنوات الشيعية العلمانية مثل:الفيحاء فقد استمرت في بث برامجها متجاهلة يوم عرفة ويوم الحج الأكبر (عيد مليار مسلم) بل إني شخصيا تابعت  صباح يوم عرفة قناة الفرات الفضائية وهي تضع كلمة في أعلى الشاشة عند شعار القناة : (يا باقر العلوم) .

3-  و لم يكتفوا بذلك - بمخالفة المسلمين في أعيادهم  - بل عمدوا إلى تقديس أيام ومناسبات أخرى جعلوا منها مواعيد مشهودة ولها أجور عظيمة تشمل من أحيى فرحها أو حزنها  مثل:

* يوم عاشوراء (استشهاد الإمام الحسين)

* يوم الغدير(البيعة) .

*يوم ولادة و وفاة كل إمام (الأئمة الاثني عشر وفاطمة رضي الله عنها ).

*أربعينية الإمام الحسين  .

* مرد الرأس .

* فرحة الزهراء .

* هذا عدا عن أيام يخصصونها ليتذكرون بها الفواجع الأليمة التي حلّت بهم كما يزعمون مثل :

*هجوم الوهابية على المشهد الحسيني في كربلاء .

*مقتل محمد باقر الحكيم .

*مقتل محمد صادق الصدر (والد مقتدى) .

*مقتل محمد باقر الصدر (الأب الروحي والمؤسس الفكري لحزب الدعوة الشيعي).

* ذكرى الانتفاضة الشعبانية المباركة كما يسمونها (أحداث الغوغاء والسلب والنهب )التي قام بها شيعة في  الجنوب بعد خروج العراق من الكويت ، مستغلين حرب عاصفة الصحراء والتحالف الدولي بقيادة أمريكا على الشعب العراقي سنة 1991م

*حادثة جسر الأئمة  في بغداد :حيث قتل أكثر من 1000 شيعي كانوا يريدون زيارة موسى الكاظم فقتلوا بالتدافع ،  ومنهم من غرق في نهر دجلة وبقيت  أحذيتهم على الجسر.

 

 حقيقة موقف الشيعة من الكعبة ومكة:

إن الشيعة لا تعظم الحج بمقدار ما تعظم مقدساتهم – كما يزعمون –،  بل الشيعة ليس لهم اعتبار يذكر لبيت الله مقابل قبر من مقابر أئمتهم ، فكان لابدّ من دراسة تكشف هذا وتوضحه لعلمائنا أولا ؛ لأنهم هم من أفقد الأمة الوعي تجاه فهم مسألة التشيع وهونوا من الخلاف معهم ، لذلك كانوا هم أول من أخاطب في هذا المقال ، وثانيا السُني العامي كي يعرف ما هو التشيع ، وثالثا الشيعي المغفل الذي لا يعرف حقيقة مذهبه ، فأقول بعد حمد الله :

 

الشيعة وتفضيل كربلاء والنجف على مكة والمدينة :

·        في عقيدة الشيعة أن أرض كربلاء والنجف تفوق قداستها أرض مكة المكرمة والكعبة المشرفة فهذا الشاعر الشيعي يقول :

ومن حديث كربلا والكعبة           لكربلا بان علو الرتبة [2]

ولعل   بعضنا يعذرهم فيبرر قباحة هذه المقولة ويعتبر هذا من غلو الشعراء ومبالغاتهم ، فنقول :

لقد وردت روايات واضحة في كتب الأقدمين والمتأخرين من الشيعة في هذا المعنى ؛ فهذا المجلسي عالم الدولة الصفوية ينقل في كتابه ( بحار الأنوار ) الذي يعد موسوعة الشيعة الحديثية ينقل في (ج101/ ص109 ) عن جفر الصادق : (إن أرض الكعبة قالت من مثلي ، وقد بني بيت الله على ظهري ، يأتيني الناس من كل فج عميق ، وجعلت حرم الله وأمنه !

فأوحى الله إليها : أن كفّي وقرّي ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر ، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك ، ولولا من تضمه أرض كربلاء ما خلقتك ، ولا خلقت البيت الذي به افتخرت ، فقري واستقري ، وكوني ذنبا متواضعا ذليلا مهينا غير مستكبر لأرض كربلاء ، وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم ) وهو كذلك في كتاب ( كامل الزيارات ) (ص270 )

ويذكر المجلسي في كتابه السابق ( ج101   /ص107 ) عن علي بن الحسين زين العابدين قال : ( اتخذ الله أرض كربلاء حرما مباركا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ، ويتخذها حرما بأربعة وعشرين ألف عام ، وقدسها وبارك عليها ، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدسة مباركة ، ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة ، وأفضل منزلة ومسكن فيه أولياؤه في الجنة )

وأن أبيت التصديق وقلت هذا مذهب الشيعة القدامى وشيعة اليوم ليسوا كشيعة الأمس ، نقلنا قول والد مقتدى الصدر المرجع العربي !! محمد صادق الصدر في كتابه (أحكام الشريعة) (1/32 ) حيث يقول: ( .....وردت روايات بتفضيل كربلاء على البيت الحرام ونحن نعلم أن علي (ع ) خير من الحسين كما نطقت به الروايات فيكون قبره خيرا من قبره فيكون أفضل من الكعبة أيضا !!).

وهذا مرجع الخليج ميرزا حسن الحائري الأحقاقي في كتابه (أحكام الشيعة ) (1/32) ) كربلاء تلك الأرض الطيبة الطاهرة، والأرض المقدسة التي قال في حقها رب السماوات والأرضين مخاطبا الكعبة حين افتخرت على سائر البقاع :قري واستقري لولا أرض كربلاء وما ضمته لما خلقتك )

ويقول مصلح الشيعة الكبير في هذا العصر محمد حسين آل كاشف الغطاء (1295 – 1373هـ ) في كتابه (الأرض والتربة الحسينية) : ( ..كربلاء أشرف بقاع الأرض بالضرورة ).

وذكر الأستاذ محمد البنداري في كتابه البديع (التشيع بين مفهوم الأئمة والمفهوم الفارسي ) (ص257-258)عدة روايات شيعية بتفضيل كربلاء وغيرها على مكة والكعبة والمدينة:

( .... تفضيل كربلاء والكوفة على مكة والمدينة :

- إن الله اتخذ كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يتخذ مكة حرماً.

- لموضع الرجل في الكوفة أحب إليّ من دار في المدينة .

-إن الله اختار من جميع البلاد الكوفة وقم وتفليس .

- الكوفة حرم الله تعالى وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم وحرم علي (ع ) .)

وأحال هذا على مراجع الشيعة المعتمدة مثل (وسائل الشيعة ) للحر العاملي و(المزارات) لعبد كاظم وغير ذلك .

ومن المتداول بين الشيعية قول الشاعر الشيعي:

هي الطفوفُ فَطُفْ سبعًا بمغناها        فما لمكةَ معنًى مثل معناها

أرضٌ ولكنها السبعُ الشدادُلها         دانتْ وطأطأَ أعلاها لأَدْناها

والطفوف جمع طف وهي أرض كربلاء ( نشرت القصيدة جريدة "برجم الإسلام " الإيرانية ، سنة 1366هـ بتاريخ العاشر من محرم )

 وجاء في كتاب( كامل الزيارات ) لأبي القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بنقولويه ألقمي في ( فَضل كربلاء وزيارة الحسين عليه السلام) بالباب الثامن والثمانون :

[-  ( وساق سنده ): قال عليُّ بن الحسين عليهما السلام : (.......... أنّك  وأومأ بيده إلى الحسين عليه السلام ـ مقتولٌ في عِصابة من ذُريّتك وأهل بيتك وأخيار من اُمّتك بضِفَّة الفرات بأرض يقال لها : كربلاء ، مِن أجلِها يكثر الكَرْب والبَلاء على أعدائك وأعداء ذرِّيتك في اليوم الّذي لا ينقضي كَربُه ، ولا تَفنى حَسرتُه ، وهي أطيب بقاع الأرض ــ ووردت في البحار بلفظ اطهر ــ ، وأعظمها حُرْمةً ، يُقتَل فيها سِبْطُك وأهلُه ، وأنّها مِن بَطحاء الجَنّة  .........   وتحفّه ملائكة من كلِّ سماء مائة ألف ملك في كلِّ يوم وليلة ، ويصلّون عليه ويطوفون عليه ويسبّحون الله عنده ويستغفرون الله لِمَن زارَه ويكتبون أسماءَ مَن يأتيه زائراً من اُمتك مُتقرّباً إلى الله تعالى وإليك بذلك ، وأسماء آبائهم وعَشائرهم وبُلدانهم ، ويوسِمون في وجوههم بِميسم نور عرش اللهِ : «هذا زائر قبر خَيرِ الشُّهداء وابن خيرِ الأنبياء» ، فإذا كان يوم القيامه سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار يدلُّ عليهم ويعرفون به ، وكأنّي بك يامحمّد بيني وبين ميكائيل ، وعليُّ أمامنا ومعنا من ملائكة اللهِ ما لا يُحصىُ عَددُهم ، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتّى ينجيهم الله مِن هول ذلك اليوم وشدائده ، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زارَ قبرَك يا محمّد أو قبرَ أخيك أو قبرَ سِبطيك لا يريد به غيرَ اللهِ عزَّوجلَّ ، وسَيجتهد أناس ممّن حقّتْ عليهم اللّعنة مِن الله والسَّخَط أن يعفوا رَسْم ذلك القبر ويمحو أثره فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلاً . ثمَّ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : فهذا أبكاني وأحْزَن ) .

ــ    حديث آخر ...( وساق سنده ) قال : سمعتُ أبا عبدالله عليه السلام يقول لرجل مِن مَواليه :(  يا فلان أتزورُ قبر أبي عبدالله الحسين بن عليِّ عليهما السلام؟ قال : نَعَم إني أزورُه بين ثلاث سنين أو سَنتين مرَّة ، قال له ـ وهو مصفرُّ الوجه ـ : أما واللهِ الَّذي لا إله إلاّ هو لَوْ زُرتَه لكان أفضل لك ممّا أنت فيه! فقال له : جُعلتُ فِداك أكلُّ هذا الفضل؟ فقال : نَعَم والله ، لو إنّي حدَّثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتمُ الحَجَّ رأساً وما حَجَّ منكم أحَدٌ ، ويحك أما تعلم أنَّ الله اتّخذ [بفضل قبره] كربلاء حَرَماً آمِناً مبارَكاً قبل أن يتّخذ مَكّة حَرَماً ؟

قال ابن أبي يعفور : فقلت له : قد فرض اللهُ على النّاس حِجَّ البيت ولم يذكر زيارة قبر الحسين عليه السلام فقال : وإن كان كذلك فإنَّ هذا شيء جعله الله هكذا ، أما سمعت قول أبي أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول : إنَّ باطن القدم أحقُّ بالمسح من ظاهر القدم ولكنَّ الله فرض هذا على العِباد ؟! أو ما علمتَ أنَّ الموْقف لو كان في الحَرَم كان أفضل لأجل الحَرَم ولكنَّ الله صنع ذلك في غير الحَرَم ؟!  (.   ــ

حديث آخر .. ( وساق سنده ) عن أبي جعفر عليه السلام  (قال : خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام ، وقدَّسها وبارَك عليها ، فما زالَتْ قبل خلْق الله الخلق مقدّسة مباركة ولا تزال كذلك حتّى يجعلها الله أفضلَ أرْض في الجنّة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنّة ).

ــ  حديث آخر .....( وساق سنده ) (قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى فضّل الأرضين والمياه بعضها على بضع ، فمنها ما تفاخَرَتْ ومنها ما بَغَتْ ، فما مِنْ ماءٍ ولا أرض إلاّ عوقبت لتركها التَّواضع لله حتّى سلّط اللهُ المشركينَ على الكَعبة ، وأرسل إلى زَمزم ماءً مالحاً حتّى أفسد طعمَه ، وإنَّ أرض كربلاء وماء الفُرات أوَّلُ أرض وأوَّلُ ماء قدَّس اللهُ تبارك وتعالى ، فباركَ الله عليهما فقال لها : تكلّمي بما فضّلك الله تعالى فقد تفاخرتِ الأرضون والمياه بعضها على بعض ؟! قالت : أنا أرض الله المقدَّسة المباركة ؛ الشِّفاء في تُربتي ومائي ، ولا فخر ، بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك ، ولا فخر على مَن دوني ، بل شُكراً لله . فأكرمها وزاد في تواضعها وشكرها الله بالحسين عليه السلام وأصحابه ، ثمَّ قال أبو عبدالله عليه السلام : مَن تواضع لله رَفَعَهُ الله ومَن تكبّر وَضعه الله تعالى) . ] ا.هـ من كتاب كامل الزيارات

وغير ذلك كثير يتعجب المرء من هذه المجازفات العظيمة ، ويبدو أنهم فطنوا لهذه الترهات والأكاذيب فأنكرها بعض عقلائهم كمحمد حسين فضل الله فقام نفر من الشيعة بتسفيه أقواله ، وجرت مناقشات مطولة مدارها :هل كربلاء أفضل أم مكة ؟! فهذا يثبت أدلته وذاك ينفي ، وآخر منصف ! يقول : إن هذا أمر مختلف فيه ، ولا داعي لإثارة الفتن ! [3]  وإن شئت أن تسمع ذلك بأذنك – فهو موجود على شبكة الإنترنت- فاسمع إلى آية الله صادق الشيرازي وهو يفضل كربلاء ، وأسمع إلى الداعية الشيعي المعروف عبد الحميد المهاجر وهو يقول : لو خيرت بين الجنة وكربلاء لاخترت كربلاء !

ويكفي الشيعة خزياً أنهم يختلفون في هذه المسألة أصلاً !!

لا تقل لي أيها القارئ أن ثمة من ينكر ذلك من الشيعة وليس هذا رأي الجميع ، فما عليك إلا أن تدخل إلى المواقع وترى على ماذا يتثـقف الجيل الشيعي الصاعد! إنها ثقافة الغلو والتطرف، ثقافة التشيع الصفوي.

 

وعند الشيعة  اليوم  كربلاء قطعة من الجنة ، وهي أشرف بقعة على الأرض على الإطلاق ، وفضل زيارة الحسين وأخيه العباس رضي الله عنهما لا يعدله شيء من الأعمال والعبادات ، ومثلها النجف حيث مرقد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكذا مدينة سامراء حيث قبر علي الهادي و محل اختفاء المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري احد أركان عقيدتهم  ، حتى إنهم يسمون  قبر الحسين والعباس (الحرمين الشريفين أو المقدسين) وكلنا اليوم يسمع كلمة : النجف الأشرف ولا يسمع كلمة مكة المشرفة عند الشيعة!!

 

منزلة الحج عند الشيعة أقل من زيارة كربلاء والنجف :

من المؤسف ذكر هذا ، أو حتى ذكر هذا الغرض الذي رويت فيه الأحاديث والأقوال المكذوبة على أهل البيت منذ القدم لإعطاء زيارة القبور دورا وفضلا عظيما ، وليت هذا الأمر توقف عند هذا الحد بل تعداه إلى تفضيل هذه الأفعال على الحج ، ولعلنا نذكر أمثلة يسيرة من ذلك :

جاء في الكافي ( 1/324)وغيره :( إن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة ).وهذه الرواية موجودة عند ابن بابويه: ثواب الأعمال (ص52)، الطوسي: تهذيب الأحكام(2/16)، ابن قولوية:كامل الزيارات (ص161 ) الحر العاملي: وسائل الشيعة  (10/348 ) .

وحينما قال أحد الشيعة لإمامه: إني حججت تسع عشرة حجة، وتسع عشرة عمرة" أجابه الإمام قائلاً:  ( حج حجة أخرى، واعتمر عمرة أخرى ، تُكتب لك زيارة قبر الحسين عليه السلام ) انظر الطوسي: تهذيب الأحكام ( 2/16 ) ، وسائل الشيعة (10/348 ) بحار الأنوار (101/38 ).

فكأنه يقول له ( كما يقول الدكتور القفاري ) :علام تبذل كل هذا الجهد، وزيارة قبر الحسين أفضل من عملك هذا ! ثم تراه وَجَّهَهُ لإكمال عشرين حجة وعمرة ليكتمل بذلك فضل زيارة واحدة لقبر الحسين، ولم يوجهه لزيارة الحسين، وذلك زيادة في التقريع وإظهار السخرية وإبداء التحسر.

 وتذهب رواياتهم إلى المبالغة بأفضلية قبر الحسين وقبور سائر الأئمة على الركن الخامس من أركان الإسلام ؛ حج بيت الله الحرام ، وتصل في ذلك إلى درك من العته والجنون ، أو الزندقة والإلحاد لا يكاد يصل إليه أحد في هذا الباب، حتى ليقول القائل بأن هذا دين المشركين لا دين المسلمين الموحدين؛ لأن هؤلاء يقدمون لنا ديناً آخر غير ما يعرفه المسلمون، دين شيوخهم وآياتهم لا دين رب العالمين ، وتخرصات وأوهام رجالهم، لا سنة سيد المرسلين، فهي أشبه ما تكون بمؤامرة لتغيير دين المسلمين، وتغيير قبلة المسلمين (الكعبة) : بيت رب العالمين.

وتُقدم لنا رواياتهم هذا المعنى بصور مختلفة وأساليب متنوعة لتؤثر في قلوب السذج والجهلة، وتخدع عقول الناشئة والعجم (غير الناطقين باللغة العربية)، فما أسرع تأثير البدعة في هؤلاء ......

فهذا أحد الأعراب يشد الرحل من اليمن لزيارة الحسين  فيسأله جعفر عن أثر زيارة قبر الحسين ، فقال هذا الأعرابي : إنه يرى البركة من ذلك في نفسه وأهله وأولاده وأمواله وقضاء حوائجه، فقال أبو عبد الله  : ( أفلا أزيدك من فضله فضلاً يا أخا اليمن ؟ قال : زدني يا ابن رسول الله – صلى الله عليه وآله ، قال : إن زيارة أبي عبد الله عليه السلام تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول الله صلى الله عليه وآله. فتعجب من ذلك، فقال له : أي والله ، وحجتين مبرورتين متقبلتين زاكيتين مع رسول الله صلى الله عليه وآله فتعجب، فلم يزل أبو عبد الله عليه السلام يزيد حتى قال: ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله صلى الله عليه وآله).انظر ابن بابويه القمي: ثواب الأعمال (ص 52 ) ،الحر العاملي: وسائل الشيعة (10/350-351).

بهذا الأسلوب الغريب الذي هو أشبه ما يكون بلعب الأطفال ومحاوراتهم، يقرر جعفر أن زيارة الضريح أفضل من ثلاثين حجة. ويفترون أيضاً على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأنه قرر هذا الشرك بنفس هذا الأسلوب الذي يكشف بلفظه كذبهم فضلاً عن معناه، حيث تقول روايتهم :

( كان الحسين عليه السلام ذات يوم في حجر النبي صلى الله عليه وآله ، وهو يلاعبه ويضاحكه،وأن عائشة قالت: "يا رسول الله : ما أشد إعجابك بهذا الصبي !! فقال لها: وكيف لا أحبه وأعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرة عيني، أما إن أمتي ستقتله .. فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي، قالت: يا رسول الله حجة من حججك، قلا: نعم وحجتين، قالت: وحجتين؟ قال نعم وأربعاً ، فلم تزل تزده وهو يزيد حتى بلغ سبعين حجة من حجج رسول الله صلى الله عليه وآله بأعمارها. )  انظر وسائل الشيعة: (10  /351-352)

وتذهب رواية أخرى إلى أن  ( من زار قبر أبي عبد الله كتب الله له ثمانين حجة مبرورة).انظر ثواب الأعمال( ص 52) ، كامل الزيارات (ص 162 ) وسائل الشيعة: (10/350)

وتزيد رواية أخرى على ذلك فتقول: ( من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ). انظر ثواب الأعمال:( ص52 ) ، وسائل الشيعة:10(/350 )

وتتنافس رواياتهم في المبالغة في الأعداد لتتجاوز المئات إلى مرحلة الآلاف ، وتتجاوز ذلك إلى ذكر أصناف من الثواب والأجر؛  وكأن الدين هو مجرد زيارة قبر، والوقوف على ضريح. والقرآن ليس فيه ذكر للمراقد والقبور والأضرحة، وإلا فثمة سؤال يطرح على الشيعة أين أحكام الزيارة في القرآن ؟ ولماذا لم يذكر حكما واحدا عن هذه الزيارة أو حتى إشارة ؟

 

روايات تدل على تهوين شأن الحج :

وثمة روايات مذكورة في كتب الشيعة عن أئمتهم تهون من شأن الكعبة فقد روى الكليني في الكافي (1/392 ) عن أبي جعفر ورأى الناس بمكة وما يعملون فقال : فعال كفعال الجاهلية !!

وفي رواية أخرى (1/393 ) قال : إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتوا فيعْلمونا ولا يتهم !

أي ينصرونا ويعرضوا مودتهم لنا نحن أهل البيت .

وثمة أمر مشتهر بين شيعة العراق أن الحج لا يكتمل حتى يزار الحسين .

بل ثمّة روايات شيعية تشجع الناس يوم العيد ويوم عرفة لذهاب لزيارة قبورهم ، فقد ذكر الكليني  وغيره : ( من أتى قبر الحسين عارفاً بحقه ، في غير يوم عيد ،كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات مقبولات .. ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة .. ومن أتاه يوم عرفة عارفاً بحقه ، كتب الله له ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل )انظر: الكليني ، فروع الكافي( 1/324 ) ابن بابويه ، من لا يحضره الفقيه ( 1/182 ) الطوسي ، التهذيب ( 2/16 ) ابن قولويه  ، كامل الزيارات( ص 169 )، ابن بابويه ، ثواب الأعمال( ص50 )  الحر العاملي، وسائل الشيعة (10/359).

ويتمنى شيعي آخر بعد سماعه دعاء من جعفر لزوار قبر الحسين ، قال : ( والله لقد تمنيت إني زرته ولم أحج).وسائل الشيعة ( 10/321 )، فروع الكافي( 1/235 ) ثواب الأعمال (ص35 ).

وليتهم اكتفوا بهذا القدر من الأكاذيب بل طعنوا في الحجيج و نقلوا رواية تقول: ( إن الله يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين بن علي عشية عرفة قبل نظره إلى أهل  الموقف)قال الراوي: وكيف ذلك؟ قال أبو عبد الله:(لأن أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا. ) الفيض الكاشاني، الوافي ( 8/222).

والسؤال لماذا في هؤلاء أولاد زنا وليس في أولئك ؟!

 

روايات تفضيل الحج على زيارات القبور تقية !!

ولأن دين الشيعة تأسس على فترات زمنية متعدد وكذابين كثر ، تشعر التناقض واضحا في الروايات ، فهذه سنة كونية وقاعدة إلهية: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )[النساء: 82] .

فقد وردت رواية ترفض الأجر العظيم وترفض المعادلة بالحج والعمرة بالزيارة ، تقول الرواية عن حنان قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في زيارة قبر الحسين – صلوات الله عليه – فإنه بلغنا عن بعضكم أنه قال :( تعدل حجة وعمرة؟) قال فقال: (ما أضعف هذا الحديث، ما تعدل هذا كله ولكن زوروه ولا تجفوه فإنه سيد شباب أهل الجنة.. ) بحار الأنوار( 101/35 )، قرب الإسناد (ص48 ) .

بيد أن علماء الشيعة رفضوا هذه الرواية ، واعتبروا هذا النص يناقض عشرات الروايات فقد علق المجلسي عن هذه الرواية: ( الأظهر أنه محمول على التقية) أي أن جعفراً يقول هذا الكلام على سبيل الكذب مجاملة لأهل السُنة أو خوفاً منهم وليس من دين الشيعة.. وهكذا يفعل شيوخهم بكل رواية عن أهل البيت لا توافق أهواءهم، يبطلون مفعولها بهذه الحجة الجاهزة" التقية" فصار التشيع يكتسب غلوه على مر الأيام بفعل شيوخه، وصار دينهم دين شيوخ الروافض لا دين الأئمة .

 

أفعال على القبور تشبه أفعال الحج :

ينفعل الفرد الشيعي عندما تنكر عليه أي فعل مغال حول زيارات القبور ويتهمك بالوهابية ، فللشيعة مناسك للقبور يسمونه ( مناسك المشاهد ) وقد ألف أحد علماءهم كتابا بذلك وهو ابن النعمان كما ذكر ابن تيمية في ( منهاج السنة )(1/175 ) فهاج علماء الشيعة وكذبوا ابن تيمية ، وتمر الأيام ويؤلف عالم الشيعة آغا بزرك الطهراني كتابه المعروف ( الذريعة في تصانيف الشيعة ) فيكشف عن وجود ستين كتابا ألفها علماء الشيعة في هذا الباب ؟؟!!

وفي كل هذه الكتب الطواف بالقبور، وتقبيل جوانب القبر، والصلاة لصاحب الضريح ،ويتوجه بعضهم للقبر في صلاته، وهذه الصلاة تعدل الحج والعمرة بل عدة مرات من الحج والعمرة فقد ذكر الكاشاني رواية تقول: (الصلاة في حرم الحسين لك بكل ركعة تركعها عنده كثواب من حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة ، وأعتق ألف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله ألف ألف مرة مع نبي مرسل ). الوافي (8/234 ) .

ويبدوا أن أتباع الرضا لم يرق لهم ذلك فذكروا أن المشي للرضا وليس الصلاة هو ما يعدل ذلك فقد وردت رويات في ذلك نذكر منها : ( وله بكل خطوة مائة حجة، ومائة عمرة ، وعتق مائة رقبة في سبيل الله ، وكتب له مائة حسنة ، وحط عنه مائة سيئة ).بحار الأنوار (100/137 ).

ولا يتجشم المرء عناء إثبات هذه الروايات عن الشيعة فالواقع اليوم يصدق ذلك؛فهذه كربلاء والنجف ومشهد الرضا في إيران وزينب في سوريا تمتلئ بالزوار بالملايين يضاهي الشيعة فيها الحج ، والفضائيات الشيعية تنقل نقلا مباشرا وحيا للجميع ذكرى الزيارة يعظمونه أكثر من الحج ، فتطابقت روايات الشيعة مع أفعالهم، وتحقق الهدف من ذلك ؛ وهو صرف الشيعة عن بيت الله وتعظيم قبور الأئمة لأنها أعظم عندهم ، هذه الحقيقة المرة التي لا يريد بعض أهل السُنة أن يعترف بها : أن الشيعة لا تعظم شعائر الله ، أو على الأقل : لا تعظم الشيعة شعائر الله بالقدر الذي تعظم فيه أضرحة أئمتهم ، والله المستعان .

 

نداء إلى علماء الأمة وأئمتها :

إن الذي يؤلم كل مسلم الكبر الذي يجده من الشيعي في تحدي شعائر الله تعالى وتجاوز الشعور الإسلامي الواحد وقد أمرنا الله بالاستعاذة منه فقال: (إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان اتاهم إن في صدروهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله انه هو السميع البصير) [غافر :56]

ولكن الذي يزيد في الألم ويعمق في الجرح هو سكوت العلماء والمؤسسات الشرعية في العالم الإسلامي عن هذا الاستكبار والغطرسة الشيعية في التعدي على كل قيم ومبادئ الدين مع الإصرار على أنهم يمثلون الدين الصحيح وان ما سواهم على ضلال مبين ،ولقد عظم البلاء بعد أن أصبحت لهم شبه دولة في العراق ، فأصبحوا يقتلون المسلمين ويستحييون نسائهم ويهدمون المساجد ويدنسون المصاحف ويفتخرون بذلك ، فهل من كبر بعد هذا الكبر .

إن الذي يتابع البيانات والتصريحات والمؤتمرات التي عقدها الشيعة في جميع أنحاء العالم لاستنكار هدم المرقدين في سامراء والخطوات التي يجب اتخذاها والمواقف التي يجب استغلالها يجد سعيا حثيثا وجهدا دؤوبا في طلب باطل والمنافحة عنه وتخطى جميع العقبات في سبيل تحصيله ، والكل يعلم أنهم بدفاعهم عن القبور والمراقد والأضرحة، إنما يهدفون منه إلى إعادة الشرك إلى أرض الإسلام، والتاريخ يشهد على أن الفكر الشيعي لم يقدم للأمة إلا الهزائم والبدع والخرافات والرجعية الفكرية والعلمية !!

وللأسف لا نجد الموقف الواضح والحازم والمطلوب تجاه ما يفعله الشيعة من شق لوحدة المسلمين والإستهانة بشعائر الله وتعظيم غيرها من لدن علماء الأمة ومرجعياتها:كالأزهر وهيئة كبار العلماء أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، أو هيئة علماء المسلمين العراقية .

قال تعالى: ( هانتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا جاءوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور )[آل عمران : 119 ] .

فمؤتمرات التقريب بين المذاهب يأتيها كثير من الرموز الإسلامية ولو حبوا ، أما حين يطلب منه أن يستنكر قتل امرئ مسلم واحد أو شجب هدم مسجد واحد على أرض العراق فإنه يقدم أعذاراً ممجوجة حتى لا يفعل ذلك .

والدعاة والمصلحين الذين كانت لهم أياد بيضاء في هداية كثير من الشباب إلى الطريق المستقيم من درب الشهوات والملذات والمعاصي ،يقفون عاجزين عن تحصينهم من الشبهات التي يقذفها الشيعة اليوم وفتنتهم المتعاظمة يوما بعد يوم ، وفتنة الشباب المسلم بالشيعة ماضية على قدم وساق .

أما المفكرين والكتاب الذين نظروا للصحوة الإسلامية فهم بسكوتهم بحجة إصلاح ذات البين نخشى أن يشملهم قوله تعالى: ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) [البقرة:12 ] - رغم حسن نواياهم - أما الذين لهم تواصل – على درجات-  بدولة الشيعة الكبرى  - إيران- مثل حركة  حماس والجهاد أو و جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن  ، فنكلهم إلى الله تعالى ونقول : (والله يعلم المفسد من المصلح ) [البقرة:220]

 

خاتمة :

وليت الشيعة اكتفوا بالغلو في أئمتهم فحسب ، فمع كل قصة وفاة إمام من أئمتهم لابدّ أن تقترن هذه المناسبة باللعن والسب للصحابة والقادة والعلماء، وطعن على التاريخ والحضارة والخلافة الإسلامية بجميع دولها وحكامها ؛ لأن الغرض أصلا من إحياء مثل هذه الذكرى هو تهييج عواطف الناس بمظلومية الأئمة المفتراة أصلاً ، وحق أهل البيت المسلوب من عهد الخلفاء الراشدين المهديين حتى اليوم ومثله في أيام الغدير، وكذا عند مولد كل إمام وخاصة ولادة المهدي حيث تبرز عقيدتهم في انتظار الفرج والخلاص و زوال الطغيان السُني الجاثم على صدروهم وعودة الحق المزعوم لأهله.

لا ريب أن هذا التضخيم والتعظيم لأمر القبور والمراقد والمناسبات يحتاج إلى خروج كبير عن مفاهيم الفطرة البشرية والثوابت الإسلامية ؛ لأن الإسلام قام بنفي كثير من هذه الأمور والتي هي من أعمال الجاهلية ومنكراتها .

ولقد علم الشيعة قديما أن ما يفعلونه غير موافق لدين الإسلام فقاموا بوضع الأحاديث على النبي صلى الله عليه وسلم مثل:(....ولكن حثالة من الناس يعيّرون زوّار قبوركم بزيارتكم كما تعيّر الزانية بزناها، أولئك شرار أمتي لا تنالهم شفاعتي ولا يردون حوضي‏ ) قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما يفترون.

بل إن المتابع لأفعال الشيعة في العراق وغيره يجد أنهم يعتبرون من أنكر بالكلام أو بالفعل على شيء من القبور والمشاهد والأضرحة فقد وقع في الإثم المبين وتجاوز في معصيته حدّ المشركين والمنافقين ، وليس أدلّ على ما نقول ما فعلوه عندما تم تفجر المرقدين – رغم أن دلائل كثيرة تشير لمسؤولية الشيعة عن ذلك- في مدينة سامراء في 22/2/2006 [4]حيث قاموا بقتل ما يزيد على 250 شخص في 3 أيام من أهل السنة بشكل فردي وجماعي (حفلات خاصة يحضرها رجال دين شيعة) هذا عدا عن حرق واغلاق وهدم واحتلال أكثر من 170 مسجد في عموم العراق على الأقل .

وقاموا بهجمة إعلامية شرسة على السعودية وعلمائها ونظموا عشرات المسيرات الاحتجاجية في جميع دول العالم يشنون حربا إعلامية ودبلوماسية على "الوهابية" و"السعودية " وصرح جميع أئمتهم ومراجعهم على الإطلاق بضرورة بناء المرقد من جديد وتطهير المناطق المجاورة له من السنة و وضع حماية شيعية خاصة له .

إن هذه السلوكيات التي تبين حقيقة المذهب الشيعي وأهله تجاه مقدسات المسلمين في حالة عجزهم عن أن ينالوا منها، و إلا فلو تمكنوا لفعلوا ما يندى له الجبين فإن لهم تاريخا أسودا في هذا الأمر ، ومخططات حاقدة ويكفي ما فعله أتباع الخميني في ثمانينات القرن المنصرم واقرأ كتاب "بروتوكولات آيات قم ".

وفي نفس الوقت الذي نشاهد الشيعة يحاولون النيل من أيام المسلمين ويحالون إطفاء نور عظمتها جلالها في قلوب العالم ،فإنهم يضاهؤن بتعظيم مقدساتهم فالذي يشاهد التغطية المباشرة لطقوس الشيعة في عاشوراء وجموعهم المتوافدة إلى كربلاء يرى تعظيما يفوق تعظيمهم للمقدسات الإسلامية (إن وجد أصلا) ، حتى أن تفاعلهم مع القضايا الإسلامية يكاد يكون معدوماً فلم نجد منهم غيرة للنبي صلى الله عليه وسلم رداً على الهجمة الأوروبية على شخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو استنكارا للحفريات تحت المسجد الأقصى أو تهديد أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي بقصف الكعبة أو تدنيس المصحف في سجن غوانتنامو أو غيرها من الأمور التي توحد المسلمين برهم و فاجرهم ،عربيهم وأعجميهم وتجعلهم على قلب رجل واحد .لأن مذهبهم وجد وتطور لزرع الفتنة والفرقة في الإسلام .

 



[1]  الشيعة قبل الاحتلال الأمريكي للعراق وبعده سادرون في هجوم إعلامي وسياسي شرس ومتواصل على الدول العربية السُنية بشكل عام والدولة السعودية بشكل خاص ؛ لأنها ترعى حركة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية ، اشد الحركات انتباها للخطر الشيعي وتحذيرا منه ويستخدمون شعارات السلفية والوهابية للتنفير والتحذير من هذه الحركة ، ويحملون شعارات أمريكا وأوربا وإسرائيل في حربهم على الإرهاب والتطرف والأصولية الإسلامية، وقد نظموا عشرات التظاهرات في أوربا و أمريكا الشمالية و استراليا للتنديد بالدولة السعودية وعلمائها ، وفي كل تفجير سواء كان في العراق أو أوربا (مدريد ،لندن ) فإنهم يطالبون بمحاكمة علماء السعودية ، وإغلاق سفاراتها ومنع استقبالهم وتعديل المناهج الدراسية، خصوصا عندما يمس هذا التفجير أو التحذير واحدا من قبورهم ومراقدهم كما حصل في تفجير مرقد سامراء في 22/2/2006 ،وفي هذا المجال كتب أحدهم موضوعا في وكالة أنباء برثا في أن الحسابات الفلكية أثبتت أن يوم عرفة الخميس وان السعودية من منطلقها التكفيري الوهابي سعت لتضليل المسلمين وزورت رؤية الصحيحة هلال ذي الحجة!!

[2] - كتاب ( الأرض والتربة الحسينية ) لمحمد حسين كاشف الغطاء ، (ص 56 ).

[3] - انظر على سبيل المثال موقع منتديات شيعة الزهراء ، وسبيل المعرفة ، وموقع السيد هاشم الهاشمي الكويتي ، منتديات جد حفص ،مجلة نبأ العدد 57 ، وغير ذلك . من المواقع الشيعية

[4] يقول حسن الصفار كبير علماء الشيعة في السعودية :إن تفجير سامراء يشكل ذروة المأساة في واقع الأمة ،طبعا نسى أو تناسى العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان والصومال والمضايقات على السودان وحرائر تغتصب ودماء تسفك وثروات تنهب جهرة ودين محارب ، هذا كله يعبر أن التفكير الشيعي يسبح في محيط بعيد جدا عن المحيط و الهم الإسلامي .

 

 

نقلاً عن موقع الراصد:  http://www.alrased.net

 

 



مقالات ذات صلة