غزة – لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين.
حاولت حركة الجهاد الإسلامي نصرة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها على طريقتها الخاصة ، والتغريد مع السرب لكنها لم تكن موفقة وذلك من أجل دحض الاتهامات التي تتهم بها ، والتي فاحت رائحتها ، فحاولت أن تقدم لعناصرها شيئا تقول إنها نصرت عائشة ، وكيف يكون هذا وقد تمرد على الخطباء الذين نصروا عائشة أمثال أحمد حجازي الذي لم تتبرأ منه حركة الجهاد الإسلامي والذي حاول أكثر من مرة خلال الحملة التي نظمتها العديد من الجهات ، وخصوصاً في المساجد ، بأن من يروج لنصرة عائشة هو صاحب فتنة وكان حجازي أيضاً يردد الكلمات والأحاديث التي يروجها دعاة الفتنة من أهل الرفض والتشيع حول طلوع الشيطان من بيت عائشة في إشارة إلى بيتها . ولا شك حاشا لله أن تكون عائشة رضي الله عنها وأرضها هي المقصودة لكن الخبثاء كثر ، والأدهى وجودهم في غزة أرض الجهاد والمقاومة .
والنشاط الوحيد الذي قامت به حركة الجهاد الإسلامي تنظيمها لقاءً بعنوان انتصار المؤمنين لعرض سيد المرسلين الأحد 10 \ 10 \ 2010 م بعد صلاة العشاء مباشرة في مسجد الشهداء بمنطقة الشجاعية , وحلَّ ضيفاً على اللقاء كلا من عبد الله الشامي , وعمر شلح , وعمر فورة , وسط غياب الدكتور حازم السراج والذي كان من المقرر أن يكون ضمن المحاضرين ولم تتضح بعد أسباب التغيب , وحضور لعدد قليل جداً غالبية الحضور كان من العوام وبعض الذين حضروا لمعرفة مدى مصداقية الجهاد الإسلامي في نصرة عائشة .
وكانت الكلمة الأولى لعبد الله الشامي أحد قادة الحركة وأحد الذين تهجموا على الصحابة في بعض خطبهم وهو أحد المولعين في كتابات الخميني في الترضي عنه وفي اتهام من يراجعه بأنه ضال مضل، وذلك حسب موقع مفكرة الإسلام بتاريخ 26-2-2007م كرّس خطبة الجمعة للترويج للثورة الإيرانية ومدحها, وأقدم على الترضي والترحم على مؤسس الثورة الإيرانية "الخميني".
الشامي ينتصر لعائشة ويترضى على الخميني:
وبحسب ما نقله مراسل "مفكرة الإسلام" في فلسطين, قال "الشامي" ـ خلال الخطبة التي ألقاها في مسجد سيد قطب بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة ـ ما نصه: "إن الخميني [رضي الله عنه] أسس دولة عبر ثورته المعروفة بالثورة الإسلامية, وكوّن دولة استطاعت صناعة السلاح النووي وهي من سيقوم بهزيمة أمريكا وإسرائيل؛ لأن النصر والتمكين سيكون من إيران", على حد زعمه.
واستنكر الشامي وصف الإيرانيين بـ"الروافض", زاعمًا أنهم "مسلمون ومناضلون شرفاء".
وأشار مراسل المفكرة إلى أنه عقب انتهاء الخطبة قام أحد الشباب المسلم لمحاورة "الشامي" وإنكار ترضيه على "الخميني" الذي سبّ الصحابة وترضى على من حارب الإسلام والمسلمين, وسأله كيف يروّج للروافض الذين يقتلون ويغتصبون أخواتنا في العراق؟! فأجابه عبد الله الشامي بأنك " شاب مضلل", بحسب وصفه.
أما ما تحدث عنه عبد الله الشامي عن فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , وكان من جملة ما تحدث سرد عدة فضائل عن أم المؤمنين , وكان معظمها عن فضل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن عائشة رضي الله عنها تدخل ضمناً ضمن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كسائر زوجاته رضي الله عنهن أجمعين .
وافتتح حديثه بقول الله عز وجل : { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا} وبين أن اللعنات تترى على الذين يلحقون الأذى بالنبي صلى الله عليه وسلم ويخوضون في عرضه .
ووصف الذين تطاولوا على السيدة عائشة رضي الله عنها بالسفهاء والضالين , وسرد عدة فضائل ومناقب لها ومنها : أنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة أي في الجنة , وكذلك تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم لها وأن فضلها على الناس كفضل الثريد على سائر الطعام , وأن أي فضل يلحق آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فعائشة رضي الله عنها لها نصيب من ذلك الفضل , ووصفها بالرغم من صغر سنها إلا أنها كانت عالمة بالقرآن الكريم وأسباب نزوله , وكذلك بالحديث الشريف ورجاله وكانت تحفظ الكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم , وكذلك كانت عالمة بالشعر ورواته , وعلى دراية بأمور التاريخ وغير ذلك , كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لازمها في المرض الذي توفي فيه وتوفي في بيتها صلى الله عليه وسلم .
تجربة حزب الله:
كلمات حق في عائشة رضي الله عنها لكن هناك تناقض لدى الشامي فوضعه كتاب كامل حول تجربة حزب الله ويعتبر فيه عقيدة حزب الله سبباً في تحقيق النصر ، ويعتبر الترتيبات الكربلائية والعاشورائية سبباً في الإشارة إلى حزب الله كونه يتميز بذلك ، وهنا يأتي السؤال للشيخ الشامي .... ما هي عقيدة حزب الله اللبناني ؟ أليست عقيدة اثنا عشرية ؟
وكذلك على عبد الله الشامي أن يراجع ابنه ، فهو يعرف جيداً الدور الريادي لابنه في خوض التشيع في قطاع غزة ؟
وعلى اللجنة الإعلامية لحركة الجهاد الإسلامي في شرق غزة أن تأخذ هذه الفعاليات في عين الاعتبار ، لا أن تفعلها حتى تضمن وقوف عناصرها إلى جانبها خصوصاً من التحقوا بها من أجل تحقيق مأرب واحد وهو الحصول على السلاح ...لكن هناك مآرب أخرى لمثل هذه الندوة وهو المحافظة على عناصر الجهاد المتمردين على سياسة قادة الحركة خصوصاً تجاه إيران والثورة الإيرانية .
ثم كانت الكلمة للقيادي في الحركة عمر شلح صاحب التلبيات الحسينية بعنوان أثر الشائعات على المجتمع تحدث بكلمات معدودة عن عائشة رضي الله عنها !! وكرس حديثه عن الشائعات وأنواعها !! والحقيقة كان الأفضل تسمية الندوة سبل محاربة الشائعات بدلاً من نصرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها ، فإذا أراد عمر شلح الذي عرف عنه بقيادة لتيار ليس بسيط في الجهاد الإسلامي أن يتحدث عن الشائعات فلا بأس من إفراد ندوة لذلك ، لكن أن يسمي الندوة لنصرة أم المؤمنين ليزعم الدفاع عنها ، ثم يأتي ويتحدث عن الشائعات وتحليل مضامينها الاكلينيكية وغيرها من الكلمات والمصطلحات التي استخدمها خلال ندوته فهذا غير مقبول, وحتى نصل إلى مرحل الموضوعية والصدق فنحن لا نتهجم .
ومن بين ما ذكره شلح أن الشائعات لا تصدر إلا من شخص غير سوي وأن الذي يروج لها منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم هم المنافقون مستشهداً بأن الذي تولى كبره هو عبد الله بن أبي بن سلول , ثم تناول بشكل مفصل ومطول بعض الشيء التعريف اللغوي والاصطلاحي للشائعات وأنواع الشائعات , واستطرد في حديثه وزعم بأن هناك شائعة سياسية نالت من حركة الجهاد الإسلامي بوصفها تنظيم متشيع وهي إشاعة سياسية روج لها خصوم وأعداء الجهاد الإسلامي على حد زعمه .
عقب ذلك أتيح المجال لعمر فورة وكانت كلمته بعنوان وقفات إيمانية مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لكن المحاضر لم يكن موفقاً في التحدث عن ذلك الموضوع فقد غرد خارج السرب ، مستهلاً حديثه بأن الورقة الرابحة في أيدي الأعداء ضرب وحدة الأمة عبر الورقة الحزبية والورقة الطائفية والمذهبية , وما يفعله الأعداء في فلسطين من استغلال للورقة الحزبية والاقتتال والتناحر , وكذلك في شتى الدول يستغلون الورقة الطائفية والمذهبية للتفريق بين أبناء الأمة وتمزيق وحدتها .
وذكر بأن النيل من أم المؤمنين ليس المقصود ذاتها بل الهدف إحداث الشرخ الطائفي وإيقاع الأمة في شرك الصدامات والخلافات الفقهية التي شرب عليها الدهر وأكل !! , ومضى يقول إن الورقة الطائفية والمذهبية أخطر الأوراق في أيدي لأعداء وحتى نسقط هذه الأوراق من أيديهم لا بد من ن ننتبه إلى أهمية رص الصفوف والتعالي على تلك السفاسف!! التي يقوم بها البعض لصالح المشروع الغربي والصهيوني الاستكباري !! .
إن عمر فورة "المفتي" ، يتضح من خلال كلماته أنه يعتبر كشف عقيدة الشيعة ، وفضح أسرارهم هو الفتنة ، ولا ندري هل أتي فورة لنصرة عائشة رضي الله عنها أم أنه أتى للتخفيف من حدة التوتر الحادث ضد إيران رائدة التشيع في العالم .
على ما يبدو أن فورة لا يروقه كشف أوراق إيران ، ويعلم فورة جيداً ، وهو لا شك أحد المستفيدين من علاقة الجهاد الإسلامي بطهران ، يعلم جيداً أن المتضرر الوحيد من وراء الحملة لنصرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو إيران على الصعيد الدولي ، وحركة الجهاد الإسلامي على الصعيد المحلي والتي طالما كان له دور فعال في نقل التشيع لفلسطين ونقل قيادات شابها لوثة التشيع المذموم .
بناء على ما سبق نؤكد على ما يلي :
1. يتضح أن حركة الجهاد الإسلامي لا تستطيع نصرة عائشة على الصعيد الذي يليق بمنظمة ترفع شعار الإسلام ، أو يوجد في نهاية اسمها " الإسلامي " نظرا للعلاقة الوطيدة بينها وبين حزب الله اللبناني وطهران .
2. لم تتمكن حركة الجهاد الإسلامي من دعوة كافة عناصرها ، وإنما حضر العشرات لهذه الندوة وذلك لإعطاء تبرير لذلك ، فلو كانت حركة الجهاد الإسلامي حركة سلفية كما يزعم قادتها في العديد من اللقاءات الصحفية لتوجب عليها أن تقوم بفعاليات تليق بمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3. أقامت حركة الجهاد الإسلامي هذه الفعالية في مسجد صغير الحجم والحضور كان لا يتناسب مع حجم المصيبة الجلل ، وإنما مسجد في الأطراف والحضور غالبيته حضر لسماع موقف الجهاد الإسلامي مما حدث ، فكانت التصريحات باهتة .
4. كان يتوجب على عبد الله الشامي الاعتذار والتبرؤ من التهجمات التي خاضها ضد الصحابة ولا سيما تهجمه على الصحابي الجليل أبو سفيان ويعلن للملأ أن ما قام به هو خطيئة لا أن يقوم بذلك تقية تماماً كما أفتى الخامنائي تقية بسبب الشعبية التي وصلت إلى الحضيض بعد خطاب ياسر الخبيث .
5. لم يكن هناك أي لفظ لكلمة شيعة خلال حديثهم ولم يوجهوا خطابهم بشكل مباشر للروافض أعداء الأمة ، وإنما من تحدث كان يبتعد حتى عن التلميح وكان الكلام مبهماً ، وهو ما أثار حفيظة الكثير من الشرفاء من عناصر الجهاد الإسلامي الذين أكدوا توقعهم لذلك ، فهم يعرفون جيداً السياسة الداخلية للحركة ويعرفون من يمكنه بيع عقيدته مقابل دراهم معدودة ، فإيران تهمهم جيداً .
6. سؤال نسأله إلى حركة الجهاد الإسلامي في مسجد الشهداء ، لماذا تم تمزيق كل اليافطات التي كانت تتحدث عن نصرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها مباشرة بعد الانتهاء من الندوة ، لماذا لم يتم الإبقاء عليها ، أم أن هناك عناصر لا تريد لمثل هذه اليافطات أن تبقى في مسجد محسوب على حركة الجهاد الإسلامي ؟؟!!
7. كان لابد أن تعلن حركة الجهاد عن برنامج دعوي يركز على عقيدة أهل السنة والجماعة , لا يركز على الثورة الخمينية التي أثبتت فشلها والنهج المطلوب هو نهج النبي صلى الله عليه وسلم لا نهج الشقاقي ولا غيره فمن أراد أن يتبع فليتبع النبي صلى الله عليه وسلم لا أن يقوم بإتباع بشر غير معصومين ....
إن على حركة الجهاد الإسلامي أن تعلم جيداً أن نصرة عائشة لا بد أن تنبع من قلب ينصرها لا من قلب من يعتبر التهجم على الصحابة ، رزقاً يدخل من خلاله دولارات .... إيرانية .