يُعرف عن ابن تيمية رحمه الله اطلاعه الواسع على أحوال الفرق الضالة وتصنيفها ومقالاتها وتاريخها ومن يسبر كتبه مثل منهاج السنة النبوية وبيان تلبيس الجهمية والرد على البكري والاخنائي والتسعينية والسبعينية و الجواب الصحيح وغيرها كثير يرى ذلك عيانا ويتعجب من تبحر ابن تيمية في هذا الموضوع ولا عجب فإنه الحبر البحر ..
حتى قال عنه ابن دقيق العيد : لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلا العلوم كلها بين عينيه يأخذ منها ما يريد ويدع ما يريد .. هـ
كما إن ابن تيمية على معرفه بأحوال الناس فقد عاصر كثير من الأحداث الجسام مثل غزو التتار كذلك عاصر وشاهد موقف الفرق الضالة كل بحسبه من هذا الغزو الظالم ..
فحُكمُ ابن تيمية على هذه الفرق الباطنية الرافضية ليس نابع عن هوى أو عاطفة بل عن فقه بالشرع ومعرفة وخبرة بواقع الناس ..
وقد نصح ابن تيمية رحمه الله في فتاواه أهل السنة بعدم الاستعانة بالرافضة والنصيرية في قتال الأعداء من أي ملة كانوا سواء من يهود ونصارى أوغيرهم ..
لأن الرافضة لا يؤتمنون على ثغور المسلمين ولا على عوراتهم ’’ وعقائدهم التي مسطورة في كتبهم تدل على ذلك كما أن تاريخهم الدموي وخياناتهم أكبر شاهد على هذا ’’ .
ونحن هنا نذكر هذا لأن بعض الفصائل الفلسطينية اتخذت من الرافضة الشيعة أعوان وحلفاء وخلان بحجة "المقاومة والممانعة" ..
فمن باب إقامة الحجة على تلك الفصائل من كلام ابن تيمية رحمه الله ,,, والتي نظن انها تعتبره من علماء المسلمين الذين لهم باع في معرفة الفرق وخباياها ..
خاصة وقد كثر الحديث واللجاج في السنوات الأخيرة من تلكم الفصائل عن "محور المقاومة والممانعة" ولو فتشنا عن أعضاء هذا المحور لوجدنا بأن جلهم من الرافضة والباطنية مثل النصيرية والشيعة الاثنى عشرية فكيف تأتمن هذه الفصائل التي تدعي الانتماء إلى أهل السنة هذه الفرق الضالة على مسألة مهمة وخطيرة مثل قضية فلسطين وموقف هذه الفرق من أهل السنة يسطره لنا شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه الفتوى حول النصيرية والتي انتقينا منها ما يخص اتخاذ الرافضة الباطنية جنود ومقاتلين لجهاد الأعداء ..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في فتواه حول النصيرية :
وأما استخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم، فإنه من الكبائر، وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم، فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم، وهم أحرص الناس علي فساد المملكة والدولة وهم شر من المخامر الذي يكون في العسكر؛ فإن المخامر قد يكون له غرض؛ إما مع أمير العسكر، وإما مع العدو .. وهؤلاء مع الملة.
هم أحرص الناس على تسليم الحصون إلي عدو المسلمين، وعلى إفساد الجند على ولي الأمر، وإخراجهم عن طاعته.
ثم قال : فلا يتركون مجتمعين، ولا يمكنون من حمل السلاح، ولا أن يكونوا من المقاتلة، ويلزمون شرائع الإسلام، من الصلوات الخمس، وقراءة القرآن .
ثم قال : ولا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات، وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب؛ فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين، والصديق وسائر الصحابة بدؤوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب؛ فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين، وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه. وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين . وحفظ رأس المال مقدم علي الربح .
الحقيقة : هذه الفرق التي يقول عنها ابن تيمية أنها أحق بأن يتم جهادهم وقتالهم , هي الأن بطانة وحليفة للفصائل .. فالعجب مما نرى ونسمع ..!!
ثم قال رحمه الله : وأيضًا فضرر هؤلاء علي المسلمين أعظم من ضرر أولئك، بل ضرر هؤلاء من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب، وضررهم في الدين علي كثير من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب.
ثم يقول : ويجب علي كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب، فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم، ولا يحل لأحد أن يعاونهم علي بقائهم في الجند .
الحقيقة : أي يجب على المسلم فضح حالهم وكشف حقيقة أمرهم وضلالهم للناس كي لا يقعوا في فخاخهم ,, لكن الفصائل مع الأسف تثني عليهم وتلبس على الناس أمر هذه الفرق وبالتالي تفتح ممرا سواء كانت تشعر أم لا لهؤلاء لتخريب عقول أهل السنة ..!!
ثم يقول : ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله به ورسوله، ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به ورسوله؛ فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى ، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [التحريم : 9] ، وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين.
والمعاون علي كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى ؛ فإن المقصود بالقصد الأول هو هدايتهم؛ كما قال الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران : 110] ، قال أبو هريرة : كنتم خير الناس للناس تأتون بهم في القيود والسلاسل حتى تدخلوهم الإسلام. فالمقصود بالجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر : هداية العباد لمصالح المعاش والمعاد بحسب الإمكان ، فمن هداه الله سعد في الدنيا والآخرة ، ومن لم يهتد كف الله ضرره عن غيره . انتهى .
الحقيقة : فكيف تتم هدايتهم ومع إعلانهم الرفض الصراح ,, فإن الفصائل تثني عليهم وتلقبهم بألقاب "الشجاعة والمقاومة" فهذا حقيقة تغرير بهم لمن كان منهم يريد سلوك طريق الهداية .. فيظن أنه على حق ..!!!! .
فعلى سبيل المثال فإن هنالك كثير من الدول الإسلامية التي تحارب المنهج الشيعي لكنها بنفس الوقت تنظر إلى ""حماس" على انها قدوة" .. وعندما ترى هذا الولاء للرافضة من قبل "حماس" وتمجيدها لهم .. سيلتبس على هذه الدول الأمر !!! .
هذا ما انتقيناه من فتوى حول النصيرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والتي كانت بدايتها :
سئل رَحمه الله تعالى ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين، وأعانهم على إظهار الحق المبين، وإخماد شغب المبطلين في [النصيرية] القائلين باستحلال الخمر، وتناسخ الأرواح، وقدم العالم، وإنكار البعث والنشور والجنة والنار ...الخ .
الحقيقة
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
13/11/1441
4/7/2020