بيان حماس حول مقتل قادة في الحرس الثوري الإيراني
نقد وتحليل
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبة ومن والاه، أما بعد:
فبعد التفجير الذي حصل في إيران والذي راح ضحيته قادة من الحرس الثوري الإيراني، وكالعادة فان حركة حماس والجهاد قد استنكرا الحدث وهذا موقفهم من أي حدث يحصل في إيران سواء كان في السراء أو الضراء فهذا ما اعتدناه منهم.
وكأنما لم تُسمع صيحات علماء المسلمين ودعاتهم على التنبيه من الخطر الإيراني وكشف عوارهم على شاشات الفضائيات وصفحات الانترنت وبالصوت والصورة، من تكفيرهم لأبي بكر وعمر وسائر الصحابة وطعنهم في أمهات المؤمنين وغلوهم في الأئمة وعقائدهم الباطلة الشركية ، بالإضافة إلى إثارة الفتن في بلاد المسلمين وخاصة ضد أهل السنة ، كل هذا الكم الهائل من المعلومات وكأن حركة حماس لا تسمع ولا ترى وقد أعطت -كما يقال- الأذن الطرشاء لكل ما يحدث.
وإليك أخي القارئ نص بيان حماس الذي أدانت به التفجير ولنا عليه بعض الملاحظات سندرجها على شكل نقاط :
حركة حماس تدين تفجيرات إيران وتصف قتلى الحرس الثوري "بالشهداء" والعمل الإجرامي !!
بيان صحفي حول الاعتداء الإرهابي الآثم الذي استهدف جمهورية إيران الإسلامية
إننا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ندين بشدة الاعتداء الإرهابي الآثم الذي وقع في محافظة سيستان ـ بلوشستان في جمهورية إيران الإسلامية يوم الأحد 18/10/2009 والذي أدى إلى استشهاد العشرات من المدنيين والعسكريين وفي مقدمتهم نائب قائد سلاح البر في الحرس الثوري الجنرال نور على شوشتري، أثناء تأديتهم الواجب الوطني ..
إن هذا العمل الجبان يستهدف استقرار جمهورية إيران الإسلامية ومعاقبتها على مواقفها وصمودها، وخدمة أعداء الأمة الإسلامية.
وتتقدم حركة حماس إلى جمهورية إيران الإسلامية قيادة وشعباً بأحر التعازي والمواساة بهذا المصاب الجلل، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يلهم ذوي وعوائل الضحايا جميل الصبر والسلوان.
( إنا لله وإنا إليه راجعون)
المكتب الإعلامي
الاثنين 1 ذي القعدة 1430هـ
الموافق 19 تشرين أول 2009م
1- لقد تم وصف العمل بالإرهابي والجبان : أخي القارئ لنرى المشهد من زاوية أخرى أن عمليات التصفية الممنهجة والمستمرة لكل ما هو سني وعربي في إيران يعرفها الصغير قبل الكبير فعمليات تصفية علماء أهل السنة وهدم مساجدهم وقتل وإعدام أبناء السنة بطرق بشعة مستمرة . ويستطيع أي واحد أن يفتح مواقع أهل السنة في إيران ليرى العجب العجاب وما يتعرض له أهل الاحواز وبلوشستان وبقية مناطق أهل السنة معروفة من اعتقال وتعذيب بشع يندى له الجبين وقتل وإعدامات بالجملة، وحتى علمائهم ودعاتهم لم يسلموا من التعذيب والتصفية والزج في غياهب السجون، بل أن اللغة العربية لغة القرآن محظورة في مناطق الاحواز العربية.
أقول أليست هذه عمليات إرهابية يقوم به نظام الملالي لإخواننا أهل السنة في إيران فلماذا لا تدان من قبل حركة المقاومة الإسلامية حتى تكون القسمة متساوية أم أن سنة إيران ليس لديهم تومان يملؤون به جيوب الحركة...... أرجو الجواب على هذا السؤال؟!.
2- جمهورية إيران الإسلامية : نص البيان على أن جمهورية إيران إسلامية كما يدّعون!! وكأنما كاتب البيان يريد أن يشهق عندما يقول إسلامية فهل تعمل إيران بالإسلام حقاً ؟!
تصر إيران وبإصرار عجيب على تسمية الخليج العربي بالفارسي فلماذا لا تسميه الإسلامي إن كانت إسلامية. بل عندما صرح خالد مشعل مسؤول حركة حماس في أحد المناسبات أن الخليج عربي قامت الدنيا ولم تقعد عليه ولم يقدروا العلاقات والمصالح الإستراتيجية بينهما !
وما هو التقويم السنوي للدولة الإيرانية هل هو التقويم الهجري؟! ...لا... إنه التقويم الفارسي . ومن ناحية أخرى ما هو موقف إيران الرسمي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نريد أن نذكر ما قالته مراجعهم وسطرته كتبهم في ذم وتكفير الصحابة.
ولكن نقول إيران الرسمية ويعرف الجميع ما صرح به أكبر مسؤول في الدولة وهو احمدي نجاد من تكفير وتفسيق للصحابيين الجليلين المبشرين بالجنة حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام رضي الله عنه والشهيد الحي طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه وتبعهما بالطعن بمعاوية رضي الله عنه . أهذا هو الإسلام والله إن ذمم صحابة رسول الله لهي أهم عندنا من المسجد الأقصى وكل مساجد الأرض لأن تحرير الأرض لا يكون إلا من خلال إتباعهم والترضي عنهم ويستحيل أن يكون التحرير والنصر من خلال تكفيرهم والطعن بهم.
قيل للحسن رضي الله عنه: «يا أبا سعيد، إن هاهنا قوماً يشتمون أو يلعنون معاوية وابن الزبير». فقال: «على أولئك الذين يلعنون، لعنة الله» و لذلك أمر الإمام أحمد بهَجرِ من ينتقص معاوية حتى لو كان من ذوي الرّحِم. فقد سأل رجل الإمام أحمد: «يا أبا عبد الله، لي خال ذكر أنه ينتقص معاوية، وربما اختلفا معه». فقال أحمد مبادراً «لا تأكل معه وقال الإمام السّرَخْسي (و هو من كبار أئمة الأحناف) في أصوله عن الصحابة: "فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للإسلام دواؤه السيف إن لم يتب» . وقال إمام الشام الأوزاعي (و هو من كبار التابعين): «من شتم أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقد ارتد عن دينه و أباح دمه» وقال المفسّر ابن كثير الدمشقي عند قوله سبحانه و تعالى: ]محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله و رضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار..[ قال: «ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك –رحمة الله عليه– في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة –رضي الله عنهم–، قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة –رضي الله عنهم– فهو كافر لهذه الآية». وقال الإمام القرطبي: «لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايته فقد ردَّ على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين . و قال أبو زُرعة الرازي رحمه الله: «فإذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنّه زنديق. و ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، و القرآن حق، و إنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب و السنة. و الجَّرْحُ بهم أولى و هم زنادقة».
فهذه شهادات أئمة المسلمين على من طعن بالصحب الكرام رضوان الله عليهم فهل بعد هذا نقول إيران الإسلامية!! والعجيب أنه لا يوجد واحد من مراجع الشيعة رد أو انتقد نجاد على فعلته هذه ولسان حالهم يقول إنا موافقون على ما قلت . وهذا غيض من فيض ولا أريد الإطالة.
3- نعت البيان العمل بالجبان والترحم على قادة الحرس الثوري ونعتهم بالشهداء وأن هذا العمل يستهدف صمود ومواقف الجمهورية الإسلامية : ولنأت من الأخير فما هي مواقف الجمهورية الإسلامية كما تسمى؟! اذكروا لنا موقف واحد قد خدمت به هذه الجمهورية أمة الإسلام؟! ولا نريد أن نرجع إلى التاريخ... ولكن نبدأ من بداية سيطرة خميني على الحكم .
فمن أول ما قامت الثورة بدأت تبعث بسراياها ليس على فلسطين وإنما على العراق المجاور فبدأت المجاميع التابعة لإيران بعمليات اغتيالات وتفجير المدارس والجامعات وما تفجير وزارة التخطيط ووكالة الأنباء العراقية آنذاك ببعيد وحدث الاعتداء على العراق تحت شعار تحرير القدس عبر بغداد والهدف الوصول إلى كربلاء والنجف .
وختم المشهد باحتلال أمريكا للعراق بمساعدة إيران وهذا باعتراف المسئولين الإيرانيين، وما هي مواقف إيران من خطف الطائرات الكويتية أم محاولة تخريب الحرمين الشريفين مكة والمدينة أم المطالبة بضم البحرين إلى إيران وإثارة القلاقل عبر عملائها في هذا البلد أم استمرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث أم دعمها للحوثيين لقتل أبناء القوات المسلحة اليمنية واحتلال مساجد أهل السنة وقطع الطرق في ذلك البلد العريق ومحاولة زعزعته ، ولطالما وقف الشعب اليمني داعماً للقضية الفلسطينية حكومة وشعباً. أم دعم حزب الله في لبنان الذي قتل في اجتياحه لبيروت مائة من أهل السنة وتخريب ممتلكاتهم ، أين مواقفهم المشرفة من تخريب الأمن في مصر وسوريا والمغرب والصومال وغيرها من بلاد المسلمين السنة .
إن هم إيران هو إثارة القلاقل ونشر التشيع في بلاد السنة، لقد أغرقت إيران العراق بعد احتلاله بالمخدرات والأدوية الفاسدة وأغرقته بالأسلحة الإيرانية من العبوات اللاصقة إلى كواتم الصوت (وهذا باعتراف الحكومة العراقية) ليقتل العراقيين بعضهم بعضاً، لقد قطعت إيران مياه الأنهر التي تصب في العراق حتى أصبحت المناطق الجنوبية منه تعيش في عطش وجوع علماً أن المناطق الجنوبية في العراق ذات غالبية شيعية لقد قطعوا المياه عن أبناء مذهبهم أي لؤم هذا تحويه ضمائرهم ونفوسهم .
وليتفضل الفاضل الذي كتب البيان بذكر موقف واحد مشرف فعلته إيران لخدمة الإسلام والمسلمين.
أما ترحمهم على الحرس الثوري الإيراني ووصفهم بالشهداء!! فمن هو الحرس الثوري؟! هل حرر فلسطين؟ هل حارب المحتل الأمريكي؟ في العراق وأفغانستان؟ لا ... إن الحرس الثوري هو من درب ميليشيات جيش المهدي وفيلق بدر وغيرها من المليشيات التي قتلت من أهل السنة قرابة مليون في بغداد والبصرة وغيرها، هذه المليشيات هي التي حرقت وهدمت مائتي مسجد من مساجد أهل السنة في يوم واحد.
هذه المليشيات وإلى اليوم تقوم بقتل واختطاف واعتقالات عشوائية لأهل السنة في العراق هذه المليشيات قامت بمجازر لم يفعلها اليهود ولا التتر لم تفعلها سوى الفرق الباطنية عبر التاريخ أمثال القرامطة والفاطميين والصفويين فقط .
ثم هنالك مسألة أخرى من شرد وقتل مئات الفلسطينيين في العراق ؟ أليس هذه الميلشيات التي دربها الحرس الثوري والذي ينعتهم البيان بالشهداء!! ومن أراد أن يطلع على بشاعة تلك المجازر بحق فلسطيني العراق فليراجع موقع فلسطينيو العراق .
ومن درب مليشيات حركة أمل التي حاصرت المخيمات الفلسطينية في بيروت شر حصار حتى ألجأتهم إلى أكل الكلاب والقطط دون استنكار من تلك الجمهورية الإيرانية، إن الحرس الثوري مهمته ليس تهديد اليهود أو إيذائهم ..!! إن مهمته قمع السنة في إيران والعراق وإثارة القلاقل في الدول العربية والإسلامية .
ومن ثم نعت البيان هذا العمل بالجبان . وان كنا لا نؤيد مثل هذه الأعمال التفجيرية ولكن هذا العمل هو رد فعل للعمليات الإجرامية التي تقوم بها الحكومة الإيرانية ضد أبناء أهل السنة في إيران، قتل علماء وهدم مساجد واعتقالات .
إن في طهران لا يوجد مسجد للسنة رغم أننا نجد مساجد في دولة اليهود وفي عواصم الدول الكافرة !!
إن هذا التصريح الغير مدروس لهو اتهام لأهل السنة وحركتهم المسلحة بالجبن وبذلك تكون الحركة قد انحازت لطرف دون آخر. ويا ليتها نصرت المظلوم ضد الظالم وهي قد ذاقت الظلم وجربته من اليهود، فإن المسلمين يد على من سواهم ومن أصول الإيمان وجوب الموالاة والنصرة بين المسلمين وفي أقل الأحوال كان على الحركة أن تلتزم الصمت .
إن مواقف الحركة المؤيدة لإيران ولنظام الملالي في طهران والمتكررة . تدق مسامير نعش هذه الحركة فليس بيننا وبين الله نسب ولا محاباة . فالصحابة رضوان الله عليهم عندما خالفوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد هزموا . ولا يستهين أحد بهذا البيان ويبرر فان اليهود لعنوا عندما أمرهم الله أن يقولوا حطة فقالوا كما روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "قيل لبني إسرائيل (ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) فدخلوا يزحفون على استاههم فبدلوا وقالوا :حطة ، حبة في شعرة " إنها كلمة سببت غضب الله عليهم .
إن الأمة الإسلامية كل يوم تذوق ويلات التدخل الإيراني فكان على الحركة أن لا توقر وتمدح وتقف في جانب من يكيل الشتائم لأفضل الخلق بعد الأنبياء ويطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم . فإن الله يغار وغيرته أن تؤتى محارمه كما في الحديث "عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى يغار وغيرة الله تعالى أن يأتي المرء ما حرم الله عليه." متفق عليه . لذا كان على الحركة أن لا تكون جسراً تستخدمه إيران لتحسين صورتها وبالتالي نشر التشيع في أوساط أهل السنة!!
إن الخطر الإيراني لا يقل شأناً عن الخطر اليهودي وما مر ببلاد المسلمين من ويلات نتيجة تدخل نظام الملالي لهو خير شاهد . هذه نصيحة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ولكن هل من مجيب !
بقلم: عبد الملك الشامي
23-10-2009