نظرات نقدية لبعض ما جاء في كتاب محمد بن المختار الشنقيطي : " أثر الحروب الصليبية على العلاقات السنية الشيعية " من تحريفات وأخطاء فادحة وأبرزها تمجيد ماضي الرافضة الإمامية وافتعال بطولات كاذبة لهم في جهاد الصليبين. وتشويه رموز وقادة أهل السنة – الجزء الرابع

بواسطة قناة حركة التاريخ قراءة 814
نظرات نقدية لبعض ما جاء في كتاب محمد بن المختار الشنقيطي : " أثر الحروب الصليبية على العلاقات السنية الشيعية " من تحريفات وأخطاء فادحة وأبرزها تمجيد ماضي الرافضة الإمامية وافتعال بطولات كاذبة لهم في جهاد الصليبين. وتشويه رموز وقادة أهل السنة – الجزء الرابع
نظرات نقدية لبعض ما جاء في كتاب محمد بن المختار الشنقيطي : " أثر الحروب الصليبية على العلاقات السنية الشيعية " من تحريفات وأخطاء فادحة وأبرزها تمجيد ماضي الرافضة الإمامية وافتعال بطولات كاذبة لهم في جهاد الصليبين. وتشويه رموز وقادة أهل السنة – الجزء الرابع

أما الفصل الثالث من كتاب الشنقيطي فعنوانه (اكتشاف وحدة المصائر : السنة والشيعة في مواجهة الفرنجة).

وتلك المواجهة بين المسلمين والصليبيين دامت قرنين من الزمان على أراضي بلاد الشام كما هو معروف للجميع . وقدّم أهل السنة من التضحيات البشرية والمادية - في سبيل استرداد البلاد وطرد الصليبيين منها - ما لا يمكن حصره أو تقديره. ولم يُقدم الشيعة شيئا يُذكر لقضية الجهاد والاسترداد ، ولم يستردوا من الصليبيين ذرة رمل واحدة!!!.
ولكن الشنقيطي يخترع دورا كبيرا في الجهاد - في فترة التوسع الصليبي في بلاد الشام على حساب المسلمين - لأمير طرابلس الشيعي ابن عمار ولأحد وجهاء حلب ويُدعى ابن الخشاب.
وقبل الحديث عن هذا الموضوع يجب أن أذكر أن الشنقيطي أقحم في بداية هذا الفصل فكر خميني وفلسفته التي سمعنا بها أثناء ظهوره وسيطرته على إيران ( كُنتُ حينذاك في مرحلة الماجستير ) حيث أعلن أنه يسير في "ثورته" وسوف يصدرها إلى عالم الإسلام على "منهج الحسين - الثوري - وليس على منهج أخيه الحسن – المهادن"!!! والتي سار عليها من بعده خليفته خامنئي ونجم عنها دمار بلدان إسلامية ، وعلى رأسها العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وسأعرض هنا حرفيا ما قاله الشنقيطي ليتبين لكل ذي لب في عالم الإسلام أن الشنقيطي لا صلة له البتة بتاريخ الحروب الصليبية وأنه يحتطب لصالح الفكر الخميني الصفوي!!!.
يقول الشنقيطي ص 138 - 140 ما نصه : (لقد عبّر التشيع عن نفسه تعبيرا سياسيا منذ البداية بلغتين : لغة المهادنة والانتظار ، ولغة الرفض والثورة. وأصبح الرمز السياسي للتوجه الاول هو الحسن بن علي رضي الله عنهما ، الذي رجَّح وحدة الأمة على شرعية السلطة، وتنازل لمؤسس الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان عن القيادة ، حقنا لدماء الأمة ، وحرصا على وحدتها . وكان هذا المنزع بداية تأسيسية لمدرسة فكرية وسياسية تبناها أغلب الشيعة الإمامية قبل العصر الحديث ، وعبّروا عنها بفكرة التقية.
أما التوجه الثاني فأصبح رمزه شقيق الحسن ، الحسين بن علي رضي الله عنهما ، وهو منزع ثوري رافض لشرعية المُلك ، أو التصالح مع الظلم السياسي . فبينما ساد لدى الحسن - وفي الفقه السياسي الكلاسيكي من بعده - الخوف من الفتنة والتخويف منها ، فإن الحسين بن علي كان يرى الاستبداد والظلم السياسي هو الفتنة ذاتها. وقد عبّر الحسين عن ذلك في رسالة إلى معاوية بن أبي سفيان قال فيها: "وما أظن لي عند الله عذرا في ترك جهادك ، ولا أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة". وقد ثار الحسين ضد يزيد بن معاوية فقتله جيش يزيد مع العديد من أفراد أسرته النبوية وأنصاره في فاجعة كربلاء ، فتحول الحسين في الفكر الشيعي إلى رمز الثورة على الظلم السياسي منذ ذلك التاريخ إلى الزمن الحاضر ، وتحولت فاجعة قتله وأهل بيته في الذاكرة الشيعية إلى أهم حدث تأسيسي في تاريخ الاسلام تقريبا.
وهذا النهج الثوري الرافض للأمر الواقع هو الذي انتهجته الشيعة الإسماعيلية في العصر الوسيط ، رغم أنهم أحلّوا نظاما ملكيا محل آخر ولم يقدموا بديلا أخلاقيا للدول التي ثاروا عليها ، كما كان يسعى إلى ذلك الحسين بن علي وغيره من ثوار القرن الأول الهجري /السابع الميلادي. وإنما قصدنا أن الإسماعيليين لم يكونوا سلبيين سياسيا ، أما الشيعة الإمامية فكانوا سلبيين سياسيا بشكل كامل - باستثناء الحقبة البويهية - ولم يتبلور لديهم مشروع سياسي بديل للواقع السياسي السني الا مع ظهور الدولة الصفوية عام (٩٠٧ هجري/ ١٥٠١م).
فالمنهج الحسني المهادن هو الذي غلب على التشريع الإمامي في أغلب مراحل تاريخه ، كما لاحظ دنيس ماكيون : " لقد تعايشت الحركية السياسية والمهادنة السياسية بتوتر داخل التشيع " لكن " ماغلب على التشيع الامامي الاثني عشري هو المهادنة التي قبلت بحكم الأمويين والعباسيين ، وليس المنحى الحسيني المحض " على أن هذه المهادنة لم تسع قط إلى إضفاء الشرعية على السلطة ، وإنما كانت نوعا من التعايش معهابضغط الضرورة ودافع المحافظة على الذات ، مع انتظار رجوع الإمام الغائب الذي يُتوقع منه أن يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا.
وهكذا سادت المهادنة السياسية في التشيع الإمامي ، وظلت خاصية من خصائصه طيلة تاريخه باستثناءآت قليلة. أهمها قيام الدولة الصفوية عام 907 هجري/ 1501م على يد أسرة شيعية إمامية من أصول تركية آذربيجانية ، والإسهام الكبير لفقهاء إيران فيما عُرف بالثورة الدستورية خلال عامي 1323 - 1325هجري / 1905 - 1907م ، وأخيرا الثورة الإيرانية عام 1399 هجرية/ 1979م بقيادة آية الله الخميني. وقد وفّر الخميني للحركية السياسية الإمامية التسويغ الفكري والفقهي الذي كانت تحتاجه ، وذلك بإحيائه نظرية ولاية الفقية بعد أن طمرها غبار القرون).

ومن هذا النص الذي كتبه الشنقيطي في كتابه يتبين لنا ولاؤه للخمينية الصفوية وترويجه لفكرها في موضوع رسالة دكتوراة تتحدث عن موضوع ينصب على فترة الحروب الصليبية.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ما علاقة هذا الفقه السياسي الخميني بقضية مشروع عدوان صليبي سابق على المسلمين كان يهدد وجودهم برمته؟؟؟؟؟.

وفي هذا الفصل الثالث الذي عنوانه "السنة والشيعة الإمامية في مواجهة الفرنجة" نجد التزوير وقلب الحقائق خصوصا في حديثه عن إمارة بني عمار الشيعية في طرابلس. وتحويله الخيانات الواضحة وضوح الشمس الى مجرد شوائب فقط.
وقبل الشروع في عرض ما كتبه الشنقيطي يجب أن نشير أن الحملة الصليبية الأولى حاصرت أنطاكية زهاء ثمانية اشهر وحاول المسلمون انقاذ أنطاكية فجاءت النجدات من كربوجا أمير الموصل الذي جاء بنفسه ، ومن دمشق وحمص ومن العرب والاكراد في منطقة الجزيرة (بين فروع دجلة والفرات) ولكنها لم تستطع انقاذ انطاكية لعدم وجود قيادة موحدة لكل تلك النجدات. أما بنو عمار الشيعة في طرابلس ، الواقعة جنوب أنطاكية ، فلم يقدموا لأنطاكية أية مساعدة البتة ، رغم قربهم الجغرافي منها. وقد زحف الصليبيون جنوبا حتى وصلوا الى عرقة شمال طرابلس التي كانت تابعة لبني عمار ، فأرسل فخر الملك بن عمار أمير طرابلس الى ريموند الصنجيلي يعرض عليه عقد اتفاقية تبعية وولاء للصليبيين ، وتعهد بدفع جزية لهم ، كما بادر برفع الاعلام الصليبية على أسوار طرابلس وسائر المناطق التابعة لها إشارة إلى ولائه المطلق للصليبيين. وارسل ريموند وفدا الى طرابلس للاتفاق على مقدار الجزية التي سيدفعها ابن عمار للصليبيين ، فلما رأى الوفد ثروة طرابلس وغناها طمعوا في زيادة الجزية ، وأشاروا على ريموند بمهاجمة عرقة لتشديد الضغط على ابن عمار حتى يزيد في الجزية. كما اتجه فريق من الصليبيين الى انطرسوس التابعة لبني عمار واستولوا عليها أيضا سنة 492 هجرية1099م.
ومع هذه الخيانة من امير طرابلس الشيعي يصف الشنقيطي الامر بكلمة شوائب. فيقول في ص 141 ما نصه ( لقد تجسدت الوحدة السنية الإمامية في طرابلس أثناء حصارها ، لكنها لم تخل من شوائب في البداية) ثم يعرض الشنقيطي خيانة ابن عمار في الصفحة نفسها بعد ان اعتبرها شوائب فيقول: (فحينما دخلت جيوش الصليبيين أراضي إمارة طرابلس زاحفة الى القدس اتبع أميرها ابن عمار خُطى الأمراء الصغار في الساحل الشامي الذين امتلأت قلوبهم ذعراً ، وغلبت عليهم الأنانية السياسية ، فأرسل سفراء إلى الصليبيين يعرض عليهم توفير الزاد والأدلّاء مقابل احترامهم لسلطته وسلامة أرضه. وقد ذكر المؤرخ الفرنجي وليم الصوري أن من بين الأدلّاء الذين قادوا الجيوش الصليبية الى القدس "أفراد من أسرة أمير طرابلس" ).
فهل هذه أيها القراء الكرام شوائب أم خيانة يندى لها الجبين؟؟؟؟؟
ويجب أن انبه القراء هنا أنه لم يعد لدى الصليبيين جيوش كما يصفها الشنقيطي بصيغة الجمع. فقد قل عددهم بصورة كبيرة جداً بعد الوباء والموت الذي أهلك وأفنى معظمهم في أنطاكية بمن فيهم المندوب "البابوي" ادهمار دي مونتيه ، الذي كان "الأب الروحي" للحملة الصليبية الاولى ورمز وحدتها . ولم يعد يضم الجيش الصليبي سوى ألف فارس وخمسة آلاف من المشاة المسلحين فقط. انظروا : سعيد عاشور ؛ الحركة الصليبية ؛ طبعة 1982م ج 1 ص 230 .
ويعرض الشنقيطي في ص 144 - 146 خيانة أكثر فداحة مما رأيناه آنفا.
ولولا تلك الخيانة لأصبح في مقدور المسلمين القضاء على المشروع الصليبي برمته. ولكن الشنقيطي لم يدرك أبعاد هذه الخيانة الكارثية من ابن عمار الشيعي.
ذلك أنه بعد احتلال الصليبيين للقدس واختيار جودفري حاكما عليها وهزيمة الوزير الفاطمي الافضل عاد معظم الصليبيين الى اوروبا بعد ان رأوا انهم أوفوا بقسمهم الصليبي ولم يبق مع كبار القادة الا بضع مئات من المحاربين ، واصبحوا يعانون من نقص القوة البشرية. ووقع بوهمند امير أنطاكية وعدد من قادته في أسر الأمير المسلم كمشتكين بن دانشمند ، واعتقلهم في قلعة نقصار على ساحل البحر الأسود. ومات جودفري بعد سنة من الاحتلال الصليبي للقدس ، فأرسل اتباعه رسالة الى أخيه بلدوين أمير الرها ، يطلبون منه الاسراع في المجيء الى بيت المقدس ليرث اخاه جودفري ، فولىّ بلدوين على الرها ابن عمه بلدوين لي بورج. وسار في بقية رجاله نحو بيت المقدس ومرّ في طريقه بطرابلس وكان رجاله قد بلغوا درجة خطيرة من التعب والإعياء لكن ابن عمار استضافهم في طرابلس وأنقذهم ، وقدّم لهم الخبز والنبيذ والعسل البري وقصب السكر. انظروا : كتاب الشنقيطي ص 144 ؛ وانظروا : سعيد عاشور الحركة الصليبية ؛ ج1 ؛ ص 289 - 290 .وكان دقاق السلجوقي ملك دمشق وجناح الدولة حسين صاحب حمص قد كمنا بقواتها في ممر ضيق بين الجبال والبحر قرب نهر الكلب لاعتراض بلدوين ورجاله والقضاء عليهم. ولكن ابن عمار علم بهذا الكمين فأخبر به بالدوين. وقد نقل الشنقيطي في ص 145 وصفا لذلك الممر نقلا عن فولشر الشارتري الذي كان مع بالدوين فقال : (غير بعيد من بيروت في حدود الخمسة اميال تقريبا ، يوجد ممر شديد الضيق ، على الطريق العام المحاذي لساحل البحر ، ولم يكن بمقدورنا ولا بمقدور غيرنا تفادي المرور عبر هذا الممر الضيق ، لو أن عدواً ذا زاد وعتاد قرر ان يسد طريقنا عبره. ولو ان جيشاً من مئة الف شخص حاول عبور ذلك الممر فلن يستطيع عبوره إذا صمم مائة مقاتل ، أو حتى ستون مقاتلا على منعه من العبور. ولذلك فإن أعدائنا قرّروا سد الطريق علينا هناك من كل الجوانب وإبادتنا).

ثم ينقل الشنقيطي وصف وليم الصوري للممر ... ثم يبرر الشنقيطي هذه الخيانة المقيتة لابن عمار بسوء علاقته مع دقاق صاحب دمشق والرعب من الفرنج ، رغم أنهم كانوا حينذاك في غاية الضعف من ناحية القلة في عدد القوة البشرية. والخيانة لقضية كبرى لا تُبرّر بهذا الشكل. بل إن التبرير غير مقبول البتة.
وفي الصفحة التالية 146 يقول الشنقيطي : ( غير ان تواطؤ ابن عمار وأنانيته السياسية لم تجلب الأمان والسلام لإمارة طرابلس التي كان يقودها. فقد استأنف القائد الفرنجي ريمون حصاره لطرابلس من جديد عام 495هحرية1102م. لكن ابن عمار برهن على مهارة فائقة في سياسة البقاء ، وصلابة عجيبة في الدفاع عن مدينته فلم تقاوم مدينة إسلامية حصار الفرنجة أطول مما قاومته طرابلس بقيادة ابن عمار... ).

فالشنقيطي بدأ عبارته بكلمة تواطؤ ظانا أنها تخفف واقع الخيانات المتكررة لابن عمار وموالاته للصليبيين التي ذهبت أدراج الرياح ولم تشفع له عندهم فقرروا انتزاع طرابلس منه. ولا يستحق المدح والثناء لمقاومته لأنه كان يدافع عن كيانه ووجوده فأسرته أسست لها إمارة في طرابلس منذ سنة 462 هجرية. وحين يدافع عن بيته وداره فإنه يفعل الفعل الطبيعي لسائر المخلوقات ، فالحشرات والزواحف تدافع عن بيوتها ووجودها.
ويعلق الشنقيطي ان ( الأمراء الاخرون ادركوا - من خلال صمود طرابلس - أن الوقوف في وجه القوة الفرنجية ليس مستحيلا ) وهذا استنتاج يتصف بالهراء فقد أسر كمشتكين بن دانشمند بوهيمند أمير أنطاكية ومن معه من الأمراء وأباد ثلاث حملات صليبية كبرى في آسيا الصغرى وابن عمار لا يزال في حمأة خياناته لصالح العدو الصليبي الأبدي اللدود.
والمفارقة ان الشنقيطي في صفحة 147 يذكر استنجاد ابن عمار بدقاق صاحب دمشق وأمير حمص بعد أن خانهما بالأمس لصالح الصليبيين. ثم يذكر الشنقيطي في ص 147 حصار ريموند لطرابلس ومعاونته من جانب اهل السواد الجبل (وأكثرهم نصارى) ثم يذكر انتزاعه انطرسوس التابعة لابن عمار. والشنقيطي لا يعلم من هم اولئك النصارى الذين أعانوا ريمون ، وهنا نخبره أنهم الموارنة!!!.
وغاب عن الشنقيطي ان صمود طرابلس الطويل مرده حصانتها الطبيعية حيث كانت في ذلك الحين على هيئة لسان من البر داخل في البحر واسوار قوية ولا يمكن الاستيلاء عليها الا بقوة بحرية كبيرة لا يملكها ريموند في ذلك الحين. ورغم ذلك فقد نجح ريموند في قضم إمارة طرابلس بالتدريج فجردها من كل ممتلكاتها من الشمال والجنوب والشرق وبذلك وضع ريموند الاطار العام لإمارة طرابلس الصليبية الامر الذي سهّل على ابن عمه وليم جوردان وابنه برتراند الاستيلاء عليها بسهولة كما يقول سعيد عاشور ج١ ص 366 - 367.
ويزعم الشنقيطي في ص 152 ان ابن عمار قتل ريموند. وهذا غير صحيح فقد بنى ريموند قلعة على تلة تشرف على طرابلس بحيث يراقب كل ما يجري داخل طرابلس. وحدث ان اشعلت قوات ابن عمار النار في بعض القرى المحيطة بطرابلس فامتدت النيران الى القلعة فسقط سقف على ريموند فأصيب بجروح وحروق لكنه عاش بعد الحادثة ستة أشهر ومات كما قال رنسيمان في تاريخ الحروب الصليبية ج2 ص 100 . وقد جاوز الثمانين من عمره!!!.
وفي ختام حديث الشنقيطي عن ابن عمار يذكر رحلته الى بغداد ليطلب المساعدة من الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي فيضفي على ابن عمار مسحة من البطولة والبسالة الزائفة فيقول في ص 152 ما نصه : ( وحينما وصل ابن عمار بغداد التقاه كل من السلطان السلجوقي والخليفة العباسي بحفاوة بالغة. ويبدو أن الرجلين قد فهما الأهمية السياسية والرمزية التي اكتسبها ابن عمار في قلوب عامة المسلمين جراء صلابته في جهاد الفرنج ، ونجاحه في مقتل احد قادتهم العظام ، ريمون دي سانجيل...).
وهذا مدح غاية في الكذب والهراء ، فتلك المرحلة - والمسلمون في أشد حالات التمزق - كانت مرحلة التوسع الصليبي وتساقُط المدن والمعاقل الإسلامية في بلاد الشام بأيدي الصليبيين. ولم تبدا الرمزية والصلابة للرجال إلا بظهور عماد الدين زنكي وابنه نور الدين وصلاح الدين والظاهر بيبرس وقلاوون وابنه خليل الذين سحقوا الصليبيين واقتلعوا الوجود الصليبي في بلاد الشام من جذوره.

 


قناة حركة التاريخ

للأستاذ : الدكتور / علي محمد عودة الغامدي

 



مقالات ذات صلة