مغالطات خالد مشعل في مقابلته مع صحيفة الرأي الكويتية

بواسطة أحمد محمود الحيفاوي قراءة 925
مغالطات خالد مشعل في مقابلته مع صحيفة الرأي الكويتية
مغالطات خالد مشعل في مقابلته مع صحيفة الرأي الكويتية

أحمد محمود الحيفاوي

 خاص الحقيقة

5-6-2012

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه أما بعد :

يعلمنا الهدي القراني أن نصدع بالحق وألا نخاف في الله لومة لائم وذلك حتى لا يُضلْ الناس وتختلط المفاهيم والثوابت عندهم, فنبي الله إبراهيم عليه السلام وقف أمام النمرود وجادله بكل صراحه ووضوح بل وقف أمام قومه المشركين وكسر أصنامهم , قال تعالى :  {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ }الزخرف26, وهذا نبي الله موسى عليه السلام وقف أمام فرعون أكبر جبار في الأرض بكل جرأة وقال كلمة الحق, قال تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) } غافر

ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم قد جهر بالحق هو وصحابته الكرام فكان الصحابي يقف أمام المشركين في مكة فيجهر بكلمة التوحيد حتى يضرب فيدمى وجهه .

هذاهو هدي الأنبياء وأتباعهم عليهم السلام , فلم تكن هنالك مجاملات ولا حسابات دنيوية ولا تزيين للباطل , لكن ما نراه من بعض السياسيين والمنتمين الى بعض الجماعات الإسلامية هو المراوغة والمداهنة على حساب الحق وضبابية في المفاهيم ولف ودوران في الإجابة على الأسئلة الموجهة اليهم والتي قد تحرجهم ومحاولة إرضاء جميع الأطراف المتناقضة وفي النتيجة هي سخط جميع الأطراف عليهم , لأن من أرضى الناس بسخط الله أسخط عليه الله والناس .

وهذا ما نراه جليا من أجوبة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في مقابلة مع صحيفة الرأي الكويتية نشرته  بتاريخ يوم السبت الموافق (26/5) .

كنا نتمنى أن تكون أجوبة خالد مشعل واضحة وجلية وصريحة خاصة بعد خروج الكثير من كوادر حركة حماس من سوريا لكن الأمر تبين غير ذلك .

ففي سؤال من الصحيفة عن الموقف الصريح تجاه الثورة السورية، ما هو موقفك، هل يتساوى النظام والشعب لديكم؟.

فكان الجواب : هذا الموضوع تحدثت فيه كثيراً، البعض يريد منا أن نتحدث ونتكلم عن كل التفاصيل، نحن لدينا رؤية واضحة، ودعنا نخرج في حديثنا هذه المرة عن نطاق الجغرافيا، لا أريد أن أتحدث عن الحالة السورية أو أي حالة عربية، ولكن نحن مع حق الشعوب في الإصلاح والديموقراطية والحرية في أن تختار لنفسها ما تشاء، فالشعوب هي مصدر الشريعة سواء في فلسطين أو في كل البلدان، وأي حاكم هو خادم لشعبه، فنحن مع خيارات الشعوب، وأنا حركة نبتت من الشعب، فمن الطبيعي أن أقبل هذه الحالة للآخرين سواء في سوريا أو مصر أو في أي مكان، هذه هي القاعدة العامة ونتمنى أن يتحقق ذلك بعيدا عن الصراع الدموي وأن تتحقق مطالب الشعوب بنوع من التفاهمات والحلول السياسية التي تحقق المراد دون أن ندفع الثمن من الدماء والصراعات، نحن نحب الخير لأمتنا، ولكن أنا كفلسطيني لست معنيا أن أدخل طرفا في هذه القضية وإلاّ سأكون حاكما، وأنا لست كذلك.هـ

هل فهمتم شيئا من الجواب أهذا هو الصدع بالحق والوضوح الذي علمنا عليه الأنبياء عليهم السلام أهذا جواب من ينتنمي الى حركة إسلامية ومرجعيتها إسلامية .

فنقول هل علمتك الحركة الإسلامية أن مصدر التشريع هو الشعب أم هو الله قال تعالى : {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }الأنعام57

ولا نحاكمك هنا إلا  إلى مراجعك الذين تنتمي إلى مدرستهم :

يقول حسن البنا رحمه الله عن الإخوان المسلمين :  "لا يطلبون الحكم لأنفسهم فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل العبء وأداء هذه الأمانة والحكم بمنهاج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره وأعوانه، وإن لم يجدوا فالحكم من منهاجهم وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله".

ماذا يقول حسن البنا: سوف ينتزع الحكم من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله والحكم هو إسلامي قرآني .

ولم يقل إن المرجعية هم الشعوب .

ويقول سيد قطب رحمه الله في معرض تفسيره لآية... إن الحكم إلا لله . أمر ألا تعبدوا إلا إياه . ذلك الدين القيم . ولكن أكثر الناس لا يعلمون  . .

يقول سيد قطب : إن الحكم لا يكون إلا لله . فهو مقصور عليه سبحانه بحكم ألوهيته . إذ الحاكمية من خصائص الألوهية . من ادعى الحق فيها فقد نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته؛ سواء ادعى هذا الحق فرد ، أو طبقة ، أو حزب . أو هيئة ، أو أمة ، أو الناس جميعاً في صورة منظمة عالمية . ومن نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته وادعاها فقد كفر بالله كفراً بواحاً ، يصبح به كفره من المعلوم من الدين بالضرورة ، حتى بحكم هذا النص وحده!

وادعاء هذا الحق لا يكون بصورة واحدة هي التي تخرج المدعي من دائرة الدين القيم ، وتجعله منازعاً لله في أولى خصائص ألوهيته سبحانه فليس من الضروري أن يقول : ما علمت لكم من إله غيري؛ أو يقول : أنا ربكم الأعلى ، كما قالها فرعون جهرة .

ولكنه يدعي هذا الحق وينازع الله فيه بمجرد أن ينحي شريعة الله عن الحاكمية؛ ويستمد القوانين من مصدر آخر . وبمجرد أن يقرر أن الجهة التي تملك الحاكمية ، أي التي تكون هي مصدر السلطات ، جهة أخرى غير الله سبحانه . . ولو كان هو مجموع الأمة أو مجموع البشرية . والأمة في النظام الإسلامي هي التي تختار الحاكم فتعطيه شرعية مزاولة الحكم بشريعة الله؛ ولكنها ليست هي مصدر الحاكمية التي تعطي القانون شرعيته . إنما مصدر الحاكمية هو الله . و كثيرون حتى من الباحثين المسلمين يخلطون بين مزاولة السلطة و بين مصدر السلطة . فالناس بجملتهم لا يملكون حق الحاكمية إنما يملكه الله وحده . والناس إنما يزاولون تطبيق ما شرعه الله بسلطانه ، أما ما لم يشرعه الله فلا سلطان له ولا شرعية ، وما أنزل الله به من سلطان . .هـ [1]

هنا يقرر سيد قطب رحمه الله أن من يجعل البشرية هي مصدر السلطات فقد نازع الله في خصائص الوهيته .

ونحن هنا لم نأت بكلام إبن تيمية أو الإمام أحمد أو الشافعي أو مالك أو غيره من أهل العلم ولكن أتينا بمن تعتبرهم مراجع لك وتستقي منهم منهجك وأدبياتك .

وأظن أن كلام سيد قطب هو رد واضح وبين على ادعائك بأن الشعوب هي مصدر التشريع فلا ندري من أتيت بهذا الكلام ومن قال به من أهل العلم .

قال خالد مشعل : ونتمنى أن يتحقق ذلك بعيدا عن الصراع الدموي وأن تتحقق مطالب الشعوب بنوع من التفاهمات والحلول السياسية التي تحقق المراد دون أن ندفع الثمن من الدماء والصراعات، نحن نحب الخير لأمتنا، ولكن أنا كفلسطيني لست معنيا أن أدخل طرفا في هذه القضية وإلاّ سأكون حاكما، وأنا لست كذلك.هـ

ونقول هنا لخالد مشعل " ما كل مايتمناه المرء يدركه " نحن نحب أن يحل الأمر بيننا وبين اليهود سياسيا ويخرج اليهود من فلسطين سياسيا, ولكن لو رفض اليهود واستخدموا عنجهيتم المعهودة ما هو الحل اليست فريضة الجهاد هي الحل ولماذا فرضت اذا الا لتثبيت الحق وإزالة الباطل .

ومره أخرى نعود الى مرجعيتك الم يقول حسن البنا رحمه الله:  " وإن لم يجدوا فالحكم من منهاجهم وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله".

أليس من يحكم سوريا هم الفرقة العلوية النصيرية التي كفرها وحكموا بفساد عقيدتها  كل علماء المسلمين, اليست تلك الفرقة تفتن الشعب السوري عن دينهم وتأمرهم بالسجود لبشار والقول بان لا إله الا بشار تعالى الله عما يقولون, الم تبني تلك الدولة الحسينيات في المناطق السنية وتدعو الى التشيع وتحارب الفضيله والحجاب والدين وتسرق مقدارت الشعب السوري وتسومه سوء العذاب , فما السبيل الى من لم يستجيب لكل مناشدات العقلاء ومبادرات الجامعة العربية والأمم المتحدة وزاد في غيه وجبروته وإنتهك الأعراض وقتل الجرحى وخرب المدن فما السبيل الى التعامل مع مثل هذا أترك الجواب لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس ...!!!!.

ويقول : ولكن أنا كفلسطيني لست معنيا أن أدخل طرفا في هذه القضية وإلاّ سأكون حاكما، وأنا لست كذلك.هـ

أولا أنت مسلم قبل أن تكون فلسطيني وإن كنت فلسطيني مسلم الم يأمرنا ديننا بأن نكون مع المظلوم على الظالم وإن كان المظلوم كافرا وبذلك نكون طرفا, ما هذا الموقف السلبي الذي الذي لا يقره عقلاء الكفار فضلا عن المسلمين الم يقل نبينا عليه الصلاة والسلام : لينصرن الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلينهه فإنه له نصرة و إن كان مظلوما فلينصره .[2]

الم يقل ربنا تبارك وتعالى : {...وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ... } الأنفال72

ألا تكون طرفا مع الشعب السوري الذي لم يتأخر لحظة عن نصرة قضية فلسطين وفي كل مراحلها بل إن عز الدين القسام رحمه الله  عَلَم الجهاد في فلسطين هو سوري الأصل ومنذ متى كانت سوريا منفصلة عن فلسطين دينيا وجغرافيا وسكانيا.

ما هذه المفاهيم المعوجة والمغلوطة التي لا ترضي أحد من البشر سواء كان مسلما أو كافرا اليست من المروءة العربية والإسلامية أن يرد الجميل لفاعله, ومن أحق برد الجميل الا الشعب السوري ... لكن هكذا تفعل السياسة المعوجة بأصحابها .

وعندما رد عليه السائل متعجبا :أنت غير معني، لكن معني بالدماء وبعذابات الشعوب واستقرار الأمة؟

- طبعا كل دم عربي يسقط يؤلمني، وكل معاناة تؤلمني، وكل خلاف عربي، بالتأكيد أنا هنا لست حيادياً، أنا مع المصلحة العربية، أنا ضد الحلول العسكرية، وضد الصراع الطائفي.

مرة أخرى الكلام الفضفاض الذي لا تستطيع أن تميز الحق من الباطل به ,  نحن جميعا مع المصلحة العربية أهذا جواب عن السؤال..؟؟؟؟ وضد الحلول العسكرية من أي جهة؟؟... أمن الجيش الحر أم من قبل الحكومة السورية,,, وضد الصراع الطائفي الكل ضد الصراع الطائفي ولكن ما علاقة الجواب بسؤال السائل وضد الصراع الطائفي من أي جهة من جهة الحكومة ام من جهة أهل السنة المظلومين؟؟؟...

اليست هذه مراوغات في الإجابة يجب أن يتعالى عنها من هو بمنزلة خالد مشعل  وعدم وضع الدواء على الداء كما يقال .

وختامه مسك :

السؤال : علاقتك جيدة مع إيران ودول الخليج، أين تجد حماس نفسها في ظل الصراع القائم بين دول الخليج العربي وإيران؟

- هذه منظومات، ولا يصح أن تطغى منظومة على أخرى، وللآسف نحن نعاني من حالة ضعف عربي يغري القوى الأخرى في التوسع على حساب أوضاعنا العربية، ولكن هذه المرة يمكن معالجته من خلال نهوضنا وتوازننا مع القوى الإقليمية في المنطقة دون الدخول في صراعات طائفية، أنا ضد الصراع مع إيران؛ فهي ليست عدواً لنا، لكن دون شك هناك تباينات وتناقضات متعلقة بالخليج العربي وقضايا الجزر، هذه الأمور يمكن معالجتها من خلال حفظ المصالح، وهذه مسؤولية البلدان العربية وإيران، ولكن للأسف هناك بعض الدول الغربية تحول تأجيج هذه الصراعات، وباختصار أنا لست مع الصراعات، وفي المقابل لست مع الطغيان لحساب طرف على آخر.

من الذي يريد أن يجعلها طائفية من الذي قنواته تصدح بسب الصحابة صباح مساء من الذي سحقت المليشيات التابعة له أهل السنة العراق ومنهم الفلسطينيين وحرقت مساجدهم والى الآن لم تعطيهم حقهم وتهمشهم من يدعم النظام الطائفي في سوريا بالرجال والمال , من الذي يدعم الحوثيين , من الذي يسمي الخليج بالفارسي ويقاتل على هذا , من الذي يضطهد أهل السنة في إيران من الذي يدعو الى التشيع في البلاد السنية من خلال الدعم والأموال وقد وصل التشيع الى غزة معقل حركة حماس إن كنت لاتدري ياخالد مشعل  . إن الأمور أصبحت واضحة ولا تحتاج الى عناء تفكير بأن إيران عدو لنا , من يسب أمهات المؤمنين والصحابة, ويغتنم كل فرصة لبث التهديدات الى دول الخليج وإثارة القلاقل في بلاد المسلمين , أصبحت أمتنا تعي وتفهم أن إيران عدوة لعقائدنا ومفاهيمنا ولا نجتمع معهم على عقيدة ولا تاريخ ولا شرع , فلا تحاول أن تغرد خارج السرب لأن الأمة أصبحت واعية وإن استمريت باللعب في المنطقة الرمادية وهذا يتبين من إجاباتك فسوف تسقط وتلفظك الأمة لإن المعركة محتدمة وقد سالت الدماء الكثيرة جراء عدوان إيران وأذنابها وتمايزت الصفوف فلا بد أن تكون في أحد الخندقين والأولى أن تكون في خندق أهلك أهل السنة والجماعة ولا تكون كما قال تعالى :   {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً }النساء143.



[1] في ضلال القران

[2] ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5483 في صحيح الجامع .

 



مقالات ذات صلة