بيان مجمع الفقه الإسلامي

بواسطة مجمع الفقه الإسلامي قراءة 2958

بيان مجمع الفقه الإسلامي: الجناح الإيراني بمعرض الكتاب يسعى لهدم الإسلام

 

هذا بيان للناس

مجمع الفقه الإسلامي يعلن أن

جناح الكتب الإيرانية بمعرض الخرطوم الدولي يسعى لهدم الإسلام، ودك قواعده.

 

الحمد لله، والصلاة على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:

فقد فوجئ المواطنون بوجود جناح بمعرض الخرطوم الدولي للكتب -وهو الجناح الإيراني- يحوي مجموعة من الكتب التي تتجه كل مضامينها لهدم الإسلام وعقائد أهله.. تطعن في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية، ورواتها من الصحابة رضوان الله عليهم، وترمي أمهات المؤمنين بأقذع الأوصاف، وتطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بداية من أبي بكر وعمر؛ مضيا إلى آخرهم، وتدعو إلى إشاعة الفاحشة والزنا؛ لهدم الأخلاق والقيم، وإفساد المجتمع بما تسميه (نكاح المتعة)، وتدعي بأن هذه الصورة من الزنا هي من سنن الدين.

وهذه نماذج من محتويات تلك الكتب التي تم احتواؤها، ووضع اليد عليها؛ درءا للفتنة التي ظهرت بوادرها؛ وذلك بالتنسيق مع الأجهزة المختصة برعاية المطبوعات؛ ممثلة في المجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية:

أولا: تحريفهم للقرآن الكريم كما ورد في هذه الكتب:

النماذج التالية الواردة في كتبهم تعتبر سعيا لهدم الدين، وزعزعة لقواعد الإيمان في النفوس؛ بتحريف القرآن الكريم معنى ولفظا؛ فمن ذلك تحريفهم اللفظي كما جاء في كتاب تفسير القمي (مجلد 1 ص 240) قال: حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك يا علي فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) كذا نزلت..

وفي صفحة 79 من الجزء الأول (مقدمة المؤلف) كتاب (الصافي في تفسير القرآن) تأليف العارف الحكيم والمحدث الفقيه محمد بن المرتضى المعروف بالمولى حسن الكاشاني- جاء ما يلي: وفي رواية أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع علي القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار، وعرضه عليهم؛ كما قد أوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فلما فتحه أبو بكر خرّج في أول صفحه فتحها فضائح القوم؛ فوثب عمر وقال: يا على! أردده، ثم أحضر زيد بن ثابت -وكان قارئا للقران- فقال له عمر: إن عليا عليه السلام جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد أردنا أن تؤلف لنا القرآن وتسقط منه ما كان فيه من فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار.. فأجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم، وأظهر عليٌّ القرآن الذي ألّفه؛ أليس قد بطل كل ما عملتم؟!.. قال عمر: فما الحيلة؟!.. قال زيد: أنتم أعلم بالحيلة.. فقال عمر: ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه؟!.. فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك..

وفي ص 87 من الجزء الأول مقدمة المؤلف المقدمة السادسة جاء ما يلي: إن القرآن الذي بين أظهرنا منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير ومحرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة؛ منها: اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها لفظ (آل محمد) صلى الله عليه وسلم غير مرة، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها، ومنها غير ذلك..

وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم.. وبه قال علي بن إبراهيم رحمه الله؛ قال في تفسيره: وأما ما كان خلاف ما أنزل الله فهو قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) آل عمران 110 فقال أبو عبد الله لقارئ هذه الآية: (خير أمة) يقتلون أمير المؤمنين والحسين عليه السلام؟! فقيل له: كيف نزلت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!.. فقال: (إنما أنزلت كنتم خير أئمة أخرجت للناس)!!..

ومثله أنه قرئ على أبي عبد الله عليه السلام: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)؛ فقال أبو عبد الله عليه السلام: لقد سألوه عظيما؛ أن يجعلهم للمتقين إماما.. فقيل له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم! كيف نزلت؟! فقال: أنزلت: (وجعل لنا من المتقين إماما)..

ومن تحريفاتهم ما جاء في كتاب الكافي 531 كتاب الحجة 531 (باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة، وأنهم يعلمون علمه كله) من أنه: روي عن محمد بن يحيى بسنده عن جابر قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذب؛ وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب (ع) ثم الأئمة من بعده..

ومثله أيضا ما جاء في المصدر نفسه والصفحة نفسها عن محمد بن الحسين بسنده عن جابر عن أبي جعفر (ع) أنه قال: (ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله؛ ظاهره وباطنه؛ غير الأوصياء).

ثانيا: زعمهم وجود ما يسمونه بمصحف فاطمة:

جاء في الأصول من الكافي 551 تحت باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة حديث غريب.

ومما جاء في شأن هذا المصحف المزعوم ما ورد في الصفحة نفسها وهو: (قال عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عمر بن عبد العزيز عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: يظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين في مائة؛ وذلك أني نظرت إلى مصحف فاطمة (ع) قال قلت: ما مصحف فاطمة؟! قال: إن الله تعالى لما قبض نبيه دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ فأرسل الله إليها ملكا يسلي عنها ويحدثها؛ فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (ع)؛ فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي؛ فأعلمته بذلك؛ فجعل أمير المؤمنين يكتب كل ما سمع؛ حتى أثبت في ذلك مصحفا.. قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام؛ ولكن فيه علم ما يكون.

ومن ذلك ما جاء في الأصول من الكافي كتاب فضل القران 2-2000م

عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (ع) -وأنا أستمع- حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس؛ فقال أبو عبد الله (ع) كف عن هذه القراءة، اقرأ كما يقرأ الناس؛ حتى يقوم القائم (ع)؛ فإذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه عليٌّ عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه؛ فقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جمعته من اللوحين.. فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن؛ ولا حاجة لنا فيه.. فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا.. وإنما كان عَلَيَّ أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه..

ومن ذلك ما جاء في المصدر نفسه والصفحة نفسها من قول علي بن الحكم بن هاشم بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: إن القرآن الذي جاء به جبريل (ع) إلى محمد سبعة عشر ألف آية.

ثالثا: الطعن في الصحابة والحط من شأنهم:

ومن وسائل الشيعة لهدم الإسلام هجومهم على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الأخص رواة الحديث؛ ليشككوا الناس في المصدر الثاني من مصادر التشريع؛ وهو السنة النبوية..

ففي كتابه الذي سماه (الصحابة في حجمهم الحقيقي) يبدأ المدعو (الهاشمي بن علي) هجومه على أبي هريرة رضي الله عنه..

جاء في ص 59 من كتابه المذكور، وتحت عنوان (صحابة تحت المجهر): (ولكي يتبن الصبح لذي عينين؛ نضع بعض الصحابة -الذين كان لهم أعمق الأثر في أن يوجد لدينا اليوم إسلام ذو شكل عجيب وغريب؛ لا يمت إلى إسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي صلة؛ اللهم إلا الاشتراك اللفظي- تحت المجهر)

رابعا: أبو هريرة الدوسي:

أبو هريرة.. وما أدراك ما أبو هريرة؟!.. راوية الإسلام الأعظم، واختلف في اسم أبي هريرة اختلافا شديدا، لكن طغى عليه هذا الاسم، وقد أسلم هذا الرجل في السنة السابعة للهجرة؛ بعد غزوة خيبر؛ يعني أنه لم يصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مقدار ثلاث سنوات أو أقل؛ لكن العجيب أنه أكثر الصحابة رواية؛ حيث بلغ مجموع أحاديثه (5374) حديثا؛ علما بأن مجموع ما رواه الخلفاء الأربعة -أبو بكر وعمر وعثمان وعلي- عليه السلام هو (1421) حديثا.. ويمضي المؤلف على هذا النهج؛ فيشكك في رواية أبي هريرة على الجملة.

ومن بعد أبي هريرة يوجه هذا الخبيث سهامه على سيف الله خالد بن الوليد؛ فيرميه بكل صفات السوء..

ومن بعد خالد يتناول بقلمه الشرير واحدا من الصحابة الأجلاء؛ وهو المغيرة بن شعبة؛ فيقول في ص 79 من الكتاب نفسه: المغيرة بن شعبة هو صحابي، وهو أحد النزاق الفساق الذين فتقوا في الإسلام فتقا لا يجبر إلى يوم القيامة.. ويمضي في إلصاق أقذر الأوصاف على المغيرة رضي الله عنه؛ فينعته بالزنا ثم يقول: (وهو أول من وضع ديوان البصرة، وأول من رشى (أعطى الرشوة) في الإسلام؛ أعطى زيرفاس -حاجب عمر- شيئا حتى أدخله إلى دار عمر).. ثم يقول بعد هذه العبارة التي ختمها بمجموعة من النقاط: (إن السكوت عن التعليق هنا أبلغ من التعليق، لكن نقول: العجب من عمر؛ إذ بعد أن عزله عن البصرة بسبب زناه يعيده واليا؛ وخيار الصحابة أحياء؛ يرزقون كعلي بن أبي طالب)..

ثم من بعد الهجوم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء دور النيل من أمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن؛ فيبدأ هذا الخسيس بالنيل من أم المؤمنين حفصة بنت عمر؛ فيقول في ص 73 من الكتاب نفسه تحت عنوان (صحابيات تحت المجهر):

- حفصة بنت عمر بن الخطاب زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هذه المكانة -التي تتمناها كل أنثى- لم تمنع حفصة من ارتكاب الأهوال، ومخالفة الرسول؛ ولا عجب؛ فحفصة أنزل الله فيها وفي عائشة سورة كاملة؛ وهي سورة التحريم؛ فيها -من التهديد والوعيد من الله بالطلاق والإبدال بزوجات خير منهما، وبعذاب النار- ما لا يخفى على أي شخص يفهم لغة العرب)

خامسا: تجويزهم نكاح المتعة، والدعوة الصريحة إليه:

ومن ضلالاتهم التي يروجون لها إباحتهم ما يسمونه نكاح المتعة أو (زواج المتعة) ومن أمثلة ما يقولون في ذلك:

(عن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (ع) قال: لا بأس أن يتمتع بالمرأة على حكمه، ولكن لا بد أن يعطيها شيئا، لأنه إن حدث بها حدث لم يكن له ميراث) كتاب (المتعة) للشيخ (المفيد) المتعة ج 1 ص 14)

(عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) في المرأة الحسناء ترى في الطريق ولا يعرف أن تكون ذات بعل أو عاهر؛ فقال ليس هذا عليك؛ وإنما عليك أن تصدقها في نفسها) ج1 ص 14 وعن جعفر بن محمد بن عبيد الأشعري عن أبيه قال: سألت أبا الحسن (ع) عن تزويج المتعة فقلت: اتهمتها بأن لها زوجا يحل لي الدخول بها؟! قال (ع): أرأيتك إن سألتها البينة على أن ليس لها زوج تقدر على ذلك؟! ج 1 ص 14

وعن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولوية عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: يستحب للرجل أن يتزوج المتعة ولو مرة.. ج1 ص 7 رسالة المتعة.

وبهذا الإسناد عن ابن عيسى المذكور عن بكر بن محمد عن الصادق حيث سئل عن المتعة فقال: (أكبر للرجل أن يخرج من الدنيا وقد بقيت خلة من خلال رسول الله لم تقض) رسالة المتعة ج1 ص 8.

وبالإسناد عن ابن عيسى عن ابن الحجاج عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) أنه قال لي: تمتعت؟ قلت: لا.. قال: لا تخرج من الدنيا حتى تحيي السنة ج1 ص 8

ومن ذلك أيضا ما جاء في كتاب تهذيب أحكام كتاب جهاد وسيرة الإمام 212017 عن زرارة قال سأل عمار -وأنا عنده- عن الرجل يتزوج العاهرة متعة؛ قال: لا بأس..

وفيه أيضا ج 212117 وعن علي بن يقطين قال: قلت لأبي الحسن: نساء أهل المدينة فواسق أفأتزوج منهن؟.. قال: نعم..

وفيه أيضا في الصفحة نفسها (عن فضل مولى محمد بن راشد عن أبي عبد الله قال: قلت: إني تزوجت امرأة متعة؛ فوقع في نفسي أن لها زوجا؛ ففتشت عن ذلك؛ فوجدت لها زوجا؛ قال: ولم فتشت؟)

ومما جاء في شأن هذه المتعة -التي هي الإباحية بعينها- ما جاء في المصدر نفسه ص 21227 عن أبي عبد الله (ع) قال ذكر له المتعة أهي من الأربعة؟؛ قال: تزوج منهن ألفا؛ فإنهن مستأجرات..

ومن أفظع ما قيل في هذا الباب ما ينسبونه إلى أبي جعفر (ع) أنه من قال: والله يا أبا حمزة الناس كلهم بغايا ما خلا شيعتنا) انظر الروضة من الكافي 11858

سادسا: (أ) الغلو في دعوتهم أن أئمتهم يعلمون الغيب:

ومن طوامهم ما ينسبونه إلى الأئمة من أحوال وصفات تجعلهم فوق مكانة البشر؛ من كونهم يعلمون الغيب، وأنهم يعلمون متى يموتون، ونحو ذلك.

ومن ذلك ما جاء في الأصول من الكافي 602 قوله (عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن محمد بن سنان عن يونس عن يعقوب عن الحارث بن المغيرة وعدة من أصحابنا منهم عبد الأعلى وأبو عبيد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله (ع) يقول: إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وما في النار وأعلم ما كان وما يكون.. قال: ثم مكث هنيهة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه؛ فقال: علمت ذلك من كتاب الله عز وجل؛ إن الله عز وجل يقول تبيان لكل شيء) 601

(ب) دعواهم أن أئمتهم لا يموتون إلا باختيار منهم:

وقال أيضا في باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون؟ وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم؛ وساق سندا عن محمد بن يحيى إلى أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (ع): أيّ أمام يعلم ما يصيبه وما يصير إليه؛ فليس ذلك بحجة لله على خلقه.. (وساق سندا آخر في الصفحة نفسها: عن أحمد بن محمد بسنده إلى سيف التمار قال: كنا مع أبي عبد الله (ع) جماعة من الشيعة في الحجر؛ فقال علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا؛ فقلنا: ليس علينا عين.. فقال: ورب الكعبة، ورب البنية -ثلاث مرات- لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما، ولأنبئهما بما ليس في أيديهما؛ لأن موسى والخضر (ع) أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وراثة)..

ومن هذا القبيل ما جاء في الأصول من الكافي قول أبي جعفر في دعائم الإسلام قال: (بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم ينادى بشيء كما نودي بالولاية؛ فأخذ الناس بأربعة؛ وتركوا هذه) يعني الولاية..

ولا شك في أن الركن الخامس الذي يدعوا الشيعة إلى تركه والإيمان بأئمتهم هو الركن الأول، والمدخل الأساس للإيمان؛ وهو الشهادتان (لا إله إلا الله محمد رسول الله).. وهذا من عجائب هؤلاء!!.. فكيف يكون مؤمنا من لا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟!

ومن أعظم الافتراء على الله ورسوله ما جاء في المصدر نفسه عن أبي جعفر (ع) قال أمر الله عز وجل ورسوله بولاية عليٍّ وأنزل (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، وفرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي؛ فأمر الله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج؛ فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه سلم، وتخوف أن يرتدوا عن دينهم، وأن يكذبوه؛ فضاق صدره، وراجع ربه عز وجل؛ فأوحى الله عز وجل إليه (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)؛ فصدع بأمر الله تعالى؛ فقام بولاية عليٍّ (ع) يوم غديرخم؛ فنادى: الصلاة جامعة، وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب (انظر الأصول من الكافي في باب الحجة) 671

سابعا: غلوهم في قبور أئمتهم وتشبيهها في الزيارة بالمساجد المفضلة:

ومن ذلك ما جاء في كتاب المزار من تهذيب الأحكام 6-1985م قال: عن أبي وهب القصيري قال: دخلت المدينة؛ فأتيت أبا عبد الله (ع)؛ فقلت له: جعلت فداك؛ أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين (ع)؛ فقال: بئس ما صنعت؛ لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك؛ ألا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة، ويزوره الأنبياء (ع) ويزوره المؤمنون؟! قلت: جعلت فداك؛ ما على ذلك؟! قال: فاعلم أن أمير المؤمنين عند الله أفضل من الأئمة كلهم، وله ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعمالهم فضلوا..

وجاء في تهذيب الأحكام كتاب المزار 6-1991م.. قال أبو عبد الله (ع) من زار قبر الحسين ليلة من ثلاث غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. قلت: أي الليالي؛ جعلت فداك؟! قال: ليلة الفطر، وليلة الأضحى؟ وليلة النصف من شعبان..

وجاء في نفس الصفحة: عن أبي عبد الله (ع): من زار قبر الحسين (ع) يوم عرفة كتب له ألف حجة مع القائم، وألف ألف عمرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعتق ألف ألف نسمة، وحملان ألف ألف فرس في سبيل الله، وسماه الله عز وجل عبدي الصديق؛ آمن بوعدي، وقالت الملائكة: فلان صديق؛ زكاه الله من فوق عرشه)..

جاء في 1990م من الكتاب نفسه: (عن أبي الحسن الرضا قال: من زار قبر أبي عبد الله (ع) بشط الفرات كمن زار الله فوق عرشه)..

ومن ذلك أيضا ما جاء في كتاب المزار من كتاب التهذيب باب فضل زيارته (ع) 6/7891 قوله: (الكوفة حرم الله تعالى، وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم، وحرم علي بن أبي طالب (ع)، والصلاة فيها بألف صلاة، والدرهم بألف درهم)..

ها هي ذي محتويات الكتب التي عرضت في معرض الكتاب الإيراني؛ الذي احتج عليه الناس؛ لما في هذه الكتب من دعوات تشكك في القرآن الكريم، وتسب أصحاب الرسول الكريم، والخلفاء الراشدين، وزوجات النبي الكريم رضي الله عنهم أجمعين.. ونحن نحذر وندعو إلى اليقظة من نشر هذه الادعاءات الباطلة التي تهدم عقيدة المسلمين، وقد أجمعت الأمة سلفا وخلفا على بطلانها.

مجمع الفقه الإسلامي - الخرطوم



مقالات ذات صلة