" على من تقع مسؤولية الاستهتار بحياة اللاجئين الفلسطينيين في العراق" سؤال ربما يكون طرحه في هذه الآونة مثار جدل وخاصة أن هذا التساؤل ينطبق على كافة أبناء الشتات الفلسطيني في كافة أصقاع الأرض وخاصة منهم فلسطينيي سورية والعراق الذين يعيشون أوضاع إنسانية غاية في السوء جراء الحرب التي عصفت في كلا البلدين .
ويأتي هذا السؤال اليوم في ظل ما يتعرض له الفلسطينيين في العراق من أوضاع صعبة، فجراحٌهم النازفة وواقعهم المر التي فرضتها عليهم حرب العراق انعكست نتائجها على أوضاعهم سلباً، فأصبحوا يتعرضون لأبشع أنواع حملات التنكيل والاضطهاد من قبل المليشيات المسلحة في العراق بهدف اقتلاعهم وتهجيرهم، ولم تتوقف هذه الحملات رغم مرورها بمراحل متفاوتة في الشدة قدم خلالها الشعب الفلسطيني اللاجئ في العراق عشرات الشهداء والجرحى والمعتقلين، كما تشرد الآلاف منهم في مخيمات صحراوية منها مازال قائماً ومنها ما انتهى إلى شتاتٍ جديد في أقاصي العالم، هذا الواقع الذي يعيشه اللاجئ الفلسطيني في العراق يُجسد معاناة اللاجئين الفلسطينيين بكل بقاع المعمورة، فالألم أكبر والحاجة أعظم والصورة أبلغ من كل الكلمات والخطابات والشعارات.
وكأن اللاجئون الفلسطينيون في العراق لا يكفيهم ما حل بهم من قتل وتشريد، حتى تأتي قوات الداخلية العراقية وتحت الذرائع الواهية والنية المُبيّتة سابقاً والخطط المُعدة ومنطق القوة لتقوم بشن حملة اعتقالات ومداهمات للبيوت الآمنة وتكسير للأبواب والأثاث والممتلكات وإطلاق الشتائم والسباب والتهديد بالقتل بحق اللاجئين الفلسطينيين والبحث عن مطلوبين بحجة انتمائهم لمنظمات إرهابية، وما هذا التصرف إلا دليل على الهجمة الشرسة المنهجية المنظمة من جهات مشبوهة رسمية وغير رسمية تسعى لتهجير الفلسطينيين من العراق في ظل الصمت العربي والدولي الأكثر ضجيجاً وبشكل خاص من المفوضية العليا لشئون اللاجئين المكلفة بتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في العراق.
واليوم يتعرض مجمع البلديات للاجئين الفلسطينيين في بغداد لحملة مداهمات واعتقالات عشوائية ليس لها أدنى مبرر، بهدف ترهيب الناس الآمنين لحثهم على الرحيل باتجاهات مختلفة، ووصل الأمر المساس بالرموز الفلسطينية هناك حيث تمّ مداهمة منازل الوجهاء والرموز المحلية في المجمع بطريقة تنم على استهداف مدروس من قبل هذه الأجهزة، حيث اعتبر فلسطينيو العراق أن الهدف الأساسي من وراء حملة الاعتقالات والمداهمات التي تمارس ضدهم هو تصفية وجودهم وتهجيرهم، وليس كما تدعي القوات العراقية بأنها حملة لحماية أمن العراق.
يذكر أن مجمع البلديات الفلسطيني يقع جنوب شرق العاصمة بغداد، وقد تأسس في مطلع السبعينيات خلال رئاسة أحمد حسن البكر، وقد تعرض مجمع البلديات لاقتحامات عدة من قبل الشرطة العراقية وجنود الاحتلال الأمريكي والميليشيات المسلحة حيث يعد من أكبر التجمعات الفلسطينية في العراق وكانت تقيم فيه حوالي (1100) عائلة فلسطينية.
المصدر مجموعة العمل من اجل فلسطينيي سوريا