كيف أسست إيران كشافة "طائفية" في سوريا؟

كيف أسست إيران كشافة "طائفية" في سوريا؟
كيف أسست إيران كشافة "طائفية" في سوريا؟

1438-2-5

2016-11-5

 

بث التلفزيون الإيراني أخيرا وثائقيا عن كيفية تأسيس فرق "الكشافة" في سوريا بطريقة طائفية موالية لإيران على يد الجنرال، حسن شاطري، الملقب بـ "حسام خوش نويس" من قيادات فيلق القدس الإرهابي، المكلف بالعمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، والذي اغتيل في 12 فبراير 2013 لدى عودته من دمشق إلى بيروت على يد المعارضة السورية. ويظهر الوثائقي أن شاطري اعتمد في تأسيس مجموعات الكشافة في المدن السورية على ما وصفها بـ "انتهاج سياسة التعليم العقائدي والعسكري للأطفال" في سوريا.

كشافة المهدي في سوريا

ويظهر الوثائقي كيفية قيام الجنرال شاطري بتأسيس كشافة "الإمام المهدي" أسوة بكشافة تحمل نفس الاسم تتبع لميليشيات حزب الله اللبناني، حيث تقوم الكشافة السورية بتنظيم النشاطات والمعارض، وتشارك في المسيرات المؤيدة لنظام الأسد. كما تقوم كشافة المهدي في سوريا بتدريب الأطفال تدريباً عسكرياً، فضلاً عن غرس تربية دينية، خصوصا في ذهن الأطفال من خلال حضورهم دروسا دينية في الحسينيات، حيث يتم تعريفهم إلى الفكر الشيعي، وغرس أفكار الثأر والتشيع في أذهانهم. وكانت وكالة "أهل البيت" الإيرانية نشرت تقريرا مصورا عن التدريب العسكري لأطفال كشافة المهدي في سوريا تتراوح أعمارهم ما بين 8 و16 عاماً. وتظهر الصور المنشورة أطفال الكشافة باللباس العسكري وهم يحملون علم إيران وصور المرشد الإيراني علي خامنئي في مسيرات ومواكب "حسينية" في مناسبات متعددة.

أساليب نازية

وأسس هذا النموذج من التدريب العسكري لأطفال الكشافة وفق أساليب النازيين في ألمانيا، قبل الحرب العالمية الثانية والتي عرفت بـ"الشبيبة الألماني deutsches jungvolk" حيث نظم 8 ملايين طفل في ألمانيا وفق تعاليم الأيديولوجية النازية في عهد هيتلر وكذلك إقامة أنشطة سياسية وثقافية وعسكرية ورياضية لهم في الهواء الطلق.

وأرسل العديد من هؤلاء الأطفال كجنود إلى الجبهات للقتال في صفوف الميليشيات الإيرانية ضد فصائل المعارضة السورية المسلحة. كما استقطبت ميليشيات حزب الله العديد من هؤلاء الأطفال في صفوفها، قتل عدد منهم في سوريا.

أطفال سقطوا بالمعارك

وتظهر إحدى الصور الجماعية 3 أطفال عندما كانوا ذاهبين في رحلة لكشافة المهدي في جنوب لبنان، وتحتها صورة جماعية أخرى لنفس الأطفال بأزياء عسكرية تفيد بمقتلهم بالحرب في سوريا.

وبحسب المعلومات المنشورة، فإن الأطفال الثلاثة المقتولين في معارك سوريا هم كل من ذو الفقار حسن عزالدين، من مواليد مدينة صور واسمه الجهادي علي، قتل في ديسمبر 2013، ونزار حمد كوراني مواليد قرية ياطر واسمه الجهادي كفاح، قتل في مارس 2015، وعلي يوسف عطية مواليد قرية طربيخا واسمه الجهادي أمير، قتل أيضا في مارس 2015.

من هو الجنرال شاطري؟

يذكر أن الجنرال حسن شاطري، الذي يظهر في الوثائقي، وهو يشرف على أنشطة الكشافة السورية، كان مصنفا على قائمة العقوبات التابع الوزارة الخزانة الأميركية مع قادة فيلق القدس الإيراني الآخرين في مارس/ آذار 2010. وكانت طهران قد أرسلته بصفة رئيس "هيئة الأعمار الإيرانية في لبنان" باسمه الحركي "حسام خوش نويس" وكانت مهمته الحقيقية هي إدارة الملف اللبناني وأشيعت أنباء بأنه كان من بين المتورطين في اغتيال الحريري. مع اندلاع الثورة السورية ومن ثم عسكرتها بقمع نظامي الأسد وإيران، أوكلت إلى شاطري مسؤولية التنسيق بين قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا من جهة، وبين حزب الله وقوات الأسد من جهة أخرى في القتال ضد المعارضة المسلحة.

وكان شاطري الذي قتل بعمر 58 عاماً من مواليد مدينة سمنان الصغيرة شمال إيران، متزوج وأب لأربعة أولاد، يعد أحد أهم قياديي فيلق القدس ذراع المشرف على العمليات الخارجية للحرس الثوري. وتشير المعلومات إلى أن أرصدة مالية تصل إلى 200 مليون دولار سنويا كانت تحت تصرف شاطري، وقد تولى تعويض ترسانة حزب الله من الأسلحة وإعادة بناء منصات إطلاق الصواريخ التي فقدها الحزب في حرب 2006. وأفادت بعض التقارير أن شاطري كان يشرف على توزيع الأموال الإيرانية على عدد من الزعماء السياسيين والنواب والإعلاميين وبعض الشخصيات العامة في لبنان، خدمة للمشروع التوسعي الإيراني.

 

 

المصدر: المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات

 



مقالات ذات صلة