إبراهيم بن محمد الحقيل
25-6-2013
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أن شهية الباطنيين من الروافض والدروز والنصيريين قد فُتحت للاتهام أهل السنة في صيدا، ثم ابتلاع لبنان بلدا بلدا، ولا سيما أن إيران والنظام النصيري وحزب الشيطان في لبنان قد أيقنوا أن التهديدات الأمريكية والأوربية للنظام النصيري وتنديدهم بتدخل روافض العراق وإيران ولبنان واليمن في سوريا وذبحهم لأهل السنة لا تعدو أن تكون جرعات تخدير لأهل السنة حكومات وشعوبا حتى يذبح الباطنيون إخوانهم وهم في مأمن من نصرتهم أو الغضب لهم.
وبعد أن اندلعت الثورة السورية، وتمت عسكرتها بالقوة صرح السياسيون اللبنانيون أنهم سينهجون سياسة النأي بالنفس عن أحداث سوريا، وعدم الانحياز لأي من طرفي النزاع، لا للنظام النصيري، ولا لثورة الشعب عليه، لكن حزب الشيطان كان يدعم النظام سرا، ثم تدخل علنا لحصار القصير، ودكها بالقذائف، وأرسل الجنود تلو الجنود للداخل السوري تحت أعين الجيش اللبناني، وأعين السياسيين الذين أعلنوا سياسة النأي بالنفس عن الحدث السوري، ولم تتخذ السياسيون اللبنانيون ولا الجيش اللبناني أية إجراءات ضد الحزب المارق عما أعلنته دولة لبنان موقفا للبنانيين، وكأنها لا ترى ولا تسمع ولا تعلم، وكانت مكاتب حزب الشيطان تعلن عن جمع التبرعات للنظام السوري، وتجنيد الشباب اللبناني للدخول في معارك سوريا.
ثارت حفيظة أهل السنة في الجنوب اللبناني، وبالأخص في صيدا على التدخلات السافرة للحزب لذبح أهل السنة في القصير وحمص وريفها، وكثير من أهل السنة في الجنوب اللبناني تربطهم وشائج قربى ومصاهرة بأهل سوريا، فمن الطبيعي جدا أن يناصروا إخوانهم بحسب استطاعتهم، وهو ما أعلنه الشيخ أحمد الأسير في خطبه..
حاول علماء السنة في لبنان أن يحقنوا الدماء، ويزيلوا فتيل الفتنة، بمساع يتوسطون فيها لكن الجيش رفض الوساطة؛ لأنه في واقع الحال لا يستطيع تجاوز الأوامر التي صدرت له من وراء الكواليس.
وقد أعلن الشيخ سالم الرافعي إمام مسجد التقوى في طرابلس اللبنانية، أن قيادة الجيش لم تتجاوب مع مبادرة التهدئة التي طرحها، محملاً الجيش مسئولية ما ينتج من تداعيات في كل المناطق.
وفي (3/شعبان) أصدر علماء السنة في لبنان بيانا حذروا فيه الحكومة والجيش اللبنانيين من انفجار الوضع، وكان مما جاء في بيانهم:
( إنّ استمرار مشاركة العصابات التابعة لما يُسمى "حزب الله" في العدوان على سوريا والمجازر على أهلها رغم أكذوبة سياسة "النأي بالنفس" يهيئ أنسب الظروف لاشتعال لبنان، فلتستدرك الدولة قبل فوات الأوان).
والأعجب من ذلك أن الحكومة اللبنانية تُرحِّل بالقوة الجرحى السوريين من أهل السنة بأوامر الروافض، في حين يُرحب في الأراضي اللبنانية بجرحى الشبيحة الأسدية وحزب الشيطان في مواكب تحفها عصابات حزب الشيطان. وكثرت عمليات الخطف والاغتيال لأهل السنة، ولا تحرك الحكومة اللبنانية ساكنا.
الغضب السني يزداد، وخطب الشيخ الأسير تستصرخ أهل السنة لإيقاف عدوان الروافض عليهم وعلى إخوانهم، وأتباع الشيخ يزدادون، فأثار ذلك حفيظة حزب الشيطان؛ لأنه يريد أن يقتل أهل السنة في حمص وريفها، ويخطف في لبنان من شاء من أهل السنة ويروعهم، ولا يعترض أهل السنة في صيدا برغم ما بينهم وبين أهل سوريا من وحدة الدين والمنهج، ووشائج القربى، حتى يأتي دورهم في المذبح الباطني المنصوب برعاية الغرب، فأرسل حزب الشيطان رسالة عن طريق الدرزي وليد جنبلاط إلى قوى (14 آذار) يخبرهم بأنه سيعمل قصيرا ثانية في صيدا إذا لم تتدخل الحكومة ضد الأسير وجماعته.
هنا فقط صار الجيش اللبناني ضرغاما على أهل السنة، وهو قد كان فأرا أمام حزب الشيطان، فاستجاب لعمامة نصر الشيطان، وبدأت مدرعاته وناقلات الجند بالتدفق على مسجد بلال بن رباح لاعتقال من أمر حزب الشيطان باعتقالهم في الرسالة التي حملها جنبلاط، ثم أشعل حزب الشيطان المعركة من قبله ضد الأسير للقضاء على أية محاولة للتهدئة أو التفاهم، ولا سيما بعد نداءات علماء لبنان ومحاولة ثنيهم الجيش، لكن الجيش أصر على الحسم فعنده تعليمات من الحكومة تلقتها من حزب الشيطان بعدم قبول أي صلح أو وساطة أو تدخل، وهو ما صرح به الشيخ الرفاعي رئيس هيئة علماء لبنان. ثم دخلت قوات حزب الشيطان وحركة أمل وحزب البعث مع الجيش اللبناني (المستقل!!) لدك المسجد على من فيه.
ومن شاهد تهافت المسئولين اللبنانيين على قناة المنار التابعة لحزب الشيطان من أجل تسجيل مواقفهم ضد الشيخ أحمد الأسير وجماعته السنيين بدءًا بوزيري الدفاع والداخلية في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن، ومروان شربل فمن دونهما؛ علم أن المعركة معركة حزب الشيطان وحركة أمل، ينفذها الجيش اللبناني ضد أهل السنة.
نسأل الله تعالى أن يرفع البلاء عن أهل السنة في صيدا، وأن يخضد شوكة الروافض وأعوانهم، وأن يرد كيدهم عليهم، إنه سميع قريب.
المصدر : صيد الفوائد