من اجل خطاب إعلامي موحد حول قضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق

بواسطة محمد المُحَمدي قراءة 1738

من اجل خطاب إعلامي موحد

حول قضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق

محمد المُحَمدي

mohammadishf@yahoo.com

 

لابد لكل من يتابع أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق أن يرى خطابات إعلامية مختلفة وأطروحات مختلفة كان آخرها عودة المطالبة بحمايتنا مما حداني أن اكتب هذه الأوراق مركزاً فيما يراد بنا أن نوحد جهودنا من أجله لإنقاذ حياة من تبقى من اللاجئين الفلسطينيين في العراق راجياً من كل من له صوت مسموع أن يتعامل مع قضيتنا بعيداً عن المكاسب الشخصية ناظراً لها نظرة إنسانية مجردة وفي هذه الصفحات القليلة سوف أجمل الأسئلة التي تتداول في الأوساط الإعلامية والصحفية حولنا وأركز الإجابة عليها تاركاً المجال بضرب الأمثلة والتوسع بالوصف لكل من يعرف قصة من قصص معاناتنا اليومية.

من نحن؟

نحن لاجئون فلسطينيون قدمنا إلى العراق عام 1948 بعد النكبة التي حلت بنا والتي أدت إلى اقتلاعنا من أرضنا فلسطين ومعظمنا من قرى قضاء حيفا وقد أحضرنا الجيش العراقي بشاحناته إلى العراق بناءاً على أمر من الملكة عاليه والتي أمرت بان نستقبل كضيوف على الشعب العراقي في ذاك الحين أي أننا لم نأت إلى العراق بناءاً على رغبتنا بل الحكومة العراقية هي التي جاءت بنا إلى العراق كضيوف وهذا يفسر وجودنا في العراق رغم البعد الجغرافي عن وطننا فلسطين.

 

ما الذي يجري لنا؟

ما يجري لنا هو عملية تطهير عرقي مشابه لما حصل في محاكم التفتيش في اسبانيا أو لما حصل في برشتينا فالاستهداف يحصل لنا بشكل يومي ويأخذ أشكال مختلفة فالمطاردة والتعذيب والخطف تمارسها المليشيات بشكل يومي والمداهمات والاعتقالات من قبل القوات الحكومية والقوات الأمريكية باتت أمراً شبه دوري.

فعلى الصعيد الأمني بات من المستحيل على اللاجئ الفلسطيني في العراق أن يخرج من بيته ليذهب إلى أي مكان فمجرد معرفة أنه فلسطيني فهذا الأمر سيؤدي إلى اعتقاله وقتله وهذا الوضع ينسحب على كافة مناحي الحياة الأخرى ناهيك عن الاقتحامات التي تقوم بها قوات الأمن العراقية بدون أن تجعل أي حرمة لبيت أو امرأة أو لطفل أو لشيخ كبير فالاتهامات الكاذبة لا تتوقف والأسلوب الهمجي في التعامل مستمر وإطلاق النار وسط المجمعات الفلسطينية  ليرعب الأطفال والنساء أصبح أمراً شبه يومي  ، ولا أبالغ إذا قلت أن هناك من اللاجئين في مجمع البلديات السكني مثلاً لم يخرج خارج المجمع منذ ما يزيد عن السنتين ولك أن تفكر في حجم المعاناة المتحققة من عدم الخروج لكسب لقمة العيش منذ سنتين.

أما على الصعيد الصحي فان الوضع متأزم جداً فكون وضعهم الاقتصادي متردي جداً فهم مضطرين للذهاب إلى المستشفيات الحكومية وإذا علمنا أن المستشفيات الحكومية هي أوكار للمليشيات الإجرامية فإن ذهاب الفلسطيني إليها مستحيل وهذا انعكس على أوضاعهم الصحية إذ وصل الحال بأحدهم بان يبتر أصبعه بنفسه عند إصابته بمرض الغرغارينا ، ولا تستغرب عدم تسجيل المواليد الجدد في السجلات الرسمية إلا من يملك المال لأنه سيعطي مبلغاً كبيراً لكي يسجل ابنه دون أن يذهب إلى دائرة الصحة في منطقة ساحة عدن لأن ذهاب ذوي الطفل لتسجيل ابنهم سيعني كشف هويتهم الفلسطينية مما سيؤدي إلى الاعتقال أو القتل بالنسبة للرجال أو الاهانة وسوء المعاملة للنساء .

وعلى الصعيد التعليمي فان معظم طلاب الكليات تركوا مقاعدهم الدراسية خوفاً من القتل أو الاعتقال وأضف إليه الاضطهاد والتضييق فكلمة فلسطيني إرهابي يسمعونها كل يوم ولم يستثنى من هذا التضييق والمتابعة طلاب المرحلة الثانوية والمتوسطة.

أما الوضع الاجتماعي  فهذا الوضع الذي يعيش فيه اللاجئون خلف مشاكل اجتماعية كثيرة انعكست على سلوكهم الاجتماعي فالكآبة والشد النفسي والعصبي صفة معظم اللاجئين الفلسطينيين في العراق أضف إلى ذلك قلة الزيجات والرغبة في الإنجاب  والتي تعود إلى الخوف من المجهول والى الضائقة المالية وهذا أمر غريب في المجتمع الفلسطيني  المعروف عنه كثرة الإنجاب، كما أننا نلاحظ أن المشاكل الأسرية ازدادت وهذا بدوره يزيد من محنة اللاجئين خصوصاً في ظل غياب مرجعية واضحة للاجئين الفلسطينيين في العراق .

مأساة الطفولة ، يطول الكلام والتحليل في هذا المجال ولاختصار الوصف فإننا نسوق قصة أطفال أحد الذين فروا من العراق إلى خارجه إذ يقول أن أولاده كانوا يلعبون أمام بيته ويبلغ عمر الأول ست سنوات والثاني خمس سنوات وكانوا يتحدثون أثناء لعبهم بلهجتهم الفلسطينية الفلاحية إذ قال الأخ لأخيه فجأة " اسكت ولا تتكلم بالفلسطيني أخاف يذبحونا تكلم بالعراقي" فأي طفولة يعيشها هؤلاء الأطفال ، هذا جانب من المأساة،  أضف إليه نشأة الأطفال الذين يعيشون على الخوف كل يوم فإطلاق النار والمداهمات الليلية ومعها الكلاب وقنابل الصوت والإهانة للأبوين أمامه فأي تربية وأي مصير ينتظرهم .

ماذا عن المعتقلين فهؤلاء الذين لا يجرؤ احد على متابعة قضيتهم لأنهم فلسطينيين أولاً ولأن كل من يتابع قضايا المتهمين الفلسطينيين فإنه يقتل أو يطارد أو يهدد كما حصل مع المحاميين الذين تابعوا قضايا المتهمين الفلسطينيين فمنهم من اضطر إلى مغادرة العراق ومنهم من قتل وللعلم فإن معظم القضايا أدت إلى إطلاق سراح  المتهمين الفلسطينيين لعدم توفر الأدلة ضدهم أي أن كل القضايا هي كيدية وليست حقيقية دافعها حقد أصفر.

التحريض الإعلامي لا يخفى على أحد ممن يتابع القنوات الفضائية العراقية التحريض الإعلامي ضد كل ما هو عربي أو إسلامي وخصوصاً اللاجئين الفلسطينيين في العراق كونهم الكتلة العربية الوحيدة التي بقية في العراق إذ أن خبر اعتقال الفلسطينيين يتصدر الأخبار أما الإفراج عنهم فلا يذكر وهذا سياق متبع في القنوات الفضائية العراقية وللأسف وله تأثيره الكبير على الشارع العراقي .

إن ما ذكرناه هو غيض من فيض والمأساة أكبر من هذا بكثير وإنما أردنا أن نلخص الفكرة سعياً إلى توحيد الخطاب الإعلامي.

 

لماذا نُستهدف ؟

إننا كفلسطينيين نمثل القضية الفلسطينية ونحن سفرائها في العراق وهي الارتباط الذي يربط العراق بعمقه الإسلامي والعربي كواقع ملموس دون أن ننسى عمقه التاريخي بالطبع ولما كان ما يجري في العراق هو عملية تغير هوية وسلخ عن العمق العربي والإسلامي فان أول من سيستهدف هم اللاجئين الفلسطينيين سعياً إلى إخراجهم من العراق بطريقة غير معلنة ودون تبني رسمي للموضوع لحساسية القضية الفلسطينية سعياً لإنهاء كل ما هو عربي في العراق ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان الاصطفاف الطائفي الحاصل في العراق له أثره الكبير في عملية استهدافنا وهذا يعود إلى التربية الخاطئة التي يربى عليها فئة من المجتمع العراقي والتي تعتبر أن كل من هو ليس من أتباع المذهب هو معادي وكافر أضف إلى ذلك الأكذوبة الكبيرة والتي تقول أن اللاجئين الفلسطينيين في العراق كانوا منعمين في زمن النظام السابق وأنهم كانوا يستلمون رواتب وان النظام السابق كان يدعم القضية الفلسطينية ويترك شعبه والرد على هذه الأكذوبة هو أننا جئنا إلى العراق قبل مجيء النظام السابق إلى الحكم ثم إننا لم نكن منعمين أبداً والدليل على هذا هو المجمعات السكنية التي لا تصلح للسكن البشري والموجودة في الزعفرانية وبغداد الجديدة وملجئ الحرية ولو أننا كنا منعمين لأغدق علينا العطايا ولأسكننا في مساكن تلبي ولو الحد الأدنى من العيش الكريم ولازالت هذه التجمعات موجودة لحد الآن ومن يريد أن يرى الحقيقة فليذهب إليها ، أما عن الرواتب فان الوضع الاقتصادي المتردي للفلسطينيين هو دليل على كذب هذا الادعاء ، وعن دعم القضية الفلسطينية فأظن أن هذا واجب كل إنسان مسلم أو عربي غيور ثم أن هذا أمر طبيعي يحصل مع كل الدول والتي تعطي مساعدات لدعم القضية الفلسطينية والتي تعتبر أعدل قضية يجمع عليها العرب والعجم مسلمون وغيرهم  ثم أن الشعوب تتعاون فيما بينها وكما نرى الآن فإن كثير من الدول تشطب ديون العراق المستحقة لديها والتي تبلغ مئات أضعاف ما منح للقضية الفلسطينية من قبل العراق فهل ثارت هذه الشعوب ضد حكامها وهل قتلوا العراقيين نتيجة هذا الأمر، ولماذا سكت الأدعياء عن المليارات الأحد عشر التي سرقها بول بريمر ولا نسمع أحد ينادي بها  ولماذا السكوت عن سرقة النفط من قبل القوات البريطانية.

وأضيف نقطة مهمة أخرى وهي أن ممن يستهدفنا من هو امتداد لعصابات الهاجانا والشتيرن الصهيونية والذين يسعون إلى تدمير الوجود الفلسطيني في الدول العربية والى زيادة معاناتهم لإبعادهم مضطرين إلى دول أوربية بعيدة عن وطنهم فلسطين لإنهاء فكرة عودتهم إلى وطنهم.

يضاف إلى هذا ما حصل أثناء الحرب العراقية الإيرانية كون الفلسطيني في العراق لا يلزم بالخدمة في الجيش فلم يكن الفلسطينيون يقاتلون مع الجيش العراقي ضد إيران ونقول أن كل الدول التي تستضيف الأجانب أو الفلسطينيين لا تلزمهم بالخدمة العسكرية وهذا أمر متبع في كل العالم إذ لا يمكن مثلاً لشخص غير عراقي أن يكون ضمن الجيش العراقي وهذا أمر بديهي وليس بيدنا شيء منه ، الغريب أنهم الآن يطاردوننا بتهمة الاشتراك مع العراقيين بالقتال ودعم المقاومة ضد الأمريكان فأي تناقض هذا !!!!!

كذلك يعيرونا بأننا كنا نسافر بينما هم يقاتلون ونقول إن سفرنا كان مسموح به لمرة واحدة في السنة ولدواعي إنسانية لأننا شعب مقتلع من أرضه متفرق بين الدول والسفر هو لرؤية الأخ أو الأخت أو الأب أو ابن العم أو غير ذلك من أبسط النواحي الإنسانية ولماذا يعتبر هذا أمراً كبيراً وما المطلوب منا في مثل هذه الحالة هل نجلس في بيوتنا وننهي حياتنا وإذا كان هؤلاء يستنكرون القتال ضد إيران ويعتبرونه جريمة فلماذا يطالبون منا القتال معهم ضد إيران أليس هذا انفصام ومحاولة بائسة لتذنيبنا ولتبرير جرائمهم. أليس ما يحصل الآن في العراق ينافي كل ادعاءاتهم .

 

هل مشكلتنا مرتبطة بوضع العراق وحلها مرتبط مع حل مشكلة العراق؟

هذا غير صحيح أبداً وهذا كلام يجافي الحقيقة إذ أننا لسنا جزء مما يجري في العراق ونحن نستهدف لفلسطينيتنا وليس نتيجة تدهور الوضع الأمني في العراق فعددنا قليل جداً ولا يتجاوز الآن الثمانية عشر ألف نسمة ولن نكون عنصر تغيير في التركيبة الطائفية أو السكانية  للبلد ثم إننا لا نتمتع بحق الترشيح والتصويت في الانتخابات العامة كما إننا ممنوعين من الانتماء إلى الأحزاب العراقية وممنوع علينا أن نمارس أي عمل سياسي في العراق وما يجري في العراق هو صراع سياسي معزز بالطائفية من أجل حكم العراق فما هو الرابط بيننا وبين ما يجري في العراق وما الذي سينتهي مع انتهاء المشكلة في العراق فالأشخاص نفس الأشخاص والاتهامات الباطلة مترسخة وإقحامنا في الشأن العراقي غير مقبول مطلقاً ، وما مطالبة أحد البرلمانيين العراقيين بطرد الفلسطينيين وبيع السفارة الفلسطينية وتوزيع أموالها على العراقيين إلا خير دليل على هذا .

 

هل الحل في الخروج من العراق أم البقاء فيه؟

مغادرة العراق تأتي كنتيجة حتمية لما يتعرض له اللاجئين وليس نتيجة رغبة طارئة أو نتيجة سعي لوضع أفضل فالفلسطينيين عاشوا في العراق لما يقرب الستين عام  لهم ارتباطاتهم وعلاقاتهم ووضعهم وخروجهم هو شطب لستين عام من حياتهم ووجودهم في أي مكان آخر يتطلب البداية من الصفر وهذا أمر ليس بالسهل، إن مسألة الخروج من العراق باتت أمراً واجباً وفي حال توفر الفرصة المناسبة واستعداد أحد الدول لاستقبالنا في ظل انغلاق الأفق في حل مشكلتنا في العراق وفي ظل عدم القدرة على حمايتنا كون من يريد أن يحمينا لا يستطيع أن يحمي نفسه كما أن الذي يقول بأنه يريد أن يحمينا هو نفسه من يستهدفنا وهو من يتسبب في هلع النساء والأطفال .

إننا نرى ملايين العراقيين يغادرون العراق نتيجة القتل ونطالع التقارير الصادرة من الأمم المتحدة والتي تطالب الدول باستقبال اللاجئين الفلسطينيين الفارين من بطش المليشيات الإجرامية ونقرأ تقارير المنظمات الحقوقية والتي تقول أن اللاجئين الفلسطينيين يستهدفون بشكل مباشر لأنهم فلسطينيين ونرى التدهور الحاصل في كل نواحي الحياة في المجتمع الفلسطيني في العراق فعلى ماذا البقاء .ثم ما جدوى المطالبة بحمايتنا إذا كان من سيحمينا هو من يستهدفنا وإذا كان القادة العراقيين لا يستطيعون أن يؤمنوا الحماية لأنفسهم فها هم في المنطقة الخضراء لا يغادرونها خوفاً من السيارات المفخخة ومن العبوات الناسفة ومن مخاطر الطريق فكيف سيؤمنوا الحماية لنا وكيف سيؤمنوا الحماية لمن سيخرج من المجمع ليذهب إلى السوق مثلاً أو إلى الجامعة أو إلى المدرسة أو إلى الطبيب هل سيرسلون فوج حماية مع كل فلسطيني ، إن هذا المطلب غير واقعي والخطورة فيه انه يلغي كل الجهود التي بذلت طيلة السنوات الأربع الماضية والتي استطاع اللاجئون الفلسطينيون خلالها أن يثبتوا بأنهم يستهدفون كفلسطينيين وليس كجزء من تدهور الوضع الأمني في العراق كذلك استطاعوا أن يحصلوا على مطالبة من الأمم المتحدة بان يستقبلوا في الدول كذلك استطاعوا أن يوصلوا صوتهم إلى العالم من خلال تقارير مكاتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أو المنظمات الحقوقية العربية أو الدولية ولعل أشهرها منظمة هيومان رايتس ووش ، إن هذا الحراك وان لم يؤدي إلى نتيجة عملية ملموسة لحد الآن ولكنه سيؤدي إلى شيء بالتأكيد فما ضاع حق ورائه مطالب، فنحن أصحاب حق بحياة كريمة وفي العيش بسلام .

 

ما هو موقفنا من حق العودة؟

لا يزاود احد على فلسطينيي العراق في سعيهم للعودة إلى وطنهم فبواكير العمل السياسي الفلسطيني انطلق من العراق عام 1964 ولم يبخل اللاجئين الفلسطينيين في العراق بأبنائهم من أجل فلسطين فقدموا ما يقرب من 350 شهيد رغم قلة عددهم وهذا واجبهم ولكن نقوله لإيضاح الموقف وما نريد أن نقوله هنا أن حق العودة مكفول في القلوب وهو حق لا يمكن التخلي عنه تقره عقيدتنا الإسلامية والقوانين الدولية ويتمسك به الفلسطينيين في كل العالم ولو كانوا في آخر الدنيا وما المؤتمرات المقامة في أوربا لحق العودة وكثافة الحضور فيها إلا دليل على أن الفلسطيني لا ينسى فلسطين حتى لو كان بعيدا عنها ، أما ربط ما يحصل لنا من معاناة ومن مآسي بحق العودة فإننا نرفضه رفضا قاطعا فمعاناتنا إنسانية وحلها يأتي في سياق إنساني ولا نسمح بان تسيس معاناتنا في محاولة بائسة مكشوفة لتحشيد الفلسطينيين ضد وطنهم فلسطين وإيهامهم بان العقبة في حل مشكلتهم هو وطنهم فلسطين، العكس هو الصحيح لن نتخلى عن وطننا وان الحل النهائي لمأساتنا هو بعودتنا إلى وطننا والى قرانا في حيفا ويافا ونحن في وطننا مستعدين أن نأكل الحجر ونعيش في العراء ونتمنى لو كانت مخيمات البؤس المقامة الآن للاجئين الفلسطينيين على الحدود العراقية السورية "الوليد والتنف" في وطننا لما طلبنا من أحد أي شيء.

 

هل قصرنا في مد جسور الثقة مع مكونات الشعب العراقي؟

لم يدخر الفلسطينيون جهداً من أجل بناء الثقة مع الواجهات السياسية والدينية المختلفة في العراق فقد أوضحنا مواقفنا مما يجري في العراق من قتل للأبرياء من الشعب العراقي واستنكرنا كل الأعمال الإجرامية التي تطال أبناء الشعب العراقي ونشرنا هذا الموقف في الصحف الرسمية العراقية وعزينا عوائل الشهداء وتمنينا للجرحى الشفاء وتبرع اللاجئون الفلسطينيون بالدم للجرحى العراقيين وهذا موثق في مصرف الدم العراقي إذ لم يكن أحد يتوقع أن يجمع مصرف الدم من الحملة التي تمت في جامع القدس في البلديات ما يقرب من خمسمائة بطل دم أرسل على أثرها مدير مصرف الدم كتاب شكر إلى جامع القدس يثمن فيه موقف اللاجئين الفلسطينيين في وقوفهم مع إخوانهم العراقيين واختلاط دماءهم مع إخوانهم في الدين والدم كما أننا قمنا بحملة علاقات وزيارات وذهبنا فيها إلى زعيم التيار الصدري وجيش المهدي مقتدى الصدر وزرناه في مدينة النجف موضحين الادعاءات الكاذبة بحقنا ، كذلك قمنا بالذهاب إلى مجالس العزاء في مدينة الصدر للتعزية في ضحايا جسر الأئمة وقدمنا التبرعات المالية رغم ضيق حال الفلسطينيين كذلك ذهبنا إلى مجلس عزاء آخر في الكاظمية وقدمنا العزاء فيه وقدمنا التبرعات لعوائل الضحايا ومما يذكر أن قناة الفرات الفضائية قد أجرت لقاء مع الشيخ توفيق عبد الخالق رحمه الله تكلم فيه عن تلاحم الشعب العراقي والفلسطيني وعزا عوائل الضحايا ولكن للأسف لم يظهر هذا اللقاء على شاشة الفرات والسبب معروف ، كذلك قمنا بزيارات إلى قادة ومسئولين في الأحزاب الاشتراكية والدينية وغيرها ولكن كلها جاءت هباءً، فالاستهداف باقي والقتل مستمر وما قاله ضابط التحقيق لزميله أثناء التحقيق مع أحد اللاجئين الفلسطينيين بسؤاله لهم "لماذا أنتم باقين هنا لم يبق شيء لم نفعله بكم اخرجوا أفضل لكم" فأجابه المظلوم الفلسطيني "ليس لنا خيار ولو كنا نستطيع الخروج لما بقينا هنا" .

 

ما هو موقفنا مما يجري في العراق ؟

إننا نقول وبكل وضوح إننا مع وحدة العراق أرضاً وشعباً وإننا مع أي حكومة ينتخبها الشعب العراقي بطريقة صحيحة تمثل رغبة العراقيين الحقيقية كما إننا نؤكد إننا ضيوف على الشعب العراقي كله بكل طيفه دون تمييز احد على الآخر من شماله إلى جنوبه ربطتنا معه وبكل أطيافه علاقة وثيقة عمرها ستون عام عشنا فيها مع الشعب العراقي أفراحه وأتراحه وندعو الله عز وجل أن يحقن الدماء وأن يوحد الصف .

 

محمد المُحَمدي

8/8/2007

 



مقالات ذات صلة