إلى الأستاذ خالد مشعل

بواسطة عبد الرحمن دمشقية قراءة 1899

حضرة الأستاذ خالد مشعل...

أغفلة أم تغافل يا حضرة الأستاذ المكرم خالد مشعل؟! يا من وصفت نفسك وحركتك بأنكما "الابن الروحي للخميني".


هل تعلم من هو أبوك الروحي؟

إنه حلولي العقيدة إتحادي، على نفس عقيدة محيي الدين ابن عربي في جعل الخالق والمخلوق شيئاً واحداً... شارح لأكثر كتبه التي يصف الله فيها بأنه "الإنسان الكبير"، وهي نفس عبارة الخميني.

لا تنس يا أستاذ خالد مشعل؛ أن المرء يحشر يوم القيامة مع من أحب.

لعلك تعلم في نفسك ضلال القوم، ولا أعتقد أن هذا يخفى عليك، ولكن... تباً للسياسة التي تصير معها الدار الآخرة أمراً ثانوياً مهملا.ً

أخشى أن تحمل إثم كثير من أتباع حركتك الذين بدأوا يتملقون ويستمرئون التشيع بسبب تنازلاتك عن عقيدتك لصالح سياستك.

ليس هذا هو الثمن الذي تتطلبه منك قضية فلسطين مهبط وحي الله إلى أنبياء التوحيد، الذي جاهدوا وقتلوا في سبيل التوحيد الذي تتنازل عنه أنت.


نماذج من كفريات الخميني:

إن هذا الأب الروحي هو القائل بلا خجل ولا تردد؛ أن فاطمة كائن إلهي جبروتي، ظهر على الأرض بصورة امرأة.

هو الذي استحسن تفسير من فسر قوله تعالى: {يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون}: (أي ربكم الذي هو الإمام) [مصباح الهداية: ص 145].

هو الذي يدعي أن الله يصلي، فقد قال: (ورد عن جبريل أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد قف إن ربك يصلي) [شرح فصوص الحكم للخميني: ص50].

هذا الكتاب شرح لفصوص الحكم لابن عربي، الكتاب الذي قال عنه الحافظ الذهبي: (إن لم تكن كفرًا فلا يوجد في الدنيا كُفر) [سير أعلام النبلاء: 23/48].

هو الذي يصف الله بـ (الإنسان الكامل المتحد مع الحقيقة المحمدية، والمتحدة بدورها بعلي بن أبي طالب) [شرح دعاء السحر: ص110].

هو الذي ويصرح بهذا الاتحاد بين الله وبين محمد وعلي، فيقول: (فهو - يعني علي - خليفته - يعني خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم - القائم مقامه في الملك والملكوت، المتحد بحقيقته في حضرت الجبروت واللاهوت) [مصباح الهداية: ص 1].

هو الذي يقول: (إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب و لا نبي مرسل) [الحكومة الإسلامية: ص 52[

هو الذي يصرح بأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد فشل في تربية أصحابه قائلاً: (لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة، لكنهم لم ينجحوا، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية... لم ينجح في ذلك، وإن الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهدي المنتظر) [من خطاب ألقاه الخميني الهالك بمناسبة ذكرى مولد المهدي: في 15 شعبان 1400 هـ].

هو الذي يقول أيضاً في خطاب له: (إني متأسف لأمرين، أحدهما؛ أن نظام الحكم الإسلامي لم ينجح منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا، وحتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يستقم نظام الحكم كما ينبغي) [خطاب ألقاه في ذكرى مولد الرضا الإمام السابع عند الشيعة، بتاريخ 9/8/1984م].
هذا النص جزء من خطاب ألقاه "أبوك الروحي" في ذكرى مولد المهدي المنتظر في 15 / شعبان / 1400 هـ في إذاعة طهران، وتناقلته وكالات الأنباء والصحف [أنظر صحيفة الرأي الكويتية، بتاريخ 21/6/1980].

وانتظرت "رابطة العالم الإسلامي" صدور اعتذار أو تكذيب لما بثته إذاعة طهران، فلما يصدر شيء من ذلك، قامت الرابطة بإصدار بيان شجب لهذا القول في 9 / رمضان / 1400 هـ.

أنت مسؤول أمام الله يا خالد مشعل... أليس لهذا أهمية عندك يا أستاذ خالد مشعل؟! والله إنك مسؤول أمام الله عن هذا التنازل عن العقيدة إكراماً للمواقف السياسية.

بل هذا إن دل على شيء، فإنه يدل على سيلان اللعاب للمنصب، لا على الغيرة لعقيدة التوحيد.


أي ثورة هذه تجعلونها قدوتكم؟

نعم إنها ثورة... لكنها ثورة أسوأ من الثورة البلشفية، لأنها ثورة تنطلق من داخل الإسلام لهدم الإسلام.

إنها ثورة تم تصميمها بعناية من قبل أنظمة أفلست من كل الجوانب، وتخاف على أبنائها من الدخول في الإسلام الذي ينمو بسرعة مذهلة بينهم، وعرفت تاريخ مذهب التشيع والحركات الباطنية الهدامة فأعادت نشرها بين بلاد المسلمين لوضع العراقيل أمام الصحوة الإسلامية.


الخميني يمتدح مرتكبي الجرائم ضد السنة:

إنها ثورة تمدح نصير الدين الطوسي ومحمد بن العلقمي وعلي بن يقطين، وهم مرتكب أكبر جرائم ضد المسلمين في التاريخ الإسلامي.

قال الخميني: (ويشعر الناس بالخسارة بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وغيره ممن قدموا خدمات جليلة للإسلام) [الحكومة الإسلامية: ص128

لقد بارك الخميني عمل الطوسي واعتبره نصرا للإسلام، فقال: (وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحداً منا بالدخول في ركب السلاطين، فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام والمسلمين، مثل دخول على بن يقطين ونصير الدين الطوسي رحمهما الله) [الحكومة الإسلامية: ص 142].

أما علي بن يقطين؛ فإنه كان مسئولاً عن سجن، حُشر فيه خمسمائة من أهل السنة.

قال نعمة الله الجزائري الشيعي: (اجتمع في حبس علي بن يقطين جماعة من المخالفين - يعني السنة - وكان ابن يقطين من خواص الشيعة، فأمر غلمانه وهدوا سقف الحبس على المحبوسين فماتوا كلهم، وكانوا خمسمائة رجل).


صورة استبدال الشاه بإيران تتكرر في استبدال "فتح" بـ "حماس":

لقد كنت منذ حداثة سني أراقب عن كثب سبب تخلي أمريكا عن الشاه ذي التوجه العلماني، والقبول باستبداله بالخميني ذي التوجه الشيعي الرافضي الإسلامي، الظاهر والمفترض أن يكون مرفوضاً عند الغرب.

كذلك كنت أراقب عن كثب دخول اليهود إلى لبنان وترحيب القرى الشيعية بهم واستقبالهم بالرز والورود، ولما دخلوا ضربوا القيادات السنية وأبادوها، وضربوا القيادة المسيحية، ثم خرجوا تاركين وراءهم لبنان تحت هيمنة الأحزاب الشيعية - حركة أمل وحزب الله -
إنني ألاحظ اليوم التاريخ وهو يعيد نفسه.

ألاحظ تحضير طبخة سياسية لا يطمئن لها البال، ويخشى معها على مستقبل الكيان السني في فلسطين، لا سيما بعد المؤتمر الشيعي الذي عقد مؤخراً في فلسطين.

إنني أشهد استبدال "منظمة فتح" ذي الوجه العلماني بحركة "حماس"؛ ذي التوجه السني ظاهراً، والنهج الخميني روحاً، بما يؤكد تكرار الحادثة الصورة القديمة نفسها.

وهذا عندي هو السر في الترحيب الغير متوقع من الشيعة بفوز حركة حماس، بل بالترحيب الدولي لحركة حماس، حتى إن رجلاً مثل "محمد الموسوي" - وهو شيعي متعصب - ينتهز فرصة حلقة حوارية معه في "قناة المستقلة" لينتهزها فرصة ليهنئ حركة حماس بالفوز في الانتخابات!

 

بين قبول انتخابات "حماس" ورفض انتخابات "جبهة الإنقاذ"!

وإلا أخبروني؛ لماذا صار انتخاب الفلسطينيين لحماس في صورة الأمر الواقع في الغرب، الذي لم يقبل بالأمر الواقع بالأمس عندما انتخب الجزائريون كلهم "جبهة الإنقاذ"، ووصلت نفس الطريقة الديمقراطية إلى السلطة؟!

إن "جبهة الإنقاذ" بالرغم من تقاربها مع الشيعة ومغازلتها لهم، إلا أنها لم تصل إلى الدرجة التي وصلت إليها حركة حماس؛ أن تكون الأب الروحي لخالد مشعل.

وكانت "جبهة الإنقاذ" أكثر ولاء لعقيدتها لغلبة التيار السلفي عليها، الأمر الذي أدى إلى تهديد الغرب بإعلان حرب ضد الجزائر وحشد التآمر عليها من كل زوايا ومنشآت الدولة الجزائرية، إلى أن تم سحق الحركة بشتى الوسائل.

إن الازدواجية الغربية أمر قد يتعجب منه البعض... لكنني لا أتعجب منه، فإن حماس عمقت جذورها مع الشيعة أكثر من جبهة الإنقاذ، وهو ما سوف يكون له مردوده المذهبي على التشيع في فلسطين، وبه يزداد الطوق إحكاماً حول العالم الإسلامي بعد المحاولة لفرض طوق شيعي على العالم الإسلامي من جهة اليمن.

وحينها تهنأ إسرائيل بالعيش، وتبقى تسمح للشيعة الفلسطينيين - لا سمح الله - بالجعجعة التي نسمع مثلها عند حزب الله: "نحن نملك صواريخ ضد إسرائيل"، أو "زحفا زحفا نحو القدس"!

كيف ترمي إسرائيل في البحر يا أحمدي نجاد، وأنت تحتاج إلى قطع الغيار العسكري منها؟ أو نسمع مثلها في إيران كقول أحمدي نجاد: (نريد أن نرمي بإسرائيل في البحر)... ولكن مهلاً يا أحمدي نجاد؛ من يسرب لكم قطع الغيار ويعقد معكم صفقات السلاح إذا ألقيتم بإسرائيل في البحر؟!

بل أن أخشى أن يلقى بكم وبهم يوم القيامة في المصير المحتوم، لا سيما عندما تكشف حقيقة سر هذا المذهب ومنشئه وهو عبد الله بن سبأ.

ماذا رأينا منكم حتى الآن في حق اليهود والغرب إلا الجعجعة مع ثبوت تآمركم معهم؟

ألم تسد إليكم أمريكا أكبر خدمة بتخليصكم من صدام حسين؟

ألم تسْد إليكم أمريكا أكبر خدمة بتخليصكم من "مجاهدي خلق" ونشر فيلقكم في العراق؟

ألم يكن عبد الله عزام يشتكي إلى الله من خيانة ومكر "حزب الوحدة" الشيعي وتسببه في مئات القتلى من أهل السنة وقطع الطريق عليهم أثناء عملياتهم ضد روسيا؟

ألم تفتحوا الطريق أمام أمريكا لتعمل القتل والقصف الوحشي ضد أفغانستان المسلمة؟

ألا يكفي هذا يا أستاذ خالد مشعل ليكون دليلاً؛ على أن الخميني أنشأ في هذا العصر نسخاً من شخصية نصير الدين الطوسي وابن العلقمي وابن يقطين؟

أم أنك تتنازل عن العقيدة طمعاً في الأرض، أو بمنصب باسم الأرض وقضيتها؟

أهكذا يكون التعامل مع القضية الفلسطينية؟ إما علمانية فتح وإما تشيع حماس!


بين منظمة فتح وحركة حماس:

ولكن: مسكينة "فتح"، فإنها بالرغم من علمانيتها صارت اليوم أكثر ولاء لقضيتها وأوضح في موقفها من حركة حماس التي ساومت وتنازلت على حساب العقيدة الإسلامية وانتصاراً للمكسب السياسي، الذي ظنت - ولا تزال تظن - أن رزقها السياسي في سراديب دكاكينه.

أما مع حركة حماس فالأمر يختلف.

فقد سمعنا خالد مشعل وهو يتهدد ويتوعد إسرائيل بأن أي هجوم على حبيبته إيران سوف يعتبر هجوماً على حركة حماس... بل وعلى خالد مشعل بشكل خاص.

كنت أراقب هذا الغزل منذ زمن ولكنني لا أتكلم، لأن كلامي لن يقبل وسوف يعتبر تهجما على الحركة، لا سيما عندما كان يصف الرنتيسي؛ "نصر الله" بأنه "القائد البطل".

ولكنني لن أسكت بعد اليوم، وأنا أشم رائحة مؤامرة شيعية على الكيان السني الفلسطيني.


هكذا ينكشف السر:

إن اللبوة الإيرانية تهيئ فلسطين لتكون مرتعاً لتنشئة أشبالها هناك.

ثم تبدت لي بوضوح خيانة "حزب الوحدة" الشيعي في أفغانستان، ودوره العميل المزدوج.

ثم علاقة إيران بإسرائيل أيام حربها مع العراق.

ثم عشت فترة تقاسم الأدوار بين السلطة السورية على لبنان، وسفكها دماء الفلسطينيين بلا رحمة، وخداعها لبعض الحركات العاطفية التأصيل كـ "حركة التوحيد" التابعة لسعيد شعبان.

الشيء الذي لم أكن أستطيع هضمه ولا فهمه؛ هو القتل والتشريد الذي تعرض له الشعب الفلسطيني من قبل النظام السوري، وفي نفس الوقت يسمح هذا النظام بفتح دكاكين ومكاتب لحركة حماس والجهاد الإسلامي!

وساءني أيام "مرج الزهور" ظهور أعضاء حركة الجهاد وهم يضعون صورة الخميني، حتى على جهاز الراديو الذي يستمعون منه الأخبار – بالرغم من صغر حجمه -أما وقد تعرفت على العقيدة الصحيحة، وقضيت سنوات طويلة في خدمتها - بحمد الله - فقد أفقت على اللعبة وفهمتها؛ الغرب يعرف جيداً مدى الفساد الذي تسببه العالم الإسلامي من خلال الحركات لهدامة السياسية التي رفعت شعار أهل البيت والمظلومية والحرمان، وكانت هذه الشعارات أكبر معول هدم... ابتداء بأفغانستان مروراً بباكستان ثم العراق.

ولا ننسى الفساد والفتن التي تسببت بها الحركة النصيرية الهدامة في سوريا ولبنان، وما يجري اليوم في لبنان يؤكد ذلك كله.

إن هذا يكشف مدى عمق التأثير الإفسادي لمذاهب التشيع الهدامة على كثير من أمور المسلمين السياسية مما لا يقدر له كثير من الإسلاميين حق قدره.

بل وتجاربي في مناظراتي وحواراتي مع الشيعة منذ ما يقرب من عشر سنوات؛ تؤكد لي عدم تراجع الشيعة عن معتقدهم القديم، فإنهم لا يزالون يصرحون بتحريف القرآن، لا يزالون يشتمون عائشة ويكفرونها.

وهل يمكن للأستاذ خالد مشعل؛ أن يدعي كما كانوا يقولون دائما بأن شيعة اليوم ليسوا كشيعة الأمس، ونحن نرى الفتن تتوالى اليوم بسببهم في أفغانستان والعراق الجريح؟


ولنعد إلى حركة حماس:

حركة حماس منبثقة من عباءة حركة الإخوان المسلمين، لا تُعنى بالعقيدة الإسلامية، وهي حركة لا تزال منذ نشأت تغازل الرفض وتدعو للتقارب معه.

ومشكلتها تمييع العقيدة الإسلامية، بما أدى إلى اختراقها اختراقاً واضحاً، جعل رموز الإخوان يتجاهلون ما قاله كبار علماء الأمة عن الرافضة، كالشافعي والبخاري وأحمد بن حنبل.

حتى إن فتحي يكن؛ يقترح أن يكون الخميني هو مجدد الدين لهذه الأمة في القرن العشرين، والمرجع العلمي للصحوة الإسلامية، كما أعلنه في كتابه "المتغيرات الدولية والدور الإسلامي المطلوب"!

ولجمال الدين الأفغاني ذي الشخصية المشبوهة المتعددة الأقنعة؛ الدور الكبير في إنشاء الأحزاب السياسية والنشاط المشبوه في كثرة التنقلات بين الأوساط الإسلامية والعمل على إنشاء حركات تعنى بالسياسة لا بالديانة، أو بعبارة أخرى بالسياسة تحت كساء الديانة، كانت هذه الحركات السبب في حصد التائبين المخلصين من الشباب المتحمس لقيام هذا الدين، وجعلتهم نعاجاً على مذابح الطواغيت.

وبالرغم من كثرة ثناء الإخوان المسلمين على جمال الدين الأفغاني والتحدث عنه على أنه الشخصية المجاهدة ذات القدوة الثانية بعد حسن البنا، إلا أنني وجدت لهذا الرجل تراجم وثناءات عند الرافضة، وكشفوا عن كونه شيعياً متخرجاً من الحوزة العلمية!

وهذا التميع في العقيدة واضح عند حماس أيضاً.

إنها الأرض قبل العقيدة... بل لا مانع من مدح أصحاب العقيدة الباطلة في سبيل استعادة الأرض.
مع إن نبينا صلوات الله وسلامه هاجر من الأرض التي نشأ فيها سعياً لبناء العقيدة الصحيحة والعودة معها إلى الأرض التي طرد منها.

لم يكن يساوم عليها لا بملك ولا بامرأة ولا منصب... الأمر الذي نراه اليوم بشكل مخز ومخجل مع الحركات التي صارت الأرض بالنسبة إليها هي العقيدة.


حركة حماس تهنئ النصارى بولادة "ابن الإله":

ولا ننسى الإعلان الرسمي الصادر عن حماس بتهنئة النصارى في عيد مولد من؟ عيد مولد من يعتبرونه رباً وإلهاً، والذي يفترض أن لا يكون له مولداً.

وهذا يدل على أن العقيدة الإسلامية في واد وحركة حماس في واد آخر... إنه تنازل آخر لصالح السياسة، ولكن! على حساب العقيدة الإسلامية.

تجاهل لم يعد معذوراً:

وقد تجاهلوا حقيقة ما تنطوي عليها عقيدة الشيعة، مما جعل كبار الأئمة يمنعون حتى من الصلاة وراءهم.

فأنكروا أن يكون الشيعة يقولون بتحريف القرآن، وتكفير الصحابة بدءا بأبي بكر وعمر، واعتبروا المذهب الشيعي مذهباً خامساً يضاف إلى المذهب الحنفي والشافعي.

وكنت أحسن الظن بالإخوان وأنهم لم يكونوا على دراية بهذا المذهب، ولكن كيف نعذرهم اليوم والعامة الجهال من المسلمين يعانون أشد المعاناة من خيانة مذهب الشيعة وتواطئه اليوم مع الأمريكان وسحق أهل السنة في العراق التي تعتبر في طريقها إلى أن تكون لقمة سائغة يبتلها سمك القرش الإيراني؟!

هل من شك في أن الرافضة متواطئون مع الأمريكان الذين قدموا لإيران أعظم خدمة لها أول ما احتلوا العراق، ألا وهي تخليص إيران من منظمة "مجاهدي خلق" وتشريدهم ونثرهم في ربوع أمريكا وأوروبا، في حين نرى اليوم "فيلق بدر" الرافضي يستعرض وحداته وجنوده على عين ومسمع الجنود الأمريكيين والبريطانيين.

نتساءل؛ لماذا لم تتخلص أمريكا من "فيلق بدر"، بل أقول؛ سمحت بقدومه أفواجاً وأرتالاً من إيران؟


هم العدو فاحذرهم:

هذه المذاهب الباطنية بما عندها من إفساد وخيانة وفتن داخل الأمة هي أخطر علي الأمة من عدوها من الخارج، وهي التي تندرج في قول الله تعالى: {هم العدو فاحذرهم}.أما العدو الخارجي؛ فإنه لا داعي ولا طائل من تحذير الأمة منه، فإن عداوته واضحة.

أما عدو الداخل؛ فقد يتلبس بحب النبي وقرابته وهو مع ذلك عدو مبين، يبرر للشرك ويحرف القرآن بطريقتي التحريف؛ ادعاء تحريف الصحابة له، ومسخه لمعاني القرآن بما يسميه المعاني الباطنة أو التأويل، ويأكل أموال العوام بالباطل ويصد عن سبيل الله.


من لا خير عنده لأبي بكر وعمر فلا خير عنده لهذه الأمة:

دعني أقولها لك يا أخي خالد مشعل بملء فمي؛ من لم يكن فيه خير لأبي بكر وعمر لن يكون فيه خير للأمة، ومن ساوم على حساب أبي بكر وعمر فلا خير فيه ولا نصر يرجى منه... والأيام بيننا وبينكم.

إن كان الدافع لهذه العلاقة مع الرافضة نابع من غيرتك على الدين؛ فأين الغيرة على أبي بكر وعمر وقد شتموهما وحكموا بكفرهما؟ وإن كان الدافع لهذه العلاقة مصلحة ذاتية فاتق الله ولا تبع قضية الإسلام.

فإن قضية الإسلام هي أصل مشكلة فلسطين، فلا تفصل بينهما وتجعل قضية فلسطين العذر في تجاهل العقيدة الإسلامية.

أين حماسكم للشيخين أبي بكر وعمر؟ أم أن حماسكم قومي لا ديني؟!

حماسكم متعلق بالأرض فقط وبالمطامع المكاسب السياسية على حساب الدين والعقيدة؟!

ولا تنس أن الخميني أثني كثيراً على نصير الدين الطوسي الرافضي، لتقديمه خدمات جليلة للإسلام - الرافضي طبعاً - وهذه الخدمات هي تقديم العراق على طبق فضي لهولاكو ملك التتار، الذي دخل العراق بإيعاز من نصير الدين الطوسي، الذي كان وزيراً لآخر خلفاء الدولة العباسية آنذاك... فهذه المجزرة التي راح ضحيتها أكثر من مليوني مسلم - كما صرح الحافظ ابن كثير - هي الخدمة التي يراها الخميني أكبر خدمة جليلة قدمها نصير الدين الطوسي.

ومع ذلك فالخميني تعتبره أباك الروحي.


خالد مشعل يدفع ثمن فلسطين:

نعم إن خالد يدفع ثمن فلسطين... يدفع الثمن بوصفه هو وحركته "الابن الروحي للخميني".
كان الثمن زيارة لضريح الخميني "أبيه الروحي"؛ كتأكيد على التزامه مع التشيع في خط واحد، وهو يتجاهل الممارسات الشركية عند الشيعة والغلو من زحف نحو القبر، بل وسجود له.

إنه بات يساوم على العقيدة من أجل الأرض... إنه يرعى قيام مؤتمرات شيعية في فلسطين ويزرع بذرة الرفض هناك.

ولهذا وجدت إسرائيل حلاً لمشكلة فلسطين لم تجده مع "فتح" ولا مع عرفات، وهذا الحل هو في أن تنبت مزارع الرفض في فلسطين، فيسهل بوجودهم خداع العالم الإسلامي، وبهذا توجد إسرائيل والغرب خونة في صورة أبطال وعملاء في صورة مقاومة... كما حدث في لبنان ويحدث في العراق اليوم.

 

هل سوف يمر الهلال الشيعي من أرض فلسطين؟

لقد صدق الملك عبد الله حين قال: بأنه يلاحظ تعاظم المد الشيعي، وأنه يسعى في إقامة "هلال خصيب" يمتد من إيران ويمر بالعراق.

لكن أتمنى لو أن الملك عبد الله [1] سوف يلاحظ معي أن بذور الرفض باتت تسقى من خلف أرضه – الأردن - حيث يدفع الغرب حركة حماس نحو الرفض ونشره في فلسطين، أملاً في الخداع السياسي الذي يلعب "حزب الله" مثله على أرض لبنان، والذي يتوعد إسرائيل ويرفع شعارات الزحف نحو القدس وزحفه نحو حماية الحدود مع إسرائيل.

وليست إسرائيل غبية إلى درجة تجعل معها حدودها بأيدي مسلمين صادقين، يتولون الله ورسوله، ولا يتنازلون عن دينهم وإيمانهم، وإنما تعلم تمام العلم من يقف معها على الحدود.

بل إن وجود هذا الحزب على تلك الحدود مكيدة وأيما مكيدة.

فاتق الله يا خالد مشعل، واجتنب هذه البراغماتية السياسية التي لن تنفعكم ولن تنفع قضيتكم.

وأنا ليس عندي أي حماس لمن لا يقيمون للعقيدة وزناً.

ولا حماس عندي لمن يرتمون في أحضان من قالوا بتحريف القرآن وكفر الصحابة - إلا ثلاثة أو سبعاً - واتهموا عائشة بالكفر والزنا، ويفضلون أقرباء النبي على إخوانه الأنبياء، ويخربون المساجد ويعمرون المشاهد ويعبدونها.

 


1) انه لا فرق كبير بين عداوة "المندوب السامي البريطاني" في الأردن - عبد الله! - للمسلمين وبين الرافضة، فالجميع يكيد للمسلمين، ولكن لأهداف مختلفة... والكفر – يبقى أخيراً - ملة واحدة!


الكاتب: عبد الرحمن دمشقية

المنبر



مقالات ذات صلة