مؤتمر نصرة فلسطين أم إيران؟!!

بواسطة أحمد محمود الحيفاوي قراءة 1511
مؤتمر نصرة فلسطين أم إيران؟!!
مؤتمر نصرة فلسطين أم إيران؟!!

أحمد محمود الحيفاوي

3-10-2011

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم:

في حمى المؤتمرات التي تعقدها إيران خلال الفترة الأخيرة خرجت لنا تلك الدولة بمؤتمرا جديدا عنوانه دعم الانتفاضة الفلسطينية!! ولعل القصد من تلك المؤتمرات الواحد تلو الآخر هو تحسين صورة إيران بعد سلسلة من الإخفاقات الداخلية والخارجية التي تعانيها تلك الجمهورية, فقد خسر الإيرانيون الكثير جراء دعمهم المادي والمعنوي للنظام السوري الذي يسحق شعبه ويستخدم معهم أبشع صور القمع والتنكيل.

لقد ظهرت طائفية النظام الإيراني بسبب وقوفه مع ما يسمى الثورة في البحرين واعتبار الثورة السورية مؤامرة خارجية!! وبما أن القضية الفلسطينية أصبحت كما يقال قميص عثمان , فقد ركب موجة الدفاع عن الحقوق الفلسطينية كل منتفع ومدعي، وبما إنها التجارة الرابحة والتي من الممكن التستر بها وإخفاء كثير من الحقائق تحت غطاء نصرتها, فقد ادعى الإيرانيون نصرة القضية ولكن بالمؤتمرات أسوة بالمقاومة الحنجورية لحسن نصر!! ولعل الإيرانيون قد أصيبوا بعدوى المقاومة الحنجورية وكما يقال المرء على دين خليله .

كان الأجدر بحكام إيران الالتفات إلى هموم شعبهم فقد تفشى الفقر والمخدرات في أوساطهم كذلك انتشر مرض الايدز وكثر عدد اللقطاء جراء العلاقات الجنسية المحرمة تحت مسمى المتعة .

إن هدر الملايين من الدولارات من قوت الشعب الإيراني الفقير وتبذيرها على مؤتمرات طائفية لن يوقع الحكومة الإيرانية إلا بكثير من الأزمات والمشاكل الخارجية والداخلية وكما قال تعالى : {اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ...الآية }فاطر43.

لو كانت إيران صادقة في نصرة الشعوب المظلومة لأعطت شيء من الحرية لأهل السنة في إيران فإنهم قد حرموا من أبسط الحقوق للعيش بحرية وكرامة فعلماءهم يقتلون ومساجدهم تنتهك ولا يحق لهم بناء مسجد في طهران كما أنهم يحاربون في عقائدهم بل وحتى أسمائهم ولغتهم العربية كما يحدث في الاحواز العربية, كل هذه المعاناة كان يجب ألا تغيب عن كل الحضور من المصفقين والمطبلين لمقاومة "إيران الحنجومؤتمرية" فمن لا ينصر شعبه عاجز على أن ينصر شعب فلسطين .

لقد حشدت إيران لهذا المؤتمر ممثلين لأكثر من سبعين دولة والطريف في الأمر إن من الحضور من يمثلون دول محتلة مثل العراق وأفغانستان حيث جاء ممثلو تلك الدول ليتحدوثوا عن هموم ومشاكل الشعب الفلسطيني وشعوبهم تسحق تحت أقدام المحتل الأمريكي!!

وقد افتتح خامنائي المؤتمر بكلمة تمحورت حول فلسطين ورفض تقسيم فلسطين إلى دولتين وانتقد خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة وان إيران اكبر داعم للشعب الفلسطيني.  ولا ندري ما دخل خامنائي وإيران بالقضية الفلسطينية ومن وكله للتكلم بأصم هذه القضية وإصدار القرارات والتوجيهات بشأنها!

إن تجربة إيران بالذات مع القضية الفلسطينية تجربة مريرة فعند الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان عام 1982 وقفت المليشيات الإيرانية وحليفهم النظام السوري موقف المتفرج لاجتثاث المقاومة الفلسطينية على أيدي الجنود الصهاينة من لبنان، وفي عام 1985 قامت حركة أمل بمحاصرة المخيمات الفلسطينية حتى أكل أهلها الكلاب والقطط ولم يحرك خميني آنذاك ساكنا، أهذه نصرة أم خذلان يا ملالي طهران؟!!

وبعد احتلال العراق قامت المليشيات الشيعية المدعومة إيرانيا بحملة شرسة على الفلسطينيين قتلا وتشريدا وتهجيرا حتى هجر قرابة عشرين ألف فلسطيني من العراق إلى بلدان العالم المختلفة ولم تحرك الجمهورية الإسلامية!! كذلك ساكنا بل لم تطلب من حليفها النظام السوري احتضانهم , ولم يتوقف الى ساعات عقد المؤتمر الاعتداء على الفلسطينيين في العراق وسوريا كما حصل في مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية!!

لقد حوصرت غزة وقصفت بأشد أنواع الأسلحة فتكا وتدميرا فماذا فعلت صواريخ إيران وصواريخ حليفهم حزب الله لنصرة أهلنا في تلك المدينة الصابرة، إن كان يعتقد خامنائي أن  ما يعطيه لبعض الأحزاب والحركات هو دعما فالكل يعرف أن خلف تلك الأموال التي تتدفق على بعض التنظيمات مشروع لدخول التشيع إلى قطاع غزة والتجربة اكبر برهان .

لقد مل الشعب الفلسطيني تلك الخطابات الفارغة التي لا تحوي بداخلها إلا جلب المصائب على ذلك الشعب المظلوم, ومل الشعب الفلسطيني المتاجرة به وجعله سلعة وسلما للوصول إلى غايات ومآرب خسيسة ودنيئة .

إن الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا في الشتات يكذب كل تلك الدعاوى التي تدعيها إيران في نصرة الفلسطينيين أو الوقوف بجانبهم كان الأجدر بإيران قبل أن تتكلم عن احتلال فلسطين إرجاع الجزر الثلاث المحتلة إلى الإمارات كبادرة حسن نية لمد جسور الثقة بينها وبين الشعوب العربية, ولكن قبل وقت قريب أعلنت إيران أن الجزر المحتلة هي إيرانية وللأبد هذا هو الواقع الإيراني الحقيقي الذي حاول المرشد أن يحسنه ويحاول إزالة الوسخ عنه بدعواه نصرة القضية الفلسطينية, ولكن نقول إن ماء البحر لا يطهر النجاسة العينية للخنزير ولن تنفع مثل تلك الخطابات في تحسين صورة الدولة الإيرانية لان الشعوب قد وعت الحقيقة وفهمت الدرس .

لقد حاولت إيران تحشيد عدد من زعماء حركات المقاومة الفلسطينية مثل خالد مشعل والزهار واحمد بحر ورمضان شلح وغيرهم ممن يسير في ركب المشروع الشيعي أو يجامله لتعطي زخما لذلك المؤتمر, ولكن ليفهم كل من يجامل تلك الدولة في طغيانها وظلمها وتعديها على رموزنا وعقائدنا أنه سوف يكون هو الخاسر وسوف يسقط من نظر الشعوب ولن يربح إلا بعض الدريهمات الإيرانية .

من ضمن تلك المجاملات ما صرح به احمد بحر في مقابلة مع قناة العالم حيث قال: إن السيد القائد في خطابه وضع شروطا لهذا النصر عندما ذكر قضية الإيمان وقضية العقيدة، فالذي يقاتل من أجل عقيدة ومن أجل إيمان ويكون كله في سبيل الله  هذا هو الجيل وهذا هو الرجل الذي يستطيع  أن يصمد أمام العدوان الصهيوني.  

هل يعرف الأخ احمد بحر ماهي العقيدة التي يقصدها الخامنائي أنها عقيدة تكفير الصحابة ولعنهم بل ولعن كل تاريخ الأمة والغلو في آل البيت وإيصالهم إلى مرتبة الإلوهية والقول بالرجعة والبداءة وتحريف القران وانتهاك الأعراض باسم المتعة وسرقة أموال الناس باسم الخمس  . هذا هو ملخص التشيع .

ويكفي الأخ بحر أن يفتح أي قناة شيعية ليرى أضعاف ما نقول, هذه العقائد يا أخ بحر لم تجلب لنا إلا الويلات والهزائم عبر التاريخ وإلى الآن, ففي ظل تلك العقائد هوجمت الكعبة من قبل القرامطة وسلمت فلسطين إلى الصليبيين من قبل الفاطميين ودمرت بغداد حتى جعل قبر أبي حنيف اصطبل للخيول  من قبل الصفويين .

تحت هذه العقيدة يذبح الآن الشعب السوري وذبح قبله أهل السنة وإخوانهم الفلسطينيين في العراق تحت ظلال هذه العقائد يذبح أهل السنة في إيران ويحرمون من ابسط حقوقهم ويشنقون في الشوراع والميادين العامة .

إن حماس في هذا العمل مثلها كمثل من يريد أن يبني قصرا فهدم مصرا أمن اجل بعض الأموال التي تأتي من تلك الدولة يتم التنازل عن العقيدة والدماء البريئة التي أزهقت بفعل جرائم تلك الدولة .

لقد وقف جعفر رضي الله عنه أمام النجاشي وهو في أمس الحاجة للنصرة وتكلم بالحق الذي كان من الممكن يفقد جراءه حماية النجاشي ويُسَلم هو والمسلمين إلى كفار قريش ولكن لم يخش في الله لومة لائم ولم يسوغ لنفسه المبررات هذه هي العقيدة التي نتمنى من حماس أن تقف فيها أمام تعدي إيران على أهل السنة وسب رموزهم ومن أكبر مراجعهم مثل خميني وخامنائي نفسه ونجاد الذي اعتدى على طلحة والزبير رضي الله عنهما .

ولم ينس الأخ بحر أن يوجه تحية من الشعب الفلسطيني الذي يُظلم الآن من قبل النظام السوري والشعب الفلسطيني في الشتات الذي هجرته الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران  إلى الجمهورية الإيرانية لوقوفها مع الشعب الفلسطيني !!!!!!

واختتم المؤتمر أعماله يوم الأحد وأكد على التمسك بالمقاومة كخيار لتحرير فلسطين وحضر الجلسة الختامية الرئيس الإيراني احمدي نجاد وأكد أحمدي نجاد ما شدد عليه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنائي في كلمته من الرفض القاطع لتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967.

ومرة ثانية ما دخل إيران أن ترفض أو توافق على توجه الرئيس الفلسطيني إلى الأمم المتحدة أم هي محاولة من تلك الدولة لحشر انفها في في كل قضية لإثبات وجودها , ولو على حساب قضايا الشعوب ومنها الشعب الفلسطيني . وليحزن المرء أن يكون زعماء بعض الأحزاب والحركات الفلسطينية أداة لتحسين صورة إيران بعد وقوفها إلى جانب النظام السوري في تنكيله بالشعب السوري السني .

 إن الوقوف بجانب إيران وهي تفعل كل هذه الحرب على عقيدتنا وشعوبنا السنية لهو خيانة للدين ولتلك الشعوب التي ساندت قضايا الأمة بالفعل وليس بالقول وعلى مر تاريخ المسلمين والتي لم تكسب من النظام الإيراني إلا المزيد من الكوارث والمجازر. ولا ندري ما هو المؤتمر القادم الذي ستعقده إيران في سلسلة تلك المؤتمرات لربما يكون مساعدة اليابان في تجاوز سلسلة الكوارث التي ألمت بها!!

تلك المؤتمرات التي لا نجني منها إلا الصراخ والتصريحات الفارغة ولا يجني المشاركون فيها إلا الإقامة في الفنادق الفاخرة وتناول أفخم الأطعمة على حساب الشعب الإيراني المنكوب.



مقالات ذات صلة