أحمد محمود الحيفاوي
7-8-2012
عودنا زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر على حشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة, وفي كل ما لاصلة له به ولا يعنيه, وربما يتطور به الحال لنجده يوما يتدخل في برامج الطبخ أو برامج طبيبك التي تنتشر على شاشات الفضائيات!!! , ولعله غير المقولة الشهيرة لديكارت : "أنا أفكر إذن أنا موجود" الى مقولة " أنا أتكلم إذن أنا موجود " .
ونسأل هنا ما دخل زعيم المقاومة الحنجورية طبعا !!!! في حدث لم يكن في أرضه وليس له صلة به ولا هو مستهدف به وحصل الإعتداء على مواطنين غير مواطنيه وماهم على مذهبه ؟؟؟
ولعل سبب تدخله في هذا الحدث هو إظهار نفسه على أنه راعي الأمة وقائدها حسب ما يصوره له المطبلون والمزمرون والمصفقون الذين امتلات جيوبهم من التومان الفارسي, ولعل سكرة العظمة قد أنسته أنه إرتقى به الحال حتى أصبح من أكثر الشخصيات سلبية ونقدا بعد أن ركب مع بشار في قاربه المتهترىء , وصار حليفا وداعما له في قتل إخواننا السوريين , ومن الممكن أن المحيطين به لا ينقلون له أخبار تدني شعبيته التي أصبحت في الحضيض خاصة بعد وقوفه الطائفي مع جزار سوريا .
إن البعد الطائفي المكون لشخصية حسن نصر لاينفك عنه كيف لا وهو خريج مدرسة الخميني وخامنئي , وقد صرح وعلى الملأ أنه من أتباع ولاية الفقيه وأن إيران تدعمه . فلطالما كان هواه وأحكامه طائفية ومنحازة الى البعد الشيعي بامتياز, فالمقاومة العراقية التي زلزلت الأمريكان عنده إرهاب!! ومقتدى الصدر المجرم وعبد العزيز الحكيم السفاح والسادي هم مجاهدون , وثورة سوريا هي مؤامرة كونية أما المؤامرة الشيعية في البحرين فهي ثورة ضد حكم ظالم, ولا يعلم المسكين أن كل هذه الإنحيازات الطائفية هي مسامير تدق نعشه وَتقربْ من نهايته .
ولنعد بعد هذه المقدمة الى ما ذكره بخصوص الذي حصل في سيناء لنرى طائفية حسن نصر تتجلى مرة ثاني لتضيف موقفا مذهبيا جديدا الى مواقفه الكثيرة المنحازة الى طائفته الشيعية .
فبعد أن عزى القيادة المصرية وأسر الشهداء استنكر حسن نصر في أن ينسب إلى الإسلام هذا العمل الغادر وهذا شيء جيد ولكن كعادة الشيعة فهم يدسون السم في العسل.
قال حسن نصر فى كلمة له فى إحتفال رمضانى : أن هذه الحادثة الرابح الأكبر فيها هو إسرائيل، وهى التى ستحصد نتائج هذه الحادثة.
كما أكد أن هذا النوع من الأحداث لا صلة له أساسا بالإسلام ولا بالدين أو القرآن، وهناك تهديدان حقيقيان للأمن والاستقرار فى المنطقة.. أولا إسرائيل.. وثانيا العقل التكفيرى الذى يعمل على نشره فى العالم العربى والإسلامى، وأن هذه الأيام مؤلمة وحزينة بسبب ما يجرى حولنا فى المنطقة من قتل ودمار فى سوريا وخطف زوار لبنانيين وإيرانيين، وفى العراق تفجيرات متنوعة هـ.
كل من يتأمل كلام حسن نصر يجد النزعة الطائفية جلية فقد ربط بين الحدث والبعد الطائفي وساقه ليستفيد به على نقد ما يحدث في سوريا فيما يخص أبناء طائفته فيه فهو ينبز العقل التكفيري وقصده هنا بما يخص أهل السنة, ونسي المسكين أو تناسى أن أهل ملته هم أكثر فرق الأمة تكفيرا للمسلمين فقد كفروا أفضل الأمة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهم صحابته الكرام وهذا نص واحد يدل على أن الشيعة هم التكفيريون :
قال المجلسي عن الخلفاء الراشدين: «إنهم لم يكونوا إلا غاصبين جائرين مرتدين عن الدين» [انظر بحار الأنوار: (4/385)].
قال المفيد في أوائل المقالات في المذهب والمختارات: " واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار "هـ.
فما هو رأي زعيم المقاومة !! بهذه النصوص التي تحكم بكفر أهل السنة وخلودهم في النار .
ثم ما هو رأيه عن ما جرى لأنهار من دماء أهل السنة في كل من العراق وسوريا على أيدي حلفائه من أمثال مقتدي الصدر وعبد العزيز الحكيم والحكم النصيري في سوريا, ففي أحد الخطب بعد تفجير مرقدي سامراء قام أحد قادة التيار الصدري وهو المدعو " حازم الأعرجي " ليقول أقتل كل بعثي وكل وهابي نجس وهذا موثق ومنتشر , بعدهذه الخطبة سُفكت دماء أهل السنة وقتل من مئات ألآلاف منهم وحرقت مساجدهم وسحل علماء بغداد السنة في شوارعها تحت سمع وبصر الشيطان الأكبر أمريكا !!!! .
في ترجمة عملية لهذا الفتاوى التي تكفر أهل السنة وتأمر بإستباحة دمائهم .
وأما ما يحدث في سوريا من مجازر وسفك للدماء وتدمير للمتلكات وإنتهاك للأعراض ما لم نسمع به إلا في محاكم التفتيش النصرانية التي كانت في الأندلس, لقد أعمى الطائفي حسن نصر عينة عن مئات ألآلاف من السوريين الذين يقبعون في سجون النظام النصيري وعن عشرات ألآلاف من الضحايا الذين قتلوا بطريقة سادية يندى لها الجبين, ليتباكى على بضعة عشرات من المختطفين الإيرانيين واللبنانيين الشيعة الزوار كما يدعي[1] !!!!!! .
ولا اجد هنا وصفا لحسن نصر إلا قول الشاعر :
فَعَيْنُ الرِّضا عن كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ ** ولكنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي المَساوِيا
لقد ألقى زعيم المقاومة الحنجورية الكرة في ملعب أهل السنة وحاول إستثمار الحدث لصالحه على عادة الشيعة في المراوغة والحيل, وبرأ الشيعة من كل إعتداء ومجازر, فلعل العصمة قد إنتقلت اليهم من أئمتهم الأثني عشر وأصبحوا شعب الله المختار على قول إخوانهم اليهود .
وأخيرا نقول له كفى طائفية ياحسن نصر.
[1] رغم اثبات الجيش الحر على انهم مقاتلين