“حزب الله الحجاز” والأجندة الإيرانية

بواسطة سكينة المشيخص قراءة 1521
“حزب الله الحجاز” والأجندة الإيرانية
“حزب الله الحجاز” والأجندة الإيرانية

سكينة المشيخص

27-4-2014

الامتداد الفكري للكيانات والجماعات الإسلامية في ممارستها السياسية يستنسخ أسوأ سلوكيات النشاط والحراك الاستقطابي الذي يمكن أن يضلل المجتمعات، فهناك دائما أهداف مستترة لما هو معلن، وذلك يبرر بداهة بالاستغلال البشع لعواطف الجماهير وتوظيفها لأجندة ذات غرض سياسي باسم الدين، وهذا السلوك التنظيمي يتكرر رغم انكشافه ووضوحه للعامة، ولكن ليست من خيارات بديلة لأن تتنفس التيارات الإسلامية والدينية في الفضاء السياسي بصورة صحيحة أوكسجينا سياسيا كالذي يتنفسه الجميع، إنهم يفضلون العتمة ومباغتة الناس واستراق قناعاتهم وخياراتهم.

تلك العتمة الحركية تنسجم مع حالة الخمول التي تصيب بعض المكونات الدينية التي تنتظر فرصتها للانقضاض على أي ثوابت، وهي حالة أجدها ملازمة لما يعرف بحزب الله الحجاز، الذي يرى بعضهم أنه خامل وبلا نشاط سياسي، وهي فكرة تتناقض مع حضور نسبي على سطح الأحداث الأخيرة بما يعزز بقاء الفكرة الحزبية والحركية، التي يصعب خمولها إذا كان هناك من يتعامل معها في سياق عقدي واعتقادي جازم.

ومن التسمية تبدو واضحة الذيول الخارجية للحزب، فهو من خلال “فلاش باك” نجد أنه لم يعرف على نطاق واسع إلا بعد الثورة الإيرانية من خلال طلاب الحوزات لاستخدامهم لتحقيق أهداف تتسق مع الثورة الإسلامية في إيران، وذلك أمر أكده الباحث كريستيان مارشال، وإلى أن تكوّنت الملامح النهائية للحزب فقد مرّ بكثير من المتغيرات والمنعطفات التي أسهمت في النهاية في تكوينه بذات الغايات التي ترمي إليها إيران الخمينية، التي ضغطت باتجاه تنظيم الحزب وإطلاقه لأعمال مضادة داخل السعودية، وذلك أمر تحقق في بداية الثمانينيات الميلادية بصورة مماثلة لحزب الله اللبناني الذي نجح هناك وفشل هنا.

عدائية الحزب والروح العدوانية التي اكتسبها من القيادة الإيرانية كانت سمة أفعاله وأدواره المخطط لها في الداخل السعودي، فارتكب الحزب أعمالا إجرامية وإرهابية استهدفت مشروعات تنموية مهمة، وذلك من خلال تنفيذ أول تفجير إرهابي في أغسطس 1987، ثم كان العمل التالي في مارس 1988، نفذ الحزب تفجيرا آخر في منشآت شركة صدف البتروكيماوية في الجبيل، ورغم تبنّي الحزب لذلك وإعلانه بأن أربعة من عملائه نفذوه إلا أن الأجهزة الأمنية لم تتعامل برد الفعل، ولم تسحب هذا السلوك على جميع الشيعة، حيث تمتّعت تلك الأحداث بالمسار القانوني، ورغم إعدام أربعة من كوادر الحزب، إلا أنه تم تخفيف ذات الأحكام بحق آخرين إلى السجن ومن ثم تم الإفراج عنهم غير أن بعضهم عاد للعمل مجددا وظهر في أحداث القطيف الأخيرة.. فهل بعد ذلك يمكن الجزم بأن جميع أعضائه تخلوا عن العمل السياسي؟!

قليل من الموضوعية يكسبنا رؤية منطقية للتعاطي مع مجريات خمول الحزب وأوبته إلى رشده بحلّه وتخلّيه عن الأفكار العدائية تجاه المجتمع والدولة، فالثابت أن الحزب منشؤه إيراني ولا يمكن استبعاد الدور الإيراني من نشاطه الحركي بصورة قطعية، وذلك لا يصلح في الوقت نفسه للإيحاء بأن الحراك الأخير يتم وفقا لأجندة إيرانية، ولكن هناك بالفعل من له هذه الأجندة، وإذا كان بعضهم لم يؤيد العنف، رغم أني أستبعد ذلك، إلا أن العدائية الكامنة في عمقه الفكري، في حالتي الخمول والنشاط، تؤكد عدم سلامة النهج التنظيمي للحزب وأهدافه التي لا تخدم السلامة الوطنية والاجتماعية، لأن الاستخلاص النهائي من كل أشكال الحراك السياسي ذي الغطاء الإسلامي أثبت أنها غير موثوقة ومضللة بحيث ينبغي حسمها بالعزل والإقصاء لأنها ضارة بالأمن المجتمعي والوطني.

———————-

المصدر: الوطن أونلاين

 



مقالات ذات صلة