لم تكن اليد الممتدة إلى أعلى حاملة للبندقية من بين شعار (حركة الصابرين نصراً لفلسطين) الغزاوية هي التشابه الوحيد بين حركة (حصن) [كما يطلق أصحاب الحركة على أنفسهم اختصاراً] وبين حزب الله اللبناني الشيعي ذراع إيران الميليشية في عدد من الدول العربية، وفي المقدمة لبنان، فهذا التشابه الظاهري قابلة تطابق داخلي بيِّن في المعتقد والتبعية والأهداف.
للأسف الشديد نجحت إيران الشيعية في اختراق غزة، وهو نجاح ليس وليد اللحظة، بل كان للأمر ترتيبات مسبقة، فمنذ سنوات طويلة، ولإيران وأتباعها هدف كبير، وهو اختراق المقاومة الفلسطينية، وتحديداً المقاومة الغزواية، ليكون لها ذراع عسكري، كحزب الله في لبنان، والحوثية في اليمن.
فالوجود الشيعي في غزة يمثل حلم انتظرته العمائم في قم لمدد طويلة، وها هو اليوم يتبلور في شكل حركة اتخذت من المقاومة والبروباجندا وسيلة لتسجيل حضورها في كل حدث يمر بعزة وأهلها.
فلقد سعى أفراد الحركة منذ اللحظات الأولى لتكوين حركتهم لتسجيل كل أمر يقومون به من خلال البيانات المتتالية عبر موقعهم، لخلق شرعية لهم في الداخل الغزاوي، وليكون لإيران والشيعية منبراً وقوة عسكرية تستخدم متى أراد الشيعة.
وكما قلنا لم يكن ظهور هذه الحركة بالأمر اللحظي بل سبق ظهورها بهذا الشكل المسلح سنوات من الانتشار بين صفوف الغزاويين من خلال العمل الخيري الذي افتقد من دول عربية وإسلامية كثيرة عدا إيران التي رأت في الحصار على غزة والتضييق على أهلها فرصة للنفاذ إلى قلوبهم وأرضهم، ثم كان الظهور العلني الرسمي للحركة باسمها وأسلحتها أواخر مايو بمناسبة تشييع أحد عناصرها، وهو نزار سعيد عيسى الذي قضى بانفجار داخل مخزن للصواريخ في مخيم جباليا، واعتبرته (حصن) "شهيدها" الأول وأحد قادتها الميدانيين.
يقول الأستاذ معتز بالله محمد حول تشيع حركة الصابرين متحدثاً عن ارتباط قيادات الحركة وعناصرها بحركة الجهاد الإسلامي: "كثير من قيادات الحركة وعناصر صفها الأول كانوا أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي، وفي مقدمتهم أمينها العام هشام سالم، والذي تحدث خلال حفل تأبين عيسى قائلا: "لسنا بديلاً لأحد، بل مكملين للجميع في هذا الطريق الشاق والطويل".
ولا يحسب القارئ الكريم أن الهدف من هذه الحركة تقوية جبهة المقاومة، فهذا وهم كبير، فالحركة لن يتعاظم دورها، بل المطلوب منها فقط إثبات شرعية التواجد، واستخدامها كورقة ضغط أمام إسرائيل، ووسيلة للتحكم في مسارات المقاومة الغزاوية.
وعلى الرغم من حرص الحركة على الظهور بمظهر لا يكشف هويتهم الشيعية الرافضية، إلا أن بياناتهم المتتالية كانت تفضح سرائرهم، يقول الشيخ مجدي المغربي في مقال له عن حقيقة هذه الحركة، وأهدافها: "على الرغم من حرص الحركة الشديد في هذه المرحلة على عدم الظهور بوجهها الحقيقي، إلا أن هذه البيانات لم تخل من الإشارة إلى حقيقة مذهبهم فجددوا القول وأعلنوه بأنّ الخلاف بين السنة والشيعة (ضجة مفتعلة)، وذلك في بيان أصدرته في ذكرى الدكتور فتحي الشقاقي– رحمه الله-، وفي بيان آخر خصّت الصابرين بالشكر: إيران وإخوانهم في حزب الشيطان وجمهورية بشار، على فضلهم الكبير في دعم المقاومة، وفي بعض البيانات اكتفت الحركة وعلى طريقة الروافض بالصلاة على محمد وآله الطاهرين. صلّى الله على محمد وعلى آل بيته وأصحابه الطاهرين الغائظين للروافض المشركين".
الأخطر من كل ما سبق أن تحركات الحركة لم تكن بعيدة عن أطفال غزة، حيث تتولاهم الحركة بالرعاية، سيما أطفال اليتامي، من أبناء المقاومين الغزاويين، مما يشكل خطراً كبيراً على هوية هؤلاء الأطفال وتوجهاتهم في المستقبل.
وبناء على ما سبق يتوجب على أبناء غزة السنية التوحد أمام هذا الخطر الشيعي الذي يتربص بغزة وأهلها، فما وُجد الشيعة ببلد من بلدان أهل السنة إلا ونشروا فيه الفتن، وتآمروا على أهله، فاللهم وحِّد شمل أهل غزة ورد كيد الشيعة ومكرهم.
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث