لله ودينه .. لا للقرضاوي

بواسطة يحيى زكريا البوليني قراءة 737

لله ودينه .. لا للقرضاوي

 

 

يحيى زكريا البوليني

 

قرون كثيرة خلت منذ نشأة تلك الطائفة الباطنية التي أعلنت تشيعها للإمام علي بن أبي طالب وأبنائه رحمهم الله ورضي عنهم، وحاولت من خلال ذلك الكيد لأبناء المسلمين المستمسكين بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم كما دأبوا على الطعن في كل من ينتسب للإسلام بداية بصحابة النبي الكرام وزوجاته الطاهرات مرورا باستباحة كل مسلم لا يؤمن بمذهبهم والطعن في أهم الكتب والموسوعات السنية الصحيحة الثابتة التي نقلت لنا أحاديثه صلى الله عليه وسلم بل والقول بتحريف القرآن وهدم السنة النبوية بتكفير ناقليها والاعتماد الدائم على الكذب واتخاذه دينا حين يتعرضون لمواجهة تفضحهم تحت اسم التقية.

 وحاول علماء أهل السنة انطلاقا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تبيان وجه الحق لعوامهم بمناقشة زعمائهم وكبرائهم وبيان الحق، ولكن هيهات هيهات، فلم يفلح معهم أحد حيث أن هذا المذهب المبتدع هو مذهب ديني سياسي فهم يدعون دوما إلى عودة ملك آل ساسان والدولة الفارسية والذي يتضح جليا أن الملك الفارسي يزدجرد الذي أسقط الإسلام ملكه هو صاحب البيت الحقيقي الذي يتشيعون له وله ينتسبون وأن المذهب يعتبر مطية لأهوائهم ومآربهم في الطعن في أصول السنة النبوية المشرفة والصحابة الكرام .

 وكان من آخر علماء الإسلام الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله فقد حاول كثيرا دعوة الشيعة إلى الإسلام لجمع الشتات والعودة إلى حظيرة أهل الإيمان وكان يردد مقربا وداعيا وملتمسا لهم مدخلا إلى الاهتداء و كان مجتهدا محاولا باذلا جهده لهدايتهم، ولكنهم كانوا دوما على ديدنهم من استخدام التقية التي تعتمد عندهم على إظهار غير ما يبطنون وإعلان خلاف ما يكيدون وهو سبيل يجعلك في شك دوما أن تأخذ منهم كلمة صادقة واحدة ولا يمكنك من إقامة الحجة عليهم ولهذا لم يستطع أحد أن يردهم عن نواياهم الهدامة .

 وفي لقاءات الشيخ القرضاوي الأخيرة بهم حدد لهم تلك النقاط صراحة وطالبهم باتخاذ موقف صريح وواضح في مسألة سب الصحابة، مؤكدا أنه لن يحدث تقارب مادام هناك سب للصحابة وأمهات المؤمنين فقال: "لا يمكن أن يحدث تقريب بين من يقول عمر بين الخطاب رضي الله عنه، ومن يقول عمر بن الخطاب لعنه الله.. أو من يقول عائشة رضي الله عنها، ومن يلعنها ويلصق بها أبشع التهم".

وبعد أن نفض الشيخ منهم يده بعد أن كان راغبا طامعا في عودتهم للحق ونصرتهم لقضايا المسلمين وأيقن أنه لا مجال لعودتهم عن بدعتهم وضلالهم وغيهم حذر منهم الأمة مبينا خطر معتقدهم موضحا نيتهم السيئة في احتلال الأرض ونشر مذهبهم الخبيث بالقوة حيث أنهم على أتم الاستعداد للتحالف مع أية قوة لإسقاط الإسلام والمسلمين.

فكما مكن ابن العلقمي الرافضي هولاكو من احتلال بغداد وتدميرها مكنوا الأمريكان من العراق واقتسموا غنائمها ويتقدمون إلى لبنان بالسيطرة عليه عبر حزب الله الشيعي ويتمكنون من سوريا بولاء آخر ويحاولون في دول الخليج، ويحتلون الجزر الإماراتية ثم هاهم يسعون جاهدين للتسلل إلى مصر بلد الأزهر الشريف ويطالبون بأن يسمح لهم بإقامة اللطميات والحسينيات في المساجد المصرية ويطالبون أن تسمح الحكومة لهم بإقامة الموالد الشيعية، ويسعون لاستمالة بعض الصحف ووسائل الإعلام لتبث سبابهم وطعنهم في الصحابة الكرام وأم المؤمنين رضي الله عنها كما حدث أمام أعيننا من صحيفة الدستور وصحيفة الغد والكرامة وغيرهما ..

 وبعد أن اصدر الشيخ تلك التوضيحات التي كانت تتسم أيضا بالسمة الدعوية التي يتحلى بها الشيخ والتي يفتح لهم فيها الباب للعودة للحق بوصفهم وصفا أقل بكثير مما يستحقون فوصفهم بالمبتدعة ..

 ورغم ذلك تطاولت عليه الألسنة منهم وانطلقوا في حملة شرسة ليمارسوا ما أتقنوه من السب واللعن، وكيف لا وهم يسبون من هم أفضل وأخير من الشيخ القرضاوي فيسبون من اصطفاهم الله واختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وهم الصحب الكرام وعلى رأسهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما..

 ولا عجب من موقفهم، فهذا ديدنهم بل هذا هو الأصل الثابت  عندهم، فإن سبهم لأحد هو نوع من التشريف له، ورضاهم عنه هو من البلاء والقدح فيه، ولقد كنا كثيرا ما دعونا الله للشيخ القرضاوي أن يجنبه رضاهم عنه وثناءهم عليه لما عرفناه من دوره القيادي والدعوي الرائد في كثير من مجالات نصرة الإسلام والسنة النبوية المشرفة .

وكنا قد اختلفنا مع الشيخ الجليل في رفقته بهم فيما سبق وحفاظه على الحوار والتقريب معهم والسماح بتعيين نائب شيعي له في اتحاد علماء المسلمين، إذ إنهم قد استغلوا تلك المعاملة الحسنة في نشر مذهبهم وخداع أبناء السنة في مختلف البقاع .

واليوم وبعد أن أعلن الشيخ التحذير منهم ومن مخططاتهم المؤامراتية في تشييع أبناء المسلمين ونقض أصول الإسلام خطوة خطوة، ومن مذهبهم البدعي الضال، وبعد أن شنوها حربا ضد الشيخ وجميع رموز أمتنا الإسلامية، وجب علينا الذود عن حياض علمائنا والوقوف صفا واحدا في خندق مع القرضاوي وغيره من علماء أمتنا الأبرار ..

 ولكن ما يثير العجب ويزيد الغصة في الحلوق موقف بعض العلماء والدعاة وابناء الجماعات الإسلامية المنتشرة على الساحة من نصرة الشيخ الجليل !

 لقد ترك بعضهم الأمر وكأنه لا يعنيهم، واختزلوا الموقف في أنه خلاف شخصي بين الشيخ القرضاوي ومراجع الشيعة ولا دخل لهم بالطرفين وسمعنا من ينتقد الشيخ بأنه سكت عنهم طويلا متناسين تصريحاته السابقة والمتتابعة من التحذير من مخططات التشيع في الدول السنية وتحذيره إياهم من سباب الصحابة وغير ذلك ..

 فأين علماء الأزهر؟! الذين لم يصدر منهم صوت يعارض أو يؤيد أو يقف في صف الشيخ أو ضده، وكأن الذي يملي عليهم المواقف والآراء في إجازة فهم ينتظرون عودته لكي يخرجوا على الناس بآرائهم، ولم يصدر بيان إلا من جبهة علماء الأزهر وهي جهة غير رسمية وكثيرون لا يعترفون بها رسميا ولا بتمثيلها للأزهر .

وأين طلبة العلم والعلماء الذين كثيرا ما هاجموا الشيخ القرضاوي في سعيه لدعوتهم واتخاذ اللين معهم، فأين هم إذا ما انتحى الشيخ منحى آخر ؟ ألا ينصرون دينهم أم أن صمتهم عقوبة للشيخ على عدم انصياعه لرأيهم فيما سبق ؟! فيتركونه ليلقى مصيره في حرب يقف فيها منفردا ويكتفون بالمتابعة والمشاهدة في حين أن الأمر أمر دين وليس أمر خلاف شخصي؟ .

وأين الهيئات والمنظمات الإسلامية مثل رابطة العالم الإسلامي ومنظمة الدعوة الإسلامية والمجمعات الفقهية الإسلامية ؟ وأين دور الإفتاء في العالم الإسلامي والتي لا تفتأ تتناحر حول بداية الشهور العربية !!

فهل يمكن أن يكون لهم دور ورأي في الوقت الراهن أم سينتظرون ما تسفر عنه الأحداث ثم يبنون مواقفهم بعد ذلك؟

وأين جماعة الإخوان المسلمين والتي كان الشيخ ومازال في مكانة المفتي لهم ويقدمون رأيه في كل موطن، فهل عندما يتعلق الأمر بالشيعة وإيران تصمت الجماعة ؟!

لماذا إذن يغلفون الأمر بريبة لا نعلم أبعادها ؟ ولا يفهمها رجل الشارع العادي البسيط الذي يريد رؤية واضحة تجاه من يسب صحابة نبيه وأمهاته الكريمات رضي الله عنهن ويطعن في البخاري ومسلم وفي القرآن المجيد ؟!

إن الخطر الشيعي قادم وسيزداد خطره إن تجاهلناه،  المد الشيعي الخفي أخطر من خطر العدو المعلن لأنه يهدم عقيدتنا باسم الإسلام ويتستر بحب آل البيت ويستغل الفراغ الحالي في القيادة الدينية في العالم الإسلامي بتصدير شخصية منهم وتلميعها وإظهارها بمظهر الزعيم الملهم حتى قيل عنه أنه صلاح الدين العربي الذي يجدد عهد صلاح الدين الأيوبي الكردي !!

ومخطئ من يظن أن أمريكا وإيران على خلاف جوهري فلن يختلفا ولن يتقاتلا إلا على اقتسام الغنائم وتوزيع تركة العالم الإسلامي .

لن أقول لكم انصروا الشيخ القرضاوي، فحسبه ربه، ولكني أقول لكم انصروا دينكم وقفوا وقفة لله مرددين قولة الصديق رضي الله عنه " أيهدم الدين وأنا حي ؟ ".

 



مقالات ذات صلة