طهران وشماعة رفع الحصار عن غزة
غزة – مراسل الحقيقة
شنت الصحف الإيرانية هجوماً شديد اللهجة على الحكومة المصرية بل وقامت باتهامها بالخيانة للقضية الفلسطينية وذلك الأسبوع الماضي من خلال الاحتجاجات التي نظمتها إيران تضامناً مع غزة المحاصرة وهو الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقات المتوترة أصلاً بين كل من القاهرة وطهران.
وعلى الوتر الحساس لعبت طهران هذه المرة أيضاً من خلال دعوة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني لعقد اجتماع مع " الترويكا" في اتحاد البرلمانات الإسلامية "من خلال اتصاله برئيس اتحاد البرلمانات الإسلامية للدورة الحالية فتحي سرور لبحث موضوع الحصار على غزة وتقديم المساعدات (الإسلامية) إلى مصر لإرسالها إلى الفلسطينيين في غزة".
وأضاف سرور أنه طلب التحضير للاجتماع "بأن يأتي إلى مصر الأمين العام لاتحاد البرلمانات الإسلامية لبحث الأمر معه ومع المسئولين في مصر في مهمة ترمي إلى التحضير لهذا الاجتماع.
وقبل أن ندخل في خضم الموضوع لابد من التنويه إلى أننا مع كل خطوة لرفع الضيم والظلم عن أهلنا بغزة ومع كل خطوة صادقة ومخلصة لتحقيق ذلك بعيداً عن الاستخدام الرخيص لقضية المحاصرين بغزة لتمرير مخطط شيطاني صفوي للهيمنة على المنطقة .
وهذه وقفات وتوضيحات :
أولاً: إذا كانت طهران حريصة على الشعب الفلسطيني وعلى خدمة القضية الفلسطينية فلماذا لا تقدم هذه الخدمات المزعومة لأهلنا المشردين على الحدود العراقية السورية في مخيم النتف وغيره، مع أن كل المؤشرات تدلل على القدرة الواضحة لإيران للضغط على المليشيات والحكومة الشيعية للجم تصرفاتهم الإجرامية ضد الفلسطينيين في العراق والذين هجّروا مرتين ورحل البعض منهم إلى بلاد لا يعرفون لغتها ولا حتى أهلها ، ونحن في غزة أوضاعنا مع أننا محاصرين أفضل مئات المرات من حال إخواننا هناك على تلك الحدود، ولست هنا لاستعراض الأوراق القوية التي تملكها إيران إن كان في قلبها رحمة كما تزعم على الفلسطينيين! في حين يختلف الوضع في غزة من حيث وصول ربطة الخبز إليها فذلك بحاجة إلى طريق معقد وشائك بحكم الحدود الجغرافية البعيدة والتعقيدات السياسية التي لا تخفى على أحد.
ثانياً: إن مزاعم طهران لدعم غزة هو الغرض منه خدمة طهران في تعرية الأنظمة العربية السنية المتخاذلة بشكل واضح وصريح في نصرة إخوانهم في غزة، على الرغم من أن تلك الأنظمة تملك كل الأوراق لتحقيق ذلك، بل بات واضحاً أنهم يقفون إلى جانب الكيان الصهيوني في حصار أهلنا بغزة، ولا شك أن موقف إخواننا الأشقاء في جمهورية مصر العربية على الصعيد الشعبي يختلف تماماً عما هو الحال عليه بالنسبة للأنظمة المتمسكة باتفاقيات عفا عليها الزمن، والشاهد في الأمر هو أن طهران تلعب على هذا الوتر من خلال سعيها لكسب التأييد الجماهيري الشعبي في جمهورية مصر العربية وغيرها بحيث تظهر أمامهم وكأنها تتبنى أفكارهم الشعبية وتنبذ قرارات حكامهم، ومن هنا تحاول طهران إيجاد قاعدة شعبية صلبة لها في المجتمعات السنية من خلال أخطاء الحكام الذين هم في واد وشعوبهم في وديان أخرى.
ثالثاً: إعلان طهران نيتها تسيير سفينة تحمل معونات للشعب الفلسطيني ، وطهران تعلم جيداً أن الكيان الصهيوني وبحريته التي تقوم بأعمال القرصنة بشكل يومي لن تسمح بمرور القافلة، فسفينة "المروة" الليبية أعطت درساً لسفن الأنظمة التي لا تتمتع بعلاقات مع تل أبيب بأن الطريق إلى غزة لن يكون سهلاً.
لكن مثل هذه السفينة ستثير تساؤلات لدى المسلمين ... أين هي تلك السفن السنية ناهيك عن الزخم الإعلامي الذي سيرافق تلك الرحلة المرتقبة ... ولا شك أن ذلك سيعمل على تلميع نجم طهران من جديد.