7-4-2014
على جثث 101855 شهيد سوري وهم العدد الموثق فقط منهم 11,185 شهداء أطفال و 10,467 شهداء نساء بينما عدد الشهداء التقديري: 215,000 شهيداً (80% منهم مدنيون) وعلى جراح 172,670 سوري وسورية , وعلى أنات وآلام 254,132 معتقل سوري في سجون بشار وعلى دموع وآهات عدد 3,410,240 لاجئ سوري خارج البلاد بينما يبلغ عدد النازحين داخل سورية: فوق 7,310,000 , وعلى أنقاض مئات الآلاف من البنايات والمساكن والمساجد التي عدمت على رؤوس أصحابها [1] .
على كل هذه الآلام يقف حسن نصر الله كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد ليعلن أن بشار الأسد قد انتصر على "الشعب السوري " وأن خطر سقوط النظام السوري قد انتهى وأن خطر التقسيم – بحسب زعمه – قد تجاوزوه.
ففي مقابلة للأمين العام لحزب الله اللبناني الشيعي حسن نصر الله مع صحيفة السفير اللبنانية نقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله بعضا مما جاء فيها, فقال مطمئنا نظام الأسد: "في تقديري مرحلة إسقاط النظام وإسقاط الدولة انتهت وأن إسقاط النظام كمشروع من ناحية القدرة العسكرية على إسقاطه، أعتقد أن هذا الأمر انتهى، حسب كل المعطيات, لكنهم يستطيعون أن يعملوا حرب استنزاف". وأوضح نصر الله "ليس هناك في الأفق ما يظهر أن المعارضة قادرة أن تقوم بحرب كبيرة، الذي حصل ويحصل في اللاذقية وكسب مثلا لا يمكن أن نسميه حربا كبرى. المعطيات الميدانية مطمئنة. هي عملية محدودة، إذا تحدثنا بعدد المقاتلين والمنطقة التي دخلوا إليها والتسهيلات التي قدمت ولكنها أخذت ضجة كبيرة في الإعلام".
وأرجع السبب في نظره لانتصار النظام السوري إلى عدة أسباب رئيسية وهي :
- تغير المعطيات الإقليمية والدولية.
فقال نصر الله ان "الوضع الإقليمي والدولي تغير. في تقديري، مستوى الضغط في المرحلة المقبلة على النظام سيكون أقل مما كان عليه في الثلاث سنوات الماضية، سواء الضغط السياسي ومعه الضغط الإعلامي، أم الضغط الميداني".
وتابع "بداية من السعودية إلى قطر، لا أقول أنهم قد غيّروا مواقفهم، لكن حدة الموقف وحجم التدخل والمعطيات والآمال المعقودة، تغيّرت كثيرا".
ويقول محللون إن الذي سيسقط في الأخير هو سوريا إن لم تكن قد سقطت فعلا. إن سوريا لن تعود كما كانت ولن تبقى على حالها كما هي الآن. إن المشهد السوري تغير تغيرا جذريا وإلى الأبد.
- مشاركة ودعم حزب الله للنظام السوري.
فقال نصر الله "حقيقة يوجد مزاج في الشارع، مفاده أننا قد تأخرنا في الذهاب إلى سوريا والتدخل عسكرياً في سوريا" وأن "الناس لديهم وعي كبير حول مخاطر المرحلة، حول طبيعة التهديدات القائمة بسبب الأحداث في سوريا".
وقال "أنا أستطيع أؤكد لكم أن هناك مزاجا شعبيا كبيرا يؤيد خطوة تدخل حزب الله في سوريا. وكثير من اللبنانيين، حتى داخل قوى 14 آذار، في قرارة أنفسهم يعتقدون ويصدقون ويقبلون أن التدخل في سوريا يحمي لبنان أمام هذه الجماعات الإرهابية التي نرى سلوكها ونشهد ممارساتها بشكل يومي".
وتابع "لذلك نحن لا نشعر بغربة في هذا الأمر ولا نشعر بمزاج مخالف، بل نشعر بتأييد كبير على هذا الصعيد، وأيضاً ما يقال لنا تحت الطاولة من قوى سياسية ومن مرجعيات دينية في مختلف الطوائف يزيدنا ثقةً بهذا الموقف".
- الدعم الدولي وخصوصا من روسيا وإيران.
كان للموقف الروسي الداعم لنظام بشار الأسد النصيب الأكبر في بقائه حتى الآن فلم يقف عند حد الدعم السياسي بالفيتو في الأمم المتحدة بل تعداه إلى تسليم روسيا لسوريا منظومة متحركة للدفاع عن السواحل تتضمن صواريخ «ياخونت» المضادة للسفن ورسو عدة قطع بحرية روسية تحمل معدات عسكرية متطورة تخص منظومة الدفاع الصاروخي المتطورة مما سمح بتغطية كل الساحل السوري من أي هجوم محتمل من البحر , وبعد كل هذا الدعم الروسي قال نصر الله “أتوقع أن يزداد الموقف الروسي تصلبا في المرحلة المقبلة, ولهذا أغلبية الدول تتبنى اليوم الحل السياسي،”
ولفت مراقبون الأنظار إلى أن نصر الله تعمد عدم ذكر إيران حينما تحدث عن الدور الأساسي والهام للدول التي ساندت وساعدت بشار على البقاء حتى الآن وأنه زج أيضا باسم إسرائيل في حواره وأشار إلى حرب تموز وأنه حاول الإيهام بعداء إسرائيل لإيران وان إيران مستهدفة من الصهاينة.
وفي الأخير وسيرا على مقتضيات المرحلة التي تحياها الأمة العربية والإسلامية اليوم أراد نصر الله الإيهام بان بشار يقاتل ضد ما وصفهم بالإرهابيين والتكفيريين, وهي التهمة التي أصبح لها اليوم رواج كبير, فكل نظام لا يروقه أي معترض عليه يسمه بهذه الوصمة التي تلقى قبولا غربيا ودوليا وهي سمة الإرهاب والتكفير.
فما تعريف الإرهاب إذن إذا نظر إلى جرائم بشار ونصر الله في الشعب السوري؟.
وعن أي تكفير يتحدث إذا كانوا غارقين بالفعل في الأعمال والأقوال الكفرية فعلى سبيل المثال حرفوا سورة الإخلاص فكتبوا على الجدران – عياذا بالله - : ” قل هو الله احد , الله الصمد, أعز الله شعبي , فاصطفى منه الأسد " ؟
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث
ــــــــــــ
[1] الإحصائية من قسم الإحصائيات في مركز دراسات الجمهورية الديمقراطية , دمشق: 14-03-2014