مهدي إيران المنتظر وتدمير الكيان الصهيوني
الهيثم زعفان
التاريخ: 8/11/1431 الموافق 16-10-2010
في كلمته مساء الأربعاء 13 أكتوبر 2010 ووسط أقرانه الشيعة بجنوب لبنان طمأن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الكيان الصهيوني، عند حديثه عن تحرير فلسطين، وذلك بإرجائه التحرير وتدمير الكيان الصهيوني لحين ظهور مهدي الشيعة المنتظر وأن "المهدي المنتظر سيأتي إلى (هنا) وبرفقته السيد المسيح" في إشارة لتدميرهما الكيان الصهيوني.
وكنت قد بينت من قبل عبر ثلاثة مقالات متتالية بصحيفة المصريون ومن خلال المصادر الشيعية الأصلية أن اعتقاد الشيعة في المسجد الأقصى أنه في السماء الرابعة وليس في فلسطين، ومن ثم فإنه لا توجد قضية عقدية في فلسطين يحارب الشيعة من أجلها الصهاينة، وأن الرهان على إيران في محاربة الصهاينة رهان خاسر.
لكن بأي حال ولفهم هذا "المهدي المنتظر" الذي يتشبث به نجاد وكافة أقرانه الفرس والشيعة، قمت بتحليل محتوى البرامج المتعلقة بالمهدي المنتظر عند الشيعة في التليفزيون الرسمي الإيراني، وتبين لي أن التليفزيون الإيراني يأتي بروايات أهل السنة ويسقطها على إمامهم الغائب، ليثبت من خلال كتب السنة وجود مهدي منتظر، وهذا لا خلاف فيه، لكنهم يدلسون ويقفزون فوق الرواية السنية حول طبيعة المهدي وفقاً للرؤية السنية، ويطرحون الروايات الشيعية المعنية بمهديهم المنتظر، فيقول أحدهم (تشبث بحديث الرسول الذي قال: سيظهر رجل من ولدي يواطئ اسمه اسمي، وحرّفه هؤلاء السادة بنو الحسن، حرّفوا هذا الحديث وأضافوا إليه واسم أبيه اسم أبي، ليطبقوه على محمد بن عبد الله).
ويبين التلفزيون الإيراني أن مهديهم المنتظر محمد بن الحسن العسكري ذلك الطفل المسردب في السرداب منذ 1200 سنة وعمره حينها خمس سنوات قد " أخفي حمله، أخفيت ولادته، وأخفيت نشأته الأولى في ظل -من أدعوا أنه- والده في الخمس سنين التي عاشها معه، إلا الخواص الخواص من شيعة الإمام، بحيث أن الآخرين يأسوا من أن يكون للإمام العسكري ولد، حتى أن أبيه عندما ذهب من الدنيا كان السلطان والناس يعتقدون بأنه لا ولد له. ويتشابه هذا الطفل (كما في الروايات الشيعية) في ولادته ولادة نبي الله موسى على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام".
ويضيف التليفزيون الرسمي الإيراني " أن الروايات الشيعية تدل على أن للإمام محمد بن الحسن العسكري فعاليات كثيرة، فهو الحافظ الأول لهذا الدين في عصر غيبته، وقد ورد عن هذا الإمام في الروايات أنه يشهد موسم الحج كل عام، ويرى الناس ويرى ما يحدث لهم، وأنه لطالما أنجى أناساً في الصحاري تاهوا وهم يسافرون إلى موسم الحج، إما من خلال شخصه، أو من خلال بعض العاملين بين يديه، فقد ورد في الروايات أنه يعيش في طيبة، وهو اسم آخر للمدينة المنورة، وورد أيضاً أن الإمام يغيث الملهوفين (وأنه تعرض عليه أعمال العباد شأنه شأن آبائه). إذن الإمام يقوم بكثير من الفعاليات في عصر الغيبة، غيبته ليست ابتعاداً عن مسرح الأحداث، غيبته لأن الناس (عموم الناس) لا يعرفون شخصه، من هنا يعيش بينهم ومعهم، وقد يحضر أسواقهم كما ورد في الروايات، إلا أننا لا نشخصه لأنه ليست لدينا صورة فوتوغرافية عن الإمام، ولم نكن قد شاهدناه من قبل فمن الطبيعي جداً أننا عندما نشاهده نشاهد شخصاً لا نعرف أنه هو الإمام، إذن هذه نقطة حساسة ومهمة وكأننا نحن الغائبون وليس هو، هو الحاضر وهو المشاهد، من هنا غيبة الإمام تختلف عن غيبة الشخص بالمعنى المتعارف للغيبة. والنقطة التربوية الهامة في حضور الإمام موسم الحج كل سنة، هي أن المأمومين بإمامة هذا الإمام إذا استحضروا هذا المعنى وهم في موسم الحج فسيختلف حالهم المعنوي، إذ يطوفون بطوافه، ويسعون بسعيه، ويقفون بوقوفه في عرفة، وفي مزدلفة، ويرجمون الجمرات برجمه، فتصعد أعمالهم مع أعماله إلى الله (سبحانه وتعالى)". هكذا قال التليفزيون الإيراني ولو كذبوا ذلك فسيجدون الفيديو في كافة المنابر الإعلامية.
أما عن زواج هذا الطفل والذي عمره 1200 سنة الآن ونسله فيقول التليفزيون الرسمي الإيراني "الحقيقة الروايات ساكتة عن هذا الأمر، ساكتة عن مسألة زواج الإمام، وساكتة عن ذريته، واسكتوا عما سكت عنه الله. لماذا نحن نفتش عن أمور لسنا مكلفين بالإيمان بها والاعتقاد بها، خصوصاً أنها سوف تجر أسئلة ولا تكون الأجوبة قطعية).
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن إذا كان هذا المهدي ووفقاً للتليفزيون الإيراني الرسمي يعيش بيننا ولكننا لا نراه، فبالتأكيد أن من يعتقد في ذلك من الشيعة واثق أن مهديهم مطلع عما يحدث بفلسطين المحتلة وشعبها المحاصر والمسجد الأقصى الحزين، فلماذا لا يهب هذا الطفل المتخفي لنصرة الأقصى والمسلمين حوله، وتدمير الكيان الصهيوني طالما أنه بنظرهم أنجى أناساً في الصحاري، وأنه يغيث الملهوفين؟ أما أن الأمر أجله الفرس لظهور السيد المسيح عليه السلام؟.
إنني لا أستطيع أن أقول بعد كل ما سبق إلا أن الكيان الفارسي يستخف بنا، ويتلاعب بقضية الأمة في فلسطين، فلن ينصر القضية إلا من يعظمون حرمات الله والصهاينة يدركون ذلك جيداً، وأن كل ما يقال عن مدمر الكيان الصهيوني هذا الطفل المسردب الحاضر الغائب الذي يدعون بالتعجيل بفرجه، هي خرافات مسلية لا سند لها، لو حكيت للأطفال في عمر الخمس سنوات قبل النوم لتسردبوا في اللحاف حتى الصباح.
المصدر: المصريون