أبو محمد الغزي
17-2-2012
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه من والاه، أما بعد:
يبدو أن الثوران الشعبي لإسقاط كيانات الظلم والجبرية أثرت على مجمل السياسات الخارجية في منطقة الشرط الأوسط وخاصة فما يتعلق بالقضية الفلسطينية عموما وحكومة حماس في غزة تحديدا.
كان الطريق مغلقا في وجه حكومة حماس لتمارس نشاطها السياسي كباقي نظيراتها في العالم بسبب ما تتمسك به من خيار المقاومة مما شجع بعض الدول التي تتغنى بشعار الممانعة كسوريا وإيران في استغلال هذه الأزمة، وظهر جليا الدعم الإيراني السوري على شتى المستويات مع أنه شهد في الفترة الأخيرة حالة من المد والجزر تعزى إلى عصيان متعمد من قبل حكومة حماس في بعض الفترات بسبب مخالفة الأخيرة لإملاءات بخصوص المذهب الشيعي الاثني عشري.
هذا كله جعل حماس في موقف غفلة وترك للرجل الإيراني أن يضع قدمه أينما شاء ويلعب بسياسته القذرة حيثما أراد، ومن جهة أخرى أملى عليها أن تكون حامية للمشروع الإيراني من خلال الممارسات التي تقوم بها والتي تفسر بتبريرات متعددة لا يشترط فيها الوضوح والشفافية بقدر تحقيق المطلوب ولو ومن وجهة بعيدة؛ وجهة تناقض المبادئ الأساسية التي انطلقت منها بحيث يرى كثير من أتباعها وأنصارها حالة من الانفصام بين النظرية والتطبيق واختلاف بين التوجهات الفكرية والوقائع السياسية، وقد ظهر هذا جليا في الموقف من ثورة الشعب السوري على النظام الحاضن لحماس وغيرها من الحركات، ولست أريد الخوض في تداعيات الموقف ومناقشة تفاصيله لأن المسألة تعدت عن كونها كذلك إلى أفعال على الأرض وذلك بمنع أي نشاط أو فعالية – وخاصة الظاهرة منها- لنصرة أهل السنة في سوريا وفضح النظام النصيري البعثي وحلفائه الرافضة المجوس.
لا غرو أن ما سبق يحتاج إلى ذكر مفصل لبعض الوقائع والأحداث تدل على صدق ما ذكرنا، فمن ذلك أنه قبل أيام قليلة أعلنت جمعيات سلفية ومشايخ ومثقفون في قطاع غزة عن إزماعهم بقيام حملة موسعة لنصرة أهل سوريا وقد لاحظ جميع المراقبين حصول عراقيل وعقبات واضحة تحول بين هؤلاء وما عزموا عليه، فقد نشرت عدة مواقع إخبارية على شبكة الانترنت أن حكومة حماس قامت بفض فعالية للسلفيين في المنطقة الوسطى تشرف عليها جمعية ابن باز، وأفاد شهود عيان للحقيقة بأنهم رأوا جهاز الشرطة والمباحث قد حضر المكان الذي تجمع فيه المحتجون، وأنهم قاموا بالاعتداء على اليافطات والكاميرات مما أدى إلى حصول مناوشات ومهارجات بين رجال الشرطة والقائمين على هذه الفعالية.
وعلمت الحقيقة أن جهاز الشرطة والمباحث أقدم على استدعاء الشيخ ياسر أبو هولي أحد المشايخ السلفيين، وأنها طلبت منه بلهجة تحذيرية عدم القيام بمثل هذه الفعاليات.
وأفاد مراسلونا أن جمعية ابن باز الإسلامية كانت تعتزم القيام بلقاء شعبي في نادي خدمات النصيرات ويهدف اللقاء بحسب القائمين عليه إلى نصرة السوريين وبيان حقيقة الرافضة وغلاتهم من النصيرية والباطنية، ولكنهم تفاجئوا بتحذيرات من قبل الشرطة على عدم القيام بذلك مما أدى إلى إنهاء هذه الفعالية.
وقامت بعض مديريات الأوقاف باستدعاء بعض الشيوخ الذين يعملون لديها بسبب حديثهم المتكرر عن مأساة أهل الشام، ولكن الوزارة آثرت الصمت بعدما رأت هول الفظائع والجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق الشعب السوري السني الأبي.
وقد أعلنت جمعية ابن باز الإسلامية عزمها على تنظيم مؤتمر علمي موسع في ختام حملة لها في نصرة أهل الشام على غرار مؤتمر نصرة أهل فلسطين لعائشة أم المؤمنين، ولكن حكومة حماس امتنعت عن إعطاء الترخيص لهذا المؤتمر، مما اضطرهم إلى العدول عنه إلى ندوة في مسجد الإحسان برفح.
هذه بعض الأحداث التي تم رصدها على أرض الواقع وهي تحتاج منا إلى نظرة سابرة وتوجيه وتسديد لهذه الحكومة التي يفترض أن تكون راعية المشروع السني في فلسطين..
أولا: الواجب على حكومة حماس أن تكون راعية للمشروع السني في فلسطين، وألا تكون مطية لأصحاب المذاهب الخبيثة الهدامة يمررون من خلالها ما يريدون من نسف لعقيدة الفلسطينيين وجعلها خاضعة لملالي طهران وقم، وهذا ينسجم تماما مع المنطلقات الفكرية لحركة حماس المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين والتي أسسها حسن البنا رحمه الله فإنه لم يكن يتناغم مع التيار الرافض لتاريخ هذه الأمة ومجدها وأكابرها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلى حكومة حماس أن تعي ما وصل إليه كبار المفكرين من جماعة الإخوان وغيرهم وآخرهم الدكتور القرضاوي من استحالة التقريب بين أهل السنة والرافضة وأن هذه لعبة يراد منها نشر المذهب الرافضي والقضاء على أهل السنة، وما حصل في كل من العراق واليمن ومصر وفلسطين حري أن يكون رادعا للنفوس من هذه النزغات الشيطانية.
ثانيا: إن الثبات على المبادئ والأفكار أغلى شيء في هذه الدينا، والمؤمن الفطن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، وقد بان لحماس أن إيران لا تقدم سيولا من الأموال المتدفقة من أجل هدف شريف ومقصد نبيل، بل هي سياسة ماكرة وطوايا فاجرة ونوايا شريرة تسربل تارة بشعارات المقاومة الزائفة وأخرى بغطاء تحرير الأقصى والمقدسات، وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه من الركون للظالمين والميل إليهم فقال: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود: 113]
قال العلامة السعدي في تفسيره (ص: 391): «ففي هذه الآية: التحذير من الركون إلى كل ظالم، والمراد بالركون، الميل والانضمام إليه بظلمه وموافقته على ذلك، والرضا بما هو عليه من الظلم.
وإذا كان هذا الوعيد في الركون إلى الظلمة، فكيف حال الظلمة بأنفسهم؟!! نسأل الله العافية من الظلم».
ثالثا: ينبغي أن يعلم بأن أهلنا في الشام هم من قدم قصب السبق في مناصرتنا في الظروف العصيبة والأحداث الجسيمة وخاصة في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، فحق لنا أن نساندهم في محنتهم ونقف معهم وقفة الشهم الشجاع ارضاء لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فمن غير المنطق أن نطالب العالم بنصرة قضيتنا العادلة ونحمل المسلمين مسؤولية ما صرنا إليه ثم لا ننصرهم إذا حل بهم ما وقع بنا، ولئن ألجأتنا حاجة أو ضرورة إلى الامتناع عن ذلك فلا أقل من السكوت الإيجابي وإفساح المجال للآخرين أن يوصلوا الرسالة التي نحملها جميعا، وليس الأمر على السبيل التخيير بل هو فرض واجب وحتم لازم دلت عليه النصوص الشرعية كتابا وسنة وأجمع عليه العلماء على مر العصور وكر الدهور.
قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنفال: 72 - 75]
اشتملت هذه الآيات على أحكام وحكم ومتعدة:
1- تقسيم أهل الإيمان إلى ثلاثة أقسام:
- قسم هاجر وجاهد في سبيل الله، وهو السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار
- وقسم آوى ونصر، وهم الأنصار.
- وقسم لم يهاجر ولم يناصر
فأما القسمان الأولان فقد امتدحهما الله سبحانه وتعالى وجعل بعضهم أولياء بعض، ونفى الولاية عن القسم الأخير.
2- وفي معنى الولاية المنفية عنهم قولان للسلف أصحمها أنها ولاية التوارث للانقطاع والبعد فيما بينهم وذلك لأن المهاجرين والأنصار كانوا يتوارثون في أول الأمر ثم نسخ هذا الحكم.
3- وجوب نصرة المؤمن عند استنصاره ولو كان فاسقا أو عاصيا، فإن ترك فريق من المؤمنين للهجرة لم يوجب خذلانهم عند طلب نصرتهم.
4- أخبر الله تعالى عن الفتنة العظيمة والفساد الكبير الذي يحصل بسبب التخاذل عن نصرة المؤمنين، والمراد بالفتنة هنا الشرك والصد عن دين الله تعالى وبالفساد الفواحش والمنكرات من قتل وانتهاك للأعراض وتدمير للمساجد.
5- المناصرون لإخوانهم هم المؤمنون حقا أي هم الذي خالطت قلوبهم حقيقة الإيمان، ويفهم منه أن المتخاذلين مدعون كاذبون في إيمانهم.
وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ» أخرجه أبو داود بسند حسن.
رابعا: لمصحلة من تمنع الفعاليات والحملات التي تهدف إلى فضح المشروع الصفوي الإيراني ويضيق باستمرار على من ينظمها بل وربما يصل الأمر إلى حد الاستدعاء والاعتقال؟!
إن هذه الممارسات من قبل حكومة حماس يفسرها الكثير بأنها مغازلة لإيران ومساوقة للنظام السوري الحاضن للمكتب السياسي لحركة حماس، وهذا مما يثير علامة ريبة وشك ويجعل العقول تضرب في مهامه الظنون والتساؤلات عن طبيعة هذه العلاقة والصلة!!
على حكومة حماس أن تعي بأن تيارا عريضا من أهل العلم والرأي والكتاب والمثقفين أضحى في حالة غضب وسخط على هذه السياسات التي يفترض أن تكون نابعة من دين الإسلام الحق ومتناسقة مع منهج أهل السنة والجماعة.
ينبغي على الحريصين على قضيتنا أن يدركوا بأن قياس المصالح والسياسات بالمقاسات الإيرانية والإملاءات الخارجية من هنا وهناك يضرها كما هو الحال في التدخل الأمريكي الغربي فكلاهما شر وبيل وضرر مستطير ولا سبيل إلى التفرقة بينهما بوجه من الوجوه.
خامسا: المطلوب من وزراة الأوقاف أن تكون سدا منيعا أمام جبهات الظلم ومعسكرات الإجرام وأن تحشد الأمة لنصرة المظلومين بكل الوسائل الممكنة، فالصمت والخرس لا يجديان بعد انكشاف الحقائق وظهور البراهين للعامة والخاصة، وإنه لمن المؤسف أن يخوض عامة الناس في مثل هذه القضايا والخواص من العلماء وطلبة العلم لا يرفعون رأسا ولا يقولون شيئا.
مجموعة من الخطباء والدعاة أبدوا استغرابا واستهجانا لتناقض المواقف لدى هذه المؤسسة، وذلك أنها قامت بحث الخطباء على نصرة الثورة الليبية والمصرية والتونسية على النقيض في الثورة السورية.
والعجيب أن من يقوم بإدارة هذه الوزارة هو الدكتور صالح الرقب صاحب كتاب الوشيعة في كشف كفريات وضلالات الشيعة !
فهل أصبح فضح الشيعة مقصورا في الكتب أومدفونا في المكتبات؟!
أم أنه مخصوص بزمن مقيد بوقت على حسب المنافع والمضار!!
وهل تقلد منصب أو تولي رياسة يغير ما انعقد عليه القلب والجنان!
لقد أخذ الله تعالى على أهل العلم الميثاق أن يبلغوا ولا يصمتوا ويبينوا ولا يسكتوا فقال سبحانه وتعالى:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187]
قال ابن كثير في تفسيره (2/ 181): «هَذَا تَوْبِيخٌ مِنَ اللَّهِ وَتَهْدِيدٌ لِأَهْلِ الْكِتَابِ، الَّذِينَ أخَذ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ عَلَى أَلْسِنَةِ الْأَنْبِيَاءِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْ يُنَوِّهُوا بِذِكْرِهِ فِي النَّاسِ لِيَكُونُواعَلَى أهْبَة مِنْ أَمْرِهِ، فَإِذَا أَرْسَلَهُ اللَّهُ تابعوه، فَكَتَمُوا ذَلِكَ وَتَعَوَّضُوا عَمَّا وَعَدُوا عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِالدُّونِ الطَّفِيفِ، وَالْحَظِّ الدُّنْيَوِيِّ السَّخِيفِ، فَبِئْسَتِ الصَّفْقَةُ صَفْقَتُهُمْ، وَبِئْسَتِ الْبَيْعَةُ بَيْعَتُهُمْ.
وَفِي هَذَا تَحْذير لِلْعُلَمَاءِ أَنْ يَسْلُكُوا مَسْلَكَهُمْ فَيُصِيبَهُمْ مَا أَصَابَهُمْ، ويُسْلكَ بِهِمْ مَسْلكهم، فَعَلَى الْعُلَمَاءِ أَنْ يَبْذُلُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْعِلْمِ النَّافِعِ، الدَّالِّ عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَلَا يَكْتُمُوا مِنْهُ شَيْئًا، فَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْوِيِّ مِنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ سُئِل عَنْ عِلْم فكَتَمه ألْجِم يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلجَامٍ مِنْ نَارٍ"».
وبالله التوفيق.