الدراما الشيعية آلية من آليات المد الشيعي

بواسطة الهيثم زعفان قراءة 764

الدراما الشيعية آلية من آليات المد الشيعي

 الهيثم زعفان

 

المحلل لمحتوى الدراما الشيعية وبخاصة الإيرانية منها يلمس خطورة الزحف الشيعي التبشيري الممنهج، والآتي عن طريق تلك الوسيلة المثيرة لفضول عامة الناس المفتونين في الأساس بالدراما سواء كانت أفلام أو مسلسلات شرقية أو غربية بغض النظر عن المحتويات الانحلالية والعلمانية لتلك الدراما.

من هذا المنطلق فتن عدد من المسلمين بالمسلسل الإيراني المدبلج " النبي يوسف" والذي تمت صياغته وفق رؤية عقدية شيعية أثنى عشرية، فضلاً عن اعتماد معظمه على الإسرائيليات وتجسيده لسيدنا يوسف عليه السلام بصورة رجل إيراني، في خطوة تلت تجسيد مسلسلات الإثنى عشرية لمجموعة من الأنبياء، وقد تكون تقدمة لمسلسل شيعي يجسد شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وبالعموم فإنني أحسب أن بروز هذا المسلسل راجع لجاذبية ومكانة الشخصية التي يحكي سيرتها وليس للدراما الشيعية بعينها، ولكن بأي حال فإن ما أخشاه أن يكون هذا المسلسل على علاته العقدية بمثابة "قنطرة ثقة" تعبر من خلالها باقي مضامين الدراما الشيعية العقدية والتي تصبوا لخلخلة عقيدة بعض أهل السنة المغيبين، وبث الشبهات المهلكة في صفوفهم.

والحنكة الشيعية التبشيرية في صناعة " قنطرة الثقة" التي أشرنا إليها لا تقف عند حدود جاذبية المادة الدرامية بل تمتد إلى الحرص على وجود غطاء لرأس الممثلة الشيعية ذات اللباس الفضفاض نسبياً، مع البعد عن المادة الانحلالية وإن كانت تحوم حولها أحياناً كثيرة، وعلى الرغم من شكلية تلك الأمور إلا أنها مفتقدة عند مشاهد الدراما العربي، ومن ثم فقد ينبهر البعض بها، فتتسلل إليهم السموم الشيعية أثناء لحظات الإعجاب والانبهار.

وأبرز تلك السموم الشيعية التي يمكن أن يرصدها المدقق السني ذو المرجعية العقدية والدراية العلمية:

1- تشويه صورة الصحابة الكرام وخاصة من ولي منهم أمراً من أمور المسلمين، بطريقة تجعل المشاهد غير المحصن لا ينتقد ويطعن ويسب الصحابي فقط بل يطعن في خليفة المسلمين الذي أسند مهام الولاية للصحابي الجليل، وفي الغالب يكون الخليفة أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعاً.

2- التركيز على نقاط اجتهاد الصحابة التي جانبهم فيها الصواب، وتجسيمها وتضخيم الأمور التي ترتبت عليها بطريقة تشعر المشاهد أن هناك فتنة عظيمة حدثت جراء هذا الاجتهاد وتمتد آثارها لواقعنا المعاصر.

3- تسفيه منجزات الصحابة والتابعين في فتوحاتهم الإسلامية، وإظهارهم كمتمتعين بالغنائم ومتنعمين وغارقين في الملذات، بما يعطي الإيحاءات بأن الفتوحات كانت من أجل الغنائم وليس نشر الدين الإسلامي.

4- تشويه وتزييف التاريخ بالعموم ضرباً في أهل السنة ولصالح المسألة الشيعية.
وإذا كانت الدراما الشيعية تسعى إلى هدم وتشويه كل ما هو سني بطريقة كلها مكر وخداع، فإنها على الطرف الآخر تقوم بالبناء الشيعي من خلال تقديم وتلميع النموذج الشيعي والفارسي منه بصفة خاصة على أنه حامي حمى الإسلام وحامل لوائه العقدي، فالدراما الاجتماعية جميعها مصبوغة بصبغة عقدية توضح أهمية المرجعية الشيعية في حل الأزمات الحياتية، والدراما السياسية إما أن تدخل للمشاهد بصورة غير مباشرة من خلال القضية الفلسطينية التي تستثمرها بحرفية عالية، والاحتلال الأمريكي للعراق وبخاصة تشويه صورة المقاومة السنية هناك تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، أو بصورة مباشرة في طرح الرؤى الإيرانية للأحداث وفي كلٍ فإن ولاية الفقيه ورؤية الخميني هي الموجه الأول والمرجعية المعتمدة في توجيه الدراما الشيعية السياسية الساعية لتشكيل رأي عام سني يتبنى الرؤية الإيرانية للأحداث، ويتحرك بهوى مرشدها الأعلى.

أما الدراما الدينية فتصور أن الخلاص في رداء المذهب الشيعي ومهديهم المنتظر ذلك الطفل ذو الخمس سنوات والمختفي في السرداب منذ 1200 سنة، وذلك من خلال تجسيد سير الشخصيات الدينية المعتمدة لدى مرجعيات وعلماء الإثنى عشرية وتبشير تلك الشخصيات بهذا المهدي، ومن بين الشخصيات الدينية التي يتم تلميع صورتها وتضخيمها بطريقة عجيبة في الدراما الشيعية شخصية الخميني.

وبالنسبة للدراما التاريخية فحدث ولا حرج خاصة فيما يتعلق بمقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه، والدندنة على ضرورة الثأر من حفدة قاتليه.

وننتهي بالدراما العلمية والتي يتم فيها السرقة الشيعية لعلماء المسلمين الذين كان لهم شأن في علوم الطب والطبيعة وطرحهم للعوام زيفاً كشخصيات شيعية إثنى عشرية، على الرغم من أن هؤلاء العلماء المفترى عليهم ينتمون لأهل السنة، وهذا بدوره يحدث بلبلة للعوام المنبهرين في الأساس بمنجزات هؤلاء العلماء الكبار.

إن هذه الدراما الشيعية التبشيرية ما كانت تصل للمشاهد السني لولا الفضائيات الشيعية التي يتم بثها على الأقمار الصناعية السنية، تلك الأقمار التي تسبح في الفضاء بأموال أهل السنة، ولن تسد الثغرة الشيعية تلك إلا بوقف بث تلك القنوات من على أقمارنا، ولتذهب إيران فتضع قنواتها على أقمارها، لأنه سياسياً لا يجوز لك أن تلاعبني بأدواتي، فلنا أدواتنا ولكم أدواتكم.

 

المصدر: صحيفة المصريون

 



مقالات ذات صلة