إيران إذ تعترض..!!

بواسطة أحمد النعيمي قراءة 805
إيران إذ تعترض..!!
إيران إذ تعترض..!!

 أحمد النعيمي

في الرابع عشر من أيلول 2011م العام الماضي أعلنت تركيا موافقتها استضافة نظام رادار للإنذار المبكر تابع لحلف شمال الأطلسي، من شأنه أن يساعد في رصد أي تهديدات صاروخية من خارج أوروبا بما في ذلك تهديد محتمل من جانب إيران؛ في منطقة "كورسيك" في إقليم "ملاطية" الذي يبعد 700كم من الحدود الإيرانية، وذلك حسبما نقلت وكالة أنباء الأناضول عن المتحدث باسم الخارجية التركية سلجوق أونال قوله:" ذكرنا في بداية سبتمبر أن التحضيرات لاستضافة رادار إنذار مبكر في بلادنا في إطار هندسة الدفاع الصاروخي للناتو وصلت إلى المراحل الأخيرة"، بينما أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن واشنطن تأمل في إقامة المحطة قبل نهاية العام الحالي، الأمر الذي أشعل معركة كلامية كبيرة بين الجانب التركي والجانب الإيراني، حيث هدد قائد البحرية الإيراني الجنرال "حبيب الله سياري" أمريكا، في حديث له أثناء إحياء الذكرى السنوية الواحد والثلاثون لبدء الحرب مع العراق يوم الثلاثاء 27 أيلول، جاء فيه:" مثل قوى الغطرسة والمتواجدة قرب حدودنا البحرية سيكون لنا وجود قوي قرب الحدود البحرية الأمريكية" حسبما نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فيما انتقد نجاد تركيا مؤكداً أنه يعتقد أن الهدف من الرادار هو حماية إسرائيل في حالة نشوب نزاع مسلح مع إيران، وذلك في مقابلة مع التلفزيون الإيراني يوم الأربعاء 5 تشرين الأول، مؤكداً أنه بلاده أبلغت تركيا اعتراضها على إقامة الرادار،  بينما حذر الجنرال "أمير علي حاجي زادة" وهو احد قادة الحرس الثوري؛ أن بلاده ستستهدف درع الدفاع الصاروخي لحلف شمال الأطلسي في تركيا حال تعرض الجمهورية الإسلامية لهجوم من قبل أمريكا أو إسرائيل، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "مهر" الإيرانية يوم الاثنين 26 تشرين الثاني، مضيفاً أن إيران سترد على التهديد بالتهديد بدلاً من اتخاذ موقف دفاعي، بينما ذهب محللون من خلال هذه التصريحات إلى أنها قد تسبب توتراً سلبياً في علاقة تركيا مع طهران وهي المتوترة في الأصل نتيجة للانتقادات التركية الشديدة للأسد.

وفي السابع والعشرين من كانون الأول 2011م وقبل انتهاء زوبعة الرادار المقام على الأراضي التركية، هددت طهران بإغلاق مضيق هرمز في حال تم فرض عقوبات عليها لإجبارها على إيقاف العمل ببرنامجها النووي، ولكن وصول قطع بحرية أمريكية وفرنسية وبريطانية إلى الخليج العربي قطع الطريق نحو التهديد الإيراني، ودفعها إلى الحضن التركي، رغم كل التهديدات التي سبقت ورغم اعلان تركيا تشغيلها رادار الانذار المبكر بداية عام 2012م، معلنة أنها لم ولن تغلق مضيق هرمز وأنها مستعدة للعودة إلى المفاوضات بشأن ملفها النووي، وذلك خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الإيراني علي صالحي إلى تركيا يوم الخميس 19 كانون الثاني 2012م في مقابلة أجرتها معه شبكة "إن تي في" التركية، جاء فيها:" بتاريخها، لم تحاول إيران يوماً وضع عراقيل أمام هذه الطريق البحرية المهمة".

منهياً بهذا واحدة من الحروب الكلامية المتواصلة والفارغة بين إيران والغرب، دون أن تطلق رصاصة واحدة، أو أن تحرك قطعة من مكانها، بينما استمر الإعلام يروج لهذه المعركة بكل ضراوة وتحليلات المحللين تملأ الصحف والقنوات عن قرب حدوث صراع وشيك، كحال الحروب الكلامية الفارغة الماضية والمستمرة قدماً منذ استلام الآيات الحكم في إيران.

واليوم مع الحديث عن نشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية لحماية تركيا في حال تعرضت أراضيها لهجوم من قوات الأسد، وتأكيد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن هذه الصواريخ لا تستهدف سوريا مطلقاً وإنما هي لأغراض دفاعية فقط، وتأكيد غل أن هذه الصواريخ سيتم سحبها بعد ان تزول المخاطر عن أمن تركيا، إلا أن إيران عادت لتعترض من جديد على نشر هذه الصواريخ، ومعها عاد الإعلام يروج لهذه المعركة بكل شراسة، دون أن يستفيد من تجارب الماضي شيئاً، ودون أن يتعظ بأحداث الماضي.

وأما على أرض الواقع فستمر هذه الحادثة وتنشر الصواريخ على الحدود التركية السورية، وسيسقط الأسد الصريع رغم كل الأيدي التي تحاول إنقاذه قدر جهدها، ورغم محاولة المنظومة الإرهابية تأمين ملاذ آمن له، يجعله بعيداً عن المحاسبة ولا تطاله يد العدالة، وسنجد إيران تهرول إلى الحضن التركي بعد فقدان حليفها في سوريا تستجدي تعاوناً جديداً بعد فقدان حليفها الأقوى، وتـقطع أطرافها قطعاً ممزقة؛ تحاول جهدها ألا تفقد ما تبقى – من تلك الأطراف – واحدة تلو الأخرى!!

 

Ahmeeedasd100@gmail.com

 



مقالات ذات صلة