التوحش الشيعي (الجزء الثاني)

بواسطة أنور قاسم الخضري قراءة 1832
التوحش الشيعي (الجزء الثاني)
التوحش الشيعي (الجزء الثاني)

2016-10-24

أنور قاسم الخضري

 

 

رأينا كيف أنَّ نشأة التشيع كانت مرتبطة باليهودية والفارسية، وكيف أنَّه اتُّخِذَ غطاءً لأَمرين: تحريف الدين، وتفريق الأمة. وهذه الحقيقة التاريخية تفسر بجلاء تشرب التشيع –عقيدة وشريعة وخلقا- بعقائد وشرائع وأخلاق اليهود والفرس. وهو ما دفع بكثير من الباحثين للاعتراف بها. يقول المستشرق المجري أجناس جولد تسيهر، في كتابه (العقيدة والشريعة في الإسلام: ص229): "إنَّ قواعدَ نظريةِ الإمامةِ، والفِكرةَ الثيوقراطيَّةَ المناهِضةَ لنظريةِ الحُكمِ الدُّنيويَّةِ، وكذا الفكرةَ المهدِيَّةَ التي أدَّت إلى نظريةِ الإمَامةِ، والتي تجلَّت معالمها في الاعتقاد بالرجعة، ينبغي أن نُرجعها كُلَّها -كما رأينا- إلى المؤثِّرات اليهوديَّة والمسيحيَّة. كما أنَّ الإغراقَ في تَأْليه عليٍّ -الذي صَاغَه في مبدأ الأَمرِ عبدُالله بن سَبَأ- حَدَثَ ذلك في بيئة سَاميةٍ عَذرَاءٍ، لَم تكُن قد تسرَّبت إليها بعدُ الأفكار الآريَّة".

أسباب التوحش الشيعي:

مما سبق خلصنا إلى أن التشيع مثَّل غطاءً لتحريف الدِّين الإسلامي، والتآمر على المسلمين، فدخل فيه عناصر من اليهود والفرس الحاقدين على هذا الدين وحملته. وقد كان لهذه العناصر دُورُها في دسِّ الكثير الكثير من الأكاذيب والمرويات الموضوعة والترهات والأساطير والتأويلات الباطلة -عبر قرون من الزمن- في الموروث الديني والثقافي والتاريخي للشيعة. كان ذلك يتم بمكر خبيث، وعبر جُهدٍ خفيٍّ دؤُوبٍ يستهدف غسل الأدمغة والعقول وإعادة تشكيلها بمعزل عن بيئتها.

ومما لا شكَّ فيه أنَّ التشيع مرَّ بمراحل عدة، وفترات مدٍّ وجزر. ونظرا للخفاء والسرية التي كانت تمارس للتأسيس للمذهب ونشره في أوساط الناس، واستقطاب أئمة "علويين" إليه، فقد تعرض التشيع لهزات ضخمة وانقسامات عميقة أدت إلى خروج فرق باطنية متناقضة ومتحاربة فيما بينها، يُكفِّر بعضُها الآخر. وبالرغم من ذلك فإنَّ هذه الفرق الشيعية المختلفة ظلت محافظة على السِّمات الغالبة للشيعة: الكذب، والأساطير، والعنف.

ومن يقرأ سيرة دول الشيعة التي قامت عبر التاريخ كدولة: الأدارسة[1]، والعلويين[2]، والحمدانيين[3]، والقرامطة[4]، والهادويين[5]، والبويهيين[6]، والعبيديين[7]، والصليحيين[8]، والصفويين[9]، ودول الزندية[10]، ودولة أوده[11]، يجدها مارست الكذب في دعواها وشعاراتها ووعودها، وروجت لفكرة المهدِيَّةِ وخروجِ الإمامِ الغَائبِ وغيرها من الخرافات والأساطير، ومارست أبشع أنواع العنف والقتل وسفك الدماء والفوضى في العالم الإسلامي. وانتهت إلى حرب بعضها بعضا!!

هذا العنف بلغ حدا من الإجرام لا تمارسه غير الوحوش البهيمية التي لا عقل ولا ضمير ولا خلق لها. وهي نتيجة طبيعية لمـَّا يلي:

  • حالة العداء والكراهية والبغض التي تتولد عن الخطاب الديني الذي يغذي به مراجع الشيعة أتباعهم حول المخالفين للطائفة. وهي حالة تقوم على تكفير كل من هو غير شيعي، وتأثيمهم، والحكم عليهم بالنار، واعتبارهم أنجاسا وأبناء زنا، ومجرمون أبا عن جد.

وأوَّل من يكفرونه الصحابة –رضي الله عنهم، وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون، على اعتبار أنهم غصبوا علياً الخلافة وأنكروا الإمامة، وهي من أصول ديانتهم. يروي الكليني بسنده عن أبي جعفر أنه قال: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر والمقداد، ثم أناب الناس بعد.[12]

وهم يكفرون جميع الطوائف الإسلامية غيرهم. عن أبي الحسن أنه قال: "نحن والله وشيعتنا.. ليس على ملة إبراهيم غيرنا؛ وسائر الناس منها براء"[13]. وعن أبي عبد الله أنه قال: "من أنكر ذلك –أي إمامة أئمتهم- كان كمن أنكر معرفة الله تبارك وتعالى ومعرفة رسوله -صلى الله عليه وسلم"[14]. وعنه –أيضاً: "لا يسع الناس إلا معرفتنا، ولا يعذر الناس بجهالتنا، من عرفنا كان مؤمناً ومن أنكرنا كان كافرا"[15].

  • لغة استحلال دماء وأعراض وأموال المخالفين، فمن لم يكن شيعيا كان عندهم مباح الدم والعرض والمال. روى الصدوق في كتاب (العلل الصحيح)، عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبدالله (ع): ما تقول في قَتلِ الناصب؟ قال: "حلال الدَّم"[16]. ويقول الخوئي: "يجوز أخذ مال الناصب أينما وِجِدَ، والأحوط وجوباً وجوب الخمس فيه من باب الغنيمة"[17]. وهذا مروي عن أئمتهم، فعن حفص بن البختري عن أبي عبدالله (ع)، قال: "خُذ مال الناصب حيثما وجدته، وادفع إلينا الخمس"[18].فإذا كانوا كذلك فقتالهم وقتلهم واجب وجهاد مأجور؛ يقول شيخهم المفيد -حاكياً إجماع الشيعة في موقفهم تجاه المخالفين: "اتفقت الإمامية على أنَّ أصحاب البدع كلهم كفار؛ وأنَّ على الإمام أن يستتيبهم عند التَّمكُّن بعد الدعوة لهم، وإقامة البينات عليهم، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب، وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان، وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار"[20].
  • وإذا كانوا كفارا، من أهل النار، فإنَّ ما دون قتلهم ضرورة؛ لذلك يعتبر محمد حسن النجفي، مؤلف كتاب (جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام): سبهم ولعنهم في جميع الأعصار والأمصار ضرورة[21].
  • يقول المرجع الشيعي عبدالله شبر، مبيَّناً حكم جميع الفرق الإسلامية -حتى المسالمة منها: "وأمَّا سائرَ المخَالفِين ممَّن لم ينصُب، ولم يعاند، ولم يتعصب، فالذي عليه جملة من الإمامية -كالسيد المرتضى- أنهم كفار في الدنيا والآخر، والذي عليه الأكثر الأشهر أنهم كفار مخلدون في الآخرة"[19].
  • تقرير رضى الله ومحبته، ومغفرته لذنوب الشيعة، لمجرد ولائهم للأئمة وآل البيت، وهذا يدفعُ كُلَّ مَن يرغبُ في ممارسة الفضائع من سلب ونهب وفساد في الأرض للانضمام إلى ركب التشيع، لجعله ستارا لممارسة الموبقات. ومن هنا يلتحق بالشيعة الكثير من الفسدة والفجرة والظلمة والزنادقة وقطاَّع الطَّريق.

وهذا التقرير ذاته الذي جرأ اليهود على ما ارتكبوه من فساد وإجرام. قال تعالى: ((فَخَلَفَ مِن بَعدِهِم خَلفٌ وَرِثُوا الكِتَابَ يَأخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدنَى ويَقُولُونَ سَيُغفَرُ لَنَا وإِن يَأتِهِم عَرَضٌ مِّثلُهُ يَأخُذُوهُ أَلَم يُؤخَذ عَلَيهِم مِيثَاقُ الكِتَابِ أَن لَّا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الحَقَّ ودَرَسُوا مَا فِيهِ والدَّارُ الْآخِرَةُ خَيرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعقِلُونَ))، الأعراف: 169.

بل إنَّ تقريرهم أنهم لن يدخلوا النار إلا أياما معدودة جعلهم متهاونين بالذنوب وبعذاب الله، قال سبحانه: ((فَوَيلٌ للَّذِينَ يَكتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيدِيهِم ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِن عِندِ اللَّهِ لِيَشتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَت أَيدِيهِم ووَيلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكسِبُونَ * وقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعدُودَةً قُل أتَّخَذتُم عِندَ اللَّهِ عَهدًا فَلَن يُخلِفَ اللَّهُ عَهدَهُ أَم تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعلَمونَ))، البقرة: 79- 80.

إن ذنوب الشيعة في ثقافة الشيعة مغفورة طالما أنَّ فاعلها أمامياً، يؤمن بولاية الأئمة، فمروياتهم عن الأئمة تقول: "إن الله تعهد للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أن لا يغادر لشيعة علي (ع) صغيرةً ولا كبيرة، ولهم تبدل السيئات حسنات"[22]؛ "إن الله يستحيي من تعذيب أمة دانت بولاية إمام عادل، وإن كانت ظالمة سيئة"[23]. وإنما يكفي المذنب في مذهبهم أن يستغفر بالقول فقط: "ما مِن مؤمنٍ يقارفُ في يومه وليلته أربعين كبيرة، فيقول وهو نادم: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام، وأسأله أن يصلي على محمد، وأن يتوب عليَّ. إلَّا غفرها الله، ولا خير فيمن يقارف في يوم أكثر من أربعين كبيرة"[24]. ولكن ما حاجته للاستغفار إذا كانت "سيئة الشيعي خير من حسنة غيره"[25]؟!

وهم ينشدون دوما:

علي حُبُه جُنَّة           قَسيمُ النَّار والجنَّة

كما أنهم يروون عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (حُبُّ عليٍّ حَسَنةٌ لا تَضرُّ معها سَيئةٌ، وبُغضُ عليٍّ سَيئَةٌ لا تَنفَعُ معها حَسنَةٌ)[26].

  • بناء الشخصية السادية والمازوخية: والسَّادية[27] تُعرَّفُ بأنَّها اضطراب نفسي يتجسَّد في التلذّذ بِإيقاع الألم على الآخر وتعذيبه، والتمتع برؤية ذلك. والشخصية السَّادية لا تستطيع العيش إلا بهذا الأسلوب. أما المازوخية[28] فهي اضطراب نفسي يتجسَّد في التلذّذ بِإيقاع الألم على الذات وتعذيبها، ورؤية ذلك بمتعة.

وفي الحالتين فإنَّ هذا الاضطراب في الشخصية ينشأ في المراحل المـُبكرة من حياة الشخص، حين يتعرض لصور من العنف والألم في الطفولة، أو من خلال نسجها له في خيالاته تكرارا حتى يدمن عليها. هذا النهج يؤثر في طبيعة الطفل الهشَّةِ، ويفضي إلى تقمصه لأحدى الحالتين شعورا وسلوكا.

وهذا ما يفسر مشاهد التعذيب والدماء التي يمارسها الشيعة في طقوسهم على أنفسهم وبمرأى من أطفالهم وشبابهم، بل بات إشراكهم مظهرا من مظاهر هذه الطقوس التي باتت تتفنن في التعذيب الدامي وتزيد في حدود الألم! وهي تمارس بكامل الرضا واللذة التي يظن ممارسها أنه يشارك آل البيت أحزانهم، ويفعل عملا مأجورا!

إن الإفراط في تمثيل مآسي آل البيت –كما يدعي الشيعة- تجعل الفرد الشيعي يعيش أجواءها دوما! لذا يعمد الشيعة في كل عام ومع حلول يوم عاشوراء للتذكير بهذه الحادثة بصورة مبالغ فيها، وعبر تجسيدها بمشاهد أكثر مأساوية مما كانت عليه. يصاحب ذلك أناشيد وموشحات محزنة، ونحيب وصراخ، ونياحة تصل حدَّ اللطم وأذية النفس!

ومن أبرز الطقوس التي تعمم في مناسبات الشيعة لخلق الحالة السَّادية و والمازوخية "التطبير"[29]، حيث يتم استخدام السلاسل لجلد ظهورهم، والأدوات الحادة كالسيوف والسكاكين لضرب الرؤوس، إلى حدِّ الجرح والتقطيع ونزف الدماء الغزيرة!

  • تعزيز مخيال العنف بإيراد أعمال المهدي المنتظر آخر الزمان في إطار من القتل وسفك الدماء إلى حد كبير. ففي عقيدة الشيعة أكثر أعمال المهدي وأبرزها حين ظهوره القتل، فهو سيجرد سيفه للفتك بكل مخالف: "ما لمن خالفنا في دولتنا نصيب؛ إنَّ الله قد أحلَّ لنا دمائهم عند قيام قائمنا"[30]، حتى ولو كان المخالف مسلما ليس بشيعي: "إذا قام قائمنا عرضوا كل ناصبي عليه، فإن أقَرَّ بالإسلام -وهي الولاية- وإلا ضُرِبت عُنُقه، أو أَقرَّ بالجزية فأَدَّاها كما يؤدي أهل الذِّمة".

وهذه السياسة الرعناء سيذهب ضحيتها تسعة أعشار الناس: "لا يكون هذا الأمر حتى يذهـب تسعة أعشار الناس"، بأساليب قتل وحشية: "يذبحهم -والذي نفسي بيده- كما يذبح القصاب شاته". ويستمر القتل "هرجا" ثمانية أشهر. وبذلك يكون مبعوثا نقمة لا رحمة: "إن الله بعث محمداً رحمة، ويبعث القائم نقمة"[31]. حتى يتمنى الناس أنه لم يخرج، فعن أبي جعفر: "لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحبَّ أكثرهم أن لا يروه، ممَّا يقتُلُ مِن النَّاس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من الناس ليس هذا من آل محمد، لو كان من آل محمد لرحم"[32].

إذن القتل سيستحر في المسلمين، والعرب وقريش خاصة. روى المفيد عن أبي عبدالله أنه قال: "إذا قام القائم من آل محمد عليه السلام أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم، ثم خمسمائة أخر، حتى يفعل ذلك ست مرات"[33]. والمهم في ذلك بقاء الشيعة!، روى الإحسائي عن أبي عبدالله قال: "لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس"، فقيل له: فإذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟ قال: "أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي"[34].

إنَّهم يحفزون أتباعهم لهذه الجرائم بمثل هذه النصوص التي تسقط قدوة الرسول –صلى الله عليه وسلم- في الرحمة، بل وقدوة علي بن أبي طالب –رضي الله عنه. روى محدثهم محمد بن الحر عن الحسن بن هارون قال: "كنت عند أبي عبدالله جالساً، فسأله معلى بن خنيس: أيسير الإمام القائم بخلاف سيرة علي؟ قال: نعم، وذلك أن علياً سار بالمنّ والكف، لأنه علم أن شيعته سيُظهر عليهم، وإن القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي، لأنه يعلم أن شيعته لن يُظهر عليهم من بعده أبداً"[35].

إنهم يؤسسون لمخالفة جميع الشرائع السماوية والأعراف البشرية، بتصوير هذه الأفعال بكونها فعل معصوم! فإنَّ لقائمهم: "أن يقتل المـُولِّي، ويُجهزَ على الجريح"[36].

  • الانغماس في الملذات والشهوات الجنسية المحرمة، بكافة صورها، والدوران حولها. فبيئة التشيع موبوأة بالزنا واللواط والشذوذ عموما؛ إلى حدِّ الوقوع في المحارم! لذلك تمتلئ كتبهم ومؤلفاتهم من الفتاوى المتعلقة بهذه المسائل، كانعكاس لواقعهم الاجتماعي الفاسد.

وهذا التهتك والتفسخ دخل على التشيع من الفرس، الذين عرفوا هذه الانحرافات منذ القدم. فإنَّ الديانات "الزرادشتية" و"المزدكية" و"الخرمية" لا تخلو من هذه القبائح. ثم أخذ في التشيع طابع الفتاوى والمرويات عن أئمة آل البيت! فأصبحت سمة لكثير من طوائف التشيع: كالواقفية، والخطابية، والنصيرية، والإسماعيلية، والمنصورية وغيرها من الفرق الباطنية.

وإدمان هذه الرذائل والنجاسات تفسد الطباع، وتخرم المرؤة، وتفقد الإنسان كرامته وتميزه. فإذا ما فقد كرامته وإنسانيته فإنَّه والحالة هذه ينزل إلى مستوى البهيمة المنقادة الذليلة، فلا يتنزه عن جرم وفساد وفجور، ويصبح وقحا، شاعرا بالنقص والدونية. وأبواب المنكر يجر بعضها بعضا، والمعصية تعقبها معصية، قال تعالى: ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وكَانُوا يَعتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَونَ عَن مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنهُم يَتَوَلَّونَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئسَ مَا قَدَّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيهِم وفِي العَذَابِ هُم خَالِدُونَ * ولَو كَانُوا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِيِّ ومَا أُنزِلَ إِلَيهِ مَا اتَّخَذُوهُم أَولِيَاءَ ولَكِنَّ كَثِيرًا مِنهُم فَاسِقُونَ))، المائدة: 78- 81.

مظاهر التوحش:

التوحش الشيعي يأخذ أبعادا مختلفة، ولا يتوقف عند بُعدٍ واحد. فهو موجود في الشعور الوجداني والنفسي لدى الشيعة، وفي البناء المعرفي والإدراك العقلي عندهم، وفي المعتقد الديني، وفي الخطاب والتعبير، حيث التكفير والقذف واللعن والسب، وفي الممارسات السلوكية.

إنه توحش جمعي –إذا صحَّ التعبير، ينتمي إليه كافة أفراد الشيعة في صيغة طائفية متعصبة وعنصرية أحيانا. وكما أنَّه يمارس على المخالفين فإنَّه يقف في طريق المتشككين والراغبين في المراجعة والتراجع، فإنَّ أراد أتباع الشيعة مفارقة هذا الضلال والغي وجد من أهله وعشيرته وطائفته من يقتله لردته! فإن لم يوجد منهم من يقوم بذلك قامت سلطة الشيعة الحاكمة بتصفيته والقضاء عليه!

ومن ثمَّ لا غرابة أن تمتلئ مشاهد الأحداث في مناطق الشيعة بصور وحشية لا يحتملها الحس ولا العقل ولا الضمير!

 

 

[1] هي أول دولة زيدية تأسست، وكانت في المغرب: (788م- 991م).

[2] هي دولة زيدية، وكانت في منطقة طبرستان والديلم -شمال إيران: (864م- 928م).

[3] هي دولة اثنى عشرية، كانت في شمال العراق والشام ما بين الموصل إلى حلب: (890م- 1004م).

[4] هي دولة باطنية إسماعيلية، ضمت البحرين وأجزاء من عمان والجزيرة العربية وخراسان والعراق: (899م- 1073م).

[5] هي دولة زيدية، قامت في اليمن، وعاشت فترات مد وجزر، وهي من أكثر دول الشيعة حكما: (898م- 1962م).

[6] هي أول دولة اثنى عشرية، مؤسسوها من أصول فارسية، ضمت فارس والعراق والشام والخليج العربي وغيرها: (934م- 1062م).

[7] هي دولة باطنية إسماعيلية، ضمت المغرب وشمال أفريقيا ومصر والحجاز والشام: (909م- 1171م).

[8] هي دولة باطنية إسماعيلية، حكمت اليمن ودانت بالولاء للعبيديين بمصر: (1037م- 1138م).

[9] هي دولة اثنى عشرية، قامت في بلاد فارس: (1501م- 1785م).

[10] هي دولة قامت في بلاد فارس: (1750م- 1794م).

[11] هي دولة شيعية من أصل فارسي، حكمت الهند: (1722م- 1858م).

[12] أصول الكافي، للكليني: ج2/244.

[13] أصول الكافي: ج1/435.

[14] أصول الكافي: ج1/181.

[15] أصول الكافي: ج1/187.

[16] الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب، ليوسف البحراني: ص257.

[17] منهاج الصالحين: ج1/325.

[18] تهذيب الأحكام، للطوسي: ج4/122.

[19] حق اليقين: ص510.

[20] أوائل المقالات: ص51- 52.

[21] مصباح الفقاهة، للخوئي: ج1/323.

[22] أصول الكافي: ج1/444.

[23] أصول الكافي: ج1/376.

[24] أصول الكافي: ج2/438- 439.

[25] أصول الكافي: ج2/464.

[26] عوالي اللئالي: ج4/86، ينابيع المودة: ج2/292، المناقب، للخوارزمي: ص35.

[27] مصطلح ظهر في الربع الأخير من القرن الثامن عشر؛ وهو مُشتقٌ من اسم الروائي الفرنسي "دوناتيه ألفونس فرانسو دو ساد"، والذي اشتهِرَ بِممارساته العنيفة مع النساء أثناء ممارسة الجنس.

[28] وقد ظهر هذا المصطلح في النصف الثاني من القرن التاسع عشر؛ وهو مصطلح مشتق من اسم الروائي النمساوي "ليوبولد مازوخ".

[29] لفظة "التطبير" لفظة عامية تُستخدم في العراق وما جاوره من عرب الجزيرة الشمالية والجنوبية والخليج والأهواز، بمعنى الضرب بالساطور وغيره من الأدوات الحادة. وهي فيما يبدو ذات أصل عجمي.

[30] بحار الأنوار: ج52/376.

[31] انظر: الإيقاظ من الهجعة، للحُرِّ العاملي: ص244، وبحار الأنوار، للمجلسي: ج52/314.

[32] انظر: الغيبة، للنعماني: ص154، وبحار الأنوار: ج52/354.

[33] انظر: الإرشاد، ص364، وبحار الأنوار: ج52/338.

[34] الرجعة: ص51.

[35] وسائل الشيعة: ج11/57.

[36] انظر: الإرشاد: ص411- 412، وبحار الأنوار: ج52/313، و318

 

 

المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث

 

 



مقالات ذات صلة