هل تصلح إيران لأن تكون حليفا استراتيجيا لـ"المقاومة" في فلسطين

بواسطة الحقيقة قراءة 657
هل تصلح إيران لأن تكون حليفا استراتيجيا لـ"المقاومة" في فلسطين
هل تصلح إيران لأن تكون حليفا استراتيجيا لـ"المقاومة" في فلسطين

خرجت علينا مؤخرا وبعد الحرب الأخيرة على غزة  أصواتا فلسطينية تدعو إلى أن تكون إيران حليفا استراتيجيا لـ"المقاومة الفلسطينية" و"أنها أي إيران تعتبر من الأمة الإسلامية" والحرب هي بين يهود وهذه الأمة و"أن الحروب التي تشنها إيران ضد أهل السنة منطلقاتها سياسية وليست عقدية" وهلم على شاكلة هذه النغمة ..

فقد صرح الصحفي حمزة أبو شنب والمقرب من "حماس" ونجل القيادي في "حماس" إسماعيل أبو شنب الذي اغتاله الصهاينة سابقا .. في تسجيل له بهذا المحتوى .

وعلى نفس الطريقة كان خطاب الكاتب الفلسطيني وائل عصام في مقاله المعنون بـ ( هل تصلح إيران في غزة ما أفسدته في بغداد ودمشق ؟؟  )

في مقاله هذا يطرق وائل على الحديد طرقا خفيفا وهادئا وملتويا ليصل إلى ما يريد ..

فهو يقرر بأن هنالك عداء متبادلا بين الصهاينة وإيران فيقول :

"لا بد من استيعاب أن معادلة النزاع ليست واحدة في العراق وسوريا وفلسطين، فهي طائفية حيث توجد طوائف العراق وسوريا ولبنان، وإسلامية صهيونية حيث يوجد صهاينة ومسلمون بدون طوائف، وأن إنكار عداء نظام إيران لإسرائيل هو شعور رغبوي ناقم عليهم لا يريد منحهم «شرف المقاومة» أكثر منه توصيفا موضوعيا" ..

ويقول : "فدعم إيران لحلفائها الشيعة ضد السنة، لا يتناقض أنها تدعم أيضا حلفاءها الشيعة (حزب الله) والسنة (حماس) ضد إسرائيل، ولا يمكن إنكار أن جبهتي الحرب العربيتين الوحيدتين مع إسرائيل اليوم: حزب الله الشيعي وحماس السنية هما حلفاء إيران. لا يمكن إنكار أنها من أدبيات الحركات الشيعية وزعماءها كالخميني وباقر الصدر"..هـ

وهنا نسأل : ماذا فعل خميني وباقر الصدر للفلسطينيين وماذا فعل كلاهما ضد دولة اليهود ..؟؟

وماذا تفعل "مقاومة إيران" الآن وهي لا تفصلها عن دولة الصهاينة إلا  أمتار معدودة ..؟؟

كلام تهويلي يغني إيراده عن الرد عليه .

أما الكاتب فايز أبو شمالة والذي سار على نفس الخطى في مقاله الذي نشرته "قناة العالم" بعنوان : (نشكر أنصار الله وإيران ولا نرحب بأي رصاصة سعودية)

حيث يقول فيه :

"فالحكمة تقضي بأن تترفع المقاومة عن النزاعات الداخلية، والتي ستنتهي في لحظة صفاء وطني، تعود فيه الشعوب العربية في العراق واليمن وسوريا إلى رشدها، وتدرك إن الفتنة بين مسلم سني ومسلم شيعي صناعة إسرائيلية مئة بالمئة، ولا تخدم إلا أعداء هذه الأمة، وهذا ما أدركه الشعب الفلسطيني، وهو يقاتل في معركة سيف القدس صفاً واحداً، لاعناً الانقسام الجغرافي والسياسي الذي زرعه العدو الإسرائيلي بين الفلسطينيين" ..

ويقول : "فأين هي الشعوب العربية المسلمة (سنة وشيعة) من هذه الصراعات التي تدور بين تكتلين لا بين مذهبين، تكتل سياسي تقوده أمريكا وإسرائيل، وبعض الأنظمة العربية؛ التي تطلب المباركة من حاخامات إسرائيل، وتكتل سياسي يرفع السلاح في وجه أمريكا وإسرائيل وحلفائهم، ولا علاقة للمذاهب والأديان في الوقوف مع هذا الحلف أو ذاك، فالحرب ليست بين السنة والشيعة، الحرب بين عدو يغزو المنطقة" ....هـ

نحن هنا لسنا في مقام الرد على هذا الكلام الذي يكذبه الواقع قبل أن تكذبه الكلمات .. وركز على كلمة تكتل سياسي ..

نقول من يتفوه بهذه التحليلات إما إنه يعيش في كوكب آخر أو أنه مغيب فكريا أو أنه يعمل لصالح أجندة إيرانية ..

فالصراع الشيعي السني ليس وليد اليوم بل هو منذ بزوغ فكرة التشيع حيث يغتنم أي ضعف لأهل السنة ليتحالف مع عدوهم ضدهم .. فهم خنجر مسموم في خاصرة الأمة ومن أراد الإطلاع فليراجع البداية والنهاية لابن كثير والكامل لابن الأثير ليطلع على كثير من هذه المحطات ..

ولا ندري لِمن سلمت أمريكا العراق بعد إزاحة صدام العدو اللدود للشيعة ..؟؟

قبل صدور مثل تلك الأفكار والمقترحات صرح ممثل "حماس" في لبنان أحمد عبدالهادي .. بأن علاقة "حماس" مع إيران هي عبارة عن تحالف استراتيجي وليست من باب الضرورة فقال : "البعض بدأ يبرر موقفنا بالضرورة والحاجة وغير ذلك ..لا لم ننطلق من هذه المنطلقات , وإنما انطلقنا من كوننا جسد واحد , مكون واحد , مقاومة واحدة في مواجهة المشروع الصهيوني" ..

إذا يعتبر عبدالهادي مكونه مع إيران هو جسد واحد ..

وما معنى جسد واحد نترك التحليل والفهم للقارئ الحصيف .

وحول هذا الموضوع دندن عدد من قادة وممثلي "حماس" كذلك ,, أما بالنسبة لـ"حركة الجهاد" فالموضوع محسوم لديها فهي عضو في المحور الإيراني ولا تخفي ذلك .

ولعل هؤلاء الكتاب والصحفيين يحضرون لطبخة تعد  للوصول إلى هذا التحالف بين "حماس" وإيران ومن المحتمل أنها نضجت أو في طريقها للنضوج ..

فليس من المصادفة أن تخرج كل هذه الأصوات وفي نفس الوقت لتطرح نفس الرؤية على اختلاف في الأساليب ..

وقد يكون مثل هذا الطرح أو التسريب هو رأس قمة جبل الجليد الذي يخفي ما هو أكبر منه بكثير فطروحات وتصرفات وتصريحات السنوار وأسامة حمدان والزهار وإسماعيل هنية والعاروري تعطي فكرة عن طبيعة هذه الطبخة .

وهذه بعض تصريحاتهم :

اسماعيل هنية : "أكد هنية حرص الحركة على علاقات مفتوحة مع طهران وقال إن نقطة الإرتكاز في العلاقة مع إيران هي فلسطين والمقاومة والقدس"

نائب هنية صالح العاروري : "أكد أن حركته تقف في الخط الأمامي للدفاع عن إيران ضد أي اعتداء أمريكي أو إسرائيلي" (وكالة فارس الإيراينة )

أسامة حمدان : "وجود راية حماس بمؤتمر الحرس الثوري ثقة إيرانية بريادتنا" ...وكان قائد القوات الجوية الإيرانية قد عقد مؤتمرا صحفيا ظهر علم بلاده إلى جانب راية الحرس الثوري بجانب أعلام الفصائل الشيعية التي تعمل ضمن حلف ما يسمى "محور المقاومة" (ورفعت راية حماس معهم )

إسماعيل رضوان القيادي في "حركة حماس" : "إيران أصبحت قبلة لحركات التحرر بعد انتصار ثورتها"

محمود الزهار : في مقابلة مع قناة العالم الزهار يتحدث عن "تحالف رباعي يمكن أن يزيل إسرائيل

يتضمن سوريا وايران وجنوب لبنان"

يحيى السنوار : "إن الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية (إي إيران ) هو عقائدي ومبدئي ونابع من محبة كبيرة لفلسطين وأهلها"

           وركز أخي الكريم على كلمة عقائدي .. فهي كلمة خطيرة يتربع الشيطان في ثناياها ..

 

وغير هذا كثير من التصريحات لكن لم نوردها خشية الإطالة ..

في السابق كان تبرير "حماس" لعلاقتها مع إيران هي "الضرورة" وأنها "في ضيق وفي ضنك وتحتاج إلى المساعدة والمال" أما اليوم فقد تغير الأسلوب وتحول الطرح الذي يلقى إلى مسامع الجمهور وتطور إلى تحالف مع إيران وهذا ما حذرنا منه في مقالات عديدة في أن الأمر سيكبر ويتغير إلى الأسوأ وربما في قادم الأيام تتغير نغمة مصطلح  التحالف إلى التشيع السياسي ومنه إلى التشيع العقدي ..!!!

وهكذا تتطور البدعة وتولد السيئة السيئة ..

قال الشيخ صالح الفوزان :

"البدعة مثل الجمرة ولو كانت صغيرة فهي تكبر حتى تحرق البيت أو المتجر أو البلد كلّه"

 

والحق يقال أن هنالك تيار معارض لهذا التيار في "حماس" ومن داخل "حماس" نفسها وهذا التيار المعارض يقف ضد التماهي في العلاقة مع إيران والإرتماء في أحضانها ..

ونتمنى أن يوفق هذا التيار المعارض ، في كبح جماح التيار الإيراني أو الذي يتناغم مع إيران داخل "الحركة" والذي صوته الآن هو الأعلى خاصة بأنه يمثل الشخصيات التي تقود "حماس" حاليا ولا يستبعد بأن يكون مدعوم إيرانيا ..

فكل هذه الضجة حول الدور الإيراني المساند لفلسطين وإيران لم تطلق رصاصة واحدة تجاه العدو الصهيوني بالرغم من امتلاكها لمليشيات مسلحة هي في تماس مع العدو الصهيوني  لكنها كانت ضمن جوقة المتفرجين وغزة تدك بأثقل الصواريخ وأعنفها .

فما هو حال هذه الفئة المطبلة لو أن إيران دخلت على خط المعركة حقيقة وساندت غزة ,, ربما لأعلنوا تشيعهم هذه المرة ولا يستبعد ,, على أننا نعتقد بأن نصرة فلسطين ومنها غزة وسام شرف لن يتمكن الرافضة منه .. والله أعلم .

يقدم أصحاب فكرة "التحالف مع إيران" على أنها "دولة مسلمة" ضمن "المحور الإسلامي المناهض" لدولة اليهود وأن خلافها مع أهل السنة هي "خلافات سياسية" و"نتيجة لذلك فمن الممكن اتخاذها ظهيرا ونصيرا ضد بني صهيون" ..

وللرد على هذه الشبهة : نقول لهم : هب أن الخلاف مع إيران كان "سياسيا" ونتج عنه اجتثاث ملايين المسلمين[1] وتدمير حواضرهم وإلى هذه اللحظات وبهذه الطريقة الهمجية والإستئصالية ألا يصب هذا في مصلحة يهود ..؟؟؟

وأي نوع من المسلمين الذين تم تدميرهم : إنهم  مسلمي العراق وسوريا ولبنان واليمن وهذه الحواضر مثلت على مدى تاريخ الصراع مع أي عدو غازي لبلاد الشام المصد والحامي والمدافع عن بيت المقدس وبذلت مهج الأرواح في سبيل هذه القضية وهذه قبروهم ومدافنهم تحت ثرى فلسطين دليل على هذا ومنذ عصر الصحابة وإلى الآن .

فإن قلتم أن فلسطين قضيتها إسلامية ولن تتحرر إلا بتظافر جهود المسلمين ..

 إذا فمن هو الذي ذبح هذه القضية الإسلامية ودمر أهلها وقدمها قربانا لبني صهيون ليرقصوا على  جراحاتها  ؟؟

نقول لهذه الثلة من يظلم أهلنا ولو من "منطلق سياسي" في مكان ما يستحيل أن ينصرهم في مكان آخر ,, وكيف يوفق الله الظالم لتطهير أقدس بقعة على وجه الأرض بعد الحرمين الشريفين ..

على أننا لا نعترف بكل هذه الطروحات السمجة .

فإيران دولة عقائدية تتخذ من التشيع الأثني عشري الغالي منهجا وطريقة للحكم وتسلك طريق إجتثاث المقابل وهم أهل السنة وسيلة لتحقيق غاياتها فانظر كيف تم حرق مساجد أهل السنة في العراق وقتل المصلين وشيوخ أهل السنة هناك وانظر كيف يتم نشر التشيع في أوساط السنة في مدن سوريا مثل دير الزور وغيرها وكيف يتم تفجير مساجد أهل السنة وتغيير أسمائها من أبي بكر وعمر إلى أسماء أخرى بعد الإستيلاء عليها كما حصل في سوريا والعراق واليمن .

يقوم خميني مؤسس هذه الدولة في كتابه بنبز أبي بكر وعمر والصحابة فاتحي بيت المقدس فيقول :

"لولا هذه المؤسسات الدينية الكبرى لما كان هناك الآن أي أثر للدين الحقيقي المتمثل في المذهب الشيعي ، وكانت هذه المذاهب الباطلة التي وضعت لبناتها في سقيفة بني ساعدة وهدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقي تحتل الآن مواضع الحق" ( كشف الأسرار– للخميني ص 193.(

بل هو يطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، ويصفها بأنها أخبث من الكلاب والخنازير في كتابه الطهارة .. ...جزاه الله بما يستحق ..

لقد تعامل خميني مع بني صهيون خلال حربه مع العراق واستلم منهم الأسلحة والمعدات ومنها ما استلبه الصهاينة من أسلحة المقاومة الفلسطينية ..[2]

وقامت "حركة أمل" الشيعية في عهد خميني بحصار المخيمات الفلسطينية وارتكبت أبشع المجازر ضدهم دون أن يحرك ساكنا بل قبل هذا التاريخ حاصرت القوات الصهيونية المقاومة الفلسطينية في بيروت لمدة ثلاثة أشهر ولم يفعل شيئا .

ويعيد أتباعه الكرة بعده فيغيرون على أماكن سكن الفلسطينيين في العراق وسوريا ليحيلوها أثرا بعد عين [3] .

وفي كل الحروب التي شنت على الفلسطينيين من قبل اليهود وخاصة على غزة تحديدا لم يتخذ الرافضة أي موقف يذكر لنصرة أهلنا سوى الجعجعات الفارغة .

وما سبق هي عينة يسيرة سردناها للتذكرة فقط لمن غطت تسارع الأحداث فكره فأنسته بعض الحقائق والبديهيات والمسلمات .

فأي حلف مع هؤلاء الباطنية ومن أي منطلق ينطلق الذين يدعون إلى هذا "الحلف" ..؟؟

كتب وزير الخليفة إلى الإمام أحمد يسأله عمن يقلد في القضاء فقال الإمام أحمد بن حنبل : أهل البدع والأهواء لا ينبغي أن يستعان بهم في شيء من أمور المسلمين (سير أعلام النبلاء) .

ونختم بقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، في عدم اتخاذ النصيرية جنودا لدى المسلمين :

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في فتواه حول النصيرية  :

وأما استخدام مثل هؤلاء في ثغور المسلمين أو حصونهم أو جندهم، فإنه من الكبائر ، وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم، فإنهم من أغش الناس للمسلمين ولولاة أمورهم ، وهم أحرص الناس علي فساد المملكة والدولة وهم شر من المخامر الذي يكون في العسكر ؛ فإن المخامر قد يكون له غرض ؛ إما مع أمير العسكر ، وإما مع العدو .. وهؤلاء مع الملة .
هم أحرص الناس على تسليم الحصون إلي عدو المسلمين، وعلى إفساد الجند على ولي الأمر ، وإخراجهم عن طاعته.هـ[4]

لذا ومن باب التواصي بالحق والتواصي بالصبر ، نحذر أهلنا من هذه الدعوات المشبوهة التي تصطاد في الماء العكر  والتي تدعو إلى اتخاذ الرافضة أخدان وتحاول تجميل صورتهم المشوهة تمهيدا لاختراق المجتمع الفلسطيني عقائديا فإنه لا يجنى من الشوك العنب .

فالحذر الحذر ..

كذلك نوصي إخواننا في "حماس" ممن يعرف دروب الرافضة وخطرهم أن ينشر الوعي في صفوف "الحركة" وأن يقفوا سدا منيعا ممن يحاول من داخل "الحركة" التغريد في سرب إيران .

والله الحافظ والموفق والهادي إلى سبيل الرشاد .

 

موقع الحقيقة

لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين

6/11/1442

16/6/2021

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


[1] قلنا مسلمين ولم نقل أهل سنة مجاراة لهم لانهم جعلوا المسلمين مقابل اليهود

[2] وهذا تم معرفته من خلال فضيحة إيران كونترا

[3] وكل هذا موثق بالأدلة والبراهين ولم يعد خافيا على أحد ..

[4] ولا ننسى في هذا الموضع أن نذكر باغتيال القائد المبحوح وقد خرج من دمشق وبجواز سفر لا يحمل اسمه ..

 



مقالات ذات صلة