القدس بريئة من يوم القدس الخميني

القدس بريئة من يوم القدس الخميني
القدس بريئة من يوم القدس الخميني

لجنة الدفاع عن عقيدة اهل السنة - غزة

17-8-2012

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه  أجمعين

وبعد:

في يوم السابع من آب سنة تسعة وسبعين وتسعمائة و ألف أعلن المجرم الخميني  يوم القدس العالمي، حيث قال:

 "أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، التي هي من أيام القدر ويمكن أن تكون حاسمة أيضا، في تعيين مصير الشعب الفلسطيني، يوما للقدس. و أن يعلنوا من خلال مراسيم الاتحاد العالمي للمسلمين، دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم".

ولكن يا ترى هل هذا الإعلان حقيقي في كينونته أم هو كذب من أجل خداع واستعطاف المسلمين لاستقطابهم لخدمة مشروع إيران الصفوي الفارسي.

الحقيقة أن إيران تعتمد  في مشروعها الصفوي الفارسي على الكذب والدجل وتغيير الحقائق وتلبيس النتائج  وتغيير حقيقتها التي تريدها ومن هذا ما تقوم به القيادة الشيعية من الإعلان عن فعاليات خاصة بيوم أفردوه نصرة للقدس تحت مسمى " يوم القدس العالمي".

و بالنسبة لقيادة المشروع الصفوي الفارسي الجديد بقيادة إيران والتي تعتمده بكل خسة ودناءة مريدة تمريره على المسلمين بكل عزيمة وإصرار لتتوصل بذلك إلى ما تريد وهو تطويع المسلمين بعد استعطافهم واستقطابهم لأكذوبة التشيع والذي تهدف من خلاله إلى التوصل من قلوب الناس ومن ثم قيادتهم لتنجز بهم  طموحها في مشروعها الصفوي الفارسي الجديد.

     ولكن المؤسف أننا نرى بعض عوام المسلمين قد استجابوا لذلك وانخدعوا به وتعاملوا معه و كأنه يوم خاص لنصرة القدس حقيقة!!! ولم يعلم هؤلاء أن إيران لن تريد للإسلام نصرة ولا لأهله عزة وإنما هي جهود من باب ذر الرماد في العيون، ودعاية استهلاكية كاذبة وعباءة يتخفون تحتها ليخفوا حقيقة نواياهم وطموحاتهم المشينة المشؤومة.

وفي الحقيقة أن الشيعة عموماً وإيران خصوصاً لا يهمهم القدس ولا فلسطين اللهم إلا إذا كانوا يريدون احتلالها واخضاعها وضمها تحت سيطرتهم .

    أما أن تكون إيران تهتم فعلياً بأمر القدس حقيقة فهذا محض كذب واضح مفضوح، وإلا كيف تريد إيران أن تحرر القدس لينعم المسلمون فيها ويصلوا في مسجدها أو تدعم ذلك ايجابياً وهي في نفس الوقت تقتل الفلسطينيين في العراق من خلال ميليشياتها المباشرة وغير المباشرة، وهي التي دعمت ولا زالت تدعم حزب الله المزعوم الذي قتل الفلسطينيين في مخيمات لبنان-صبرا وشاتيلا وغيرهما- وعلى رأسهم المجرم أمينهم العام حسن الله عليه من الله ما يستحق.

والذي يكذب هو الآخر على الناس ويتسلل إلى قلوبهم ليستقطبهم بنفس الطريقة الخبيثة ولنفس الهدف الخبيث .

وكيف تزعم إيران نصرة القدس الإسلامية وهي التي تمنع بناء المساجد في البلاد التي تحكمها وتسيطر عليه؟

وكيف تزعم إيران نصرة القدس وهي التي تلاحق المسلمين في كل مكان تقدر عليه؟

وكيف تزعم إيران نصرة القدس وهي تمنع تدريس العلوم الدينية الحقيقية الثابتة من طريق الأخيار الثقات؟

فلو كانت إيران صادقة فيما تقول لدخلت في معارك تلو المعارك لأجل ذلك وهي تملك الكثير الكثير من القوة البشرية والمادية والعسكرية، ولو كانت حقاً تقدس قضية القدس كما تقول لانشغلت في العمل على تحريرها ولم تنشغل في حربها ضد العراق التي انفقت فيها الكثير من الرجال والمال والعتاد!!!

    فأكذوبة يوم القدس العالمي التي أطلقها المجرم الخميني لو كانت حقيقة لما قتل الخميني العرب والعروبة في الأحواز، ولاستنفرهم وحرضهم على تحرير القدس والمقدسات ولم يعلق لهم أحبال المشانق ويفتح لهم  أبواب السجون.

فكيف تريد إيران تحرير القدس وهي تقتل وتشرد أهلها الأصليين موطناً كفلسطينيي العراق ولبنان، وإخوانهم في الدم من عرب الأحواز وغيرها؟.

ولذلك لابد من فضح إيران ومخططها  الفاشل الكاذب ولابد من فضح أعوانها وطرقهم التي يسلكونها من أجل سيطرتهم على أهل السنة وممتلكاتهم .

لو كان ملالي طهران عازمون حقا على تحرير القدس لكان لهم دور في صد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة, ولكان لهم دور في كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة منذ عامين, ولكنهم اكتفوا هم ووكيلهم "حزب الله" بكل ترسانته من الصواريخ الايرانية موقف المتفرج في حين ان تصريحاته العنترية الطنانة كانت تتوعد اليهود بسيل من الصواريخ ان هم اعتدوا على غزة!

لقد وعى المتبصرون من المسلمين وأدركوا المرامي الخداعة لملالي طهران من رفع شعار يوم القدس, للمتاجرة بالقضية الفلسطينية, لقد بات معلوما للقاصي والداني ان الملالي لا تهمهم فلسطين ولا تهمهم القدس ولا تعنيهم في شيء, سوى استخدامهما كورقة دعائية وخديعة للمخدوعين من العرب والمسلمين الذين صدقوا أو يصدقون ان إيران الملالي عازمة على تحرير القدس, لكنها استبدلت شعار "الطريق الى القدس يمر عبر بغداد" بشعار "الطريق الى فلسطين يمر عبر نشر التشيع الصفوي في العالمين العربي والاسلامي, فإلى متى يظل المخدوعين على انخداعهم بهذه الشعارات الإيرانية الجوفاء التي بان كذبها وافتضحت مراميها?

تلك هي ساحة الجهاد والنضال في فلسطين فلتتحرك جحافل الجيش الاسلامي الإيراني لتحريرها إن كان ملالي طهران صادقين هم وامامهم الراحل الخميني حقا بالشعارات الجوفاء التي يخدعوننا بها.. ولكن هيهات, فقد افتضحت العلاقات السرية الوثيقة بين إيران وإسرائيل, وهذه الساحة العراقية بعد غزو العراق تشهد على تنسيق كامل بين الملالي وبين الشيطان الأكبر (أي الولايات المتحدة الأميركية), لإدارة الشأن العراقي, وأميركا هي التي سمحت لإيران بالتمدد في العراق.. فكفى خداعا وجدلا.

فإيران لم ولن تعمل من أجل القدس وتحريرها ومن يظن بأن إيران ستدخل حرباً في يوم من الأيام من أجل نصرة القدس وتحريرها فإنه واهم واهم.

نعم قد تدخل إيران في حروب وحروب ولكنها ستكون من أجل مصلحتها فقط حتى لو كانت من أجل تحرير القدس فإنها تكون من أجل تحرير القدس من اليهود واحتلالها والتاريخ خير شاهد على ذلك، فعلى الرّغم من الإيحاء أنّ ايران تعتبر أمريكا و اسرائيل أعداءها، إلا أنّها:

لم تعارض اغتصاب امريكا لنساء عراقيات في سجن ابو غريب!

ولم تعارض الرشوة الامريكية للسيستاني باحتلال العراق!

ولم تعارض اشادات المالكي المتكررة بالمحتل الامريكي مع اعطاء كل جريح امريكي خمسة الاف دولار!

ولم تعارض تشريد مقتدى الاف العوائل الفلسطينية!

ولم تعارض ابراهيم الجعفري الذي اعطى سيف الامام علي لرامس فيلد!

ولم تعارض حسين الصدر وهو يقبل بريمر قبلة الشبق الابدي!

ولم تعارض عمار الحكيم وهو يضع عبد العزيز الحكيم بالأحضان!

ولم تعارض المالكي الذي وضع اكليلا للزهور وترحم على شهداء امريكا!

كفى خداعًا لعقول النّاس، هذا العراق أصبح محمية إيرانية بيد المليشيات والاحزاب و سوريا يُذبح شعبها على أيدي بشار الاسد، و بدل أنْ تحتكم ايران شريعة الاسلام التّي تدّعي إنّها هي من تمثّلها، تقوم ايران بدعم هذا الانظمة في قتل شعوبها.

ولكن ما هو دورنا  نحن أهل السنة ؟

أقول:

دورنا هو الاهتمام بقضايا المسلمين وعدم السماح لأمثال هؤلاء بالتدخل فيها وذلك بقطع الطريق عليهم بفضح مخططاتهم وتعرية وكشف افكارهم ومزاعمهم.

وكذلك قيامنا نحن بخطوات عملية متواصلة جدية في سبيل تحرير فلسطين وقدسها وتطهيرها من أعداء الله تعالى، وذلك من خلال توعية المسلمين لما يدور حولهم والعمل على توعيتهم  باستمرار والإعلان عن الندوات والمحاضرات المتواصلة والقيام بالفعاليات الشعبية والرسمية ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.

وكذلك لابد من الجهاد في سبيل الله بكل أشكاله وتحريض الأمة عليه وتبيين أهميته ووجوبه على الأمة ودوره في عزة الأمة ولم شملها وألا مخرج للأمة من هذه الأزمات بدونه؛ فلابد من جهاد اللسان والسنان.

وبالجملة لابد من كشف كل المخططات التي تحاك للنيل من الأمة الإسلامية والتحذير منها ووضع خطط عملية للعمل من أجل إيقافها ورد كيد أهلها في نحورهم، وهذا لا يكون إلا بتكاثف وتعاون حثيث من المسلمين في نصرة المسجد الأقصى والمدينة المقدسة والاهتمام بها ودعم أهلها في تضحياتهم وجهادهم في سبيل الله.

وإن من أجدر الطرق والوسائل الداعمة لقضية القدس دعم الحراك الجهادي المقاوم في فلسطين من قبل أهل السنة والجماعة، فرغم أنه واجب شرعي ومطلب ديني إلا أن وجدنا المسلمين ينشغلون عنه ويتركونه، وقد أدى ذلك إلى إخلاء الساحة لإيران وربيبها حزب الله في اللعب والإفساد والمكر بالليل والنهار حتى تمكنوا من صناعة أحزاب وجماعات موالية تنفذ ما تراه وتسبح بحمدها، وهاهم اليوم قد أخذوا على عاتقهم إحياء هذه المسرحية الهزلية بعد أن رضوا بحفنة من الأموال الإيرانية وباعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل، ولعل من هؤلاء الحمقى من يقول ما المانع من إحياء هذه الذكرى حتى ولو كان صاحبها ممن يخلفنا في معتقداتنا الدينية؟

فأقول إن عمى البصائر أشد من عمى الأبصار، وكثير من هؤلاء لا يسمع ولا يبصر ولا يحقق، ولذلك تجده كالهمج الرعاع مع كل ناعق، فإنه بمثل هذه الترهات وفدت علينا أفكار الشيوعية والعلمنة والزندقة مغطاة ببريق القدس والمقدسات، فعلى مسلم عاقل الحذر من دعوات البطالين وخاصة الذين يحملون في صدروهم حقدا دفينا على أسلافنا وأصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم فمثل لا يمكن أن يكون لهم غاية نبيلة أو مقصد شريف والمؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين، فإنه لو فعل استحق أن عقوبة نقص الإيمان وذهاب أثره من القلوب فالله أسأل أن يثبت قلوبنا على دينه آمين .



مقالات ذات صلة