ثورة سوريا يقابلها النظام بإبادة السنة

بواسطة مركز التأصيل للدراسات والبحوث قراءة 1530
ثورة سوريا يقابلها النظام بإبادة السنة
ثورة سوريا يقابلها النظام بإبادة السنة

مركز التأصيل للدراسات والبحوث

ليس بمقدورنا الحديث عما يحدث في سوريا من ثورة شعبية بمعزل عن الدين والدور الطائفي في تأجيج هذا الصراع، حيث تمثل الطائفية اللاعب الأهم والأخطر في هذه الثورة، وفي طبيعة المواجهات بين ثوار سوريا من السنة، والنظام الطائفي العلوي المسيطر على مقاليد الحكم في سوريا منذ ما يزيد عن أربعين عاما.

 ويؤكد هذا الأمر التصريح الأخير الذي أدلى به ماهر الأسد، الذراع اليمني لبشار الأسد، والمسئول الأول عن مذبحتي الحولة ودير الزور خاصة، وغير ذلك من المذابح التي ارتكبت في حق أهل السنة في سوريا، حيث توعد ماهر الأسد بأنه لن يترك أية عائلة مسلمة سنية في سوريا تتنفس الهواء.

وبحسب ما كشف عنه الكاتب فؤاد الهاشم في صحيفة "الوطن" فقد صدر هذا التهديد على لسان ماهر الأسد من خلال قسم قدمه لـ"قاسم سليمان" قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني شدد فيه على أنه "لن يترك عائلة مسلمة سنّية في سورية.. تشم الهواء" !!حيث أقسم على إبادة أهل السنة وقتلهم في سوريا وألا يترك منهم روح تتنفس.

وهو واقع مشاهد ليس بحاجة إلى تصريحات أو بيانات أو وثائق، فأعمال القتل والتخويف والتهجير سارية منذ عامين لقمع الثورة وتجفيف منابعها، وفي سبيل هذا عملت جماعات القتل من شبيحة بشار من العلويين ومليشيات حزب الله وكتائب الحرس الثوري الإيراني، على تتبع الثوار، بل والعزل من أهل السنة من الأطفال والنساء والعجائز، وفق نفس المنهج الطائفي، الذي لا يرقب في مؤمن من أهل السنة إلا ولا ذمة، ليتجاوز عدد القتلى من أهل السنة في عام الثورة الثاني الثلاثين ألف قتيل، إضافة إلى مائة وخمسين ألف معتقل وثلاثمائة ألف لاجئ ومشرد، إلى جانب عمليات التدمير الشاملة لأحياء سنية كاملة.

وفي سبيل مواجهة أهل السنة في سوريا سعى النظام منذ استيلائه على الحكم منذ حكم الأسد الأب حتى الآن إلى إقصاء أهل السنة عن المجالات الحيوية والمناصب الهامة في الدولة، والتعامل معهم بكل شدة، وإن تطلب الأمر ارتكاب المجازر وهدم المدن والأحياء على أهلها، وكان من أبشع هذه الجرائم ما أحدثه الجيش النصيرى بقيادة المقبور حافظ الأسد بمدينة حماة السورية عام 1982م، بعد قذف المدينة على أهلها، مما أسفر عن تدمير وهدم 88 مسجد وزاوية من أصل 100, وهدم 21 سوقاً تجارياً تضم المئات من المحلات والدكاكين, كما هدمت 7 مقابر على رؤوس الأموات, و13 حياً سكنيا دُمرت تدميرا كاملا, وتم إبادة 27 عائلة بكامل أفرادها, من بينهم عائلة قُتل منها وحدها 280 شخصا، إضافة إلى اعتقال الآلاف من الشباب، كما أسفرت هذه الجريمة عن مقتل ما يربو على 40000 مسلم من أهل السنة والجماعة, واعتقال 15000 شخص آخرين يعتبرون إلى الآن في عداد المفقودين, بينما تشرد حوالي 150 ألف مسلم في المدن السورية وبعض البلدان العربية.

وفي عهد بشار الأسد لم يختلف المشهد كثيرا وظلت حالة الاضطهاد والتنكيل بأهل السنة مستمرة، وبعد ثورة أهل الشام على هذا النظام القمعي- العام الماضي- استعان بشار بكتائب الحرس الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله الشيعي، إلى جانب تجنيده لأعداد كبيرة من الشبيحة العلويين، بعد انشقاقات غالب السنة عنه.

 حيث سعى القائمون على جيش بشار إلى ضم فرقة نخبوية جديدة قوامها 60 ألف مقاتل، ونقلت وكالة "إيتار- تاس" عن خبير في المعهد الدولي للأبحاث الإستراتيجية، ومقره لندن "أن الاستخبارات الغربية حصلت على معلومات مفادها أن كتائب الأمن المسلحة (الشبيحة)، التي تتألف من الطائفة العلوية، سيتم ضمها في فرقة شبيهة بالحرس الثوري الإيراني"، وأشار الخبير إلى أن تحضير هذه الفرقة النخبوية وتدريبها يتم على يد الخبراء الإيرانيين الموجودين في سوريا، الذي يصل عددهم إلى ألفي شخص، وفقا لجريدة الشرق الأوسط.

فحقيقة الأمر أن أهل السنة في سوريا يعانون منذ حَكمهم الأسد وأسرته بسبب ما انتهجه ضدهم من سياسات إقصائية وممارسات عنصرية طائفية، رغم أن النصيريين (العلويين) المنتمي إليهم الأسد أقلية عددية، حيث لا يتجاوز عددهم الـ 10% من تعداد الشعب السوري ذي الأغلبية السنية.



مقالات ذات صلة