هل لازالت إيران تحلم في تحقيق الهلال الرافضي أم أنَّه فات الأوان؟

بواسطة محمد الشاعر قراءة 2092
هل لازالت إيران تحلم في تحقيق الهلال الرافضي أم أنَّه فات الأوان؟
هل لازالت إيران تحلم في تحقيق الهلال الرافضي أم أنَّه فات الأوان؟

غزة – محمد الشاعر – لجنة الدفاع عن أهل السنة في فلسطين.

 

إنَّ من المؤسف حقاً والجدير بالذكر أن تجد مغـرِّدين يُتْقِنُونَ حَبك الألحان لملالي طهران حتى أصبحت الأخيرة بالنسبة لهم راعـية السلام في المنطقة، كيف لا وقـد أثنى قادة الروافض عـلى المصالحة الفلسطينية التي تم الاتفاق عـليها في القاهرة! مما أثار ذلك شكوك الكثيرين من أمة الإسلام فضلاً عـن بعـض الفلسطينيين الذين ينظرون إلى الواقع المرير بعـين الفهم والإدراك تحت منظور شرعي، والسؤال الذي يطلب الإفصاح عـن نفسه هل لإيران أهداف إستراتيجية من وراء المصالحة الفلسطينية ؟! وما هي الأهداف التي تسعى إيران إلى تحقيقها من وراء ذلك ؟ وهل ستصبح المصالحة الفلسطينية ورقة وظيفية أخرى في يد إيران لإشعال الفتنة في المنطقة وقت ما تشاء؟ هل هناك شيء تخبئه إيران لأهل غزة تحديداً أم أنَّه المكر والخداع ؟ هذا وغـيره من الأسئلة الكثيرة التي تحتاج إلى أجوبة  تخبرنا عما يحدث في واقع أمة الإسلام وتحديداً فلسطين  بالأخص قطاع غـزة والله المستعان .

إنَّ ديدنة الروافض في التعامل مع المسلمين أصبحت مكشوفة لدى الكثير من العقلاء ولكنَّ الأمر الذي يجعـل أهل التوحيد يشتطّون غـضباً هو وقوع الكثير في حبال الرافضة بكل سهولة رغـم وضوح زيفها وظهور باطلها ... فمتى يستفيق هؤلاء من نومهم العـميق ؟

إنَّ هدف إيران من دعـم المصالحة الفلسطينية هو كسب المزيد من الأوراق الوظيفية، كيف لا وقد أخذت تغرد على وسائل الإعلام انتصار المقاومة الفلسطينية على أعـدائهم وذلك عـن طريق المصالحة بين فتح وحماس حيث  وصف وزير خارجية الجمهورية الإيرانية علي اكبر صالحي "... اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس بأنها خطوة إيجابية ومباركة على طريق تحقيق الأهداف التاريخية للشعب الفلسطيني المظلوم وأوضح صالحي أيضاً ... أنَّ وحدة الفصائل الفلسطينية ووحدة المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني المحتل, هما عاملان هامان وضروريان لبلوغ الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة معرباً عن أمله بأن يؤدي هذا الاتفاق الفلسطيني إلى الإسراع في التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية وتحقيق انتصارات كبرى في مواجهة المحتل ... "  هكذا نقلت وكالة مهر للأنباء، طهران، 28/4/2011م.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا تقصد إيران بالأهداف التاريخية للشعب الفلسطيني أهو الهلال الشيعي التي تحلم إيران بتحقيقه عـن طريق بعـض الفصائل الفلسطينية واستخدامها من جديد لزعزعة الاستقرار في المناطق ذاتها أم أنَّ هناك شيء ستفاجئَنا به إيران في يوم من الأيام ؟ وثمة سؤال آخر أي انتصارات ستحققها بعـض هذه الفصائل وإيران تحيط بها كإحاطة السوار بالمعـصم؟ وهل لا زال ملالي طهران يحلمون بإنشاء حـسينيات في قطاع غزة مقابل الدولار الفارسي الذي يدفعـونه لبـعض الفصائل الفلسطينية ؟

لا شك أنَّ شعـبنا الفلسطيني المكلوم يُغرِّد دائماً مع كل من يقول ـ الموت لإسرائيل ـ طامعاً في أيِّ نصر على اليهود وأعـوانهم، ولكن لا يعلمون أنَّ هذا النصر لا يَتَأَتَّى إلا بأناس اتبعوا نهج القرون الثلاثة الأولى وهم بعيدون عن كل بدعة أو مخالفة بل يحكمهم الوحي المنزَّل ولا  يتبعون الهوى الذي بسببه ضلَّ خلق كثير من المسلمين حتى اختلط الحق بالباطل عند بعـضهم وأصبح أهل التوحيد حائرين بين نقيضين، الأول: منهم أناس من المسلمين تمايلوا مع الرافضة لوجود المصالح المشتركة بينهما، والثاني: وهم بعض المسلمون الذين خلطوا بين الأهواء والوحي لإرضاء البشر تاركين ورائهم أمة الإسلام تتخبط في دمائها ظنَّا منهم أنَّ مثل هذا يُرضي ربَّ العالمين . فما الحل ؟

إنَّ الرجل الذي تعلو هـمته فوق رأسه لا ينبغي له أن يجلس مكتوف الأيدي وحاله كحال الأسير الذي ينتظر قدوم أحد ليفك قـيده ، بل كن رجلاً قدمك في الثرى وهـمتك في الثريا فأنت الجماعة وإن كنت وحدك ولا ينبغي أن تيئس، واعلم أنَّه بقدر إخلاصك لله تعالى وإتباعك للوحي المنزَّل يكون التوفيق ، فلربما تحتاج إلى بضعة شهور أو سنوات حتى يبزغ الفجر من جديد وحينئذ يفرح المسلمون بنصر الله تعالى، فهل شمَّرت عن ساعد الجِدِّ أم لازلت تنام على أحلام اليقظة الزائفة ؟ 

ولذلك أوجه هذه الرسالة إلى أهل التوحيد وبالأخص في قطاع غزة، هذه الرسالة التي طالما تكلمنا عنها كثيراً ولازلنا نتكلم فنقول لهم رويداً رويداً في نشر منهج السلف واتركوا التكلم عن مسائل التكفير الآن واندمجوا مع عامة الناس حتى يعلموا قدركم لأنَّ الآخرين يرمونكم بشائعات قاتلة من بينها التكفير و التفجير، فكيف يعلم الناس زيف هذه الشائعات دون النزول إلى ميادينهم فالذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم كما أخبر بذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، وَلْيكن عنوانكم الكلام الطيب والصمت الهادئ و سيروا بخطوات هادئة محمودة ولا تستعجلوا في قطف الثمار فأيُّ دعوة تستعجل قطف الثمار إلا وتطيش، وتذكروا أنَّ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم قد كفَّن رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول وصلَّى عـليه صلاة الجنازة ودفنه أيضاً وكان النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم  يعلم برأس المنافقين إلاَّ أنَّه أراد أن لا يسمح للآخرين أن يحدثوا فرجة بين صفوف المسلمين ، فسيروا على بركة الله تعالى منصورين بإذن الله تعالى والله المستعان والله غالب على أمره ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمون والحمد لله ربِّ العالمين .      



مقالات ذات صلة