عبدالرحمن السقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
احببت ان يكون لي موقف وراي حول الاحداث الاخيرة، في تفجير مسجد الامام علي في القديح مما نتج عنه عدد من القتلى والمصابين ..
لن أتحدث عن الفاعل، لسبب أن الحادث وقع وانتهى. مع اعترافنا جميعا بأن قتل نفس بغير حق لا يجوز ولا يُقر عليه الشرع.
و اقول : حديثي الآن ما بعد هذه الحادثة.
ـ الشيعة الامامية بعد هذه الحادثة تنفس بعضهم الصعداء وجعلها سببا لكي يُظهر شيئا مما في قلبه وذلك بالقاء تهمة القتل على ما سماهم بالتكفيريين وفتاوى الضلال!
لذلك يُريد ان يصل الى ابعد من ذلك، حيث يُطالب بتعديل المناهج وفق ما يُريد وما يختار . وبمصادرة أي كتاب يتحدث عن عقائد الشيعة الامامية التي تفضح هذا المعتقد.
وهذه من الحرب الفكرية التي يتقنها الشيعة الامامية حتى لا يُبيّن عوار عقيدتهم امام الملأ.
واقول : ان كان الشيعة الامامية يطالبون مع انهم الاقلية.
فنحن كذلك ونحن اهل السنة (الاكثرية) لنا مطالب. منطلقا من قول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لست بالخب ولا الخب يخدعني)
ـ شيعة الأحساء والقطيف اظهروا الوطنية والولاء للحاكم الشرعي في السعودية، وهذا امر جميل ابتداء ـ مع انه يُخالف عقيدة الشيعة الامامية من بيعة الشيعي لرجل لا يدين بالامامة الشيعية الامامية، بل ان بيعتهم لا تكون الا لامام زمانهم وهو المهدي الغائب المنتظر!
ومع ذلك نقر ـ جدلا ـ بادعائهم الوطنية والولاء للحاكم الشرعي.
ولكن نجد تناقضا من شيعة الاحساء والقطيف حول مسألة الوطنية والولاء للحكام، حيث انهم وقفوا منددين وشاجبين حكم الاعدام على المحرض للفتنة والمثير لها وهو نمر النمر .
ـ بعد قرار حكم الاعدام من ولي الامر على نمر النمر خرج شيعة القطيف في مظاهرات وهم يحملون لافتات تحمل عبارة (جمهورية القطيف والاحساء) ولم ينبس ببنت شفه أي شيعي منهم ؟ فالسكوت علامة الرضا، ودلالة على مخالفة ولي الأمر.
ـ بادعاء شيعة الاحساء والقطيف الوطنية والولاء للحاكم الشرعي، فاننا ـ كعربون صدق نية منهم ـ نطالبهم باخراج بيان يُدين فيه نمر النمر وافعال المخربين من بني عقيدتهم وجنسهم من العوامية، فهل يستطيعون؟
شيعة الاحساء والقطيف بين فكي كماشة، بل اصبح في حلقهم عظما لا يستطيعون اخراجه ولا يستطيعون بلعه؟
فان اخرجوا بيانا يدين فيه نمر النمر والمخربين من شيعة العوامية، فسوف يسقطون من أعين الشيعة الامامية في كل قطر وبلد.
وان لم يخرجوا بيانا بذلك، يكونوا سقطوا من أعين الدولة واهل السنة حيث ظهر عدم مصداقيتهم في رفعهم شعار : (سُنة وشيعة وهذا الوطن ما نبيعه)، وكذلك فضحوا انفسهم بادعائهم الولاء للوطن .للدولة وللحاكم فيها.
ـ في مسيرة شيعة الاحساء والقطيف لتأبين ضحاياهم، خرجوا في مسيرة قالوا في بدايتها : (لبيك ياحسين)، وفي نهاية المسيرة ينادون بالوحدة مع اهل السنة، قائلين : (اخوان سنة وشيعة وهذا الوطن مانبيعه!)
وبهذا وقعوا في تناقض عجيب!، حيث يُلبون للحسين وهذه التلبية يقصد بها أخذ ثاراتهم ممن قتل الحسين وفيه تعريض لاهل السُنة، وفي ختام مسيرتهم يُنادون بالوحدة مع اهل السنة، الذين بزعم الشيعة هم من قتل الحسين!
فكيف تتوحد ياشيعي مع من قتل امامك المعصوم!
وحقيقة اصبحت لا اتفاعل كثيرا مع شعار (اخوان سنة وشيعة، هذا الوطن مانبيعه)، حيث ان اول من بدأ باطلاق هذا الشعار هم شيعة العراق عام 2003م، بعد سقوط صدام، فراح ضحية هذا الشعار الالاف من أهل السنة الذين فتك بهم الشيعة!
وتم اطلاق هذا الشعار في البحرين عام 2011م ونتج عنه احتلال الشيعة لدوار مجلس التعاون الخليجي، والهجوم على اهل السنة في جامعة البحرين، واحتلال مستشفى السلمانية، واثارة الفوضى في مختلف انحاء البحرين!
وارى الان الشعار يطبق عندنا (والله يستر) .
وختاما اقول لمن يُفرق بين شيعة الاحساء وشيعة القطيف، اقول :
الشيعي دائما في أي مكان واي زمان ينطلق من عقيدة، ووضح هذا الامر في المقابلة التي اجراها داوود الشريان في برنامج الثامنة مع اثنين من مشائخ الاحساء، وهما : هاشم السلمان ـ ومحمد الجيراني، فحين ارادوا الصلاة على الصحابة الكرام، قالوا ( والصلاة والسلام على أصحابه المنتجبين)! ويُقصد بالمنتجبين الذين كانوا مع الامام علي، فبذلك يُخرجون أبابكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم من الصحابة المنتجبين عندهم!
واخيرا اقول : ليس بين شيعة الاحساء وشيعة القطيف خلاف، وان كان موجودا فهو اختلاف تنوع لا تضاد، و في الاخير هو عبارة عن تبادل ادوار مع وحده هدف وتوجه.
اقول هذا ليس من باب سوء الظن، بل من خلال استقراء تاريخي وعقدي للمذهب الشيعي الامامي. فهل يكون شيعة الاحساء والقطيف صادقون معنا!
ونحن اهل السنة نفتح قلوبنا وايدينا لمن يريد التعايش معنا بشرط ان يكون صادقا في نواياه وافعاله.
علما ان هناك من الشيعة الامامية في هذا الوطن العزيز من له ولاء لهذا الوطن، لا من باب الاعتقاد بل من باب التعايش وكسب لقمة العيش في هدوء وامن وأمان، وله الحق في ذلك ولا نُثرب عليه او ننقده.