حماس ... الحوثيون ... لماذا؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه: أما بعد :
فقد تناقلت بعض الصحف ووكالات الأخبار قبل أيام أن مسؤول أمني إيراني كبير قد اجتمع بخالد مشعل في دمشق وسربت تلك المصادر أن من نتائج هذا الاجتماع هو استجابة حماس لمطالب إيرانية بالتدخل لصالح الحوثيين في اليمن عن طريق مكتب حماس الكائن في صنعاء.
ولأول وهلة قد لا يصدق الخبر! فأين حماس وأين الحوثيين؟ ولا سيما وأن مواقف الحكومة اليمنية تجاه القضية الفلسطينية عامة وتجاه حماس خاصة مواقف مشرفة . ولكن المتتبع للعلاقة الوثيقة والمتميزة منذ فترة بين إيران وحركة حماس لا يفاجأ أبداً!!
فلا تكاد تمر مناسبة إيرانية إلا وتؤكد حركة حماس من خلالها علاقتها الإستراتيجية بإيران، وما استنكار تفجيرات زهدان الأخيرة وإهداء نصر غزة لخامنئي!! وغيرها من المواقف المشينة بمدح أساطين الرفض والقرامطة أعداء الصحابة عنا ببعيد.
ولكن مع مرور الأيام جاءت الوقائع لتثبت حدس تلك المصادر!!..... فقد زار مؤخراً خالد مشعل مسؤول حركة حماس اليمن والتقى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ولم يعلن عن الهدف من تلك الزيارة، ولكن توقيتها بعد لقاء مشعل مع المسئول الأمني الإيراني يثير الشكوك؟! وبعد عودة مشعل إلى دمشق بفترة وجيزة ذهب إلى طهران ليلتقي مع مكفر الصحابة الرئيس الإيراني (نجاد) وبذلك بدأت الصورة تتضح والطبخة تنضج الآن. ولنا على هذا التحرك الحمساوي والذي أشارت إليه المصادر الإعلامية ملاحظات .
فمن المعروف أن الخناق على الحوثيين يشتد وخاصة بعد دخول المملكة العربية السعودية على خط القتال، والمتتبع لهذا الشأن يجد أن الحوثيين يفقدون كل يوم مواقع قتالية جديدة بالإضافة إلى خسائر بالأرواح والمعدات دون تعويضها، وذلك بسبب قطع خطوط إمدادهم من قبل الحكومتين السعودية واليمنية، أي أن الحبل يضيق على رقبتهم يوماً بعد يوم . وهذا ما يقلق الحكومة الإيرانية إذ أنها ستفقد أحد أهم أعوانها وأشدهم مراساً في القتال.
وبالأمس القريب قد خسرت أحد أهم أعوانها في الانتخابات اللبنانية، فلا تتحمل ضربة ثانية في الصميم بهذه السرعة. لذا نجد وزير خارجية إيران حرص على القدوم إلى اليمن للتفاهم مع الحكومة اليمنية وإلقاء طوق النجاة لحليفه الحوثي. ولكن كان رد الحكومة اليمنية حاسماً بعدم الاستقبال أو التفاهم. وحاول مرة ثانية مع السعودية ولكن قوبل بنفس التصرف والموقف الحاسم. فمن يقوم إذن بهذا الدور التفاوضي مع الحكومة اليمنية؟!
والذي يظهر أنه تم اختيار حركة حماس لتقوم بهذه المهمة من قبل الحكومة الإيرانية مع الأسف!! وإن قبول الحركة لهذا الدور يجعلها أداة طيعة بيد الدولة الإيرانية الشيعية . وهذا ما حدث بالفعل! فالمتتبع للأحداث التي تمر بها المنطقة يجد أن حماس تنزلق مرة بعد مرة لتكون أداة بيد الدولة الإيرانية الرافضية ذات المشروع الفارسي التوسعي.
والمعروف أن الحوثيين أصبحوا يتبعون في مذهبهم الفرقة الاثني عشرية الجعفرية، وقد دربتهم إيران وجهزتهم عقائدياً ومادياً ليكونوا خنجراً مسموماً يضرب الخاصرة الجنوبية للمملكة العربية السعودية ، وما فعله الحوثيون من جرائم بحق المواطنين اليمنيين وبحق مساجد أهل السنة القريبة من مناطق تواجدهم ليذكرنا بما فعله إخوانهم من جيش المهدي في مساجد بغداد .
إن من المفارقات أن طريق إمداد هذه الفرقة الضالة يأتي من اريتريا ؟ ومن يعرف اريتريا يعرف أبعاد هذه اللعبة! إن اريتريا هي قاعدة يهودية إسرائيلية وهذا معروف للقاصي والداني ويوجد فيها قاعدة للحرس الثوري الإيراني كذلك؟!
إذاً اللعبة مشتركة بين اليهود والإيرانيين لضرب الدولة اليمنية ذات التوجه العربي والمواقف المشرفة والتي تمتلك موقعاً إستراتيجياً مهماً على طريق النفط وكذلك ضرب الدولة التي ترعى الحرمين الشريفين . إن الدوائر الغربية الكافرة ومعها اليهود والإيرانيون لحريصون أشد الحرص على جعل الحركة الحوثية الرافضية خميرة تثار متى ما أراد أعداء الأمة إثارتها لإيقاف التنمية وتعطيلها في الدولتين اليمنية والسعودية وابتزازهما وإشغالهما عن دورهما في مساندة القضايا العربية والإسلامية.
والأبرز من هذا هو حصار السعودية كما سبق وذكرنا، فمن الشمال شيعة العراق ومن الشرق شيعة القطيف والبحرين ومن الجنوب الحركة الحوثية. إن حلم تدمير الحرمين الشريفين لهو حلم يراود اليهود من قديم ولا يوجد أفضل من الشيعة ليقوموا بهذا الدور.
إن هذه الأبعاد الشريرة لهذه الحركة الشيعية في شمال اليمن لا اعتقد أنه يغيب عن قادة حركة حماس . ولكن التساؤل لماذا ترضى الحركة أن تلعب دوراً في مكيدة يكيدها لنا اليهود والنصارى والشيعة معاً. وتكون طوق نجاة لفرقة متمردة هدفها تدمير الحرمين... وقد قامت بسفك الدم الحرام في بلد يعد من أهم بلاد المسلمين ألا وهو اليمن.... اهكذا يكافأ هذا الشعب الذي وقف مع فلسطين وشعبها ومع غزة وقفه مشرفة بطولية قرت بها عيون المسلمين!! هل يليق بحركة حماس أن تكون طوق نجاة لمن يسب الصحابة ويكفر أمهات المؤمنين!!
إن مواقف حماس الأخيرة من هذه المسألة وغيرها تدق أجراس الإنذار واحداً تلو الآخر للخطر القادم في مسيرة هذه الحركة، ولنتذكر أنه لا عزيز على الله إن ضل الطريق، ولا مجاملة في دين الله، وأقوى عدو للمرء ذنوبه . "ومن يهن الله فما له من مكرم"
عبد الملك الشامي