حزب الله تحول من تنظيم مقاوم إلى جيش احتلال

بواسطة حسان القطب قراءة 1121
حزب الله تحول من تنظيم مقاوم إلى جيش احتلال
حزب الله تحول من تنظيم مقاوم إلى جيش احتلال

حسان القطب

21-4-2013

لقد وقف العالم بمعظمه مؤيداً للشعب الفيتنامي خلال حربه ضد الولايات المتحدة لتوحيد فيتنام، وقبلها ضد الاستعمار الفرنسي، خلال القرن الماضي.. وانتهت الحرب الأميركية - الفيتنامية خلال عام 1975، بهزيمة الولايات المتحدة وبانتصار دولة فيتنام الشمالية وحليفها ثوار الفيتكونغ في فيتنام الجنوبية.. وعلى أثرها تم إعلان وحدة الشمال والجنوب وانضمام ثوار الفيتكونغ إلى الدولة الواحدة الموحدة..( فيتنام)..وتوقع الجميع ان تنطلق السلطة الجديدة في فيتنام إلى العمل على إعادة بناء ما هدمته الحرب القاسية والعنيفة التي عاشها الشعب الفيتنامي لسنوات طويلة خلال حروبه المتعاقبة لتحقيق حريته واستقلاله...؟؟ ولكن القيادة الفيتنامية وبقيادة الجنرال جياب وجيشه الأسطوري.. الذي هزم  فرنسا ثم الولايات المتحدة.. تبين أنها لا تعرف  سوى خوض الحروب، والانتقال من صراع إلى صراع نتيجة فائض القوة والنشوة بالنصر والانتصار.... وما عرفه العالم في بداية الأمر عن هذا الجيش الذي قاتل لتحرير بلاده، من أنه جيش تحرير ومقاومة..؟ انتقل فجأة ليمارس بحق الآخرين ما عاناه بالأمس من دول استعمارية..؟؟ فاندفع الجيش الفيتنامي مباشرة عقب انتهاء الحرب ليقوم باجتياح دولتي كمبوديا ولاوس.. واحتلالهما بالكامل وفرض سلطة سياسية حاكمة تابعة له تماماً كما كان الحال في فيتنام الجنوبية التي حاربت فيتنام  الشمالية وثوار الفيتكونغ رفضاً لها ولتغيير واقعها... وتحريرها إن صح التعبير... ولم يكتف نظام فيتنام باحتلال هاتين الدولتين، فقد دفعه الغرور  بالنصر وتأييد شعوب العالم له أثناء مواجهته لآلة الحرب الأميركية.. إلى اجتياح أراضٍ تابعة لدولة الصين الشعبية.. بحجة ان مواطنين فيتناميين يعيشون بها وانها كانت سابقاً تابعة للأمبراطورية الفيتنامية التي عاشت وحكمت قبل قرون من الزمن.. وتناسى أرباب هذا النظام أن الصين الشعبية كانت من أهم الداعمين والمؤيدين لكفاح الشعب الفيتنامي وثورته.. حتى حقق انتصاره...على أثر هذا الهجوم تلاشى تأييد دول المنظومة الإشتراكية حينها لنظام فيتنام، ووقفت شعوب العالم التي أيدت شعب فيتنام دون تحفظ في السابق مذهولة.. من قلة الوفاء ومن التحول السريع لهذا النظام وهذا الجيش من نظام مقاوم إلى نظام استعماري ومن جيش مقاومة وتحرير إلى جيشٍ يمارس ما تمارسة جيوش الدول الاستعمارية من قتل وسجن واضطهاد وتعذيب وإبادة..وخسرت فيتنام معركتها امام جيش الصين الشعبية القوي، وخسرت في لاوس وكمبوديا امام إرادة الشعبين المقاومين...وانتهت الصورة الرائعة التي رسمها الشعب الفيتنامي بتضحياته أمام العالم بأسره، نتيجة القرارات والممارسات التي اتخذتها السلطة الحاكمة في فيتنام مزهزةً بالنصر، ومستهترةً بأرواح أبناء الشعب الفيتنامي، وغير مقدرة حجم التضحيات والخسائر البشرية والمادية التي دفعها لتحقيق النصر...؟؟

هذا الواقع وهذه الصورة والتجربة المريرة والغريبة بل المستهجنة والمستنكرة التي عاشها العالم بأسره في عقد السبعينات من القرن الماضي واستمرت حتى الثمانينات منه...نعيش اخرى مماثلة لها في هذه الأيام.. فحزب الله الذي حظي بتأييد معظم أبناء الشعب اللبناني بكافة مكوناته وفئاته وتنوعه، وكافة الشعوب وحتى الأنظمة العربية خلال مقاومته للإحتلال الإسرائيلي.. واستطاعت الدولة اللبنانية خلال حرب نيسان عام 1996، التي شنتها إسرائيل على الشعب اللبناني ومقاومته من تشريع العمل المقاوم ليس محلياً بل دولياً أيضاً بقرار دولي سمي باتفاق نيسان ونحن في ذكراه اليوم..... وتحول حزب الله بعد التحرير عام 2000، وانسحاب إسرائيل من لبنان.. إلى قوة سياسية داخلية تحاول فرض سياستها ومواقفها وتثبيت تحالفاتها الإقليمية على باقي مكونات الشعب اللبناني وحكوماته المتعاقبة....مدعومة بسلاح ميليشيا أطلق عليه (سلاح المقاومة).. ووجه حزب الله سلاحه نحو صدور أبناء الشعب اللبناني في 7 آيار/مايو من عام 2008، مستنداً إلى قدرته العسكرية العالية وإلى انعدام مشروع حمل السلاح بين صفوف القوى السياسية الأخرى، ومدعوماً من نظام سوريا وإيران.. دون تحفظ..؟؟ وانطلق حزب الله يتخذ قرارات دولية وعربية وينخرط في تفاهمات وسياسات لا تخدم الشعب اللبناني على الإطلاق..؟؟ والآن يوجه حزب الله سلاحه نحو أبناء الشعب السوري، النازحين على الآراضي اللبنانية، ولو بشكل غير مباشر.. بل بممارسة سياسة الترهيب والترغيب... والمراقبة والمتابعة والضغط على اجهزة امنية معينة لتنفيذ اعتقالات وأشياء أكثر بل اخطر...؟؟؟ كما جرى في.....؟؟ وكما أصاب جيش فيتنام الغرور بعد انتصاره، وبسبب عدم قدرة الدولة اللبنانية على منع حزب الله من إطلاق الصواريخ على الأراضي السورية أو محاسبته على التسبب بمقتل الشباب اللبناني في سوريا دون وجه حق...؟؟ ومساءلته عن سبب إرسال المسلحين إلى الآراضي السورية، وممارسة سياسة قتل الشعب السوري واحتلال أرضه وقراه حيث يقوم حزب الله يقوم باحتلال قرى سورية بحجة ان مواطنيها من أبناء الطائفة الشيعية أو لحماية المقامات الدينية، وهي كانت مصانه قبل نظام الأسد وقبل حزب الله.....؟؟ فإن هذا يذكرنا تماماً بالاسباب التي احتج بها جيش فيتنام لاحتلال دولتي لاوس وكمبودبا واجتياحها الاراضي الصينية المحاذية لحدودها يبسبب أن من يقطنها فيتناميون يحملون الجنسية الصينية.. إنه التاريخ يعيد نفسه ولكن بأسماء مختلفة وبعناوين مغايرة.. ولكنها العقلية المغرورة والمجرمة والراغبة في استعباد الآخر وإذلاله وإهانته، دون تردد، والعمل على إظهار العكس تماماً أمام الملآ وعلى أسماع الرأي العام اللبناني والعربي والعالمي....بالقول من أن الحرب الهجومية على الشعب السوري هي وقائية ودفاعية عن فئة واحدة فقط مما يشكف الوجه الطائفي والمذهبي لهذا الحزب وقيادييه....؟؟

والدولة اللبنانية التي يمعن حزب الله في تعطيل مؤسساتها وإذلال مسؤوليها وتهميش دورها.. بل حتى العمل على تغييبها خاصةً عندما نرى ان قرار الحرب هو قرار حزب الله....وقد تم اتخاذه.. تتم مساءلتها عن سبب عدم قيامها بواجبها والدفاع عن أبناء القرى في سوريا....؟؟ الحرب قرار حزب الله، اما الدفاع عن الوطن فهو مسؤولية الجيش اللبناني كما يقول نائب حزب ميليشيا حزب الله (نوار الساحلي) متسائلاً عن سبب غياب الجيش عن الرد على مصادر النيران...؟؟؟ ولكنه لا يكشف لنا سبب إطلاق النار ومن الذي فوضه خوض حربٍ ضد شعبٍ شقيق...؟؟ ومن شدة ما أصابه الغرور بجبروته وطغيانه، والثقة من ان الدولة عاجزة عن كبح جماحه.. فهو يتحدث في حضرة الموت والدمار والخراب والتهديد بالحرب ضاحكاً متبسماً..؟؟ .ثم جاء كلام  من كان يجب ان يستقيل لأسباب كثيرة والابتعاد عن الواجهة احتراماً لحزبه ونفسه وهو نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق الذي أكد: أن " شهداء حزب الله هم شهداء كل الوطن لأنهم كانوا يدافعون عن أهلهم اللبنانيين"، مشددا على أن "كل لبناني يستشهد في الدفاع عن أهله اللبنانيين هو شهيد كل لبنان وشهيد كل الوطن". وخلال كلمة له في ذكرى اسبوع الشهيد "عباس ريحان" في بلدة ميفدون توجه الشيخ قاووق إلى قوى الرابع عشر من آذار 14 محذرا إياهم بضرورة "الكف عن الإساءة لهؤلاء الشهداء الذين هم شهداء كل الوطن"، كما دعاهم إلى "الكف عن الرهان على المتغيرات في سوريا لتغيير معادلات سياسية في الداخل"، وقال الشيخ نبيل قاووق إن "على هؤلاء أن يعلموا أن الأزمة في سوريا مهما كانت نتائجها وأياً كانت نتائج الانتخابات النيابية فإن معادلة المقاومة لن تتغير لأنها معادلة ثابتة كالجبال الراسخة التي لا تهزها العواصف والرياح العاتية"، وأضاف أن المقاومة "لا تغير وجهة صواريخها ولا تغير في اولوياتها مهما اشتدت الأزمات الداخلية والإقليمية"....؟؟؟ كيف نصدق هذا الكلام.....؟؟؟؟؟ وهو يتحدث بمناسبة مقتل احد عناصره في سوريا.....؟؟

ويحذر كل مواطن لبناني من انه يجب ان يعتبرهم شهداء تحت طائلة المسؤولية لأن الشيخ قاووق قال هكذا وإلا....؟؟ ما يجب أن يعرفه قاووق وسواه ان الشهادة ليست مجرد بيان، يطلقه هو او حزبه، او أنها وسام يقلده امينه العام لمن يريد ويشاء..؟؟؟ وكلام الشيخ صبحي الطفيلي الذي أطلقه خلال فترة سابقة والذي اكد فيها حرمة القتال في سوريا على شباب حزب الله واعتباره ان من يموت هناك هو إلى جهنم وبئس المصير...يجعلنا نتفكر في أي فتوى نأخذ فكلُ منهما شيخ معمم..؟؟.. فالحق إلى جانب من..؟؟ ومع أي شيخٍ نقف..؟؟ إلى جانب من يفتي بقتل الشعب السوري بكافة انواع الأسلحة... ام إلى جانب من يؤيد ويفتي بحق ثوار سوريا في تحرير شعبهم وأرضهم من ظلم عائلة وجهاز وميليشيا..؟؟؟ ولنا فيما جرى مع دولة فيتنام وجيشها عبرة....؟؟؟؟؟ وعلى هذا الأساس نقول لحزب الله ان مصير الطغاة إلى زوال.. سواء كانوا سلطة او حزب.....؟؟

المصدر: خاص المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات



مقالات ذات صلة