أنقذوا الشيعة

بواسطة ناصر العتيبي قراءة 665
أنقذوا الشيعة
أنقذوا الشيعة

أنقذوا الشيعة

 ناصر العتيبي

 

ينتاب الفؤاد حزناً وكمداً كلما خطر على باله كلمة ( شيعة ) تلك الطائفة التي لم تلق من عقلاء الأمة وعلمائها الصرخات المدوية والصيحات المرتفعة والنداءات المتكررة التي تتحرك لها قلوب ملايين الشيعة في العالم وهم يعيشون في سراب خادع ومستنقع مليء بالأغاليط والشبهات والأفكار المنحرفة والعقائد المزيفة المختلقة، ورسوم العبادات والعادات البعيدة عن الدين الحق والمنهج الصواب والشريعة السمحاء..

- ملايين الشيعة يعتقدون كفر الصحابة إلا نفراً قليلاً. - ملايين الشيعة يعتقدون أن القرآن الموجود بين أيدي المسلمين اليوم ليس هو القرآن الكامل، بل دخله التحريف واعتراه النقص والزيادة.

- ملاين الشيعة يقدسون البقاع التي فيها مزارات أئمتهم وقبور أوليائهم وصالحيهم زعموا!!

- ملايين الشيعة يؤمنون بخرافة المهدي المنتظر، منقذ البشرية، وهادي البرية إلى الطريق السوية، وأنه الآن حي يرزق .

- ملايين الشيعة يعتقدون أن هناك أئمة يديرون هذا العالم ويعلمون ما يجري فيه من الغيب ويشاركون الله في الربوبية تعالى الله عن قولهم.

- ملايين الشيعة يصرفون صنوفاً من العبادات للأئمة المعصومين والأولياء المقربين.

- ملايين الشيعة يعتقدون في أمهات المؤمنين وأزواج النبي الكريم الخيانة والغدر والكذب والفاحشة.

- ملايين الشيعة يكفرون المخالف لهم ويستحلون دمه وماله، ويجعلونه في منزلة اليهودي والنصراني.

- ملايين الشيعة لا يرون جهاد الكفار منذ القرن الثالث وحتى اليوم إلا إذا خرج المهدي المزعوم، كما لا يصلون الجمعة والجماعة إلا خلفه، ولا يصلون خلف المسلمين إلا تقية أو نفاقاً.

- ملايين الشيعة يقلدون دينهم وعباداتهم وتوحيدهم لمرجعيات مزعومة وآيات موهومة وملالي مشبوهة ليس في وجوههم سيما العبادات ولا تلمح في أحدهم خشوعاً وذلاً وتواضعاً وإنابة لله تعالى.

- ملايين الشيعة يدفعون الأخماس من أموالهم وتجاراتهم وما يملكونه من عقار أو متاع أو معاش، يستأكل بها كبارهم والملأ الذين استكبروا منهم، والفقراء لا يدرون أين تذهب تلك الأموال ولا أين تصرف.

- ملايين الشيعة يمارس الزنا الخفي ( المتعة ) وينتشر في مجتمعاتهم الرذيلة والفاحشة ولا يدرون كيف المخلص منها ولا كيف تكون النتيجة والعاقبة والمآل.

- ملايين الشيعة يلعنون الخلفاء الثلاثة وسائر الصحابة ويتقربون إلى ربهم بذلك في الركوع والسجود وأدبار الصلوات، وأما فرعون اللعين وإبليس الشيطان الرجيم فلا يخطر لعنه على بال ولا يجري ذكره على لسان.

- ملايين الشيعة يوالون الكفار من أهل الكتاب وعبدة النار ويستعينون بهم على المؤمنين والمسلمين من السنة ويستحلون دماءهم، وما يجري في العراق وزاهدان وأفغانستان عنا ببعيد.

- ملايين الشيعة ينتقصون الأنبياء والرسل والملائكة الكرام الكاتبين، ويصفونهم بأوصاف بشعة وعبارات مشينة وألفاظ قبيحة وأثيمة.

- ملايين الشيعة لا يحبون إلا نفراً قليلاً جداً من آل البيت، ومن ذرية معينة، وسلالة محددة، أما سائر أهل البيت النبوي فلهم معهم مواقف معروفة، ومعارك مكشوفة ومذكورة ومثبوتة في ثنايا الكتب ومزبورة.

- ملايين الشيعة يعتقدون أن كربلاء أفضل من مكة، وأن زيارة قبر الحسين وغيره من الأئمة عندهم أفضل من الحج والعمرة.

- ملايين الشيعة يطعنون في كتب السنة وأحاديثهم ورواتهم ولا يقبلون أثراً أو حديثاً جاء من طريقهم، لأنها بزعمهم نقلها نواصب عن نواصب، كما أنها ليس فيها تولي أهل البيت والتبرؤ من أعدائهم وشانئهم.

- ملايين الشيعة يقدسون الزنادقة والمنافقين كأمثال (أبو لؤلؤة المجوسي) وقبره في كاشان يزار هناك، وفي المقابل يلعنون كبار الصحابة وحملة الدين وأنصار الإسلام في الشوارع والأسواق والأزقة وغيرها.

- ملايين الشيعة يطوفون حول القبور، ويقربون لها النذور، ويشدون الرحل إليها ويعظمونها، وفي المقابل يعطلون المساجد من العبادات والصلوات وذكر الله رب الأرض والسماوات.

فإذا كانت أمة بهذه الأمراض الجرارة الفتاكة الخطيرة، وبهذه العقائد والآراء والأفكار المزيفة، تعيش في جاهلية جهلاء وظلمات نكراء، غارقة في الخرافة والرذيلة، مغرورة بمجرد انتسابها إلى الحسين وتعظيمها وغلوها فيه.. فما واجب المسلمين السنة تجاه تلك الطائفة الضالة والأمة الغاوية والفرقة المارقة؟ وما هي أوجه الإنقاذ الحقيقي الذي ينتشل أولئك الملايين ويدخلهم في دائرة التوحيد وملة الإسلام ونور السنة.

إن واجب السنة تجاه تلك البشرية في أصقاع المعمورة من الأرض، إنقاذات متعددة، أهمها:

أولاً: الإنقاذ العقائدي:

وهذا المعلم هو لب الإنقاذ وأخص أركانه، إذ تصحيح المسار وتبصير الضال، وهداية المرتاب، وتدليل الحائر، يبدأ من درجة الصفر وهي تحقيق معاني التوحيد الخالص وغرسه في القلوب والسلوك، وإفراد العبودية والوحدانية لله تعالى، وصرف أي عبادة أياً كانت لغير الله لا يحقق المقصود وتجنى الفائدة المرجوة من ذلك الإنقاذ والإنتشال.. ولعلي أجمل أبرز معالم الإنقاذ العقائدي في الآتي:

1- نشر كتب التوحيد، وخاصة الكتب المبسطة والتي فيها تسهيل وتعريف العقيدة بالأدلة النقلية والعقلية، ونشر الكتب التي تحذر من الغلو والشرك وتبين ما أعد الله تعالى من عذاب ونكال بالمشركين، وأن الشرك ليس في من عبد الأصنام فقط بل نواقض الإسلام متعددة، وحبذا لو تنشر كتب نواقض الإسلام، والتحذير من عباد القبور وبيان زيف معتقدهم وباطل عبادتهم.. كما لا يقتصر في نشر كتب التوحيد فقط، بل وجميع الرسائل المختصرة وبأساليب متنوعة ومتعددة، والأشرطة والأقراص الإلكترونية والتدليل على المواقع العنكبوتية التي تهتم بجانب التوحيد وتحذر من الشرك والخرافة والبدع أياً كان نوعها. وهذه وسيلة يستطيعها أكثر الناس فالذي يملك الكتابة في هذا الجانب فهو على ثغرة كبيرة، والذي يستطيع طباعة الكتب الموجودة فهو على ثغرة، والذي يوزع وينشر تلك الكتب فهو على ثغرة أيضاً، والذي لا يستطيع كل ذلك فليدل غيره إلى كتاب معين أو تدريس ذلك الكتاب أو اختصاره أو نشره في المواقع والمنتديات الحوارية التي يشارك فيها الشيعة.

2- فضح الكتب الروايات العقائدية التي تروج لعقائد الشيعة وتدعو إلى التشيع، وبيان خطرها على عقائد الناس وما فيها من ضلال وتناقض واضطراب، وما آثارها العفنة على عقائد الناس، وأساليب فضح تلك الكتب يكون بالرد عليها، أو استخراج ما فيها من شرك وكفر وضلال وفي التحذير من ذلك أمام الملأ، أو التشهير بالمؤلفين وما كانوا عليه من دين نشاز وعقيدة مارقة، ومذهب مختلق، وكسر تلك الكتب وإسقاطها من أعين أتباع المذهب الذي يبنون عليه مذهبهم ويقيمون عليها دينهم.

3- بيان موقف جميع العلماء السالفين من عقائد الشيعة وما صنفوه ودونوه ضدهم حتى تجتمع الأمة بأسرها على نبذ العقائد الشيعية والبراءة منها والتشكيك فيها في قلوب أتباعها.

4- التركيز على جانب الألوهية، وغرس المفهومات الصحيحة والمصطلحات الشرعية بأدلتها التفصيلية في المناسبات والمنابر والكتب والأشرطة واللقاءات والندوات والمواقع، وغرس حب القرآن في القلوب والتركيز فيه على جانب الألوهية والآيات الكثيرة التي تحذر من الغلو، وأن تقع هذه الأمة في مثل ما وقعت الأمم من قبلنا فيه، فإن القرآن قد لا يكابر في العامة والبسطاء بل هم أسرع الناس استجابة وأقربهم هداية وقبولاً.

5- إنشاء قنوات إعلامية متعددة المشارب، متنوعة الأساليب، مختلفة الطرح، تركز على جانب العقيدة وتفند الشبهات مع عرض أفكارهم والرد عليها بالآيات القرآنية والحوارات العقلية، بعيداً عن المهاترات والتشنجات التي لا توصل المعلومة والفائدة والفكرة إلى الشيعي، كما تبرز تلك القنوات فضائل الصحابة وتربية النبي لهم وشهادة العالم أجمع لهم قبل التاريخ والعقل والفطرة والواقع بما قدموه لهذا الدين، وبذلهم أرواحهم وأموالهم وما يملكون حتى يتم الله نوره ويعلى شريعته ودينه، كما تبين عناية المسلمين بقرآنهم وتعظيمهم له واهتمامهم به وعملهم وتمسكهم بأحكامه، وأن هذا القرآن لا يملك المسلم إلا أن يفتدى بنفسه من أجل الدفاع عنه.

6- إنشاء مراكز أبحاث متخصصة لرصد جميع شبهات الشيعة لعقائدها وتدوينها وحصرها ومن ثم تناولها بالرد والتفنيد والمقارعة والمحاججة حتى لا يكون هناك أي منفذ أو مدخل أو تشكيك يثار من هنا أو هناك حول تلك العقائد المزيفة.

ثانياً: الإنقاذ العاطفي:

كثير هي العواطف والحماسات غير المضبوطة بضوابط الشرع ولا تصرفات العقل الناضج والسليم والبعيد عن المؤثرات والعوامل الخارجية التي تغيره عن مساره وتصرفه عن معالمه الواضحة وخطوطه المستقيمة الجلية، هذه العواطف والهيجانات والانفعالات في قضايا الدين والعقيدة لها تأثيرات سلبية ونتائج عكسية، قد تناقض الدين وتصادم الشرع وتلغي مقاصده وأهدافه، بل وتقضي على قواعده وتهدُّ أسسه وبنيانه.

إن العواطف ليس لها حد ولا منتهى، وكل يوم تنقلب وتتغير، فهي لا تخضع لمقاييس ومعايير وموازين تقف عندها وتنتهي، بل كل يوم اختلاف وتناقض وتباين، وصدق الله القائل: (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ))[النساء:82].

نعم! صدق الله وكذب الدجالون الخراصون الأفاكون الذين يخضعون الدين لمراسيم يقيمونها، ويجعلون عقولهم وأهواءهم حاكمة على الشرع مسيرة له ومنقادة وممتثلة، يجعلون الدين والشرع ليس له قداسة ولا تعظيم في نفوس أتباعه، بينما كلام الملالي والدهاقنة هو الحاكم والمقدم على قول أي أحد كائناً ما كان. نعم! عواطف ومشاعر وأحاسيس لا تتناهى.. فبالعاطفة نبذوا كتاب الله وردت السنن، وعبد الله على جهل.

وبالعواطف قدس الأشخاص وعظموا، وأسبغ عليهم هالة من الامتثال والانصياع والانقياد لأوامرهم وأحكامهم. وبالعاطفة شدوا الرحال إلى قبور الأولياء، ودعوهم من دون الله، وتبرك بهم، وربما طافوا حول قبورهم يدعونهم رغبة ورهبة من دون الله الواحد القهار.

وبالعاطفة غالوا في الأئمة، وجعلوا منازلهم ومراتبهم تفوق الملائكة والرسل، بل وأعطوهم من صفات الألوهية والربوبية ما لم يخطر على بال. وبالعاطفة أقيمت مراسم وأفراح وأعياد، وضربت الأجساد بالسلاسل، ورددت الألفاظ المحرمة والعبارات القبيحة، وغيرها من الاختلاط ونحوه.

وبالعاطفة يساق الناس كالشياه لا تعرف إلى أين تذهب وتقاد إلى حيث لا رجعة، إما إلى معارك مصيرية، أو عقائد شركية كفرية، أو تقليد أعمى أقل أحواله مخالفة الهدي واتباع العقل والهوى.

وبالعاطفة تقرب الله بصلوات بدعية، وأذكار شركية، وعبادات محرمة.

وبالعاطفة استحلت الفروج باسم المتعة، على البسطاء والغفل من عامة الناس، أما كبراؤهم وزعماؤهم فلا.

وبالعاطفة تولد في القلب عقد وعقدات، وهواجس واضطرابات، لا صحة لها ولا أصل، كخرافة المهدي الموهوم، ودعوى وجوده الآن بين الناس يرعى شيعته ويتابع أمورهم وشئونهم.

هذه العواطف جرت ملايين الشيعة إلى مستنقع مظلم ومهاوٍ ومفاوز بعيدة، لا يستطيعون الخلاص والنجاة والفكاك من أسرها إلا بالانخلاع من ربقة التعصب والتقليد الأعمى الذي جر إلى عقائد فاسدة وأمور لا تحمد عقباها ولا ترضاها الفطر النيرة، وترك متابعة الملأ والسادة في كل ما يأمرون وينهون ويحللون ويحرمون، وأن يتحرر الفرد الشيعي من كل ذلك ويكون مطواعاً لأحكام الشريعة المطهرة الخالية من الزوائد البشرية والمهاترات والسفسطات الكلامية، وأن يسلم قلبه وقالبه لربه وخالقه، وأن يمتثل أوامره ويعض عليها بالنواجذ، ويتجرد من أدران وأثواب الكبراء والمشايخ وتقليدهم واتباعهم والسير على طريقهم ومنوالهم، كما عليه أن يسأل ربه أن يوفقه ويبلغه ما يريد، ومن اعتمد على نفسه وغيره وترك الاعتماد على الواحد الأحد التي قلوب العباد جميعها بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، فهو سبحانه الذي يهدي ويعافي فضلاً وإحساناً، ويضل عدلاً، فلا يستلهم الهدى إلا منه، والتوفيق إلا عليه، ولا الخير إلا بجنابه، كما أن قراءة القرآن بتمعن وتدبر وتأمل وتفكر وبصدق ومناجاة، كله من أسباب الهداية والفلاح والظفر والفوز بالآخرة، وأما الإعراض عن الكتاب أو ليه كفعل أهل الكتاب، أو التغافل والصدود عن أحكامه وآياته فهو يولد أموراً عكسية، ويبدأ العبد يفكر عن أمور ثنائية وبديلة عن القرآن، فتنشأ العاطفة والتقليد.

ثالثاً: الإنقاذ الأخلاقي:

وهو جانب كبير وعظيم يجب على المسلمين السنة أن يمدوا أيدي العون لإنقاذ أفكار ومبادئ وأساطير وخرافات وروايات وقصص خرافية شيعية في جوانب متعددة، ومنها:

-الإنقاذ من التعذيب البدني:

ومن يتابع ويشاهد ما يقوم به الشيعة يوم عاشوراء من أمور قد لا تقع في الجاهلية الجهلاء أمثالها، فما يفعلونه من ضرب أنفسهم وتعذيب أجسادهم بالسلاسل والحديد وإراقة الدماء، شيء من العبث الأخلاقي والانحطاط السلوكي، مما جعل الغرب والشرق يستهمجون ويستقبحون هذه الأعمال وينفرون من دين هذه مراسيمه وعاداته، حتى لم يسلم من هذه الأعمال الأطفال الرضع والنساء الأرامل، وكم يحدث جراء تلك الأعمال من إصابات تودي غالباً إلى الموت أو الإعاقات..

إن تلك المراسم والشعائر التي يحييها الشيعة ويتداعون لها، لها آثار سلوكية وأخلاقية على الفرد الشيعي، بل والمجتمع بأسره، ولو كانت هناك عقول تخاطب وتسمع لنداء العقلاء وتستجيب لما حصلت مثل تلك الأعمال المشينة والتي لها مآرب وأهداف يعرفها الجميع، فما يقوده كبراء المراجع للأفراد والسذج والغوغاء والبسطاء من عامة الشيعة إلا وهم يعرفون ما سوف يتحقق لهم من أهداف جراء صنيعهم ذلك.

فدعوة للمساكين والجهلاء والبسطاء الذين لا يعرفون شيئاً مما يمليه عليه رؤساؤهم أن يتقوا الله تعالى، ويتابعوا رسوله في كل أمر، ويتركوا تقليد المشايخ فيما يخالف الهدى الظاهر والسنة المستنيرة، كما عليهم أن يحكموا عقولهم إن لم تسلب العقول في مثل هذه المواقف، فإن حوار العقل مطلب ومنشد مهم في مثل تلك القضايا، فالمحاجة بالعقل لها آثار إيجابية ونتائج مقبولة لدى عامة الناس، فمتى رجعوا إلى رشدهم وعقولهم عرفوا أن ما يقومون به ما هو إلا تضليل وزيف وضلال وأوهام وسراب وخدعة ومؤامرات على البسطاء يقطفها ذوي المآرب وصناع الرأي والمشورة، إن الله تعالى لم يكلف العباد أو يلزمهم ويأمرهم بأن يتقربوا إليه بعبادة فيها تعذيب لأجسادهم وأرواحهم، بل كلفهم بما يطيقون، وبما لا ضرر فيه على العباد، فإن العذر والمشقات من التكاليف المرفوعة عن هذه الأمة المرحومة التي رفع عنها الآصار والأغلال التي كانت على من قبلنا، فيالله لماذا يريد هؤلاء الهوانى الذين ينالون من أجسادهم بالتعذيب أن يعيدوا آثار وعقائد بني إسرائيل إلى ديننا السمح السهل القريب، الذي هو رحيم بالإنسان، رفيق بالحيوان، إن الله عن عذاب هؤلاء لأجسادهم لغني.

- الإنقاذ من الخلق الشهواني:

فكم هي النساء اللاتي يصرخن ولا منقذ لهن ولا مجيب من أفعال مشينة وممارسات أخلاقية تحت ما يسمى بالمتعة أخت الزنا وربيبتها، وقد حرمها الإسلام فهي محرمة إلى قيام الساعة فكم هو العبث بتلك الحرائر والمتحشمات اللاتي يأبين الانصياع والخضوع والخنوع والاستجابة لداعي الشهوة والمتعة سيما حين تصدر الأصوات من كبار القوم وملاليهم ومراجعهم، فهذا قمة الانحطاط الأخلاقي حين تجعل الشهوة هي المتاجرة الرائجة والسوق الرابحة في بعض البقاع.

إنها لداهية كبرى أن تجري المتعة على ضعفة نساء الشيعة بينما نساء الكبار والتجار والمراجع لا يتعرض لهن بأذى، كما أن المتعة لا تقتصر على البالغات والمكلفات بل وصل الحال إلى الرضيعة، إن أمة وصلت بالمرأة إلى حد لا يؤسف عليه ولا يبالى بما يحاط بها من مكر وكيد وخديعة كله ليؤذن بأن عقوبة الله تنتظر أولئك إن لم يتداركوا ويفيقوا من سباتهم العميق، فإن العاطفة لن تنقذهم والعقوبة لن ترحمهم، بل ستحدق بهم من كل جانب.

إن المرأة نواة المجتمع وبذرة الأسرة وعماد البيت، فإذا أفسدوها عقائدياً وأخلاقياً، فما عسى أن يقوم عليه الصغار منهم مستنقعاً للرذيلة أو إشاعة الفاحشة، وكأني بأولئك القوم الذين جعلوا ألسنتهم غرضاً للطعن في نساء المؤمنين وخيارهم أن ابتلاهم الله تعالى في نسائهم وذراريهم، وهذا جزء من العذاب العاجل في الدنيا، أما الآخرة فالعذاب شديد، والنكال كبير.

إن إنقاذ المرأة من أوحال متعددة ومتنوعة المشارب والأغراض واجب كل من أنار الله بصيرته لمعرفة الحق ودله على سلوك الصراط السوي، والمنهج القيم القويم، وهذا كله واجب ومتحتم أن ينقذوا المرأة الشيعية المظلومة وينتشلوها من براثن المتعة والتبرج والسفور والاختلاط والعقائد الفاسدة التي خدعت بها نساء كثيرات.

- الإنقاذ من السلوكيات الظاهرة:

فإن المتمعن في سلوك الشيعة يجد تبايناً وتغايراً ظاهراً جلياً، مما أدى إلى تأثير سلوكياتهم على عقائدهم وآثارهم وعباداتهم، تلك السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الشيعة تحتاج منا إلى إنقاذها ومحاولة معرفة أسبابها ونتائجها، وهذا الإنقاذ لا شك أنه يمثل تغيير موجة كبيرة وعريفة شاسعة في المفاهيم والقيم والتصورات الخاطئة التي تكون بمجموعها عقيدة الخرافة التي يتعبد بها ملايين الشيعة في العالم، ومن هنا فإن إنقاذ السلوك الفطري مهم جداً، فالإنسان حين يأكل بيديه هذه فطرة جسدية، ولكن حين يحاول أن يأكل برجليه فإن هذا خلاف الفطرة الجسدية، فالفطرة مركوزة في كل مخلوق، وتختص بالإنسان بخلاف الحيوان، وهكذا حين تكون الفطرة مجبولة على الخير والطبائع الحسنة والخصال الحميدة والصفات الفاضلة تقبل الحق وتطبقه في حياتها وجميع شئون أمورها، وحين تنتكس الفطر وتتقلب وتتغير، عندها يسهل عليها قبول كل باطل واعتقاد كل إفك وبهتان، ما دام أن الفطرة قد خرجت عن مسارها وتحولت عن مرادها الذي جبلت عليها، واعتراها الدخائل والأوهام والشكوك والآثام.

إن واجب السنة جميعهم- علماء ودعاة وفضلاء وباحثين ومتخصصين- المزيد من الإعذار والنصح والبلاغ والحجة والبيان للشيعة، بالأسلوب الحكيم والمنهج الأمثل في الدعوة والمقارعة والمحاجة، علّ غريقاً ينجو من أوحال الشرك والخرافة إلى نور التوحيد والسنة..

وأخيراً.. أنقذوا الشيعة بما تملكون وتستطيعون وتقدرون من وسائل وإمكانات وابذلوا من أجل ذلك الغالي والرخيص؛ لأن الخطب جسيم والمصيبة كبيرة والداهية فادحة.. فما تقدرون عليه اليوم قد لا تستطيعونه في الغد، وما يتاح أمامكم الآن من فرص ومناسبات قد لا تعوض غداً ولا توفقون لها فالبدار البدار..

المصدر: القلم

 



مقالات ذات صلة