نداء إلى "الجيش السوري"

بواسطة الشيخ: ياسر برهامي قراءة 838

نداء إلى "الجيش السوري"

 

الشيخ:  ياسر برهامي

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإلى كل المسلمين من أبناء الأمة: "ضباط وجنود الجيش السوري"، قد عظـَّم الله -سبحانه- حرمة دم المسلم، قال الله -تعالى-: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء:93).

ولم يقبل -سبحانه- عذر مَن ادعى الإكراه والاستضعاف حين خرجوا مع المشركين في بدر لقتال المسلمين، فقال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) (النساء:97).

وحذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مِن قتل المسلم، فقال: (لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا) (رواه البخاري)، وقال: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ) (رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني).

وأجمع العلماء على أنه لا يصح الإكراه على قتل مسلم، ولا انتهاك حرمته بضربة فما فوقها، قال القرطبي -رحمه الله- عند تفسير قوله -تعالى-: (إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ) (النحل:106): "السَّادِسَةُ: أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ مَنْ أُكْرِهَ عَلَى قَتْلِ غَيْرِهِ أَنَّهُ لا يَجُوزُ لَهُ الإِقْدَامُ عَلَى قَتْلِهِ، وَلا انْتَهَاكُ حُرْمَتِهِ بِجَلْدٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَيَصْبِرُ عَلَى الْبَلاءِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ، وَلا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَفْدِيَ نَفْسَهُ بِغَيْرِهِ، وَيَسْأَلُ اللَّهُ الْعَافِيَةَ في الدنيا والآخرة".

فاتقوا الله أيها الضباط والجنود في أهليكم وشعبكم المسلم المظلوم الثائر على نظام بعثي علوي كافر، فلا نزاع بين أهل العلم في كفر الطائفة العلوية النصيرية نوعًا وعينًا، فهم من الفرق الباطنية التي تغلو في علي -رضي الله عنه- وآل البيت حتى تعتقد فيهم الإلهية، ويرون في الحاكم إلهًا على الأرض، كما قال شاعر الباطنية للمعز لدين الله الفاطمي:

ما شئتَ لا ما شاءت الأقدار             فاحكم فأنت الواحد القهار!

و"نظام الأسد" سام المسلمين سوء العذاب، وباع البلاد والعباد، ووالى أعداء الإسلام، وناصر اليهود ونصرهم من أجل بقائه جاثمًا على البلاد يفسد في الأرض، ويصد عن سبيل الله، ويرتكب المجازر تلو المجازر ضد أبناء شعبنا وأمتنا في سوريا الشقيقة.

فكل مَن أمركم بقتل المسلمين أو القبض عليهم أو تعذيبهم هو أولى بما أمر به؛ فاحذروا من طاعته ومتابعته، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ) (الأحزاب:1).

وقال -تعالى-: (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا) (الإنسان:24)، والطاعة والنصرة من معاني الولاء، وقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا) (النساء:144).

ولا يحل لمسلم أن يتذرع أنه مأمور مِن قِبَل قياداته بالقتال، بل هذا العذر غير المقبول يجعله من الطائفة المنافقة الظالمة الفاجرة الذين مأواهم جهنم وساءت مصيرًا؛ فلا بد لكم مِن التمرد على أوامر مَن أمر بقتل شعبه، ولا بد مِن مقاومته وخلعه، ولم يعد هناك سبيل للتوقف عن "الثورة"؛ حتى يزول ذلك النظام الكافر بكل أفراده.

فكونوا أنصارًا للحق.

أنصارًا لشعبكم وأمتكم.

أنصارًا لدين الله الظاهر قطعًا: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (التوبة:33)، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:21).

 

 



مقالات ذات صلة