مصدر مسؤول : التطاول على حضور ودور وحصانة الطائفة السنية في لبنان تجاوز الحدود

مصدر مسؤول : التطاول على حضور ودور وحصانة الطائفة السنية في لبنان تجاوز الحدود
مصدر مسؤول : التطاول على حضور ودور وحصانة الطائفة السنية في لبنان تجاوز الحدود

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب...

بعد خطاب نصرالله الاخير وتهويله وتحذيره من عدم تلبية شروطه، تحت طائلة ان يبقى لبنان دون حكومة، مع رفع الاصبع والتلويح بعصبية، والتحذير من خطورة المرحلة.. كان لا بد من استشراف رد الفعل لدى الساحة السنية على هذا التهجم بل هو اكثر من تهجم ... فهو في خطابه انما هو وضع الطائفة برمتها في قفص الاتهام، تمهيدا للتهجين، والتدجين، ومن ثم الغاء دورها بالكامل...باستغلال احترام ابناء هذه الطائفة لتعدد وجهات النظر في ساحتها، وليس كما يفعل “حزب الله” من قمعٍ ومنعٍ للتعددية على ساحته...

فكانت جولة افق مع احد المرجعيات الاساسية في الطائفة السنية والذي طلب عدم نشر اسمه افساحا في المجال امام الرئيس المكلف سعد الحريري ليتخذ القرار المناسب بعيداً عن الضغط الاعلامي والسياسي.. وهنا نطرح اهم النقاط التي اشار اليها المرجع السياسي قبل التعليق عليها:

“حزب الله” يحاول دفع الطائفة السنية نحو التطرف عبر رفع منسوب الضغط على سياسييها ومرجعياتها الدينية والشعبية..

حصار المرجعيات السياسية السنية ببعض الادوات التي لا تمثل سوى اصواتها لتكون اداة ضد طائفتها وامتها ومواقع ابنائها في الدولة اللبنانية، يستخدمها ساعة يشاء حتى لا يقال ان “حزب الله” المذهبي في فكره وثقافته وممارساته ورموزه ومحوره يعادي مواقع اهل السنة في السلطة..

اذا تمت الاستجابة لمطالب “حزب الله” وجبران باسيل ما أهمية وجود رئيس حكومة سني على راس الحكومة... وهل هو فعلاً يمثل راس الحكومة والسلطة التنفيذية...؟؟؟

“حزب الله” وايران وحلفاؤهم يريدون من الوجود السني الضعيف والهش في الحكومة ان يكون وجوداً رمزياً وفولكلورياً في الشكل والمضمون..وتكون ادارة لبنان بيدهم يوجهونه حيث يشاؤون..؟؟

محور “حزب الله” يعرف ان غياب الطائفة السنية عن الحكومة غير ممكن، ولا يمكن تجاوزها لضرورة دورها في تامين الدعم العربي والغربي للبنان.. لذا فان المطلوب وجود شكلي للطائفة مهمته ان يستحضر الدعم للدولة اللبنانية ولكن لتغطية عجز “حزب الله” المالي والاقتصادي لمواجهة الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على ايران وعجزها عن امداده كما كانت سابقاً .. لكن دون دور حقيقي للحكومة ورئيسها والطائفة السنية على وجه الخصوص...

نصيحة المرجع السياسي للرئيس الحريري، هي التالية: بما ان “حزب الله” ممسك بالامن وبالعناوين والاهداف الرئيسية للسياسة الخارجية للبنان من خلال حليفه جبران باسيل، وبما ان “حزب الله” يريد ان يحاسب الحكومة، على سياسات لا علاقة لها بها.. دون ان يحاسب “حزب الله” احد..؟؟ وان يجبر الشعب اللبناني على دفع ثمن ممارساته وتصريحاته المتعلقة بالشان الخارجي.. فهو يعطل عمل الاجهزة الرسمية ومؤسسات الدولة الدستورية لصالح دويلته المسخ، ثم يقدم نفسه شريكاً في الشان الاقتصادي.. وهذا يعتبر قمة الخداع والتدليس ...!!

للخروج من هذا الواقع الملتبس، والذي تتم تغطية شوائبه بحسن نية او بغير ذلك..يتساءل المرجع السياسي، لماذا لا يعطى “حزب الله” صلاحية تشكيل الحكومة، على الطريقة التي يريدها فيسمي رئيسها والاسماء التي يراها تتناسب مع طموحاته وتتناغم مع سياساته.. وترضخ لاصبع نصرالله..؟؟ وعندها يدرك كل مواطن لبناني اين مكمن الخلل.. ومن هو مسؤول عن الازمة الاقتصادية والتعطيل السياسي.. والفلتان الامني... والحصار الخارجي..؟؟ ولنشاهد اين هي حدود السياسة الخارجية للبنان وخطواتها الحكيمة..؟؟ مع اطلالات امين عام “حزب الله” وزيارات وتصريحات ومواقف وزير الخارجية جبران باسيل الحليف الاستراتيجي لـ”حزب الله”.. !! واشار المرجع السياسي الى خطورة ما يقوم به “حزب الله” من استهداف للبيئة السنية في لبنان والعالم العربي والاسلامي..؟؟؟

وختم المرجع السياسي كلامه بالقول : لانجاز هذا الامر ما على الرئيس المكلف سوى الاعتذار عن التكليف والتشكيل وليتحمل رئيس الجمهورية وفريقه الحاكم وحليفه الاستراتيجي “حزب الله” مسؤولية الواقع اللبناني...مسؤولية التسمية والتاليف..؟؟

النقاط التي طرحها المرجع السياسي واضحة للعيان نتحسسها في كل مسار سياسي ونشعر بها مع كل جملة يلفظها فريق “حزب الله” ومن معه، وتصريحات جبران باسيل وفريقه تحمل في طياتها اكثير من التلميحات .. فمن يستطيع ادارة لبنان دون وجود الطائفة السنية فيه او دون ان يكون لها دور حقيقي ووازن وفاعل، ما عليه سوى ان يبادر...!!. وغير مقبول بل مرفوض التسويات على حساب الطائفة، فلا احد يملك صلاحية التنازل او تقديم الهبات مهما كان الشعار او العنوان..؟؟؟ ولا انجراف نحو التطرف مهما حاول “حزب الله” بتصريحاته المتطرفة استدراج ابناء هذه الطائفة لارتكاب اي خطأ..؟؟..

 

المصدر : المركز اللبناني للابحاث والاستشارات

12/3/1440

22/11/2018

 



مقالات ذات صلة