الحسينيّات تنتشر في الأردن كالنار في الهشيم
شيحان 16/11/2006
عبّر النائب الإسلامي الدكتور تيسير الفتياني عن قلقه إزاء ما اسماه بوجود نشاط شيعي خطير في الأردن ، يخدم المساعي الرامية لزيادة النفوذ الإيراني في المنطقة .
وقال النائب الفتياني في حديث لـ " شيحان " أنّ السنتين الأخيرتين شهدتا انتشاراً لما يسمّى "بالحسينيّات" في عدد من مناطق المملكة، تحظى بدعم من شخصيات عراقيّة شيعيّة كبيرة مقيمة في الأردن ، معتبرا أنّ "هذه المراكز يتم فيها بثّ الفكر والعقيدة الشيعيّة المتطرفة ، والتربية الدينية للشباب ومتابعتهم لأطول فترة زمنية ممكنة" بحسب تعبيره.
وميّز الدكتور الفتياني بين نوعين من أشكال الدعوة إلى التشيّع الذي ارتبط بروز ظاهرته في البلد بدخول العراقيين بكثافة إليها، حيث يتم في النوع الأول" جذب الفقراء والمحتاجين للترددّ على الحسينيّات من خلال استغلال حاجتهم وعوزهم وإغرائهم بتلبية ما أمكن من تلك الاحتياجات لتشجيعهم على ممارسة الطقوس الشيعية والمشاركة بيوم عاشوراء بما يتخلله من طقوس شيعية وغيره من الاحتفالات والمناسبات ذات الصلة بالمذهب الشيعي".
وذكر بأنّ "أبرز الحسينيّات التي تعمل وفق مبدأ استغلال حاجة الفقراء موجودة في حي أم تينة الواقع في جبل الجوفة". مؤكدا أنّ شكاوى وردت له ولآخرين من النواب الإسلاميين من أهالي الحي المذكور حول قيام مجموعة من الأردنيين بالخروج إلى الشوارع منطلقين من ذلك المركز لممارسة الطقوس الشيعيّة في يوم عاشوراء الأخير مثل ضرب الصدور، غير أنّ الجهات الرسمية لم تعر الأمر أي اهتمام ، على حد قوله.
وشددّ الفتياني على أنّ" ظاهرة جذب الفقراء للحسينيات تعكس وجود نشاط شيعي وليس تشيّعاً حقيقياً من قبل الفقراء الذين تغريهم المساعدات المادية". لكنّ الخطورة تنطلق من وجهة نظره من كون "هذه الظاهرة تمهّد لما هو أخطر، حيث يتعرّض القائمون على هذه الحسينيات إلى بعض الصحابة رضوان الله عليهم بما لا يليق بمقامهم وبما يسيء إليهم".
وقال أنّ "عددا من الحسينيّات أقيمت حديثا في منطقة مؤتة في الكرك ، حيث توجد مزارات بعض الصحابة الذين يجلّهم المذهب الشيعي"، مؤكدا أنّ "تلك الحسينيات تعمل بذات الطريقة التي تدار بها حسينيّة جبل الجوفة".
وأعاد الفتياني إلى الأذهان ما شاع من أخبار حول وجود مخططات لتنفيذ مشروع مماثل كبير في منطقة عبدون، مشككا في التصريحات الحكومية القاضية بوقف تنفيذه، وقال "الحكومة تقول بأنها أوقفته، لكن هل توقف تنفيذه بالفعل؟..مضيفاً أن الأمر بحاجة إلى مزيد من المتابعة".
أما النوع الآخر من أشكال التشيع وفق الفتياني فإنه يحمل شكلا أخر من أشكال الدعوة للتحوّل إلى الشيعية ولكن بحسب وصفه خطورته بالغة وأشد تأثيراً على الأشخاص المستهدفين مبيناً أنّ بعض مساجد السنّة تستغلّ اليوم من قبل بعض الأئمة الذين يدعون في خطبهم جهاراً ومن منابر هذه المساجد إلى التشيّع ويطلبون الطعن في بعض الصحابة من مثل معاوية رضي الله عنه والمبالغة في تمجيد بعضهم الآخر من مثل الحسن والحسين رضوان الله عليهما، كما يتعمدون الإساءة للدولة الأموية".
وكشف الفتياني عن أنّ" أحد هذه المساجد يقع في منطقة الدوّار السادس، حيث يقوم إمام ذلك المسجد بالإساءة إلى بعض الصحابة رضوان الله عليهم ، وقد نجح في استمالة بعض مصلّي ذلك المسجد.
وقال أن خطورة ما يقوم به ذلك الإمام تتمثل في كونه نجح بتشكيل حلقة أو مجموعة من الأتباع والمنحازين لمذهبه من منطلق فكري وليس من منطلق الحاجة والإغراء المادي.
وبحسب الفتياني فإنّ العديد من الشكاوى وصلته من مصلي ذلك المسجد حول الإساءات التي يقدم عليها ذلك الإمام في خطبه وعلى مسمع المصلين، مؤكدا أنّ العديد من المواطنين باتوا يمتنعون عن الصلاة فيه لكون الإمام لا يزال يقدم الطرح ذاته في خطبه الدينية ويدعوهم في كل مرّه لإظهار الحزن على مقتل الحسن والحسين.
وأتّهم الفتياني الحكومة "بالتقاعس عن القيام بواجبها للحد من انتشار مثل هذه الظاهرة خوفا من وجود تنازع طائفي الأردن بغنى عنه"، مدللا على ذلك الاستنتاج "باللقاءات التي جمعتنا كنواب للحركة الإسلامية برئيس الحكومة الدكتور معروف البخيت وبعض الوزراء والمسؤولين ذوي الصلة مثل وزير الداخلية عيد الفايز ووزير الأوقاف عبد الفتاح صلاح ومدير الأوقاف وكذلك رئيس مجلس النواب المهندس عبد الهادي المجالي، حيث قمنا بإبلاغهم خلال هذه اللقاءات بالمعلومات السابق ذكرها". وأضاف انه وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف إمام المسجد المذكور عن إلقاء الخطب المسيئة وعن الدعوة للتشيع، "لا يزال وحسب معلوماتي الأكيدة " يضيف الفتياني ، يمارس دعوته بحرية منذ سنتين وحتى هذه اللحظة، ويبدو بأنهم يتعمدون غضّ الطرف عنه".
وعن ردة الفعل الأولية لرئيس الوزراء قال الفتياني:"استغرب الأمر في بادئه ولا أدري إن كان أخذ الموضوع على محمل الجد ، أم أنّه اعتبره مجرّد إخبار ليس إلاّ، وبما أنّه لم يتم متابعة الموضوع بشكل جدي يبدو بأنّه انتهى عند حد العلم به وليس أكثر".
وحددّ النائب الفتياني المرّة الأولى التي كشف فيها عن الأمر لرئيس الوزراء بحضور النائب نضال العبادي وآخرين، وهو ذلك اللقاء الذي جمعهم به على خلفيّة قضية أسلحة حماس شائعة الصيت،مبينا بأنّ ردود فعل الوزراء الحاضرين تباينت بين من تفاجأ بسماع الخبر وبين من أكّد خطورته وضرورة إحاطته بالاهتمام الكافي، بيد أنّ شيئا في ذلك الاتجاه لم يحدث ، وفقا للفتياني الذي قال "قمت بزيارة المسجد الذي يخطب به ذلك الإمام لمحاولة إلتقائه والتعرّف إليه والإطلاع على أفكاره ، إلاّ أنني لم أجده ، وقد أخبرني خادم المسجد في حينه بأنّ الإمام سافر إلى البحرين للمشاركة باحتفالات يوم "عاشوراء" !!