ما وراء المحادثات الأميركية مع الحوثيين بسلطنة عمان

بواسطة رسالة الاسلام قراءة 1076
ما وراء المحادثات الأميركية مع الحوثيين بسلطنة عمان
ما وراء المحادثات الأميركية مع الحوثيين بسلطنة عمان

9-6-2015

اعتبر محللون يمنيون أن المستور بين جماعة الحوثيين والولايات المتحدة انكشف في لقاء وفدي الجانبين بمسقط، مما أظهر تقاطع المصالح بين واشنطن والجماعة المرتبطة بإيران سياسيا ومذهبيا.

وكان وفد حوثي -ترأسه رئيس المكتب السياسي للجماعة صالح الصماد وعضوية المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام وآخرين- قد أجرى محادثات معمقة مع وفد أميركي برئاسة آن باترسون مساعدة وزير الخارجية في مسقط الأسبوع الماضي.

ولم ترشح معلومات عن ما دار في المحادثات، إلا أن المعلوم أن اللقاء جاء بناء على طلب أميركي.

وأكدت مصادر يمنية أن واشنطن وفرت طائرة خاصة لنقل المسؤولين الحوثيين من صنعاء إلى مسقط.

وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها قياديون حوثيون محادثات مع مسؤولين أميركيين بشكل علني، وبتنسيق مع إيران وسلطنة عمان، وهو ما يتنافى مع شعاراتهم وفي مقدمتها "الموت لأميركا"، كما يتناقض مع الموقف الإعلامي للحوثيين بأن أميركا تشارك السعودية في ما تسميه "العدوان على اليمن".

ورأى مراقبون أن لقاء مسقط كان محاولة أميركية لإنقاذ الحوثيين من ضربات التحالف العربي والهزيمة العسكرية، وإخراجهم من مأزق الانقلاب على الشرعية والاستيلاء على الدولة اليمنية بالقوة المسلحة بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

وقال الباحث اليمني فيصل علي إن "الحوثيين ليسوا وحدهم في هذه الحرب، بل هم جزء من منظومة معلنة التوجه خفية التحالفات".

وأضاف "لديهم تحالفاتهم العلنية مع إيران وحزب الله اللبناني، ولديهم تحالفاتهم المنبثقة من التحالف شبه العلني بين إيران وأميركا".

وأشار إلى أنه "منذ ثورة الخميني في 1979 هناك توجه أميركي داعم للتوجه الشيعي في المنطقة، فإسلام إيران مرضي عنه أميركيا وغربيا لأسباب، أهمها عمق عدائه للمسلمين بشكل عام، وللعرب بشكل خاص".

ورأى أن "الحوثيين استقلوا سفينة المخلوع صالح للترويج بأنهم يحاربون القاعدة في اليمن، وهذا يرضي واشنطن، وقد انعكس في محادثات مسقط، وأظهر سعي الإدارة الأميركية لإخراج الحوثيين من مأزقهم الدولي في جنيف".

ولم يستبعد الباحث أن يكون الأميركيون قد طلبوا من الحوثيين الخروج من المدن والانسحاب من مؤسسات الدولة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 بطريقة مخادعة بما يضمن سيطرتهم على الجيش والأمن والمشاركة بالسلطة حتى لا يقضى عليهم عسكريا خلال الحرب مع التحالف العربي.

من جانبه، رأى المحلل السياسي صادق الروحاني أن "أميركا وإيران تحاولان الالتفاف على حملة التحالف العربي العسكرية ضد مليشيا الحوثي وقوات صالح الانقلابية وتفريغها من أي نجاح وانتصار".

وقال إن "الولايات المتحدة وإيران وتابعهم المتمرد الحوثي يحاربون في خندق واحد، والأيام ستثبت ذلك، وليس سرا أن اقتسام المنطقة سيشمل المملكة العربية السعودية ودول الخليج بين القوتين كما يخططون".

وأضاف الروحاني أن "الإدارة الأميركية حسمت أمرها بتحالفها مع إيران، القوة الشيعية الكبرى في المنطقة، وخير شاهد تجربة العراق الذي جرى اقتسامه بين الأميركيين والإيرانيين".

ورأى أن "نموذج التعاون الأميركي الإيراني ضد أهل السنة يجري استنساخه في اليمن بحذافيره المذهبية المفرقة للشعب، وبالمناطقية من خلال استهداف مناطق ومحافظات بعينها، إضافة إلى محاولة "دعشنة" المقاومة الشعبية اليمنية، وإلباسها هذا الثوب لتشويهها وضربها".

وأضاف أن "أميركا أوكلت للشيعة الحوثيين تخليصها من المكونات السنية الفاعلة في اليمن مقابل تسليمهم السلطة بالبلاد".

ومضى الروحاني قائلا إن "الأميركيين والروس وبضغط من إيران يقومون بدورهم في إنقاذ مليشيا الحوثيين من الوضع العسكري السيئ، وما جرى في مسقط نوع من العهر السياسي الأميركي لضمان بقاء الحوثيين بعد لقاء جنيف لاعبا أساسيا توكل إليه المهمات الصعبة التي تخدم إيران وأميركا معا".

المصدر : رسالة الإسلام



مقالات ذات صلة