تشريع الحشيشة بعد انتشار فوضى السلاح..؟؟
بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..
الفوضى في لبنان تمتد وتستشري كالنار في الهشيم..؟؟ سلاح الفوضى منتشر بذريعة حماية بيئة المقاومة وجمهورها واطلاق النار الذي يصيب المواطنين الابرياء يتكرر كل يوم وقد يحدث في اية لحظة... وبطاقات حمل السلاح وتسهيل مرور حملة السلاح منتشرة ومتوافرة واللجنة الامنية حاضرة لمعالجة اي اشكال بين القوى المتنفذة والفاعلة..والاشتباكات المتنقلة في منطقة بعلبك دفعت فعالياتها لاطلاق مواقف وبيانات وعقد ندوات ولقاءات واصدار مواقف مطالبة بمعالجة امنية حقيقية.....وجاء الان الحديث المتجدد عن تشريع زراعة الحشيش ليكتمل مشهد الفوضى والتخلف والتراجع والفساد...؟ فاي مستقبل ينتظر المواطن اللبناني والاجيال اللبنانية المقبلة اذا تم تنفيذ ما ورد في الصحافة اللبنانية وغيرها من الصحف العربية، على لسان رئيس "مجلس النواب" نبيه برّي، الذي قال للسفيرة الاميركية "من أن "المجلس النيابي" بصدد التحضير لدرس وإقرار التشريعات اللازمة لتشريع زراعة الحشيشة وتصنيعها للاستعمالات الطبية على غرار العديد من الدول"... لماذا الان يتم طرح تشريع زراعة الحشيش في لبنان وتحديداً في شمال البقاع..؟؟؟ حيث تدور صراعات سياسية بين فعاليات المنطقة وتحالف الثنائي الشيعي المتهم بتهميش المنطقة سياسياً وانمائياً واقتصادياً، مما يجعل المنطقة وسكانها خزان تمرد وفوضى وتجنيد مسلحين وصراعات بين عشائر ومجموعات مختلفة.....؟؟؟ ويدفع ابناءها الى الاستثمار في زراعات غير مسموحة بل ممنوعة ومحرمة...؟؟؟ وقد دخل على خط المواجهة السياسية اللواء جميل السيد الذي انتخب نائباً عن المنطقة مؤخراً والذي اتهم الرئيس بري بالتقصير في معالجة شؤون المنطقة..؟؟
كذلك لا بد من التساؤل والالتفات الى ان هذا الموقف جاء بعد الحملة الاخيرة الناجحة التي قامت بها قوى الامن والتي ادت الى مصادرة اطنان من الحشيشة والحبوب المخدرة والهيروين والكوكايين المعد للتصدير الى الدول العربية والاوروبية لتدمير الشباب العربي والقضاء على استقرار هذه الدول ومجتمعاتها..؟؟؟ من يحمي هذه المصانع والمزروعات..؟؟
وايضاً لا بد ن الاشارة الى المطالبة الاوروبية والاميركية المتكررة للاجهزة الامنية اللبنانية والقوى والفعاليات السياسية بضرورة مكافحة تهريب المخدرات من لبنان لوقف تبييض الاموال واستثمار اموال المخدرات في رعاية وتمويل الارهاب..؟؟؟
لذلك نتمنى ان لا تبدو رسالة بري، للسفيرة الاميركية وكانها تتضمن تحذيراً بضرورة وقف الضغوط عن لبنان وتحديداً القوى المستفيدة من هذا الواقع المؤلم والاليم..؟؟؟ واذا كان البعض ومنهم رئيس المجلس النيابي وغيره يظن ان تشريع زراعة المخدرات يجعل من الممكن ضبطها، فهو واهم ..؟؟ إذ يبدو ان الهدف من تقنين زراعتها هو بذريعة تامين مردود مالي مهم لانقاذ الاقتصاد اللبناني المتردي، ولارضاء جمهور غاضب من سياسات الثنائي الشيعي الحاكم والمتحكم بواقع لبنان السياسي والامني والمسؤول الاول عن التردي الاقتصادي والتراجع المالي..وما يؤكد عدم القدرة على ضبط هذه الزراع هو ما ورد في مضمون تقرير الصحيفة البريطانية (الغارديان).. التي اشارت بوضوح الى ان منطقة بريتال خارجة عن سلطة الدولة وتحتوي ترسانة من الاسلحة.. والنص مرفق...
لذا فإن اطلاق مواقف من هذا النوع (اي تشريع زراعة الحشيشة) تعتبر غير مسؤولة وغير مقبولة، ولبنان ليس ساحة لفريق او مجموعة او "حزب" او "حركة"... بل هو وطن لكافة اللبنانيين.. الذين يرفضون في معظمهم زراعة المخدرات وصناعة الحبوب المخدرة والاتجار بها.. في بلدٍ تحكمه الميليشيات والعصبيات والفوضى المسلحة..؟؟؟
النص ...( نشرت جريدة اللواء في عددها الصادر يوم الخميس 19/7/2018، تقريراً نقلاً عن صحيفة الغارديان نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تحدثت فيه عن نبتة الحشيشة (القنب الهندي) المنتشرة في البقاع اللبناني والتي يتم زرعها وحصدها بشكل غير شرعي وغير قانوني. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن النبتة المشهورة في لبنان كنبتة غير شرعية قد تساهم بقلب الوضع اللبناني رأسا على عقب في حال تم الاستفادة منها بالطرق الصحيحة. وتحدّثت الصحيفة بشكل خاص عن بلدة بريتال التي وصفتها بأنها موطن لأقوى عائلات زراعة الحشيشة والتي تملك ترسانة هائلة من الأسلحة، وإحدى أهم البلدات التي تزرع نبتة الحشيش وهي منطقة محظورة ومقفلة على الدولة اللبنانية، ولكن مع تطبيق الخطة الجديدة ستصبح البلدة والمناطق المحيطة بها إلى معمل للحشيشة مشرعة لغايات طبية سيعود بمليار دولار على الاقتصاد اللبناني. وربطت الصحيفة بين الحشيشة والخطة الاقتصادية التي تحضرها شركة "ماكينزي" الأمريكية للبنان، وهي شركة استشارية عالمية تم توظيفها للتوصل إلى خطة لإنقاذ الاقتصاد المتدهور، حيث أن التقارير الاقتصادية للشركة تتوقع أن تدر الحشيشة حوالي مليار دولار لخزينة لبنان ما سيؤدي إلى تحريك العجلة الاقتصادية في البلاد ويفتح للبنان آفاقا جديدة في الاقتصاد...)..
المصدر : المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات
6/11/14392
19/7/2018
