حاخامات اليهود و ملالي طهران هل بينهما تناقض ؟

حاخامات اليهود و ملالي طهران هل بينهما تناقض ؟
حاخامات اليهود و ملالي طهران هل بينهما تناقض ؟

إنَّ الذي يرى بعـين الواقع مع الفهم الصحيح لمنهج التوحيد لا يمكن أن تُخْطِئَ بصيرته، فلطالما عـلت صيحات أهل التوحيد تحذِّر المسلمين وأهل التقريب بين السنة والشيعة من انتشار المد الشيعي الرافضي، وأنَّ صيحات التنديد بالموت لِمَا يُسمَّى بإسرائيل التي تطلقها إيران بين الفينة والأخرى ما هي إلا فقاعات الغرض منها كسب ُودِّ المسلمين لتأليبهم عـلى شعوبهم لِتُحْدِثَ مسرحاً دموياً داخل المسلمين ولإشغالهم بأنفسهم عـن محاربة هذا المد الخطير... ولكن هل استجاب أهل السنة لما كنا نحذِّر منه؟

لقد وصف المسئولان الإيرانيان محمد رضائي ومهدي صفري وهما مسئولان رفيعا المستوى في الخارجية الإيرانية بأنَّ العـرب هم من البدو وهـمج الصحراء وأنَّ الحضارة العـربية إنما هي مستمرة في حضارتها بسبب النفط فـيها، مثل دولة قطر والبحرين، وأخذا يفتخران بحضارة الفرس والتي تعود – بحسب زعـمهما – لآلاف السنين رافضين بشدة ربط الفرس بالعـرب!

والذي يُذْهِلُ العـقل أمام هذه التصريحات قولهما أنَّ الخليج الفارسي ـ كما يعـتقدان ـ لازال ُيْبِدي احترامه وتعاطفه مع إسرائيل وأنَّ الخطاب الإيراني المعادي لها ما هو إلا فقاعات لكسب تأييد العالم العـربي والإسلامي!!

هذه التصريحات التي تكاد تنخلع منها القلوب وتذوب لها الأبدان ما كانت إلا بركاناً تحت الأرض بدأ يُطلق حِمَمَهُ المسمومة الآن، بعد أن عجزت إيران عـن جلب المسلمين إليها فضلاً عـن هداية بعض رؤوس التشيع الرافضي إلى السنة مما أثار ذلك حفيظتها، والغريب في الأمر ظهور هذا الخبر الآن على موقع العربية نت وإليك نصه:

" ... أشار المسئولان الإيرانيان محمد رضائي ومهدي صفري إلى الصلة العرقية للفرس بالشعوب الآرية الأوروبية، مستدلين على ذلك باللغة الفارسية التي تُعتبر خليطاً من لغة هندية وأخرى أوروبية قريبة من الألمانية، هذه هي تصريحات المسئولين الإيرانيين للصحيفة الدانمركية "ويك ايند" التي نقلتها عنها صحيفة "داغ بلادت" النرويجية، وهي تأتي في إطار سعي النظام الإيراني لتحسين صورته أمام الغرب، خاصة دولَ الاتحاد الأوروبي، لفك العزلة التي يعانيها، وذلك بإظهار حقيقة دعمه للفصائل المقاومة في الدول العربية، وأن هذا الدعم لا يُقصد منه مناوأة الغرب أو الرغبة التي يدندن بها الرئيسُ الإيراني دائماً في تدمير إسرائيل، التي أكد المسئولان الإيرانيان تعاطفهما معها واحترامهما لها بعكس العرب الذين يكرهون اليهود منذ القدم، بحسب قولهما، وأكدا أن إيران مضطرَّة لبثّ مثل تلك التصريحات الفقاعية لكسب ثقة الشعوب الإسلامية، وتحقيق حلم الثورة الخمينية عام 1979م بأن تصبح إيران قائدة العالم الإسلامي، وتجدد الحلم بعد سقوط نظام صدام حسين الذي وقف في وجه الحلم الفارسي. وعرض المسئولان الإيرانيان خرائط قديمة تبلغ نحو ستة آلاف خريطة، تشير -بحسبهما- إلى الخليج العربي باسم "الخليج الفارسي"، واتهما الدولَ العربية خاصة الخليجيةَ منها برشوة الإعلام الغربي لكي يُتبِع كلمةَ "الخليج" بصفة "العربي"، وأكدا أن هذه المحاولات من الدول العربية لن تنجح في ذلك ..."

وثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها هنا يجب عـلينا أن لا نغـفلها: هل كان أهل السنة عـلى دراية بوقوع مثل هذه التصريحات؟ وهل عـلم أولئك المُغرِّدين لإيران من قادة حركة الجهاد الإسلامي في فـلسطين وغـيرهم ممن حذَوْ حَذْوَهُمْ حقيقة الأمر وخطورته ؟ وهل انتبه هؤلاء إلى نصيحة إخوانهم من أهل السنة حتى استيقظوا عـلى هكذا تصريحات، فلطالما توقفت حناجرنا في التحذير من وقوعها ؟ وهل عـلمت حركة الجهاد الإسلامي حقيقة أولئك الداعمين لها؟ وهل تبين لحركة الجهاد الإسلامي وبعض الفصائل الفلسطينية أنهم كانوا أوراقاً وظيفية لإيران تَبْتَزُّ بهم دولةَ الكيان اليهودي وقت ما تشاء لتثبت لليهود قوة نفوذها؟ ثم ما هي فائدة الاحتفال بيوم القدس العالمي والذي يصادف آخر جمعة من شهر رمضان في كل سنة وما قطاع غـزة عـن هذا الاحتفال ببعـيد؟!

إنَّ مما يُدْمِي القلب و يُحْزِنُ المرء تعاطفُ الشعوب المسلمة مع كل من تظاهر بمحاربة العدو اليهودي حتى أصبحت الأخيرة شمَّاعة يعـلق عـليها كل من أراد جذب المسلمين له لتحقيق أهدافه وأطماعه، وكان من بين أولئك دولة إيران الرافضية والتي ما برحت أن تفتك بالمسلمين ذبحاً وتقتيلاً وحرقاً وتدميراً كلما سنحت لها الفرصة بذلك، ولنتأمل في أحداث إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والكويت لنعلم حجم المأساة.

وما أحداث فلسطينيو العراق عـنا ببعـيد والذي ذهب ضحيتها أكثر من مئة ألف ما بين قتيل وجريح ومهجر ومطارد، وتدمير مساجدهم ومساكنهم .... هذا الذي عـرفناه فضلاً عن الذي قد غاب عنا وهو كثير ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 ولقد ظهر لنا خبث الرافضة وكذبهم ولو أرادت إيران بالفعل نصرة  القضية الفلسطينية لكان لها شأن وموقف آخر مع العدو اليهودي ولكن هيهات؛ فالرئيس الإيراني الذي سبق وصرح مراراً إلى ضرورة محو إسرائيل من الوجود وإلغائها من الخارطة مقترحاً أن تستضيف ألمانيا والنمسا - أو أي دولة غـربية- يهود إسرائيل؛ هو ذاته الذي أدلى بتصريح لمراسل صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" - الأمريكية، في 24/9/2008م- ألمح فيها إلى استعداد بلاده للاعتراف بإسرائيل، حيث قال: "إذا اتفق القادة الفلسطينيون على حل الدولتين فيمكن لإيران أن تعيش مع دولة إسرائيلية".

وبعـد: هل عـلمنا حقيقة التحالف الإيراني اليهودي ضد أمة الإسلام وهل استفاق أولئك المغـرِّدين لإيران من نومهم أم لازالوا في سبات عميق؟

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحميَ أمة الإسلام من الرافضة وخطرهم وأن يُعَجِّل بالفتح القريب والله المستعان والله غالب على أمره ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون.



مقالات ذات صلة