تقرير: منظمات إيرانية تحتل شعبية كبيرة في مناطق الزلازل في كشمير الباكستانية

بواسطة المختصر قراءة 389

تقرير: منظمات إيرانية تحتل شعبية كبيرة في مناطق الزلازل في كشمير الباكستانية

 

المختصر/11/8/2007م

ميديا لينك / في جولة استطلاعية قادتنا إلى كل من مدينة "مظفر أباد" و "باغ" و "راولاكوت" في إقليم كشمير الباكستاني للتعرف على العمل الإغاثي و الإنساني في هذه المناطق التي دمرها الزلزال في أكتوبر من عام 2005بشكل كبير لاحظنا أن السكان باتوا لا يتحدثون سوى عن منظمة "خامناي" و "النور".بينما وجدناهم يستهترون من السعوديين و الإماراتيين و الكويتيين و يصفونهم بموزعي التمور و مياه الشرب. و حاولنا خلال هذا الاستطلاع التعرف على هذه المؤسسات التي باتت لها شعبية في وسط السكان.

أما منظمة "خامناي" فاسمها لا يحتاج إلى تعريف فهي منظمة باكستانية ممولة من أحد مكاتب مرشد الثورة الإيرانية "خامناي" و تعمل في مناطق الزلازل منذ حدوث الكارثة.و ركزت هذه المنظمة الشيعية منذ إعلان نفسها على جميع القطاعات سواء التعليمية أو الصحية أو الخيرية.وبعد أن افتتحت مكاتبها في المدن الكبرى في الإقليم ركزت على الشباب المحلي و غالبيته من السنة حيث فتحت لهم مدارس تعليمية و قررت لكل طالب 1500روبية شهريا.و بعد نجاح هذا المشروع التعليمي راحت تفتح في عدد من المؤسسات التعليمية الشبيهة في المنطقة مركزة على توزيع مساعدة مالية شهرية و التركيز إلى جانب الثقافة المحلية على التعريف بالتراث الشيعي و الإيراني و إظهار أن المذهب الشيعي قد يكون أحسن طريقة لتعلم الدين.و نفس المهمة قامت بها مؤسسة "النور" التي تعمل في المنطقة منذ عامين و هي مؤسسة قادمة من كشمير الهندية يعمل فيها كشميريون من شيعة المنطقة التابعة للهند.و يتلقون تمويلهم بدورهم من المؤسسات الإيرانية.و تعمل إلى جانب مؤسسة "خامناي" حيث يتقاسمون الأدوار و المهمات في المنطقة و هدفهم أن يحببوا المذهب الشيعي لأهل السنة من الباكستانيين و خاصة الأجيال الصاعدة من الشباب و الطلاب و هذا ما جعلهم يعطون أهمية لفتح المؤسسات التعليمية و توزيع نحو20 دولار شهريا على الطلاب.

و كانت المؤسستين قد قامت مؤخرا بتنظيم ظاهرة "الزواج الجماعي" في المنطقة ركزوا فيه على أن تكون أول تجربة زواج بين الشيعة و السنة في المنطقة. و كانت أول تجربتهم ناجحة حيث زوجوا ما لا يقل عن 100 عريس و قسموا على كل أسرة جديدة 70الف روبية تذهب للعروسة و 25الف روبية نقداً لمساعدة العريس وفق التقاليد المعمول بها في المنطقة حيث توفر العروسة ثمن المهر والعروس يكتفي بالوليمة و بعض الهدايا. واعتبر سكان هذه المناطق أن الزواج بين السنة و الشيعة حدث في مناطقهم لأول مرة. كما ركزت هذه المؤسسات من خلال ما رأته أعيننا على إنشاء المراكز المهنية المختلفة التي توفر فرص العمل للعاطلين عن العمل من خلال تدريبهم على الخياطة و غيرها للنساء و الأعمال اليدوية و إصلاح الماكينات و غيرها للرجال.

و لوحظ خلال هذه الزيارة أن معظم مكاتب هذه المؤسسات كانت تحرص على أن تكون صور كل من الخميني و احمدي نجات و خامنتي و غيرهم متواجدة جنبا إلى جنب مع صور مؤسس باكستان.هذا و من خلال حديثنا مع السكان عن رأيهم في هذه المؤسسات فقد اظهر جميع من تحدثنا معهم إعجابهم لها و ذكروا أن معرفتهم بالشيعة كانت ضعيفة  أنهم اكتشفوا أن المذهب الشيعي قد يكون أحسن من السني خاصة في أخلاقهم و معاملاتهم وتعاونهم. هذا و قد حدثنا بعض السكان بقلق عن ظاهرة غريبة في مناطقهم هي "زواج المتعة" الذي سمعوا به لأول مرة حيث باتوا يسمعون أن هناك زواج شيعي اسمه المتعة يدوم بعض الوقت فقط.و حينما سألناهم عن المؤسسات السعودية و الإماراتية فقالوا أنهم لا يعرفون منهم سوى تقسيم التمور و مياه صالحة للشرب أو إفطار الصائم و تقسيم أضاحي العيد أي أن ظهور المؤسسات العربية عندهم موسمي و يأتي في أوقات مثل رمضان و غيره ثم لا يعودوا يسمعون عنهم. ويقول ذاكر و هو من سكان المنطقة أنه ماذا يعني أن تقوم منظمات ممولة من إيران و من مؤسسات "خامناي" بالاهتمام بالشباب و الطلاب و الزواج إلا إلى تغيير التركيبة السكانية أو إظهار تعاطف سني مع إيران خاصة إذا تعرضت لهجوم غربي أمريكي عليها إذ أنها ستتضمن موقف شعبي باكستاني معها و ستفقد السعودية و غيرها هذا التأييد و المساندة, أنهم يعرفون كيف يدخلون قلوب الناس لكن إخواننا العرب لم يتعلموا بعد هذا الفن كما يقول ذاكر.

الأتراك يحاولون منافسة الإيرانيين بمجالس "الرومي" مع غياب عربي غير مبرر

و بعد الحديث عن دور المؤسسات الباكستانية الممولة من إيران خاصة من مكاتب مرشد الثورة الإيرانية خامناي في مناطق الزلازل نقول أن الحفاظ على تراث أو حمايته يكون عادة بالحفاظ على لغة هذا التراث و الدفاع عنها.هذا الأمر اكتشفه الأتراك المقيمين في باكستان حيث لاحظوا أن الإيرانيين في باكستان باتوا يعملون على حماية ثقافتهم و تراثهم في باكستان من خلال تنظيم صفوف الناطقين بالفارسية و حمل الشيعة الباكستانيون على الانضمام إليها من خلال برامج ثقافية مختلفة.و كان الأتراك قد شرعوا في تنظيم برامح أسبوعية و شهرية تحت اسم مع "حماية تراث ابن الرومي" الذي يعتبر أحد ما يعتز به الأتراك.

و راحوا من خلال هذه البرامج الثقافية الرومية إلى إحياء تراث هذا الشاعر و الأديب و المفكر التركي و من خلالها يجمعون الناطقين بالتركية في مجالسهم و حتى المتعاطفين و المحبين لفكر الرومي من غير الأتراك سواء كانوا باكستانيين أو عرب و غيرهم.و في نظرة هذه المجالس فان الناطقين بالتركية في باكستان و أفغانستان و جمهوريات أسيا الوسطى أكثر من الناطقين بالفارسية التي تنحصر في إيران و أفغانستان و أجزاء من باكستان و جمهوريات أسيا الوسطى.و يقول عدد من أساتذة الجامعة الإسلامية في إسلام أباد و جامعة إقبال المفتوحة و جامعة "نيمول" لتعليم اللغات أنهم يشعرون بالحسرة لان الناطقين بالعربية من الرعايا العرب من دبلوماسيين و بعثات و غيرهم لا يهمهم الحفاظ على تراثهم اليوم و حماية باكستان من غزو فارسي لها أو تأثرها بثقافة الآخرين.و يقول في هذا الصدد عدد من الأساتذة أن الأتراك قد فهموا الرسالة الموجهة إليهم و راحوا بوسائلهم المتواضعة  ينظمون سهرات أسبوعية و شهرية حول تراث ابن الرومي و هدفهم هو حماية لغتهم و تراثهم في المنطقة.

الإيرانيون أرادوا هذا الأمر و نشر لرسالتهم قبل فترة و حاولوا الدخول إلى الجامعات الكبيرة الباكستانية من بوابة اللغات. وبعد أن تراجع الدور السعودي و المصري عن الجامعة الإسلامية العالمية التي يدرس فيها آلاف الطلاب القادمين من جمهوريات أسيا الوسطى و الصين و أفغانستان و غيرها تمكن الإيرانيون بالفعل من دخولها و من أبوابها الواسعة.فقد افتتحوا المكتبة الإيرانية في عاصمة باكستان توفر جميع الكتب الإيرانية الدينية و التراثية للباكستانيين سواء باللغة الفارسية أو الباكستانية. و شهدت المكتبة الإيرانية تحت قيادة الكاتب "إيران زاده" ازدهارا كبيرا و إقبالا واسعا عليها. و استثمر إيران زاده هذا الإقبال الباكستاني و الأفغاني عليها و حتى من سكان أسيا الوسطى بتنظيم لقاء شهري للغة الفارسية يشارك فيه نخبة كبيرة من الشيعة الباكستانيين و الأفغان و جمهوريات أسيا الوسطى.

 و ليس بالضرورة أن يحضره الناطقين بالفارسية لان اللغة المستخدمة فيه بين الأردية و الإنجليزية إلى جانب الفارسية و هدفه البحث عن حماية اللغة الفارسية و نشر ثقافة الفرس في المنطقة و التعريف بحضارتهم القديمة.و كانت جهودهم قد أثمرت لأول مرة في تاريخ الجامعة الإسلامية العالمية حيث وافقت الجامعة على تعيين باكستانيين شيعة في القسم الفارسي و هذا كان ممنوعا في السابق حيث كان يدير شؤون القسم الفارسي في الجامعة سنيين باكستانيين قد لا يتعاطفون مع الدول الناطقة بالفارسية.لكن بعد وصول العنصر الشيعي فان الوضع قد يتغير و يشهد ازدهارا للناطقين بالفارسية و نشر رسالتهم داخل الجامعة.و كان ملاحظا حرص الحكومة الإيرانية على أن يقوم زعمائها خلال زيارتاهم لباكستان بزيارة الجامعة الإسلامية و إلقاء حتى كلماتهم فيها مع زيارة القسم الفارسي و المكتبة الشيعية فيها.كما لوحظ أن رسالتهم أتت بثمارها حيث باتت الجامعة الإسلامية تدعو شهريا محاضر من خارج باكستان إلى إلقاء محاضرة أمام طلاب الجامعة حيث ظهر أنها استقبلت خلال الأشهر الماضية دكاترة ينتقدون في محاضراتهم السعودية و الوهابية كان أخرهم محاضرة اسعد أبو خليل اللبناني الأصل الأمريكي الجنسية الذي خصص وقتا من محاضراته للتهكم من السياسة السعودية و تبجيل الثورة الإيرانية.

هذا و يطالب عدد من الغيورين على اللغة و حماية التراث العربي في المنطقة إلى دور سعودي و مصري لحماية لغة الضاد و رسالة آهل السنة في باكستان. و يقترح البعض تحويل الملحقية الثقافية السعودية مثلا إلى مقر رسمي لاتحاد بين مدرسي اللغة العربية من باكستانيين و أفغان و حتى من أسيا الوسطى للقيام بدورهم في حماية هذا التراث.و مع توفير بعض المال لهم سيتم عقد لقاء شهري بينهم يتدارسون فيه سبيل حماية لغتهم و منع تصدر ثورة خارجية قد تأتي على الأخضر و اليابس.

 



مقالات ذات صلة