نصرالله يحمل الدولة اللبنانية تداعيات ونتائج حربه المقبلة مع إسرائيل..

بواسطة حسان قطب قراءة 860
نصرالله يحمل الدولة اللبنانية تداعيات ونتائج حربه المقبلة مع إسرائيل..
نصرالله يحمل الدولة اللبنانية تداعيات ونتائج حربه المقبلة مع إسرائيل..

حسان القطب

25-5-2013

ربما صمود مدينة القصير وريفها هو ما تسبب في أن لا يحمل خطاب نصرالله أي جديد، على عكس ما تم الترويج له من أن الخطاب سوف يتضمن مواقف قد تقلب موازين القوى ليس محلياً فقط بل دولياً أيضاً..ولست أدري على ماذا استند المصدر الذي روج لهذه العناوين الكبيرة لمضمون الخطاب الذي خيب أمال مناصري نصرالله والتي تتجاوز قدرة حزب الله وحجمه وسلطته وصلاحياته المعطاة له من الولي الفقيه الإيراني..؟؟؟؟ ولكن كما يبدو فإن حزب لا يخطيء وأمينه العام لا يتخذ قرارات غير صحيحة أبداً..؟؟؟ لهذا فهو اختار ان يهاجم الدولة اللبنانية ومؤسساتها ولم يوفر الجيش اللبناني أيضاً .. فهذه حالنا مع حسن نصرالله الذي يهاجم ويطالب ويدين ويؤكد ويوضح ويشرح ويفسر، ويحكم لبنان بقبضة حديدية، ثم يحاسب الدولة على تقصيرها.... يمسك بالوزارت والمؤسسات العامة مع حليفه نبيه بري الذي يتمترس خلف قوس المجلس التشريعي، ثم يتساءل عن سبب غياب الدولة وعدم حضورها... يخوض حروب داخلية وإقليمية ويتساءل عن عدم تحضير المستشفيات لاستقبال الجرحى ومعالجتهم..؟؟ ووزير الصحة منذ عقدين تقريباً هو من حركة امل التي يرأسها نبيه بري، ويتحالف معه نصرالله، أو من قوى التحالف الشيعي كما يقول نصرالله بتواضع..؟؟؟ فلماذا إذاً لم يجهز المستشفيات والمستوصفات لتلعب دورها كما يجب..خلال أي حرب مقبلة..؟؟؟ ولكن بما انه من فريق فوق السؤال والمساءلة والحساب والمحاسبة يجعل نفسه خارج هذا الإطار ويحمل المسؤولية للدولة اللبنانية بكل ما فيها من قيادات ..وخاصةً غير الشيعية منها..؟؟؟ ولكن يجب الإشارة إلى أن الدول التي تعلن الحرب او تلك التي تشعر انها مهددة بالحرب هي التي تستعد وتعد كل المتطلبات اللازمة لتحمل نتائج اي حربٍ مقبلة او محتملة.. ؟؟ وهنا هذه هي حال حزب الله فهو الذي يتحدث عن الحرب ويسأل عنها ويسير في ركابها.. فليوقف دعم الدمى البشرية التي يغدق عليها المال النظيف مقابل إطلاق تصريحات التبجيل والممالأة والكذب، ولينفق هذا المال على تطوير البنية التحتية الزمة للحرب وعلى جمهوره الذي يعطيه القرابين البشرية ليقدمها على كافة مذابح مشاريعه الإقليمية التي ينخرط فيها بطلب إيراني وبقرار من وليه الفقيه..؟؟؟

أما الحدبث عن التكفير والفكر التكفيري، فهو متواصل في خطابات نصرالله ووسائله الإعلامية وأبواقه المأجورة، ودون ضوابط وبدون قيود، وبشكل بعيد عن المنطق والأسس العقلانية..؟؟ وهنا نسأل هل أبناء بلدة القصير السورية هم من القوى التكفيرية..؟؟؟ وهل أبناء الشعب السوري المنتفض على ظلم النظام المجرم الذي يقوده بشار الأسد والمدعوم من النظام الطائفي التكفيري في إيران..؟؟؟ يستحق القتل بدمٍ بارد وبأعصاب هادئة وبتبريرات واهية..؟؟ وكيف يقف نصرالله إلى جانب مجموعة لا تتعدى 300000 مواطن في البحرين ناصراً وداعماً وغاضباً ومستنكرا وسائلاً عن حقوقهم، ويقود بعض رموزهم لزيارات  فعاليات سنية مشبوهة ووهمية في لبنان طالباً دعمها لهم..ويتجاهل 20 مليون مواطن من أبناء سوريا المنتفضين على ظلم هذا النظام و 4 ملايين لاجيء ونازح ومهجر من أرض سوريا... ومع ذلك نصرالله لا يشعر بمعاناتهم وآلمهم وعمق جراحهم..؟؟ لماذا..؟؟ لأن فكره التكفيري يمنعه من الإحساس بظلمهم، بل هو يعتبر الإمعان في معاقبتهم تقرب إلى الله، وإلا لماذا يطلق هو وفريقه هذه الشعارات الدينية التحريضية في حربهم المجنونة على الشعب السوري..؟؟؟ ولماذا يتم تهجير النازحين السوريين مرة جديدة من القرى التي يقطنها محازبوه وجمهوره..؟؟ وباللغة والمفردات التي يستعملها نصرالله نقول المواطنون الشيعة..؟؟؟؟ حتى انه من شدة حبه للعدالة والشعب العربي المسلم، والتزامه بالمفاهيم الإسلامية والمباديء الدينية لم يشر إلى هذه المسألة مطلقاً ولم يطلب من جمهوره احترام معاناة هذا الشعب المظلوم مرتين..؟؟ اللهم إلا إذا كان يعتبر ونتيجة فكره التكفيري تعذيب النازحين السوريين تقرباً إلى الله بعد ان تقرب إليه بقتلهم في مدينة  القصير ودمشق وغيرها..؟؟؟؟ وبقيت مدينة القصير عصية على مجرميه، وصامدة في وجه عناصره التكفيرية..؟؟ كما وأشار نصرالله في كلمته وفي معرض تبرير تورطه في المستنقع السوري بالقول: "سورية ظهر المقاومة وسندها والمقاومة لا تستطيع ان تقف مكتوفة الايدي ويكشف ظهرها ويكسر سندها والاّ نكون أغبياء"، وقال "الغبي هو من يقف يتفرج على الموت والمؤامرة تزحف اليه وهو يتفرّج والمسؤول هو من يتصرف بكامل المسؤولية".. كيف يكون تدخل نصرالله في سوريا وغيرها قمة الذكاء والحنكة والحكمة... وتدخل غيره هناك غاية الغباء والتآمر والعدوان.. إنه المنطق التكفيري لحزب الله والذي يجيز لنفسه ما لا يجيز لغيره وهذا ما أشار إليه نصرالله أكثر من مرة في كلمته..؟؟ ولكن في معرض اتهامه للآخرين وبالتحديد أبناء المذهب الآخر....؟؟

ومن المؤسف أيضاً انه لا يزال يهاجم الدول العربية متهماً إياها بالتخاذل عن محاربة إسرائيل ويشيد بصمود الأسد.. ولكن أين حارب الأسد إسرائيل ومتى حتى يمتاز عن الدول العربية وحكامها وحتى نسلم له القيادة ونتجاهل جرائمه..؟؟ وهل تحرير فلسطين لا يمكن ان يتم إلا باستعباد وقهر وقتل وتهجير الشعب السوري..؟؟؟ ام ان ما يشفع للأسد برأي نصرالله هو دعمه للمشروع الديني المذهبي الذي ترعاه إيران..؟؟ وهذا بنظره يكفي لتبرير عدم استعمال السلاح وعدم الرد على أي عدوان إسرائيلي وهي متكررة وما اكثرها على سوريا منذ سنوات..؟؟

عدم الموضوعية أصبحت سمة بارزة في خطابات نصرالله المتكررة والمملة والتي لا تحمل جديد كما لا تحمل رؤية بل هي أي أقرب إلى أن تتضمن أوهام وتمنبات وأضغاث أحلام بأن ينتصر المشروع الطائفي المذهبي الصفوي الإيراني على الشعوب العربية وحرمانها من حريتها في دول المحور..(العراق وسوريا ولبنان) الذي تقوده إيران.. ولو كان نصرالله يقرأ التاريخ بتمعن لعرف ان دول المحور خسرت الحرب العالمية الثانية نتيجة التعجرف والغطرسة... رغم ما كانت تملكه من سلاح وعتاد وجماهير...وهذه حال نصرالله ومشروع فريقه الذي ينطبق عليه اليوم الوصف عينه....؟؟؟

المصدر: خاص المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات



مقالات ذات صلة