حرب الفرقان : قراءة تحليلية

بواسطة محمد بسام يوسف قراءة 544

 

حرب الفرقان : قراءة تحليلية

(3/أ من 3)

أ: (الموقف الرسميّ للمحور الإيرانيّ-السوريّ)

 

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

 

أولاً: موقف ما يُسمى بمحور (الممانعة)

لشرح الموقف الرسميّ الإيرانيّ أو السوريّ أو بقية مكوِّنات ما يُسمى بمحور (الممانعة)، من مثل: حزب الله الشيعيّ اللبنانيّ.. لابدّ من التذكير، بالأرضية (الباطنية) التي تنطلق منها الأركان الأساسية لهذا المحور (النظامان الطائفيان الإيرانيّ والسوريّ، والحزب الطائفيّ الشيعيّ اللبنانيّ)، هذه الأرضية القائمة على (التُقية) في التعامل مع الآخر (لا دين لمن لا تُقيةَ له.. لا إيمان لمن لا تُقيةَ له)، لاسيما الآخر المسلم الذي لا يؤمن بهذه العقيدة والوسيلة، التي يُخفي المؤمنون بها ما يُضمرون، فيُظهِرون غير ما يُبطِنون، ويخدعون -بمواقفهم وشعاراتهم وإعلامهم السياسيّ، بناءً عليها- الناسَ والدولَ والأشخاصَ والحركات والأحزاب، لاسيما الحركات الإسلامية!.. ولابد من التنويه هنا، إلى أنّ أبناء الشعب السوريّ عموماً، وأبناء الحركة الإسلامية السورية خصوصاً، هم أشد الناس خبرةً، بكشف مثل تلك الأساليب الملتوية الباطنية، لأنهم دفعوا ثمنها –وما يزالون يدفعون- عشرات الآلاف من الأرواح، وشلالاتٍ من الدماء، وملايين المُهَجَّرين والمشرَّدين، ووطناً مُدَمَّراً، أخلاقياً واقتصادياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً وتربوياً وثقافياً.. وبلداً مرهوناً لعصابةٍ طائفيةٍ حاكمة، تعيث فيه فساداً ونهباً وسلباً وبطشاً وقمعاً.. وخيانةً لا سقف لها ولا حدود!.. وعندما نذكر السوريين، لا يمكن أن نُغفِلَ الأشقاء العراقيين، الذين خبروا جيداً الأساليب الباطنية لإيران وعصاباتها وتوابعها، في التعامل مع الآخر، ودائماً، هذا الآخر هو المسلم الذي يشهد بأن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسول الله!.. فيما نلاحظ أنّ معظم تنظيمات الحركة الإسلامية العالمية وفروعها في مختلف البلدان العربية والإسلامية، تتعامل مع أرباب الباطنية المكوِّنين لهذا المحور الذي يزعم (الممانعة).. بالصفاء الأخلاقيّ المستَمَدّ من التربية الإسلامية، لكنه صفاء مصحوب بالسذاجة السياسية، التي تعكس مدى الجهل الخطير، في فهم حقيقة النظامَيْن المذكورَيْن وملحقهما (حزب الله اللبنانيّ)، كما تعكس مدى التقصير في الاهتمام بقضايا المسلمين، كقضية احتلال العراق العربيّ المسلم، مع كل ما يجري فيه من سَحقٍ واضطهادٍ وقتلٍ.. وهَدرٍ للدم والروح والعِرض والمال تجاه مسلميه، على أيدي إيران وميليشياتها الطائفية الشيعية.. وكقضية الشعب السوريّ، الذي فقد من أبنائه وبناته على أيدي نظامه الطائفيّ الحاكم، أكثر بكثيرٍ جداً مما فقدته فلسطين العربية المسلمة على أيدي العدوّ الصهيونيّ منذ عام 1948م حتى اليوم!.. فهل هو الجهل أم التقصير أم القصور أم السذاجة أم التجاهل.. أم الهوى البعيد عن أي معيارٍ شرعيٍّ أو إنسانيّ؟!..

عندما نستحضر كل المعاني المذكورة آنفاً، التي لا يمكن تجاهلها في تحليل موقف أركان هذا المحور المشؤوم، نستطيع أن ننطلق إلى الخطوة التالية في شرح هذا الموقف، إبراءً للذمّة، وتوضيحاً لكل ذي بصيرة، وإنارةً لكل عتمة، وإجلاءً للحق والحقيقة، وتعريةً للباطل وأهله وشيعته:

أ- الموقف الإيرانيّ: نعيد إلى الأذهان، بعض جوانب السلوك الباطنيّ المداوِر المخادِع للنظام الإيرانيّ، قبل حرب الفرقان وخلالها وبعدها، وذلك على سبيل المثال:

1- فهو (أي النظام الإيرانيّ) يُسمي بلده باسم: (الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، ويرفع شعار: الموت لأميركة (الشيطان الأكبر).. ثم يتحالف مع أميركة نفسها على احتلال العراق العربيّ المسلم وأفغانستان المسلمة، ويقدّم لها كل الدعم اللوجستيّ والاستخباراتيّ والأمنيّ.. والتحريضيّ.. وفوق ذلك كله، يدفع بحرسه الثوريّ وأجهزة استخباراته الطائفية وعملائه الطائفيين، لتدمير ما لم يستطع الأميركيون تدميره في البلدَيْن، ولنهب ما لم يستطع الأميركيون نهبه، ولانتهاك البلاد والعباد والمقدّسات، بأبشع صورةٍ عرفها تاريخ العراق، وبأخسّ الأساليب، وأشدّها حقداً وإجراماً.. ثم يقوم رئيس النظام (أحمدي نجّاد) بزيارة بغداد وما تسمى بـ (المنطقة الخضراء)، بحماية الحراب الأميركية، ليكون أول رئيسٍ لدولةٍ (إسلاميةٍ) يزور العراق تحت الاحتلال الأميركيّ!.. علماً بأنّ إيران هي أول دولةٍ تعترف بحكومة الاحتلال الشيعية الطائفية، بالتزامن مع اعتراف النظام السوريّ الحليف بتلك الحكومة، التي نصّبها المحتلّ الأميركيّ على رقاب العراقيين.. ثم لتكونَ إيران أول دولةٍ تدعم الاتفاقية الأمنية (العراقية-الأميركية) المكرِّسة للاحتلال، وتؤيّدها، وتشجّع عملاءها في حكومة الاحتلال على إقرارها!..

2- وهو يرفع شعار: (إزالة إسرائيل)، ثم يشجّع حليفه السوريّ على القيام بمفاوضتها، سواء في (أنابوليس) أو في غير أنابوليس، وسواء أكانت سريةً أم علنية، أو إن كانت مباشرةً أم غير مباشرة.. ونذكّر هنا بفضيحة: (إيران غيت) أثناء الحرب العراقية-الإيرانية، عندما تم الكشف عن تصدير النفط الإيرانيّ للكيان الصهيونيّ مقابل السلاح.. إذ اقترفت إيران ذلك كله، بناءً على فتوى خاصةٍ لمرشد ثورتها الشيعية (الخميني)، حسب ما أفاد به تلميذه الرئيس الإيرانيّ الأسبق (أبو الحسن بني صدر) لقناة الجزيرة الفضائية!..

3- كما يقيم (النظام الإيرانيّ) مكاتب أمنيةً في شماليّ العراق (كوردستان)، جنباً إلى جنبٍ مع مكاتب الموساد الصهيونيّ، وتحت حماية حكومة (البرزاني) المتحالفة مع أميركة والعدوّ الصهيونيّ.

4- وفي الوقت الذي يحشد فيه النظام الإيرانيّ جماهيره للتظاهر ضد مصر والسعودية خلال مرحلة العدوان الصهيونيّ الأخير على غزّة.. يقوم باعتقال المتظاهرين، الذين خرجوا إلى الشارع في إقليم الأحواز دعماً لغزّة وتنديداً بالعدوان الصهيونيّ، وينكِّل بهم أيما تنكيل (اعتقل أكثر من أربعين متظاهراً خلال مظاهرة تأييدٍ لغزة.. حسب وكالات الأنباء المختلفة).

5- ويُفتي مرشد النظام: خامنئي، أو (الوليّ الفقيه)، بعدم جواز توجّه المتطوِّعين الإيرانيين إلى غزّة، للقتال في صفوف المقاومة الفلسطينية!.. في الوقت نفسه الذي يملأ فيه الإعلام الإيرانيّ الرسميّ الدنيا جعجعةً، بأنّ إيران هي الداعم الأول للمقاومة الفلسطينية!..

6- وتقوم كل وسائل الإعلام الإيرانية، بتسليط الأضواء على الظلم الواقع على الفلسطينيين في فلسطين والقدس والأقصى، ثم يقوم النظام بدفع ميليشياته الطائفية، بعد تدريبها وشحنها بأحقاده الطائفية الفارسية وخرافاته الشيعية.. بدفعها إلى هدر دماء الفلسطينيين المقيمين في العراق، واستباحة أرواحهم وأعراضهم وأموالهم وبيوتهم!..

الجدير بالذكر، أنّ موقف النظام الإيرانيّ -خلال (حرب الفرقان)- متناغم مع موقف النظام السوريّ، بل متطابق معه ومع أساليبه الباطنية.

ب- موقف النظام السوريّ: كما ذكرنا، فالموقف السوريّ متناغم تماماً مع الموقف الإيرانيّ، ويتطابق معه في باطنيته ومفارقاته.. ولشرح الموقف الرسميّ السوريّ، لابد من الرجوع إلى ثوابت نهج النظام وسياسته المعتَمَدَة وسلوكه في التعامل مع الأحداث المختلفة، من ذلك:

1- يتميّز النظام بباطنيته، وبقدرته على الخداع، فهو يُظهِر غير ما يُبطِن، وعلى الرغم من كل النكسات والكوارث والإحباطات التي سبّبها للأمة العربية والإسلامية منذ أكثر من أربعة عقود، وعلى الرغم من كل سياساته التواطؤية، وعلى الرغم من كل الجرائم والمجازر التي ارتكبها بحق شعوب دول المواجهة (سورية وفلسطين ولبنان).. فإنه يقدّم نفسه على أنه حامي حمى العرب، وأنه النظام (الممانِع) الذي سيحرّر القدس والأقصى.. تُشجّعه على ذلك مواقف بعض الأحزاب العربية القومية التي (تَسْكر) على شعاراته الفقاعية، وبعض الحركات الإسلامية التي تعشق التحليق في عالمَ الشعارات الصوتية، والتي لم تتعلّم من التاريخ أي عِبرةٍ من دروسه.

2- لنلاحظ أنّ النظام لم يعمل لتحرير الجولان، ولم يوجِّه سلاحاً باتجاهها منذ عام 1974م.. وأنه يقف موقف المتفرّج من انتهاكات الطائرات الحربية الصهيونية المتكرّرة للأراضي السورية واللبنانية.. وأنّ رأسه صافح (كاتساب) رئيس الكيان الصهيونيّ الأسبق خلال جنازة (بابا) الفاتيكان السابق.. وأنه أرسل جيشه إلى (حفر الباطن) لقتال العراق الشقيق جنباً إلى جنبٍ مع قوات (الإمبريالية الأميركية)، كما يسمّيها في أدبياته.. وأنه اصطفّ إلى جانب إيران ضد العراق في الحرب العراقية الإيرانية، التي استمرّت ثماني سنوات، مع أنّ هذا النظام السوريّ يقدِّم نفسه، من الناحية الرسمية، نظاماً بعثيّاً قوميّاً عربيّاً!.. وأنه انخرط فيما يُسَمى بعملية السلام مع الكيان الصهيونيّ منذ مؤتمر مدريد في 30/10/1991م، مع أنه يرفع شعار: (الصمود والتصدّي) ومحاربة (إسرائيل)!.. وأنه وافق على أكذوبة: الأرض مقابل السلام.. وأنه دخل في مفاوضاتٍ سرّيةٍ ثم علنيةٍ مع الصهاينة.. وأنه ينوي تطوير مفاوضاته غير المباشرة إلى مفاوضاتٍ مباشرة (تصريح رسمي لبشار بن حافظ أسد قبل ستة أيامٍ من اندلاع حرب غزّة).. وأنّ أكذوبة (السلام) بالنسبة إليه هي (خيار استراتيجيّ) ثابت معتَمَد، كما يكرّر في كل مناسَبة.. وأنه حليف علنيّ لأميركة في ما يسمى بمكافحة الإرهاب، كما يصرّح رئيسه ومسؤولوه.. وأنّ هذا النظام خيار صهيونيّ ينبغي المحافظة عليه ودعمه، كما صرّح بذلك عدد من القيادات الصهيونية، على رأسها السفّاح (آرئيل شارون)!..

3- سياسة النظام وسلوكه يدوران حول محورٍ واحدٍ فحسب: حماية نفسه وعرشه من السقوط، واستمراره في الحكم، وذلك مهما قدّم في سبيل ذلك من تنازلاتٍ على حساب سورية وكرامتها، وعلى حساب الحقوق والقضايا العربية والإسلامية.. وهو لذلك يغيّر جلده بسرعةٍ كبيرةٍ عند ممارسة الابتزاز عليه، فيتنازل على حساب سورية وشعبها، ويخضع بسرعةٍ فائقة: فقواته -مثلاً- دخلت لبنان بحجة حمايته من (إسرائيل)، ثم كان أول الفارّين من وجه الجيش الصهيونيّ خلال اجتياحي 1978م و1982م.. وزعم أنه ألدّ أعداء (الإمبريالية) وأميركة، فإذا به يعقد الصفقات والاتفاقات معها ومع رئيس دبلوماسيّتها في السبعينيات من القرن الماضي، وهو وزير الخارجية اليهوديّ الصهيونيّ (هنري كيسنجر)، ويختبئ تحت العباءة الأميركية، ويسرح ويمرح في لبنان تحت غطائها محلياً ودولياً مدة ثلاثة عقود.. ويزعم أنه يحمل لواء تحرير فلسطين، ثم يسحق المقاومة الفلسطينية ويتآمر عليها، إلى أن تم إبعادها نهائياً عن لبنان وعن حدود فلسطين.. مع ملاحظة أنّ السجون السورية ملأى بالمعتقلين الفلسطينيين، وأنّ مخيّمي (التنف والوليد) المُقَامان مؤخّراً على الحدود العراقية-السورية، يضمّان حالياً حوالي ثلاثة آلافٍ من الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيّين، الفارّين من اعتداءات الميليشيات الشيعية العراقية منذ سنتين ونصف السنة، ولا يسمح لهم النظام السوريّ بدخول سورية، ما ألجأهم -وهم على حدود سورية (الممانِعة)- لطلب اللجوء إلى بلدانٍ أوروبية، من مثل: اليونان وإيسلندة ورومانية وبريطانية وألمانية وإسبانية، و..، ولا ننسى مجازر تلّ الزعتر وطرابلس والكرنتينا وبرج البراجنة وصبرا وغيرها، التي ارتكبتها قوات النظام السوريّ بحق الفلسطينيين.. وحين يُفتَح ملفُه في واشنطن داعماً للإرهاب ويُهَدَّد بقانون (محاسبة سورية)، فإنه يتعاون مع أميركة في قضايا ما يسمى بمكافحة الإرهاب، بل يُقدِّم ما لديه أو ما يُلفِّقه من وثائق للمخابرات الأميركية، ويعلن أنه قد ساعد أميركة على حماية مواطنين أميركيين!..

4- لقد عمل النظام السوريّ طوال أكثر من أربعة عقود، على تدمير البنية التحتية والأرضية الصلبة اللازمة لبناء مقاومة الشعب السوريّ، ففتّت الوحدة الوطنية بحكم الحزب الواحد القائد، وزرع الفتنة بين مكوّنات الشعب السوريّ بحكمه الطائفيّ ثم الأسرويّ، وحوّل الجمهورية إلى مهزلة (جمهوريةٍ وراثية)، وحكم البلاد بقوانين الطوارئ والأحكام العُرفية والقانون رقم 49 لعام 1980م، وصادر الحريات العامة، وفتح سجونه الواسعة لأحرار سورية، ودمّر الاقتصاد السوريّ، وشوّه تاريخ سورية وثقافتها، وتآمر على دِين شعبها بتغطيته الكاملة ودعمه للمدّ الشيعيّ الفارسيّ داخل البلاد، وحكم البلاد والعباد بزرع الخوف والشك، وكانت وسيلته للحوار مع مواطنيه –على الدوام- هي الدبابة والبارودة والمدفع، فارتكب أفظع المجازر الإنسانية في العصر الحديث، وكانت (مجزرة سجن صيدنايا) في الصيف الماضي، وتدنيس جنوده المصحفَ الشريفَ لاستفزاز السجناء المسلمين.. إحدى (مآثره) التي عتّم على أخبارها الغرب الصليبيّ والأميركيّ كله.

أما موقفه من (حرب الفرقان)، فلم يخرج عن موقفه العام الباطنيّ التواطؤيّ من القضية الفلسطينية طوال تاريخه: رَفْعُ الشعارات الفارغة، والجعجعة الإعلامية، وإظهار نفسه بأنه النظام الممانِع الداعم للمقاومة، وإسهامه في شَقّ الصف العربيّ، وتغذيته لسياسة المحاور، بالاشتراك مع إيران وحزب الله والنظام القَطَريّ، وبإمكاننا أن نلاحظ بوضوح:

أ- وقوفه موقف المتفرِّج على مذابح غزّة، سوى استنفار قنواته الفضائية ووسائل إعلامه الباطنيّ، لضرورات الجعجعة والخداع، مع تأكيده المملّ على التـزامه بما يُسمى بعملية السلام مع العدوّ الصهيونيّ!..

ب- عدم تحريك أي ساكنٍ على جبهة الجولان المحتلّ.. ولا حتى القيام بأي تحرّكٍ وقائيٍ على الجبهة.. ولا الإدلاء بأي تصريحٍ يحمل صبغةً عسكريةً تُربك العدو الصهيونيّ، وتُربك مخطّطاته وعملياته العسكرية في غزة.

ج- لم يعمل على استثمار المَدّ الشعبيّ السوريّ المؤيّد للمقاومة، لصالح تحرير الأرض والجولان المحتلّ.

د- زاد من مهازله خلال المؤتمر الأخير للقمة العربية، بمتاجرته بشعارٍ إضافيّ: (ما أُخِذَ بالقوة لا يُستَرَدّ إلا بالقوة)!.. وكأن الجولان المحتلّ لم يؤخَذ بالقوة منذ 42 سنة!.. وفي اللحظة نفسها، تأكيده على الالتزام بمفاوضات السلام، خياراً استراتيجياً لسورية!..

ج- موقف حزب الله: لم يخرج عن موقف حلفائه (الإيرانيين والسوريين)، ولا يمكن له أن يخرجَ عن موقف سادته ووليّ نعمته الذي يتبع له، على أساس تابعيّته لـ (الوليّ الفقيه) الإيرانيّ.. فهو موقف شعاراتيّ صوتيّ متفرِّج على الأحداث، ولتذهب الشعارات (الصاروخية) الخاصة بـ (حيفا) و(ما بعد حيفا) و(ما بعد.. بعد حيفا) إلى الجحيم!.. على أنه من اللافت في موقف هذا الحزب خلال (حرب الفرقان) ثلاثة أمورٍ هامة:

1- إعلانه الصريح –على الرغم من امتلاكه ترسانةً عسكريةً ضخمة- أنه سيقصر دعمه للمقاومة في غزّة على المساندة الإعلامية، أي على (الجعجعة) والصراخ.. واللطم والتطبير وشَقّ الصدور!..

2- محاولاته المستميتة الحثيثة، لنيل شهادة البراءة الممهورة بخاتم العدوّ الصهيونيّ، من حادثة إطلاق الصواريخ انطلاقاً من الأراضي اللبنانية على الكيان، التي وقعت أثناء (حرب الفرقان)!..

3- إطلاقه سَيلاً من الخطب والتصريحات والتظاهرات، ليس ضد العدوّ الصهيونيّ، بل ضدّ (مصر)، مستغلاً السلوك الخاطئ للنظام المصريّ في التعامل مع قضية (معبر رفح)!.. ونعيد إلى الأذهان هنا، أهمية موقع مصر في المشروع الشيعيّ الفارسيّ، أو مشروع (تصدير الثورة الشيعية الإيرانية الفارسية)!..

 

25 شباط 2009م                                                           يتبع إن شاء الله

 

*     *     *



مقالات ذات صلة