محمد أبو زيد
18-6-2013
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
باسم الله
بيت المقدس...المسجد الأقصى..مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقبلة الأولى للمسلمين..ظل منذ قرون محط تنازع بين الأمم وظلت المعارك تندلع حول تلك البلدة المقدسة قرونا, حتى فتحها الفاروق رضي الله عنه, ومن ذلك العهد المبارك بقي بيت المقدس في أحضان المسلمين حين كانت الوحدة شعارهم, والدين مبدأهم ودستورهم, (سلسلة فبهداهم إقتده: ذكرى الحملة الصليبية الأولى واحتلال بيت المقدس 15-7-1099م) إلى أن نبتت نابتة الفِرقة بين المسلمين وتدثر بدثارهم من ليس منهم وظهرت فرق باطنية أساسها الكفر والنفاق ومنها الفاطميون العبيديون فاحتُل بيت المقدس من قبل الصليبيين في عهد الفاطميين.
تعريف بالفاطميين: هم الرافضة من أصحاب المذهب الإسماعيلي, ومؤسّس المذهب الإسماعيلي العبيدي هو عبد الله بن ميمون بن ديصان القدّاح اليهودي, و سمّوا بالعبيديين نسبة له, وسمّوا بالإسماعيليين لانتسابهم إلى إسماعيل بن جعفر الصادق كأحد أئمتهم, وسمّوا بالفاطميين لادعائهم كذباً بأنهم من ولد فاطمة الزهراء, معاذ الله من ذلك, وأول ما بدأوا دولتهم في تونس بين قبائل البربر, ثم توسعوا لتشمل دولتهم معظم شمال افريقيا. (أثر الحركات الباطنية في عرقلة الجهاد ضد الصليبيين)
كان الصليبيون يحشدون قواتهم ويدعون إلى رص الصفوف, وكان للبابا اوربان الثاني خطبة مثيرة في مدينة مونت الفرنسية عام 488 هـ, فقد قام فيها بالتحريض وإثارة الحقد والطمع في نفوس الصليبيين, فكانت الجيوش الصليبية الضخمة متوجهة إلى إنطاكية, وثبت المسلمون في المدينة, وابلى أهلها بلاءا حسنا في الدفاع عنها, وطال حصار المدينة حتى بلغ تسعة اشهر. (سلسلة فبهداهم إقتده: ذكرى الحملة الصليبية الأولى واحتلال بيت المقدس 15-7-1099م)
في هذا الوقت الحرج والعالم الإسلامي مهدد بالغزو الصليبي وهو في حاجة ماسة لمد يد العون وإلى كل جهود مخلصة لتوحيد جبهة المسلمين في وجه الصليبيين.
في هذا الوقت العصيب لم تقف الخلافة الفاطمية صامتة متفرجة على الزحف الصليبي فحسب بل كان موقفها مريبا غامضا مثيرا للشكوك والدهشة.
لم يتمهل الوزير الأفضل للدولة الفاطمية واستغل فرصة انشغال السلاجقة في الشمال في أنطاكية بالتصدي للزحف الصليبي فأرسل قواته إلى صور وفتحها عنوة وملكها, (الكامل لإبن الأثير: 1/264)
ثم أرسل قواته في العام التالي ونزلت على بيت المقدس واستطاعت أن تنتزعه من أصحابه الأراتقة سكمان وأخيه إيلغازي. (اتعاظ الحنفا للمقريزي: 3/22)
لاشك أن سلوك الأفضل هذا كان عاملا من أهم العوامل في إنتصار الجيوش الصليبية, ووصولها إلى هدفها من دخول بيت المقدس واحتلال معظم بلاد الشام.
قال ابن تغري بردي: (وليس أدل على قدرة الدولة الفاطمية من الوقوف بوجه الصليبيين وردهم عن بلاد المسلمين هو قدرة الأفضل على إحتلال صور وتملكه لبيت المقدس).
في هذا الوقت كانت الجيوش الصليبية في طريقها إلى القدس فلم ينتظر الأفضل وصولها أو حتى التصدي لها, بل عاد لتوه إلى القاهرة في حين كانت القوات الصليبية التي حاصرت بيت المقدس في غاية الإنهاك والتعب وجيوش الدولة الفاطمية في غاية القوة. (تاريخ الحروب الصليبية لرينسمان: 1/399, دراسات في تاريخ الأردن وفلسطين ليوسف غوانمة ص122)
ذكر د.يوسف غوانمة عن المؤرخ وليم الصوري ماعبر عن ذلك فقال: (فإن خليفة مصر كان أكثر المسلمين قوة بسبب ثروته الكبيرة وقواته العسكرية). (دراسات في تاريخ الأردن وفلسطين ليوسف غوانمة: ص123)
ولكن موقف الدولة الفاطمية خيب الظن وأفقد الأمل فالخليفة الفاطمي الآمر كان كما قال ابن تغري بردي: (متناهي في العظمة, متقاعد عن الجهاد, متهاون في أمر الغزو). (النجوم الزاهرة لابن تغري بردي:5/178,179)
قال وليم الصوري: (إن محاصرة الصليبيين لأنطاكية أثلجت صدر الأفضل, واعتبر أن خسارة الأتراك السلاجقة (السنيين) لأي جزء من أملاكهم إنما هو نصر له نفسه). (دراسات في تاريخ الأردن وفلسطين ليوسف غوانمة:ص124)
ففي شهر رجب من عام 492هـ تحركت جموع الصليبيين باتجاه بيت المقدس ضاربة حصار عليه تمهيدا لأحتلاله, تمكن الصليبيون من بعد حصار دام أربعين يوما من احتلال بيت المقدس في شهر شعبان من عام 492هـ. (تاريخ الحروب الصليبية لرينسمان:1/404)
لقد كان موقف الأفضل باهتا حائرا, وحملاته التي أرسلها لنجدة بلاد الشام, حتى ابن تغري قال: ليته لم يرسلها. (النجوم الزاهرة لابن تغري بردي:5/178)
فهذا هو تخاذل الرافضة في نيل شرف الدفاع عن بيت المقدس وصيانته من عبث الصليبيين,
فإن دل هذا الفعل على شيء دل على إنسلاخهم من الرابطة الإسلامية وانحيازهم إلى ملة الكفر.
واليوم الرافضة تكالبوا مع الأعداء على الأمة الإسلامية فأسقطوا العراق بأيدي الأمريكان وسعوا إلى خراب لبنان وجعله حملا مقطع الأوصال ثم حملوا سكاكينهم المسمومة بالوثنية يقتلون أبناء الشام في سوريا مفتخرين بدفاعهم عن المذهب الشركي مذهب الرفض والتشيع,
وخدعوا بعض التنظيمات الإسلامية التي تر فرقا بينها وبين الرافضة في المعتقد لجهلها بمعتقدها معتقد أهل اسنة والجماعة ولأنهم تمسكوا بالقاعدة الإخوانية (نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) فنجتمع مع الرافضة الذين يظهرون بغضهم لليهود زيفا وهم أبناء عبد الله بن سبأ ابن اليهودية ونعذرهم في بغضهم وسبهم لصحابة رسول الله صلى الله عيه وسلم, وسعيهم الدؤوب لبقاء بيت المقدس بيد اليهود أفضل من أن يكون تحت حكم أهل السنة, فما لكم كيف تحكمون؟