دخان الفتنة.. ونيرانها
أشرف محمد عبد المقصود
بدون شك فالأدلة المؤكدة تبرهن مصداقية تحذيرات العلامة يوسف القرضاوي ، فما يحدث في العراق واليمن ولبنان ينذر بالخطر الداهم علينا جميعا ، فدخان التطرف الشيعى الرافضي قد دخل بلادنا وشممنا رائحته العفنة . وهذا عرض مختصر سريع لطرف يسير مما يحدث عندنا بمصر فقط للدلالة على صدق تحذيرات القرضاوي :
1- بمباركة دولة التشيع بإيران سمعنا وشاهدنا واعظ الإفك المدعو " حسن شحاته " بعد أن كان خطيبا يمدح الصحابة ، انقلب على عقبيه وراح يسب الصحابة علنا، وبأقذع الألفاظ يتحدث عن أبي بكر وعمر ويقول : ( ابن كذا .. )، ويسب أم المؤمنين عائشة ( بنت كذا ... ) ، مع ألفاظ سوقية بلا حدود، وذلك موثق بالصوت والصورة من محاضرات بمدينة قم بإيران التي احتفت به ومكنته من إلقاءها في 15 محاضرة برمضان 1423هـ وهي منشورة على المواقع الشيعية المعتمدة ويكتبون تضليلا أمام اسمه : العلامة الأزهري !! والأزهر منه برآء .
2- ولا ننسى الحملة الصحفية المنظمة مدفوعة الأجر لاستباحة أعراض الصحابة في صحف " الدستور " و"صوت الأمة " و"الفجر " .. وغيرهم مرورا بـ"جريدة القاهرة " صاحبة الحملة على " صلاح الدين الأيوبي " ووصفه بالسفاح والمجرم والقاتل والسارق ، و لا ينسى أحد ملحق السوء " بجريدة الغد " لأيمن نور، والذي كتبه صبي إبراهيم عيسى المدعو أحمد فكري والذي جعله بعنوان أسوأ عشرة شخصيات في الإسلام ، والذي نقل فيه أيضا تخرصات وأكاذيب الشيعة على ( أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه ، وبعض الصحابة المبشرين بالجنة كطلحة والزبير وغيرهم ) .
3- ثم شاهدنا برامج متخصصة متتابعة من الصحفي إبراهيم عيسى في تشويه صورة الصحابة من خلال قناة دريم ، مثل برنامجه ( رجال بعد الرسول ) والذي أظهر فيه الصحابة وكأنهم قطاع طريق وعصابات تتقاتل على الدنيا : يكذبون .. يخدعون .. يتآمرون .. يضمرون الحقد والكراهية لبعضهم .. ثم أتبعه ببرنامجين آخريين بنفس القناة واصل فيهما مسيرة لاستباحة لأعراض الصحابة ثم انتهى به المطاف آخيرًا إلى لبس السواد الشيعي في برنامج بقناة جديدة عن مقتل الحسبن بعنوان " الطريق إلى كربلاء " تعمد فيه تشويه صورة السنة .
4- أما توزيع الكتب الشيعية المتطرفة و(السي ديهات) المحملة لبرامج موجهة للسنة فهو يحدث على نطاق واسع خاصة بمعرض الكتاب الدولي بالقاهرة ، وكذا توزيع المجلات من خلال مؤسسة الأهرام .
5- أما الاحتفاء بأذنابهم ممن تشيعوا ، فعن طريق استضافتهم بالفضائيات وتعقد لهم الندوات والمحاضرات لهم مثلما فعلوا مع المدعو أحمد راسم النفيس المتطرف الشيعي الذي يتهجم على الصحابة يطبع كتابا له بدار الشروق الدولية للنشر " بعنوان "الشيعة والتشيع لأهل البيت". فيكتب أحمد بهجت تقريظا للكتاب في حلقات بالأهرام ، وتعقد له الندوات بالتعاون مع قناة العالم الإيرانية الإخبارية التي تعد معقلا من معاقل نشر التشيع بمصر . وقد تصدَّت لها بالندوة المستشارة نهى الزيني حفظها الله !
6- حتى نفوذهم وصل إلى أضرحة المشاهد بمصر مثل الحسين فقد استطاع الشيعة أن يغيروا لونها الأخضر إلى الأسود .
7- وما يحدث في محافظة 6 أكتوبر بمصر من غزو شيعي لتجمعات تطالب بحسينيات لها يدق ناقوس الخطر .
8- وأما المواقع الشيعية المتخصصة حسب البلدان العربية لنشر التشيع فيها والتي تنفق عليها الملايين فحدث عنه ولا حرج ، هذا بخلاف الفضائيات التي تزيد على العشرين والتي تطعن وتسب علنًا في الصحابة وتدعو للتشيع صباح مساء وموجهة لأهل السنة !! والقائمة طويلة في شرح التأمر الشيعي على مصر ، وما يحدث سوريا ولبنان والجزائر .. ينذر ببشر مستطير ، نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
* * * *
نعم الشيعة مبتدعة ؟
إذا كان القرضاوي يصف الشيعة بالمبتدعة ويصر على ذلك فهذا أقل شيء ! ومن يتعجب من كلام القرضاوي ، نسأله : وبماذا يصفوننا نحن معشر أهل السنة ؟ فهم يحكمون بنجاستنا ويكفروننا ويحكمون بخلودنا في النار لأننا لانؤمن بولاية أئمتهم الاثني عشر ، وفضائياتهم تبين للقاصي والداني مدى الانحراف الهائل الذي يدينون به ، فماذا يقال في قوم ادعوا تحريف القرآن وكفروا الصحابة ولعنوهم خاصة أبي بكر وعمر وعثمان وأم المؤمنين عائشة ، ماذا يقال في قوم هجروا المساجد وعمروا المشاهد والحسينيات ( أماكن الندب واللطم على الحسين ) وشوهوا صورة المسلمين بطقوسهم طوال العام مابين مولد وعزاء ... وصدق الأديب أحمد أمين رحمه الله حيث يقول : ( والحق أن التشيع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو حقد .. ) اهـ ( فجر الإسلام ص 437 ) . فهذا إمامهم الخميني يقول : ( ولا يقبل الإيمان بالله ورسوله من دون الولاية ) كتاب الأربعين حديثا ص 511 . وهذا إمامهم السيستاني ومفتي الاحتلال يفتي بذلك أيضا وينقل إجماع الشيعة على ذلك ، وفتاويه منشورة بموقعه على الانترنت !! إذا فنحن كفار عندهم !! والمصيبة الأدهى أنهم لايُكَفّرون بلسانهم فقط وتنتهي القضية بل يترتب على ذلك التكفير البراءة واللعن مما يؤدي للعنف مع مخالفيهم فلا ولاء عندهم إلا ببراء !!
يقول الأديب الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله : (( إن الولاية والبراءة التي قام على أساسها الدين الشيعي على ما قرره النصير الطوسي وأيده نعمة الله الموسوي والخونساري لا معنى لها إلا تغيير دين الإسلام والعداوة لمن قام على أكتافهم بنيان الإسلام .. ) اهـ يعني لا ولاية تصح إلا بالبراءة من أعدائه ولعنهم وهم من اغتصبوا الخلافة وهم أبي بكر وعمر وعثمان .. كما يدعون . ولذا نرى طرفا من صور هذه البراءة في طقوس عاشوراء العنيفة والتي يتربى عليها الشيعي منذ نعومة أظفاره .وهذا يفسر لنا المجازر التي تحدث لأبناء السنة في العراق على يد المليشيات الشيعية المدعومة من إيران راعية مؤتمرات التقريب !!
* * * *
الدكتور العوا ... وقفة مع النفس !
من يتابع موقف الدكتور محمد سليم العوا - هدانا الله وإياه – وجهوده في الدفاع عن التشيع يرى العجب العجاب حتى وصل الأمر لأن يكون من أعضاء الهيئة الاستشارية لأحد مجلات الشيعة .. التي تروج لهذا المذهب المنحرف ، فإنا لله وإنا إليه راجعون !!
فما من محاضرة إلا ويشيد فيها العوا بدستور إيران الطائفي العنصري الذي جعل مذهب الشيعة الإثنى عشرية هو مذهب إيران إلى الأبد ولا يسمح لأبناء السنة بإقامة مسجد واحد بطهران ليصلوا فيه ، في الوقت الذي يسمح للهندوس واليهود بإقامة المعابد ، فيعتبره الدكتور أحسن دستور في العالم ( كما قاله بمحاضرة له العام الماضي ) !! وعندما حذر القرضاوي منذ عامين تقريبا بنقابة الصحفيين من المد الشيعي بمصر انبرى العوا ليتحدث بالنيابة عن القرضاوي زاعما أن ما قاله زلة لسان !!
وقد رأينا الدكتور العوا في مركزه للحوار يقوم بعمل سلسلة محاضرات عن التيارات الفكرية مثل الصوفية والمعتزلة .. إلخ ، ووجدناه يذكر السلبيات والأخطاء دون أن يكتمها ، وعندما ألقى محاضرته عن الشيعة - وهي مطبوعة بأكثر من جهة - رأيناه يدافع بكل ما أوتي من قوة عن الشيعة ويلتمس لهم الأعذار ، زاعما زيفا وزورا أنه لا فرق بينهم وبين أهل السنة في الأصول ، وهو بذلك يسطح الخلاف ويقوم بتضليل عوام أهل السنة . ومن العجب العجاب أنه نقل فيها كلاما مرسلا زعم فيه أن الخميني يقول : (( بأن سب الصحابة كفر ! )) والرد بسيط جدا بأن نهدي للدكتور العوا نص الخميني في كتابه الطهارة ( ج3 / 459 ) والذي وصف فيه عائشة أم المؤمنين والزبير وطلحة ومعاوية بأنهم أخبث من الكلاب والخنازير !! . وننتظر منه الرد دون لف أو دوران ، فماذا يقول ؟!
* * * *
تحية للدكتور القرضاوي على موقفه الشجاع في الوقت المناسب ، وتحية للمخلصين من علماء الأمة ومفكريها؛ تحية خاصة للدكتور محمد عمارة لدوره الهام في التصدي لهذا الفكر الخبيث وفضح رؤوس الفتنة ، وتحية للدكتور عبدالله سمك رئيس قسم الفرق والمذاهب بجامعة الأزهر ، وغيرهم ممن يقوم بنصرة الإسلام والتصدي للمنحرفين ، وعند الله وحده جزاؤهم.