قصّة التعاون الإيراني الصهيوني-الجزء الثاني

بواسطة عزالدين بن حسين القوطالي قراءة 2296
قصّة التعاون الإيراني الصهيوني-الجزء الثاني
قصّة التعاون الإيراني الصهيوني-الجزء الثاني

قصّة التعاون الإيراني الصهيوني

 

شهادات من داخل إيران

 

الجزء الثاني

 

 في هذا الجزء حاولنا أن نتناول التعاون الإيراني الصهيوني من خلال شهادات لرجال عاشوا القصة من أوّلها إلى آخرها وهم في أعلى مواقع السلطة بإيران . فآية الله منتظري كان ثاني رجل في الدولة بعد الإمام الخميني أمّا الدكتور أبو الحسن بني صدر فقد كان يشغل موقع رئاسة الجمهورية وإليكم بعضا مما جاء في شهادتي الرجلين المذكورين دون زيادة أو نقصان.

 

شهادة آية الله منتظري

 

منتظري: رسالة من تاجر سلاح وصلتني بالصدفة كشفت الاتصالات السرية بين طهران وواشنطن.

 

مذكرات آية الله حسين منتظري أثارت ضجة واسعة في إيران دفعت بالسلطات إلى منع تداولها واعتقال بعض الأشخاص بتهمة محاولة توزيعها في كراسات، لأنها احتوت على الكثير من الأسرار والقضايا الخلافية. وفي الفصول المتعلقة بالحرب الإيرانية ـ العراقية، يتحدث آية الله منتظري الذي كان نائبا لآية الله الخميني طيلة فترة الحرب، عن الخلافات العميقة بين الجيش والحرس ومعرفة العراق وبتفاصيل تحركات القوات الإيرانية وإدارة الحرب من طهران، ويذكر كيف أضاعت القيادة الفرص لإنهاء الحرب بصورة مشرفة. ثم يروي لأول مرة تفاصيل قضية إيران غيت التي اعدم شقيق صهره مهدي هاشمي بسبب تسريب أخبارها إلى وسائل الإعلام. وفي ما يلي حلقة جديدة من المذكرات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»:

* الخميني وافق على تجرع كأس السم وقبول التسوية مع العراق بعد نصيحة من مستشاريه.

* اقترحت القبول بوساطة الدول الإسلامية كمخرج للقبول بالقرار 598 ووقف الحرب لندن: علي نوري زادة «كان هناك رجل ثري باسم منوتشهر قرباني فر عمل في حقل تجارة السلاح، وكانت لديه ارتباطات وثيقة مع جهات في الخارج، في أميركا وغيرها. هذا الرجل جاء إلى إيران برفقة مكفارلن ممثل (الرئيس الأميركي آنذاك) رونالد ريغان. وكان الدكتور محمد علي هادي نجف آبادي ـ سفير إيران السابق في الإمارات والسعودية ومساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والبرلمانية حاليا ـ قد أجرى مباحثات مع مكفارلن بتكليف من مسؤولين في طهران. ووصلتني تقارير تحتوي على رسالة في مكتبي، باعتباري قائم مقام الولي الفقيه. ولما قرأت تلك التقارير والرسالة التي كانت من منوتشهر قرباني بواسطة اوميد نجف أبادي علمت بتفاصيل الاتصالات السرية مع أميركا وزيارة مكفارلن. وبالنظر إلى تورط إسرائيل في الأمر، فإنني اعترضت بشدة، بحيث كنت أرى أن القضية معيبة جدا.

ولما زارني السيد (هاشمي) رافسنجاني اعترضت على الأمر وقلت لماذا لم تبلغوني بقضية زيارة مكفارلن؟ وفوجئ رافسنجاني وقال «كنا ننوي إبلاغكم في ما بعد..».

هل كان الخميني على علم بزيارة مكفارلن والاتصالات السرية مع الولايات المتحدة ومجيء مسؤولي الموساد والاستخبارات الأميركية إلى إيران؟ يقول منتظري: «لا ادري ما إذا كان الإمام الخميني على علم بالموضوع منذ بدايته، المهم إنني ذهبت إلى بيته بعد مواجهتي مع هاشمي رافسنجاني وشرحت الأمر للسيد احمد الخميني (نجل الخميني) الذي فوجئ هو أيضا بمعرفتي الشاملة بالقضية. إذ سأل من أين جاءتك المعلومات. فقلت لا يهمك لعل الجان خابروني! قال، حسنا حينما يطلعونكم الجان بهذه الأخبار حبذا لو أرسلتموها إلى الإمام الخميني. لقد كان رافسنجاني واحمد الخميني والآخرون مستاءين جدا إزاء معرفتي بالأمر..».

وهل سبب تسريب خبر زيارة مكفارلن والكولونيل اوليفر نورث وممثلي الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية سرا لطهران، في اعتقال وإعدام اوميد نجف آبادي المدعي العام السابق في مدينة أصفهان، ومهدي هاشمي شقيق صهر منتظري واحد مؤسسي الحرس ورئيس مكتب الحركات والتنظيمات التحررية والثورية بقيادة حراس الثورة؟

يرد منتظري على هذا السؤال في مذكراته قائلا: «كل شيء محتمل والاحتمال خفيف المؤونة، إذ أن بعض الأخبار السرية والتلكسات التي وصلت إلى جهاز التلكس الخاص في بيتنا تشير إلى وجود علاقة بين إعدامهما وقضية إيران غيت وشحن الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران، ومما يجب ذكره أن السيد قرباني أرسل لي رسالة بعد ذلك، أشار فيها إلى انه من المقرر أن يتم عزلي من منصب قائم مقام ـ نائب ـ الولي الفقيه ـ ويكشف ذلك، انه ـ أي قرباني فر ـ كان على اتصال مع بعض المراكز. وان مشروع عزلي كان قيد الدرس قبل تطورات بداية عام 1368 الشمسي (مارس ـ آذار 1988) (أي تبادل الرسائل الغاضبة بين منتظري والخميني وصدور قرار عزل منتظري من قبل أستاذه)».

 

 

مذكرات منتظري بجريدة الشرق الأوسط

 

شهادة د . أبو الحسن بني صدر

 

الحوار الذي أقامته  قناة الجزيرة مع د. أبو الحسن بني صدر الرئيس الإيراني الأسبق

 

س- تحدثنا عن موضوع الحرب الإيرانية العراقية ومررت إلى إسرائيل ، هل كنت على علم بوجود علاقات معينة مع إسرائيل لأجل الحصول على السلاح؟

ج- في المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء سلاح من إسرائيل ، عجبنا كيف يفعل ذلك ، قلت: من سمح لك بذلك ، قال: الإمام الخميني ، قلت هذا مستحيل !

قال : أنا لا أجرؤ على عمل ذلك لوحدي. سارعت للقاء الخميني وسألته: هل سمحت بذلك ؟ قال : نعم إن الإسلام يسمح بذلك ، وإن الحرب هي الحرب ، صعقت لذلك ، صحيح أن الحرب هي الحرب، ولكنني أعتقد أن حربنا نظيفة، والجهاد هو أن نقنع الآخرين بوقف الحرب والتوق إلى السلام، نعم هذا الذي يجب عمله وليس الذهاب إلى اسرئيل وشراء السلاح منها لحرب العرب ، لا لن أرضى بذلك أبداً ، حينها قال لي : إنك ضد الحرب، وكان عليك أن تقودها لأنك في موقع الرئاسة.

 

التعامل مع إسرائيل في الحرب ضد العراق

 

س- السيد الرئيس السؤال فعلا محرج ، كيف أن الخميني الذي قاد كل هذه الثورة الإسلامية، ووضع القدس واستعادتها وحماية فلسطين في أولوياته كيف يمكن أن يشتري السلاح من إسرائيل؟! حين نسمع منك هذا الكلام لا نستطيع أن نصدق شيئا مماثلاً.

ج- حتى اليوم وقبل ستة أشهر كان الإسرائيليون ألقوا القبض على بعض المواطنين المتورطين في بيع الأسلحة لإيران ، لقد حاولت منع ذلك-شراء الأسلحة من إسرائيل- خلال وجودي في السلطة وبعدها كانت إيران-غيت ، ما معنى إيران-غيت كان إنها فضيحة شراء الأسلحة الأمريكية عبر إسرائيل.

س- قلت إن الخميني قال لك: إذا لم ترد أسلحة عبر إسرائيل فتش عن دول أخرى ، من هي الدول التي أعطتكم السلاح في بداية الحرب؟  

ج- بالنسبة للخميني كان شراء الأسلحة مسموحا به من كل مكان حتى من إسرائيل ، شكلت آنذاك لجان ذهبت إلى أوربا وإلى مصر لأن هناك عقودا بينهم وبين الشاه.

 

ويليه الجزء الثالث بعون الله

عزالدين بن حسين القوطالي

23/08/2007

 

 



مقالات ذات صلة