حقيقة الأمر أن الثابت عن الرجل أنه صوفي جلد يسعى بكل طاقاته إلى تثبيت مذهب التصوف في كل مكان يحل به، مستخدما شبكة من الاتصالات والعلاقات الخاصة، والتي تذلل له الكثير من الصعاب، إضافة إلى هذا فمذهب الرجل قد لاقى هوى غربي وعربي (على مستوى الحكومات) سيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث سعت أمريكا ومن خلفها دول الاتحاد الأوروبي إلى دعم التصوف، وفتح أبوابها لدعاته لحضور المؤتمرات بل والتدريس وعمل الندوات بجامعاتها ومعاهدها، في حين أغلقت أبوابها أمام دعاة أهل السنة، وشنعت عليهم وعلى أفكارهم.
عاد الحبيب "الجفري" إلى مصر، ومن ثم عاد إليها الجدل حول موقف الرجل من السنة وأهلها، وعلاقاته بالشيعة والتشيع، وإلى أي مذهب ينتمي الرجل ويدعو؟ ولماذا تختلف مواقفه العلنية عن مواقفه في الحضرات والجلسات الخاصة؟ ولماذا يبدو أمام الشاشات في زي الوسطي المعتدل، بينما يظهر في خلوات الصوفية ومعاقلها في حالة من "الدروشة"، وفي حالة متقدمة من العداء لأهل السنة، أو "الوهابية" كما يحلو له أن يسميهم؟
ومؤخرا أَثارَت تصريحات الحبيب علي الجفري في ندوة بمكتبة الإسكندريّة، حول رفضه نشر التشيع في مصر العديد من انتقادات الباحثين في مجال المذاهب الفكريّة والدينيّة، وأكد "محمد حمدي" الباحث في المذاهب الدينيّة أن تاريخ الحبيب علي الجفري معروف لجميع الباحثين في الملف الشيعي، ومعروف عنه تشيعه الخفي، ونشره للمذهب الشيعي بطريقة خفية، وتساءل الباحث: لماذا طُرد الجفري من السعودية ثم من اليمن؟!
وأجاب الباحث المصري في تصريحاته لصحيفة الوفد القاهريَّة، بأن الجفري يعمل على نشر المذهب الشيعي عن طريق صوفيته التي تمتد للسجود للقبور، وأنه دخل العديد من البلدان وعمل على نشر المذهب الشيعي بها، وتم طرده من السعوديّة واليمن، ولكن تمَّ استقباله في دولة الإمارات العربيّة، والذي عمل بها على طرد أئمة مساجد السنَّة وفرض العديد من الخطباء الصوفيين الذين علموا على إحياء العديد من الموالد والتي تعتبر مدخلا هامًا للشيعة في الإمارات لنشر اللطميات والتطبير!!
وعن دور الجفري الحالي في مصر أشار الأستاذ محمد حمدي إلى أن ما يفعله الجفري الآن في مصر هو بسط علاقاته عن طريق شبكة علاقات اجتماعيّة وكذلك لقاءاته على الفضائيات الخاصة، والتي يحاول فيها نشر بعض الأفكار الصوفيَّة والتي تمهّد لنشر التشيع وأنه يحاول جاهداً التقرب من العوام في الأحياء الشعبيّة كالحسين والسيدة زينب.
ثم أنهى كلامه بقوله: إن الجفري شيعي الهوى، وأن وكالة أنباء فارس الإيرانيّة قد أعلنت من قبل عن انتقال الجفري إلى المذهب الجعفري، مذكرًا بموقف الجفري المخزي من زيارة القدس برعاية صهيونيّة.
وحقيقة الأمر أن الثابت عن الرجل أنه صوفي جلد يسعى بكل طاقاته إلى تثبيت مذهب التصوف في كل مكان يحل به، مستخدما شبكة من الاتصالات والعلاقات الخاصة، والتي تذلل له الكثير من الصعاب، إضافة إلى هذا فمذهب الرجل قد لاقى هوى غربي وعربي (على مستوى الحكومات) سيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث سعت أمريكا ومن خلفها دول الاتحاد الأوروبي إلى دعم التصوف، وفتح أبوابها لدعاته لحضور المؤتمرات بل والتدريس وعمل الندوات بجامعاتها ومعاهدها، في حين أغلقت أبوابها أمام دعاة أهل السنة، وشنعت عليهم وعلى أفكارهم.
أما عن مسألة تصوف الجفري وانحرافاته العقدية فهي مسألة قد جزم بها طائفة من المشايخ والعلماء مستدلين على ذلك بمواقف الرجل ومنهم فضيلة الشيخ صالح الفوزان، حيث قال في رده عن سؤال يخص معتقد الجفري: "الرجل تحكم عليه أشرطته وكتبه، الرجل مبتدع خرافي يدعو إلى عبادة القبور والأضرحة.. رجل خرافي أشرطته موجودة وبصوته وكلامه، يستهزئ بأهل السنة وأهل التوحيد ويسخر منهم".
وقال عنه الشيخ الراجحي أنه "صوفي أشعري بل يتجاوز ويمدح أهل وحدة الوجود وغيرهم وكذلك أيضاً يرى جواز الشرك ودعاء الصالحين، دعاء الأموات، فهو مُخرِّفٌ، قبوري، صوفي، أشعري، وهذا التحذير ليس من الغيبة وإنما هو من النصيحة، التحذير من الأشرار، ومن أهل البدع والمُضلِّين هذا ليس من الغيبة ولكنه من النصيحة مستثنى، نعم".
وأضاف الشيخ "فهو مُخرف، الجفري لا شك أنه مُخرف، سمعنا كلامه في الشريط وكذلك فُرِّغ وجدنا أنهُ يُبيح دعاء المقبورين والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويستدل بالأحاديث الموضوعة أيضاً، وينسب إلى الصحيحين ما ليس منهما، ويُضعِّف الأحاديث، فهو مُخرِّف، صوفي، قبوري، أشعري".
أما عن مسلك الجفري في الحوار والجدل، فلا تكاد تخرج منه برأي واضح، فالرجل في حواراته العامة يحاول إرضاء الجميع، ويحرص عدم التعرض بالطعن المباشر لأي معتقد مهما بلغ عدائه له، وبعده عن مواطن النقد لدول أو أحزاب أو شخصيات، حتى أنه يصل في بعض الأحايين إلى حد التمييع والتسطيح لكبرى القضايا والمعتقدات، وهو الأمر الذي أهله للانتشار وذيوع الصيت في الأوساط الاجتماعية ولدى المثقفين، إضافة إلى كلامه الرقيق ومواعظه الصوفية وهدوئه في الإلقاء.
أما عن مسألة التشيع فلا شك أن الرجل قريب جدا من الشيعة والتشيع، وإن تبرأ من بعض معتقداتهم من حين لآخر، وإلى جانب ذلك فهناك كثير من الأمور التي يتفق فيها مع الشيعة سيما تلك الأمور التي تخص الموقف من أهل السنة، الذين يسمونهم إفكا وتضليلا بـ"الوهابية"، ومن الدلائل على خبث الرجل جعله الوهابية فرقة، فكثيرا ما يكرر في أحاديثه عبارة: (الطوائف من سنة وشيعة ووهابية وإباضية)، مفرقا بين أهل السنة والوهابية، على اعتبار أنه من أهل السنة وأن "الوهابية" فرقة أخرى ونحلة مغايره، وهو مسلك شيعي يُتَّبع للطعن في عقائد أهل السنة، حتى إذا ما تعرضوا للنقد قالوا نحن لا نقصد أهل السنة بل نقصد الوهابيين أتباع ابن عبد الوهاب.
لكن الراجح أن الحبيب الجفري وإن لم يكن قد تشيع إلا أنه يمثل قنطرة كبرى وخطوة هامة لدخول التشيع، فالرجل يمهد بشكل عجيب لتقبل جل عقائد الشيعة، ويخدِّم عليها، وهذا يكفي للشك في عقيدته ومنهجه، وليس علينا الأخذ بما يطلقه من تصريحات لدفع هذا الأمر عنه- والتي تتناقض مع أقوال وأحوال أخرى له- لأن هذا ديدن الشيعة، بل دينهم، أليس من مروياتهم: "التقية ديني ودين آبائي" و "من لا تقية له لا دين له"، وكلمات الرجل وآراؤه مسطورة لكل مريد، وفيها ما يكفي للحكم على انحرافه عن الجادة وخروجاته الكثيرة عن نهج أهل السنة في المعتقد والعمل والسلوك.
المصدر : مركز التاصيل للدراسات والبحوث