الأزهر يوجه دعوة إلى عدة جهات للمشاركة في ملتقى الأزهر الدولي عن الإرهاب , ومن بين هذه الدول الشيعة و جمهورية إيران . ولا شك أن هذا المؤتمر مهم ,وربما يوجه الأنظار إليه ,ويسلط عدسات الإعلام وأقلام الكتّاب الإعلاميين والمحليين ,وكلهم يثق في حكمة ووسطية الأزهر في تحديد الإرهاب والجهة الداعمة له ,والدول التي ستساهم في مقاومته ,ومن بين هذه الدول إيران ومالها من مواقف وسجل لا يمكن فيه عزل الديني عن السياسي بأي حال من الأحوال .
إيران دولة تعتمد في سياستها على التلميح المراوغ والتصريح الناري , وكل مواقفها عشوائية ,وأحيانا ذات مناسبة ما يجعلها داخل تصنيف محدد بشأن تبنيها لخطاب العنف والكراهية ,وربما الإرهاب كملازم لشرط العنف.
وكم ذا تذمرت البحرين والسعودية والكويت من الأذى المتلاحق من إيران فضلاً عن احتلال الجزء الإماراتية المحسوم إيرانياً كملكية أبدية لا تقبل فيه أي شكل ولو كان ناعماً في الحوار حولها, إضافة إلى تهديدات وتحديات سافرة ضد هذه الدول دون أن نتجاهل دورها الإرهابي في سوريا والعراق .
إيران محاصرة بالتهم الإرهابية ,وهي تقر ببعض هذه التهم تحت دعوى مقاومة إسرائيل ,وتحت غطاء وحدة الأمة ,بل إن الانطباع السلبي ضد إيران هو عام عند الجميع السنة في المنطقة ,واستضافتها في الملتقى الأزهري لكي تكون داعماً إنسانيا ضد الإرهاب يطرح استفهامات حول المعايير الجديدة لتعريف الإرهاب والدولة الإرهابية ,فضلاً عن أنه يعطي تعريفاً إيجابياً عن إيران ,وينفي عنها التهم السابقة ويدمجها ضمن المظلومين وليس الظالمين وضمن الحل وليس المشكلة.
دبلوماسية الأزهر في الاحتواء ليست محسوبة ,وهي حتماً تضر دول الخليج واليمن وسوريا التي عانت الويلات من إرهاب سياسي إيراني .
عندما يدعو الأزهر إيران كمتعاون ضد الإرهاب فهو بمثابة إعلان بأن إيران دولة ( مسالمة ) هو النقيض المباشر لدولة ( إرهابية ) أو معتدية على الجزر الإماراتية , وكأن احتلالها الجزر عمل سلمي.
نحن بحاجة إلى تجلية الأمر كي تطمئن الدول والشعوب التي تأذت من الإرهاب السياسي الإيراني .
المصدر : موقع المثقف الجديد