مشروع اغتيال الجهاد الفلسطيني السني!!

بواسطة مجاهد بني عقبة قراءة 2354
مشروع اغتيال الجهاد الفلسطيني السني!!
مشروع اغتيال الجهاد الفلسطيني السني!!

مشروع اغتيال الجهاد الفلسطيني السني!!

 

 

أرى معالم هذا المشروع شاخصة أمامي ، وكل يوم يزداد يقيني أن قوى الغرب متواطئة مع فرق الضلالة المدعية الإسلام والمتظاهرة به ومنها على وجه الخصوص الشيعة.

 أما الجهاد السني فلا نقصد به جهاد "حماس" أو غيرها من حركات إسلامية في فلسطين فقط، بل نقصد بذلك أيضاً منظمة التحرير وفتح وغيرهما من أحزاب فلسطينية مقاتلة مهما تغيرت انتماءاتها الحزبية لأنهم في النهاية في نظر الشيعة هم من أهل السنة.

 إن خروج مجموعة من الأسرى اللبنانيين الشيعة وعددهم أربعة إضافة إلى خامس درزي  واستلام رفات ما يزيد عن مائة وتسعون "شهيد" من عدة جنسيات عربية وغيرها ممن احتضن تراب فلسطين جثمانهم، في صفقة سرية بين دولة الكيان الصهيوني وحزب الله الشيعي!! إن هذه العملية وبهذا الأسلوب وفي هذا التوقيت بالذات يطرح عدة تساؤلات تؤكد ما دوناه اسماً لهذا المقال وهو "اغتيال الجهاد الفلسطيني السني"  ليصب في نهاية المطاف في جعبة حزب الله  الناشئ المتسلق على رصيد جهاد الأمة !!  وإن لي على هذه الصفقة عدة تساؤلات :

1-     إن كانت دولة الكيان الصهيوني معنية بعدم تضخيم حزب الله وإظهاره منتصراً لماذا لم تطلب أن تكون الصفقة بالتنسيق مع الدولة اللبنانية ورئيسها الحالي  وبهذا يكونوا قد أبعدوا حزب الله عن الصدارة  والريادة  وتجازوا مهمة التلميع الإضافي لحزب الله .

2-     من خوّل وفوّض حزب الله أن يفاوض عن رفات قتلى فلسطينيين وعرب مسلمين من أقطار شتي وأن يستلم رفاتهم ، وهل راية قيادة الجهاد العربي والإسلامي العالمي سلمت لحزب الله ليفاوض عنها أو عليها ؟! فيستلم من يشاء من أسرانا ورفات مجاهدينا !! وهل سنصل إلى مرحلة لا يقبل فيها الكيان اليهودي أن يفاوض على أسرانا أو على غيرهم إلا من خلال بوابة حزب الله ؟!! ولماذا ضربت سيادة لبنان كدولة أو السلطة الفلسطينية في رام الله أو قل منظمة التحرير الفلسطينية الهيئة والحضن الأوسع لجميع المنظمات الفلسطينية وأين بعض دولنا العربية والإسلامية التي كان لها نصيب من الرفات !!  أين ذهبت سيادة هذه الدول والأحزاب. ومن خوّل حزب الله وكيف ؟ومتى؟! وأين ؟! ، إنها خطوة مشبوهة وعواقبها على الأمة خطيرة !!

3-     لقد ساهم حزب الله بهذه الصفقة في تهويد فلسطين بشكل من الأشكال ، فإن انتزاع نخبة من مجاهدي ومقاتلي الأمة العربية والإسلامية نالت شرف القتل والاستشهاد على أرض فلسطين المباركة , ومضى على ذلك عدة عقود من الزمن  وكانت هذه أمنية كل الراحلين هؤلاء الاستشهاد على أرضها بل وصية جلهم الدفن بها, ليأتي حزب الله وينتزع هذا العدد الضخم من الأرض المقدسة ليدفنوا خارجها !!

4-      إن بقاء هذه الثلة الكبيرة من "الشهداء" المختلفة المشارب والجنسيات والجنس والمتفاوتين في تعاقب الفترات الزمنية للاستشهاد على أرض فلسطين  ليؤكد أن وجود جثمان هؤلاء على أرض فلسطين إنما هو ارتباط عموم الأمة بقضية فلسطين , وتغرس في أهلهم وذويهم وشعوبهم وفي بلدانهم أن لهم شهداء احتضنتهم أرض فلسطين ,  ويعتزون ويفتخرون بهم ويتمنون أن يسيروا على دربهم ، لكن كانت نتيجة هذا الدرب من التضحية والدفاع عن أرض فلسطين أن جاء حزب الله بعد دهر من زمن ليوقف جهاد هؤلاء ولينتزعهم من الأرض التي اعتزت بهم وشرفوا بها. وليسهم هذا الحزب باقتلاع أي أثر للشهداء والقتلى من العرب والمسلمين الذين احتضنتهم أرض فلسطين .

إننا في فلسطين نعتز ونفخر ونكبر بل نستبشر ويحدونا الأمل  عندما نعلم ونقرأ على شواهد قبور بعض الشهداء أنهم من الدولة العربية الفلانية أو الإسلامية . إذن لمصلحة من يفرغ ثرى فلسطين من جثمان هؤلاء الشهداء، ويلغى تاريخهم وجهادهم عليها .

إن رسالة التحييد التي يمارسها اليهود ويشاركهم بها حزب الله أصبحت سياسة مكشوفة ومفضوحة ، إن هذه السياسة اعتمدت انتقاء الخارجون عن ملتنا ومنهجنا  ليمثلنا ويتكلم باسمنا!!

وهذا تماماً ما فرضه اليهود من انتقائهم للشخصيات التي تفاوضهم مثل حنان عشراوي الصليبية والدكتور حيدر عبدالشافي صاحب الفكر الشيوعي وتتمة الوفد الفلسطيني المكون من أربعة عشر شخصاً لا ناقة لهم ولا جمل في مسارات مثل هذه المفاوضات ولا يجمعهم ببعضهم منهج ولا رؤية موحدة !!

ويكفينا هذه الصفعة من اليهود وحزب الله أنهم استلموا أحيائهم واستلمنا أمواتنا !!

وإن استلام حزب الله عدة رفات لعدد من هؤلاء "الشهداء" من الدول العربية والإسلامية ، ستسهم بلا شك في فتح علاقات رسمية عربية وإسلامية مع حزب الله لجعله في الصدارة ، وإعطائه صفة المسؤول.

إن على دولنا وجماعاتنا وأفرادنا أن يدركوا جميعاً أبعاد هذه الصفقات المشبوهة بين طرفين مشبوهين، وأن تتولى دولنا زمام أمورهم بوسطاء دوليين من غير وساطة حزب الشيطان.

 

 

كتبه

مجاهد بني عقبة



مقالات ذات صلة